طريقة دراسة النصّ الأدبي – التجربة الشعورية

إعلان الرئيسية

طريقة دراسة النصّ الأدبي – التجربة الشعورية

                              دراسة نصّ أدبي ( التجربة الشعورية )
ب – التجربة الشعوريّة : لدراسة التجربة الشعوريّة ( العاطفة ) في نصِّ أدبي تتطلب تحديد :
1-   نوع العاطفة :  أهي إنسانية ، أم وطنيّة  ، أم قوميّة ، أم ذاتيّة … ؟
2-   بواعثها : ويكون رطها بمناسبة النصِّ ، والموقف الانفعالي  الذي دفع الكاتب إلى إنتاج النصِّ .
3-   المشاعر : فالعاطفة تتألف من  مجموعة مشاعر، كالفرح ، والاندهاش ، والإعجاب ، والأسى ، والحزن ، والغبطة …. ألخ  .
4-   أدوات التعبير عنها ويكون بــ :
·       مقدرة الألفاظ والتراكيب التي يحمّلها الأديب طاقات شعوريّة قادرة على الكشف عن مشاعره .
·       توافق المعاني وانسجامها مع الشعور .
·       قدرة خيال الأديب عل رسم صور تجلِّي شعوره ( تصوير الشعور ) .
5-   سماتها من حيث الصدق والحرارة والهدوء والثورة …
6-   أثرها في المتلقي : فإن استطاع الأديب نقل مشاعره ، أو مشاعر شخوصه إلى المتلقي بالأدوات السابقة إذ يجعل المتلقي يعيش الحالة الانفعاليّة  التي أراد الأديب نقلها ، كان الحكم على هذه المشاعر صادقة .
ادرس التجربة الشعوريّة ( العاطفة ) للشاعر ابن الرومي في رثاء ابنه :
1-   توخَّى حِمامُ الموتِ أوسطَ  صبيتي         فلله ! كيف اختار واسطة العقدِ ؟
2-   طواهُ الرّدى عنِّي فأضح مزاره             بعيداً على قربٍ قريباً على بعد ِ
                                    * * * * * * *
3-     عجبتُ لقلبي كيف لم ينفطر ْ له          ولو أنّه أقسى من الحجرِ الصلْدِ
4-   وأولادُنا مثل الجوارح أيُّها                  فقدناهُ كان الفاجعَ البيِّنَ الفقْدِ
5-   أريحانةَ العينين والأنفِ والحشا         ألا ليت شعري هل تغيّرتَ عن عهدي ؟
6-   ألامُ لما أُبدي عليكَ من الأسى           وإنّي لأخفي منكَ أضعافَ ما أبدي     
العاطفة ( ذاتيّة ) إذ عبَّر فيها الشاعر عن موقفه الوجداني الانفعالي بفقده ولده الأوسط مما دفع بالشاعر لينسج من شغاف قلبه لواعج شعوريَّة متعددة تحت رابط  واحد هو ذاتيّة الشاعر :
·       حزنه لاختيار الموت ولده في البيت الأول .
·       حزنه عل استحالة رؤيته في البيت الثاني .
·       تعجبه من عدم انفطار قلبه في البيت الثالث .
·       ألمه على فقده ولده في البيت الرابع .
·       تمنيه بعدم موته في البيت الخامس .
·       حزنه الشديد في البيت السادس .
لقد قدَّم إلينا هذه المشاعر والأحاسيس من خلال ألفاظ  كانت طوع بنانه  فعبرت عن حزنه وألمه فجاءت مناسبة لهذا الغرض المطروق :
·       توخّى : وتعني القصد والتعمد في الفعل ، وهذا ما فعله الموت في انتقاء ولده .
·       اختار : والاختيار يكون لنفائس الأشياء فاختار الموت أغلى ما يملك وهو ولده
·       البعد : واصفاً بعد ابنه عن عيني الشاعر .
·       انفطر : انشقّ ( إذا السماء انفطرت ) يعبر عن انشقاق قلبه على ولده كمداً .
·       أقسى : صعوبة قساوة ، للتعبير عن قساوة الأمر وصعوبته على نفس الشاعر
·       الفاجع : الحزين تصوير حالته .
·       ريحانة : تعبر عن مكانة منزلة الابن العالية والغالية .
·       العهد ، الأسى ، أبدي ، أخفي .
كما نسج هذه المشاعر الذاتيّة الحزينة من خلال مجموعة من التراكيب :
·       توخّى حمام الموت : وهذا يعني أنّ الموت كان مستقصداً قلب الشاعر ومتعمد الفعل في اختيار ابنه الأوسط .
·       فللّه ! كيف اختار واسطة العقد ؟ تعجب من فعل الموت واستفهام من اختياره .
·       طواه الرّدى : سهولة عمل الموت في اختطاف ابنه .
·       أضحى مزاره بعيداً على قربٍ قريباً على بعد : استحالة رؤيته ثانية على قرب مسافته .
·       عجبت لقلبي كيف لم ينفطر له : تعجبه واستغرابه من عدم تشقق قلبه عل ابنه
·       أولادنا مثل الجوارح : المكانة الكبيرة للأولاد في نفس الشاعر بتشبيههم بالجوارح .
·       أريحانة العينين والأنف والحشا : نداء ابنه القريب من نفسه البعيد عن ناظريه
·       ألا ليت شعري هل تغيّرن عن عهدي ؟ تمنى الشاعر وهو غير محقق .
لقد أظهر الشاعر قدرة كبيرة على التوافق بين التراكيب والمعاني التي رمى إليها منسجمة مع شعوره وهذا ما ظهر جلياً في أغلب النصِّ يمثله البيت الثاني والبيت الرابع والبيت الخامس .
انبثق عن خيال خصب تمثل في البيت الثاني حيث طو الموت ابنه وتصعب رؤيته على قرب مكانه فهو القريب البعيد فكان خير تصوير لشعوره وقنوطه بعدم على رؤيته وهو قريب منه مكاناً .
كان صادق الأحاسيس والمشاعر إذ استطاع ببراعة ألفاظه وتراكيبه أن نشعر بحزنه العميق  على ابنه فكان صادق الأحاسيس والمشاعر .

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button