تطور
فن المقالة وخصائصه
المقال لغة: القول
واصطلاحا بحث قصير في علم الأدب
أو السياسة أو الاجتماع ,يتناول
جانبا من موضوع ما , يقدم
للقارئ بطريقة مشوقة تعتمد على الحكاية
والمثل والإشارة, إلى جانب
المادة التحصيلة .
وقد ارتبط ظهوره
بظهور الصحافة. ومن
ثم فانه لم يبرز في الأدب العربي إلا في
العصر الحديث مع أولى الصحف العربية
"الوقائع
المصرية1828م"
ولا يعني هذا
أن العرب لم يعرفو الكتابة فيما يشبه فن
المقال,ككتابات
عبد الحميد الكاتب,
وابن المقفع
والجاحظ,وغيرهم
من كتاب العصر العباسي .
وابنداءا من القرن
الرباع خطا هذا النمط خطوة مذمومة نحو
التكلف,فغدا
متحجر الأسلوب, وفي
العصر الحديث مرت المقالة بعدة مراحل,فقد
ضهرت في اول مرة بدائية فجة ,اسلوبها
يشبه اساليب يشبه أساليب عصر الضعف ,فجاءت
مثقلة بالمحسنات ,مزينة
بالزخارف المتكلفة.
تتناول في الغالب
مواضيع سياسية.ويعود
الفضل للرفاعى الطهطاوي في تخليصها من
تعقيدات التكلف,ثم
تطورت قليلا وقللت من قيود السجع,وأخذت
تقترب من عامة الناس بتأثير دعوته جمال
الدين الأفغاني محمد عبده الإصلاحية
,وأشهر
كتاب هذه المرحلة (أديب
إسحاق –سليم النقاش – عبدا لرحمن
الكواكبي-إبراهيم
المويلحي ) ثم
خطت خطوة نحو الامام فتخلصت من قيود الصنعة
.وانطلقت
حرة بسيطة .تعنى
بالأفكار .وانتهت
إلالصورة التى هي عليها اليوم .وامتازت
فى هذا الطور بالتركيز والدقة والميل إلى
بث الثقافة العامة لتربية أذواق الناس
وعقولهم .وابرز
كتابه
في هذا الطور (
الرافعى-
محمد حسين هيكل-
طه حسين-
المازني-
العقاد احمد
آمين الابراهيمى)
* ويميز
النقاد بين انواع مختلفة من المقا لات يا
لنظرالى مادتهاواسلوبها
1-المقالة
السياسية =مادتها
السياسية.فقد
يستخدم الكاتب أسلوب الإيحاء والتلميح
عندما يشدد الخناق عليه وقد يستخدم أسلوب
الهجوم العنيف لما يشعر بالحرية .ومن
مميزاتها البعد عن التكلف.
تخير الألفاظ
. الميل
إلى السهولة .والتزام
طرق الإقناع
2-المقالة
الاجتماعية=مادتها
المجتمع بمظاهره ومشاكله كالفقر
.الجهل.الدين.المرآة.الأسرة...
ويتميز بوضوح
الفكرة . وتصوير
المشكلة ومناقشتها فى هدوء وروية.
3-المقالة
الأدبية= وهي
التىيلجا إليها الأدباء بأسلوب خاص يصورون
فيه مشاعرهم نحو الاشياء .
ولكل أديب وجهة
نظر فى الحياة .
انطباعات معينة نحو
بعض الأحداث والمواقف .
ويهدف هذا النوع
إلى إبراز القيم الجمالية والفنية دون
مراعاة الموضوعية أو مطابقة الواقع.
ومن مميزاتها=
الاعتماد على
الخيار والتصوير .
والميل إلى
العبارة الواضحة .
واللفظة الجزلة
الموحية . والتركيز
على تعميق الفكرة باعتماد اللغة السليمة.
4-المقالة
النقدية= تلك
التى ترتبط بالأدب شعرا ونثرا.
تحلله وتقومه
وتقييمه . فتذكر
ما فيه من محاسن أو عيوب مع تحرى الموضوعية
والبعد عن الذاتية .
اعتمادا على
قوة التميز الفطري التى يمتلكها الناقد
. والمقاييس
التى يعدها لنفسه .
وتتميز باستخدام
المصطلحات النقدية.
واللغة الرفيعة
المستوى . ودقة
الأسلوب ووضوحه .
والألفاظ
المنتقاة . والتراكيب
المتخيرة .
فالمقالة وان تنوعت
مادتها . واختلفت
أساليبها . وتعددت
موضوعاتها . فإنها
تشترك جميعها فى طريقة البناء.
فكل منها تقوم
علىمقدمة يعمد فيها
الكاتب على إدراج
القارىء في جو الموضوع.
وعرض يبسط فيه
الفكرة أو القضية المراد معالجتها.
وخاتمة يلخص
فيها النتائج المتوصل إليها.
وتختلف باختلاف
موضوع المقال ومادته
تطور فني التراجم
والسير
الترجمة:فن
من الفنون الأدبية تتناول التعريف بحياة
علم له مكانة فى مجال العلم أو الأدب
والسياسة أو الاجتماع تعريفا يطول أو
يقصر
ويتعمق في تحليل
الأحداث أو يطفو على السطح بالتعرض إلى
نسبة . مولده
. طفولته.
تعلمه وعوامل
تكوين شخصيته-مواقفه-
أعماله –ظروف
وفاته – اثاره.
السيرة:
هي ترجمة مطولة
ممعنة فى الطول تستوفى جميع جوانب حياة
المترجم له وهى نوعان:
موضوعية:
وهى التى يترجم
فيها الكاتب لغيره. -
1
ذاتية :وهي التى
يترجم فيها الكاتب لنفسه .
وقد عنى العرب
والمسلمون في العصور القديمة بكتابة
تراجم مشاهير الرجال عناية كبيرة واحتفوا
بوضع السير المطولة احتفاء بالغا حتى
ألفوا كتبا لتواريخ البلدان مترجمين
لأهلها. وبهذا
أصبحت تنافس التراجم في الآداب الأجنبية
وكانت سيرة الرسول (ص)
أولى السير التى
حضيت باهتمام الكتاب والمؤرخين مسلطين
أضواءهم على خصاله وصفاته وأي هم أعماله
وغزواته متفاوتين في عرض حقائقها ومن
ابرز كتابه ابن هشام المتوفى (213)
ابن سعد (230
ه)(الطبقات
الكبرى) تلتها
سيراخرى منها سيرة احمد بن طولون لأحمد
بن يوسف وسيرة السلطان محمود الغز نوي
لأبي النصر العنبي .وسيرة
عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز واحمد
بن حنبل لابن لجوزي كما عنى المؤرخون
بتراجم وسير الشعراء والفقهاء والمفسرين
والقضاة والنحات لغايات مختلفة علمية
وأدبية فاهتم بن قتيبة وابن سلام الجمحي
بتراجم الشعراء
والأدباء
وتختلف التراجم
والسير من حيث الطول والقصر تبعا لاعتبارات
يعود بعضها إلى مكانة المترجم له البعض
الأخر إلى ثقافة المترجم ,
فياقوت الحموي
ترجم لحياة اسامة بن منقذ الأمير في نحو
ستين صفحة على حين ترجم لغيره في أربعة
اسطر .
وكان كناب التراجم
في بداية الأمر يتحرون أسانيد أخبارهم
واضطروا في ما بعد إلى إسقاطها مراعاة
للاختصار ومنهم من التزم
بمدا الموضوعية في
نقل الأخبار ودعا إلى والتقيد بالحقيقة
والتحقق من معارضة الروايات بعضها لبعض
مع ضرورة العناية بتواريخ وفاة المشاهير
من الناس, كما
عني بعضهم بذكر المصادر والمراجع التي
اعتمدوا عليها وفي نهاية القرن(2ه)
عرف فن الترجمة
نوعا من الازدهار غير انه ركد قبيل القرن
(19م)
أين عرفت الآداب
العربية نهضة شاملة نتيجة الاحتكاك
بالغرب, أما
في القرن(20م)
وفي بدايته ظهرت
طائفة من الكتاب ساهمت في تطوير هذا الفن
فلم يعد نقلا للروايات والأخبار بل أصبح
فنا له قواعده وضوابطه إذ أن العبرة ليست
في جمع الأخبار وإنما العبرة في طريقة
العرض والتحليل للوصول إلى الجوانب الخفية
م حياة المترجم له ومن اشهر كتاب هذه
المرحلة محمد حسين هيكل-محمود
عباس العقاد – طه حسين ,
الذين أيدعو في
أساليب العرض معتمدين على الحقائق
التاريخية القديمة والمراجع العتيقة
وحللوها على ضوء علم النفس وعلم الاجتماع
مبزين أثار الشخصية في البيئة و أثر البيئة
فيها .
والى جانب السيرة
الموضوعية كتب الكثير من الأدباء تراجم
ذاتية عن حياتهم متحدثين عن تفاصيلها
مرحلة مرحلة وأشهرهم طه حسين (
الأيام )
أحمد أمين (حياتي
) العقاد
( أنا
)
وللترجمة والسير خصائص :
الترجمة :
تناول الترجمة
التعريف بالمترجم له بذكر اسمه –كنيته–
نسبه – نشأته – تعلمه – أسفاره-مناصب
شغله – ظروف وفاته – اثاره مع تسليط
الضوء مع نواحي تأثيره في محيطه وبيئته
2- تعتمد
على الروايات والآثار المادية
3- الاستعانة
بدراسات علم النفس وعلم الاجتماع وغيرهما
لتفسير المواقف وإبراز المشاعر
4- تعرض في
حلة جميلة في الغالب
ب-
السيرة:
تتناول
العناصر السابقة بشيء من التحليل والتفصيل
-1
2-
إيراد الإحداث
وفق تسلسلها الزمني اعتمادا على المصادر
القديمة
3-
نقد الأخبار
بعرضها على المنطق ودعمها بالحجج القوية
4- عرض الروايات المختلفة وترجيح
بعضها
5-
الاعتماد على
التحليل النفسي بتفسير المواقف والتصرفات
واستنباط الأحكام
6-
إبراز علاقة
التصرفات أشخاص السيرة بالبيئة الاجتماعية
والسياسية والدينية (علاقة
التأثير والتأثير)
7-
اعتماد الأسلوب
القصصي الذي بطبعه السرد والحوار الموجز
8-تحري الموضوعية وتغليب العقل
على العاطفة والتقيد بالحقيقة
المذهب الرومانسي
بدأت
الرومانسية تتصدر الحياة الأدبية في
أوربا أواخر القرن الثامن عشر.
وبلغت قمة
ازدهارها في النصف الثاني من القرن التاسع
عشر. وقد
قامت على رفض الكلاسيكية لإغراقها في
الصنعة. ومغالاتها
في تعظيم العقل.
وانتهاجها مسلك
القدماء. ومن
روادها في انجلترا الشاعران :
وردز ورث وكلورج
. اللذان
اصدرا معا ديوان المواويل الغنائية 1798.
وقد جعلا من
الإنسان
بهمومه
واهتماماته وتفاصيل حياته-
حتى التافه
منها- سحوا
ر لشعر هما في هذا الديوان.
وقد مهد للرومانسية
في فرنسا عدد كبير من الأدباء وعلى رأسهم
( لامرتين
والفريد دي موسيه وفكتور هيجو)
القائل
:( يجب
أن نخلص الشعر من الموضوعات الماخوذة من
عصور غريبة عنا ) .
والرومانسية
صادفت الثورة الفرنسية والاتجاه الديمقراطي
في السياسة. فاهتم
الأدباء بالطبقات الوسطى والدنيا من
المجتمع بعد أن كان الأدب وقفا على الطبقة
الارسطوقراطية مما أدى إلى تقوية النزعة
الفردية عند الأديب فصار يعني بعواطفه
الذاتية ومشاعره الخاصة.
وتحررت العواطف
من ربقة العقل وتسلطه.
أو لوا اهتماما
للخيال ل. وانصرف
الشعر إلى التعبير عن التجارب الخاصة.
والالتجاء
إلى الطبيعة هربا من تعقيدات الحضارة
الحديثة وزيفها.
كما
نادى الرومانسيون بالتحرر من قيود الشكل
التى فرضها الكلا سكيون .
فدعوا إلى
التلقائية في التعبير.
فأصبح الأدباء
يميلون إلى اللغة السهلة والعبارة الواضحة
المرنة.
أما
الرومانسية العربية فقد بدأت في القرن
العشرين على أيدي المهجريين متمثلة في
حنينهم إلى أوطانهم واقبالهم على الطبيعة.
وابرز روادها
جبران خليل جبران- نسيب
عريضة – إيليا أبو ماضي – ميخائيل نعيمة.
فكان
لخليل جبران الدور الكبير في التمهيد
للرومانسية من خلال قصائده التى جعل فيها
من الطبيعة كائنات حية تنعكس عليها عواطفه
ونوازعه. ويمزجها
بالالمه. ويبث
فيها شكواه.