إيليا أبو ماضي
إيليا أبو ماضي (1889[1] أو 1890[2] - 23 نوفمبر 1957) شاعر عربي لبناني يعتبر من أهم شعراء المهجر في أوائل القرن العشرين.
نشأته
ولد إيليا ضاهر أبو ماضي في المحيدثة في المتن الشمالي في جبل لبنان عام 1889 وهاجر إلى مصر سنة 1900م وسكن الإسكندرية وأولع بالأدب والشعر حفظاً ومطالعة ونظماً. أجبره الفقر أن يترك دراسته بعد الابتدائية، فغادر لبنان إلى مصر ليعمل في تجارة التبغ، وكانت مصر مركزاً للمفكرين اللبنانيين الهاربين من قمع الأتراك، نشر قصائد له في مجلاتٍ لبنانية صادرة في مصر، أهمها "العلم" و"الاكسبرس"، وهناك، تعرف إلى الأديب أمين تقي الدين، الذي تبنى المبدع الصغير ونشر أولى اعمال إيليا في مجلته "الزهور" توفي سنة 1957.
مسيرته الأدبية
في مصر، أصدر أبو ماضي أول دواوينه الشعرية عام 1911، بعنوان "تذكار الماضي"، وكان يبلغ من العمر 22 عاماً، شعره السياسي والوطني جعله عرضةً لمضايقات السلطة الرسمية، فهاجر عام 1912 إلى أمريكا الشمالية، وصل أولاً إلى مدينة سينسيناتي، وهناك عمل مع أخيه محمد في التجارة، وتنقل بعدها في الولايات المتحدة إلى ان استقر في مدينة نيويورك وهناك عمل نائباً لتحرير جريدة مرآة الغرب وتزوج من ابنة مالكها السيدة دورا نجيب دياب وأنجبت له اربعة أولاد.
تعرف إلى عظماء القلم في المهجر، فأسس مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة الرابطة القلمية، التي كانت أبرز مقومات الأدب العربي الحديث، وتعتبر هذه الرابطة أهم العوامل التي ساعدت أبي ماضي على نشر فلسفته الشعرية.
}، قام إيليا أبو ماضي بإصدار أهم مجلة عربية في المهجر، وهي"مجلة السمير" التي تبنت الأقلام المغتربة، وقدمت الشعر الحديث على صفحاتها، واشترك في إصدارها معظم شعراء المهجر لا سيما أدباء المهجر الأمريكي الشمالي، وقام بتحويلها عام 1936 إلى جريدة يومية. امتازت بنبضها العروبي. لم تتوقف "السمير" عن الصدور حتى فارق الشاعر الحياة بنوبة قلبية في 13 نوفمبر 1957.
أهم الأعمال
تفرغ إيليا أبو ماضي للأدب والصحافة، وأصدر عدة دواوين رسمت اتجاهه الفلسفي والفكري أهمها:
"تذكار الماضي" (الإسكندرية 1911): تناول موضوعات مختلفة أبرزها الظلم، عرض فيها بالشعر الظلم الذي يمارسه الحاكم على المحكوم، مهاجماً الطغيان العثماني ضد بلاده.
"إيليا أبو مستقبل" (نيويورك 1918): كتب مقدمته جبران خليل جبران، جمع فيه إيليا الكرة، والتأمل والفلسفة، و موضوعات اجتماعية وقضايا وطنية كل ذلك في إطار الحب حالم أحياناً وثائر عنيف أحياناً أخرى، يكرر شاعرنا فيه تغنيه بجمال الطبيعة.
"الجداول" (نيويورك 1927): كتب مقدمته ميخائيل نعيمة.
"الخمائل" (نيويورك 1940): من أكثر دواوين أبي ماضي شهرةً ونجاحاً، فيه اكتمال نضوج ايليا أدبياً، جعله شعر التناقضات، ففيه الجسد والروح، والثورة وطلب السلام، والاعتراف بالواقع ورسم الخيال.
"تبر وتراب"
"الغابة المفقودة"
" قصص الأغرش ومرأته الهبلة "
"مغامرات خالد حزين مع الحياه":وكان من أهم الكتب واشهرها لانها تناقش مواضيع مهمه ومفيده.
أهم العوامل المؤثرة في شعر أبي ماضي
أحاطته الطبيعة في طفولته، وكانت قرية المحيدثة تحاصر إيليا أبو ماضي بأشكال الجمال الأخضر والجداول المغردة للجمال، فتعلم حب الطبيعة وتعلق بمناجاتها. الفقر، فنشأته في قسوة الفقر، جعلت منه رسولاً للفقراء، فكتب دوماً عن المساواة الاجتماعية، فكلنا من تراب، لا غني ولا فقير. الهجرة، والاغتراب، كان التشرد في الغربة ثاني مدماك في اتجاه أبي ماضي، ومن التشرد تعلم الوفاء للوطن، فأغزر في الشوق اليه والعناية بطيفه الباق في قلبه. الاختلاط بالنخب، ففي المهجر، كان أبي ماضي منغمساً في علاقته برواد النهضة العربية وقادة الفكر التحرري الأدبي، فاستفاد منهم، وبنى منهجه الشعري وأسلوبه الأدبي.
من شعره
كتب إيليا أفضل شعره وهو في المهجر وهذه بعضها:[3]
أيهذا الشاكي
أيهذا الشاكي ومـا بك داءٌ كيف تغـدٌ إذا غـدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفس تتوقى قبل الرحيل الرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمـى ان ترى فوقها الندى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل من يرى في الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال لايرى في الوجود شيئا جميلا
فتمتع بالصبح ما دمت فيه لاتخف ان يزول حتي يزولا
وإذا ما أظل رأسك هم قصر البحث فيه كي لا يطولا {{{2}}}
كم تشتكي
كم تشتكي وتقول انك معدم والأرض ملكك والسما والأنجم
ولك الحقول وزهرها وأريجها ونسيمها والبلبل المترنم
والماء حولك فضة رقراقة والشمس فوقك عسجد يتضرغم
والنور يبني في السفوح وفي الذرى دورا مزخرفة وحينا يهدم
هشت لك الدنيا فمالك واجم وتبسمت فعلام لا تتبسم
ان كنت مكتئبا لعز قد مضى هيهات يرجعه اليك تَنَدُّم
أو كنت تشفق من حلول مصيبة هيهات يمنع أن تحل تجهم
أو كنت جاوزت الشباب فلا تقل شاخ الزمان فانه لا يهرم
أُنظر فما زالت تطل من الثرى صور تكاد لحسنها تتكلم
كن بلسماً
كن بلسماً إن صار دهرك أرقما وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما..
أحسنْ وإن لم تجزَ حـتى بالثنا أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى؟
مَــنْ ذا يكافـئُ زهرةً فواحةً؟ أو مـن يثيبُ البلبل المترنما؟
ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما إني وجـدتُ الحبَّ علما قيما
لو لم تَفُـحْ هذي، وهذا ما شدا عاشـتْ مذممةً وعاش مذمـما
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ كونا نيرا وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما
لا تطلبن محبة من جاهل المرء ليس يحب حتى يفهما
ابتســم
قال: السماء كئيبة، وتجهما قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما
قال: الصبا ولّى فقلت له ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما
قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جهنما
خانت عهودي بعدما ملكتها قلبي فكيف أطيق أن أتبسما ؟
قلت: ابتسم واطرب فلو قارنتها قضّيت عمرك كله متألما
قال: التجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الظما
أو غادة مسلولة محتاجة لدم وتنفث كلما لهثت دما
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها وشفائها فإذا ابتسمت فربما..
أيكون غيرك مجرما وتبيت في وجل كأنك أنت صرت المجرما
قال: العدى حولي علت صيحاتهم أأسر والأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم لم يطلبوك بذمة لو لم تكن منهم أجل وأعظما
قال: المواسم قد بدت أعلامها وتعرضت لي في الملابس والدمى
وعلي للأحباب فرض لازم لكنّ كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم يكفيك أنك لم تزل حيا ولست من الأحبة معدما
قال: الليالي جرعتني علقما قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا وترنما
أتراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما
يا صاح لا خطر على شفتيك أن تتثلما والوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى متلاطم ولذا نحب الأنجما
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
قلت: ابتسم مادام بينك والردى شبر فإنك بعد لن تتبسما
أنا
حر ومذهب كل حر مذهبي ماكنت بالغاوي ولا المتعصبِ
إني لأغضب للكريم ينوشه مَنْ دونَه واللوم مِن لم يغضبِ
اذا
اذا جدفت جوزيت على التجديف بالنار
وان احببت عيرت من الجـارة والجـار
وان قامرت أو راهنت في النادي أو الدار
فأنت الرجل الاثم عند الناس والباري
وان تسكر لكي تنسى هموما ذات اوقار
خسرت الدين والدنيا ولن تربح سوى العار
وان قلت: اذن فالعيش اوزار بـأوزار
وان الموت اشهى لي إذا لم اقض اوطاري
واسرعت إلى السيف أو السم أو النار
لكي تخـرج من دنيا ذووها غير احرار
فهذا المنكر الاعظـم في سـر واضمار
اذن فاحي ومت كالناس عبدا غير مختار
من كان قحطان اباه فإنه له صدر العالمين او القبر
الطين
نسى الطين ساعة أنه طين حقير فصال تيهاً وعربد
وكسا الخز جسمَه فتباهى وحوى الماَل كيسُه فتمرد
يا أخي لا تَمل بوجهك عني ما أنا فحمة ولا أنت فرقد
انت لاتأكل النضار أذا جعت ولا تشرب الجمان المنضد
انت مثلي يهش وجهك للنعمى وفي حالة المصيبة تكمد
ديوان إيليا ابو ماضي
إيليا أبو ماضي (1889[1] أو 1890[2] - 23 نوفمبر 1957) شاعر عربي لبناني يعتبر من أهم شعراء المهجر في أوائل القرن العشرين.
نشأته
ولد إيليا ضاهر أبو ماضي في المحيدثة في المتن الشمالي في جبل لبنان عام 1889 وهاجر إلى مصر سنة 1900م وسكن الإسكندرية وأولع بالأدب والشعر حفظاً ومطالعة ونظماً. أجبره الفقر أن يترك دراسته بعد الابتدائية، فغادر لبنان إلى مصر ليعمل في تجارة التبغ، وكانت مصر مركزاً للمفكرين اللبنانيين الهاربين من قمع الأتراك، نشر قصائد له في مجلاتٍ لبنانية صادرة في مصر، أهمها "العلم" و"الاكسبرس"، وهناك، تعرف إلى الأديب أمين تقي الدين، الذي تبنى المبدع الصغير ونشر أولى اعمال إيليا في مجلته "الزهور" توفي سنة 1957.
مسيرته الأدبية
في مصر، أصدر أبو ماضي أول دواوينه الشعرية عام 1911، بعنوان "تذكار الماضي"، وكان يبلغ من العمر 22 عاماً، شعره السياسي والوطني جعله عرضةً لمضايقات السلطة الرسمية، فهاجر عام 1912 إلى أمريكا الشمالية، وصل أولاً إلى مدينة سينسيناتي، وهناك عمل مع أخيه محمد في التجارة، وتنقل بعدها في الولايات المتحدة إلى ان استقر في مدينة نيويورك وهناك عمل نائباً لتحرير جريدة مرآة الغرب وتزوج من ابنة مالكها السيدة دورا نجيب دياب وأنجبت له اربعة أولاد.
تعرف إلى عظماء القلم في المهجر، فأسس مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة الرابطة القلمية، التي كانت أبرز مقومات الأدب العربي الحديث، وتعتبر هذه الرابطة أهم العوامل التي ساعدت أبي ماضي على نشر فلسفته الشعرية.
}، قام إيليا أبو ماضي بإصدار أهم مجلة عربية في المهجر، وهي"مجلة السمير" التي تبنت الأقلام المغتربة، وقدمت الشعر الحديث على صفحاتها، واشترك في إصدارها معظم شعراء المهجر لا سيما أدباء المهجر الأمريكي الشمالي، وقام بتحويلها عام 1936 إلى جريدة يومية. امتازت بنبضها العروبي. لم تتوقف "السمير" عن الصدور حتى فارق الشاعر الحياة بنوبة قلبية في 13 نوفمبر 1957.
أهم الأعمال
تفرغ إيليا أبو ماضي للأدب والصحافة، وأصدر عدة دواوين رسمت اتجاهه الفلسفي والفكري أهمها:
"تذكار الماضي" (الإسكندرية 1911): تناول موضوعات مختلفة أبرزها الظلم، عرض فيها بالشعر الظلم الذي يمارسه الحاكم على المحكوم، مهاجماً الطغيان العثماني ضد بلاده.
"إيليا أبو مستقبل" (نيويورك 1918): كتب مقدمته جبران خليل جبران، جمع فيه إيليا الكرة، والتأمل والفلسفة، و موضوعات اجتماعية وقضايا وطنية كل ذلك في إطار الحب حالم أحياناً وثائر عنيف أحياناً أخرى، يكرر شاعرنا فيه تغنيه بجمال الطبيعة.
"الجداول" (نيويورك 1927): كتب مقدمته ميخائيل نعيمة.
"الخمائل" (نيويورك 1940): من أكثر دواوين أبي ماضي شهرةً ونجاحاً، فيه اكتمال نضوج ايليا أدبياً، جعله شعر التناقضات، ففيه الجسد والروح، والثورة وطلب السلام، والاعتراف بالواقع ورسم الخيال.
"تبر وتراب"
"الغابة المفقودة"
" قصص الأغرش ومرأته الهبلة "
"مغامرات خالد حزين مع الحياه":وكان من أهم الكتب واشهرها لانها تناقش مواضيع مهمه ومفيده.
أهم العوامل المؤثرة في شعر أبي ماضي
أحاطته الطبيعة في طفولته، وكانت قرية المحيدثة تحاصر إيليا أبو ماضي بأشكال الجمال الأخضر والجداول المغردة للجمال، فتعلم حب الطبيعة وتعلق بمناجاتها. الفقر، فنشأته في قسوة الفقر، جعلت منه رسولاً للفقراء، فكتب دوماً عن المساواة الاجتماعية، فكلنا من تراب، لا غني ولا فقير. الهجرة، والاغتراب، كان التشرد في الغربة ثاني مدماك في اتجاه أبي ماضي، ومن التشرد تعلم الوفاء للوطن، فأغزر في الشوق اليه والعناية بطيفه الباق في قلبه. الاختلاط بالنخب، ففي المهجر، كان أبي ماضي منغمساً في علاقته برواد النهضة العربية وقادة الفكر التحرري الأدبي، فاستفاد منهم، وبنى منهجه الشعري وأسلوبه الأدبي.
من شعره
كتب إيليا أفضل شعره وهو في المهجر وهذه بعضها:[3]
أيهذا الشاكي
أيهذا الشاكي ومـا بك داءٌ كيف تغـدٌ إذا غـدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفس تتوقى قبل الرحيل الرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمـى ان ترى فوقها الندى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل من يرى في الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال لايرى في الوجود شيئا جميلا
فتمتع بالصبح ما دمت فيه لاتخف ان يزول حتي يزولا
وإذا ما أظل رأسك هم قصر البحث فيه كي لا يطولا {{{2}}}
كم تشتكي
كم تشتكي وتقول انك معدم والأرض ملكك والسما والأنجم
ولك الحقول وزهرها وأريجها ونسيمها والبلبل المترنم
والماء حولك فضة رقراقة والشمس فوقك عسجد يتضرغم
والنور يبني في السفوح وفي الذرى دورا مزخرفة وحينا يهدم
هشت لك الدنيا فمالك واجم وتبسمت فعلام لا تتبسم
ان كنت مكتئبا لعز قد مضى هيهات يرجعه اليك تَنَدُّم
أو كنت تشفق من حلول مصيبة هيهات يمنع أن تحل تجهم
أو كنت جاوزت الشباب فلا تقل شاخ الزمان فانه لا يهرم
أُنظر فما زالت تطل من الثرى صور تكاد لحسنها تتكلم
كن بلسماً
كن بلسماً إن صار دهرك أرقما وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما..
أحسنْ وإن لم تجزَ حـتى بالثنا أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى؟
مَــنْ ذا يكافـئُ زهرةً فواحةً؟ أو مـن يثيبُ البلبل المترنما؟
ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما إني وجـدتُ الحبَّ علما قيما
لو لم تَفُـحْ هذي، وهذا ما شدا عاشـتْ مذممةً وعاش مذمـما
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ كونا نيرا وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما
لا تطلبن محبة من جاهل المرء ليس يحب حتى يفهما
ابتســم
قال: السماء كئيبة، وتجهما قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما
قال: الصبا ولّى فقلت له ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما
قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جهنما
خانت عهودي بعدما ملكتها قلبي فكيف أطيق أن أتبسما ؟
قلت: ابتسم واطرب فلو قارنتها قضّيت عمرك كله متألما
قال: التجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الظما
أو غادة مسلولة محتاجة لدم وتنفث كلما لهثت دما
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها وشفائها فإذا ابتسمت فربما..
أيكون غيرك مجرما وتبيت في وجل كأنك أنت صرت المجرما
قال: العدى حولي علت صيحاتهم أأسر والأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم لم يطلبوك بذمة لو لم تكن منهم أجل وأعظما
قال: المواسم قد بدت أعلامها وتعرضت لي في الملابس والدمى
وعلي للأحباب فرض لازم لكنّ كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم يكفيك أنك لم تزل حيا ولست من الأحبة معدما
قال: الليالي جرعتني علقما قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا وترنما
أتراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما
يا صاح لا خطر على شفتيك أن تتثلما والوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى متلاطم ولذا نحب الأنجما
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
قلت: ابتسم مادام بينك والردى شبر فإنك بعد لن تتبسما
أنا
حر ومذهب كل حر مذهبي ماكنت بالغاوي ولا المتعصبِ
إني لأغضب للكريم ينوشه مَنْ دونَه واللوم مِن لم يغضبِ
اذا
اذا جدفت جوزيت على التجديف بالنار
وان احببت عيرت من الجـارة والجـار
وان قامرت أو راهنت في النادي أو الدار
فأنت الرجل الاثم عند الناس والباري
وان تسكر لكي تنسى هموما ذات اوقار
خسرت الدين والدنيا ولن تربح سوى العار
وان قلت: اذن فالعيش اوزار بـأوزار
وان الموت اشهى لي إذا لم اقض اوطاري
واسرعت إلى السيف أو السم أو النار
لكي تخـرج من دنيا ذووها غير احرار
فهذا المنكر الاعظـم في سـر واضمار
اذن فاحي ومت كالناس عبدا غير مختار
من كان قحطان اباه فإنه له صدر العالمين او القبر
الطين
نسى الطين ساعة أنه طين حقير فصال تيهاً وعربد
وكسا الخز جسمَه فتباهى وحوى الماَل كيسُه فتمرد
يا أخي لا تَمل بوجهك عني ما أنا فحمة ولا أنت فرقد
انت لاتأكل النضار أذا جعت ولا تشرب الجمان المنضد
انت مثلي يهش وجهك للنعمى وفي حالة المصيبة تكمد
ديوان إيليا ابو ماضي