جمعية الأباء والمدرسة أية علاقة؟

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية جمعية الأباء والمدرسة أية علاقة؟

جمعية الأباء والمدرسة أية علاقة؟

لا ننكر ما لعمليات التربية والتعليم من أهمية من مسئوليات بل واخطر المسوْوليات اتجاه حياة الأمة؛ لأنها تتصل اتصالا مباشرا بحياة كل فرد فيها وكل أسرة، ولأنها تؤثر تأثيرا جوهريا في مستقبل هذه الأمة كما أثرت في ماضيها. فالمدرسة تعتبر بهذا هي المحور الرئيسي لهذه العمليات؛ لأنها تستوعب أبناء المجتمع في رحابها، وتكسبهم الاستعداد لان يحتلوا مكانهم كمواطنين مستنيرين صالحين. فالمدرسة تساعد في تكوين المواطن الصالح نموا متكاملا، علاوة على تنمية مواهبه وتقويته في مواجهة الأمور حتى ينسجم مع باقي أعضاء المجتمع ويعاونهم على تحقيق رغبات هذا المجتمع، بعد أن يتعمق في فلسفته ونظمه وتقاليده ويفهمها ويحترمها ويستهدي بها في سلوكه. فالمجتمع يعتمد على المدرسة في أن تمده بالجديد من المعارف والخبرات، وتغذيه بالعدد اللازم من الفنيين في كل مجال، وتؤصل في نفوس أفراده القيم الروحية والمثل الخلقية التي يستهدفها والتي يسير على هديها أعضاؤه. ( ستاوت ولانجدون، 1962 ) وكذلك ينظر المجتمع إلى المدرسة كأداة قادرة على الإصلاح والتوجيه، وكجهاز قادر على الإنشاء والبناء. فالمدرسة في نظر المجتمع مصدر للإصلاح الاجتماعي بما تثبته في النفوس من مُثُل، وما تنشره بين الناس من مهارات، وما تسديه للبيئة من خدمات. كما أنها مصدر للنمو الاقتصادي بما تعده من قوى بشرية عاملة، فهي – على هذا النحو – الصورة التي تتكامل فيها أهداف المجتمع وآماله. ( ستاوت ولانجدون، 1962 ) يحمل المنزل والمدرسة مسئولية مشتركة من اجل نمو الطفل، لان ما يحدث له في احدهما يؤثر في سلوكه كله. ولهذا ينبغي لهما أن يتعاونا على وضع برنامج مناسب من الخبرات والمناشط لمساعدته على تنمية شخصية متزنة متكاملة. وتعتبر اجتماعات الآباء والمدرسين من أفضل الوسائل لجعل هذا التخطيط التعاوني أمراً يمكن تحقيقه. ( ديفيلين، 1964 ) وهناك إجماع عام على أن المنزل والمدرسة ينبغي أن يعملا في تعاون وثيق إذا كان لا بد من وضع برنامج تربوي سليم للأطفال. غير أن إنشاء علاقات ايجابية بناءة، بين المدرسين والآباء، كثيرا ما يكون عملا بطيئا. وفي اغلب الأحيان، يكون هذا التبادل بين المنزل والمدرسة من النوع الشكلي المتوتر. ومع ذلك فان بين المدرسين والآباء رابطة وثيقة وهدفا مشتركا يتطلبان منهم أن يكونوا زملاء على أفضل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. فالاهتمام الأول والرئيسي لكل منهم ينبغي أن يكون رفاهية الطفل وسلامة نموه. ومن الأمور التي تتحدى كلا منهم الكشف عن الأسباب التي تعرقل تخطيط وتنفيذ العمل المشترك بينهم في كثير من الأحيان. ( ديفيلين، 1964 ) وقد أصبح الإرشاد النفسي للآباء مسئولية معروفة من مسئوليات مدرسي الناشئين الصغار. وينمو الأخذ به في سرعة واطراد. ويعتبر هذا الاتجاه ثمرة من ثمرات النظريات الحديثة في علم نفس الطفولة، والبحوث المتعلقة بنمو الطفل، هذه النظريات والبحوث التي تؤكد أن عملية التعلم بالنسبة للطفل وظيفة كلية، لا تقتصر على \" عقله \" فقط. ( ديفيلين، 1964 ) إن العملية التربوية بكل أبعادها معادلة متفاعلة العناصر تتقاسم أدوارها أطراف عدة أهمها الأسرة والبيت والمجتمع بحيث تتعاون جميعها في تأدية هذه الرسالة على خير وجه للوصول للنتائج المرجوة ولا يتحقق ذلك إلا من خلال توثيق الصلات بين البيت والمدرسة وثمة أسباب تتطلب إقامة مثل هذا التعاون الوثيق ونخص بالذكر الطلاب الذين أسست المدرسة من أجلهم فهم يمثلون أكبر مصلحة أو مسؤولية يعني بها أولياء الأمور وسائر أعضاء المجتمع المحلي. إن الطالب يشارك في توجيه العملية التربوية داخل مدرسته من زوايا كثيرة لأنه محورها لذلك فإن احتياجاته وقدراته وبيئته الاجتماعية التي يعيش فيها ( البيت والمجتمع المحلي ) كلها تدخل في إطار توجيه عملية التربية، وعدم أخذ هذا الجانب في الاعتبار يجعل التربية تعمل بعيدة عن أهدافها المرسومة. وللمجتمع وجهة نظر في التربية التي تلبي احتياجاته .. ويمكن للمجتمع أن يلبي ذلك من خلال عدة وسائل وأساليب والتي من أهمها مجالس الآباء والأمهات ، حيث أن هذه المجالس لم تأتي من فراغ وإنما جاءت كضرورة ملحة لربط المدرسة بالأسرة والمجتمع المحيط ، لذا تعتبر مجالس الآباء والأمهات سواء على مستوى المدرسة أو على مستوى الولاية أو المنطقة. فالوزارة لها دور كبير وريادي في العملية التعليمية لخدمة أبنائنا الطلبة والمساهمة في حل العديد من المشاكل ، وان تشجيع وتعريف الآخرين بدورهم كلا في مجاله مع توعيتهم بأهمية التعاون بينهم وبين المدرسة لاشك سيؤدي إلى رقي التعليم حتى يتمكن الطلاب من الإحساس بالمتابعة المستمرة ، والاهتمام بهم لإزالة جميع العوائق والعراقيل التي تعيقهم من تحقيق أهدافهم وتفوقهم.) العلاقات بين الآباء والمعلمين الدور التربوي للأسرة يأتي مفهوم البيت والأسرة دائماً مع وجود الأبناء فالهدف من تكوين الأسرة هو حصول الوالدين على أبناء وبمعنى آخر فالأسرة كيان يتم بناءه من أجل الوصول إلى أهداف معينة أهمها إنجاب الأبناء وتربيتهم ، والواقع أن تربية الأبناء ليس بالأمر السهل بل هي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأسرة حيث يتطلب الأمر الكثير من الجهد والتخطيط فإذا ابتغى الوالدان التوفيق في تربية أبناء صالحين وبناء مستقبل واعد لهم ينبغي عليهما تحديد أهداف تربوية معينة ومعرفة الوسائل والطرق اللازمة للحصول على تلك الأهداف حيث يشكل ذلك برنامجاً تربوياً متكاملاً وعلى الوالدين تربية أبنائهم وفق هذا البرنامج.فالوالدان اللذان لا يفكران في تربية أبنائهم لا يحق لهما انتظار المعجزة والمستقبل من أبنائهم فكما نسمع في الزراعة اصطلاحات الري والغرس وجني الثمار ففي عملية التربية والتعليم أيضاً ما يشابه ذلك أي أن الأبناء يعتبرون الثمار الناتجة من الجهود التربوية للوالدين وهناك جوانب أساسية في التربية ينبغي على الأسرة مراعاتها أهمها : - أولاً : تنمية شخصية الطفل واكتشاف القدرات الذاتية : - الإنسان في طفولته يملك مواهب فكرية ونفسية وعاطفية وجسمية ووظيفة الأسرة تنمية هذه المواهب واكتشاف القدرات والصفات التي يملكها أبنائهم والتعرف إلى نقاط القوة والضعف وفي الواقع تختلف قابلية الأطفال ومقدرتهم في تلقي الدروس حيث التباين الفردي والتنوع في الميول والاتجاهات وفي هذا الجانب ينبغي على الأسرة والمدرسة مراعاة ذلك. ثانيا : تنمية العواطف والمشاعر: - العواطف والمشاعر مثلها مثل غيرها من مقومات الشخصية لدى الإنسان تحتاج إلى التربية والإرشاد ولعل من أهم العوامل التي يجب أن تراعيها الأسرة اللامبالاة وعدم الاكتراث والاهتمام بمطالبهم لأن هذه المشاعر هي علامات تدل على ميل نحو بعض الأمور أو بالعكس تفسر نفوره وعدم ميله نحو أمور أخرى فإذا علم الوالدان ذلك أمكنهم تصحيح المسار نحو الوجهة السليمة. ثالثاً : تنظيم وقت الطالب واستغلال ساعات الفراغ : هذا الجانب من أهم الجوانب التي يجب على الأسرة مراعاتها حيث يعتبر الفراغ مشكلة المشاكل عند الشباب وعليه فإن المسؤولية تقع على ولي الأمر فيجب عليه تنظيم وقت الطالب بحيث يكون هناك وقت كافي ومناسب للمذاكرة ووقت مناسب آخر للترفيه في الأشياء المفيدة وفي هذا الجانب يعتبر قرب ولي الأمر من أبنائه ومتابعته لهم ومنحهم الرعاية هي أقصر الطرق لسد ساعات الفراغ. رابعاً : مراعاة توفير الحاجات النفسية : إن الأطفال لهم حاجات نفسية مختلفة منها اطمئنان النفس والخلو من الخوف والاضطراب والحاجة للحصول على مكانة اجتماعية واقتصادية ملائمة والحاجة إلى الفوز والنجاح والسمعة الحسنة والقبول من الآخرين وسلامة الجسم والروح ، وعلى الوالدين إرشاد أبنائهم وتربيتهم التربية الصحيحة حتى لا تنحرف حاجاتهم فتتولد لديهم مشكلات نفسية واجتماعية . خامسا : اختيار الأصدقاء : تعتبر الصداقة وإقامة العلاقات مع الآخرين من الحاجات الأساسية للأبناء خصوصاً في سن الشباب فالأطفال والناشئون يؤثرون على بعضهم البعض ويكررون ما يفعل أصدقاؤهم وبكل أسف يتورط عدد من شبابنا في انحرافات خلقية نتيجة مصاحبة أصحاب السوء ، ومن أجل اختيار الصديق الصالح يجب على الوالدين أو على الأسرة كلها توضيح معايير الصداقة لأبنائهم وصفات الصديق غير السوي مع المتابعة المستمرة لذلك. سادسا : العلاقات الأسرية وأسس التعامل مع الأبناء : إذا بنيت علاقات الأسرة على الاحترام سيكون بناؤها قوياً متيناً وهذا في الواقع يؤثر تأثيراً إيجابياً على مستقبل الأبناء وعلاقاتهم الاجتماعية وإذا عامل الأبوان أبناءهم معاملة حب وتكريم فإن حياتهم تكون خالية من القلق والاضطراب أما استعمال العنف والألفاظ البذيئة يسبب إضعاف شخصية الابن وتوتره وعموماً ينبغي التوازن في التربية أي لا إفراط ولا تفريط حتى لا تكون هناك نواحي عكسية. سابعاً : القدوة الحسنة : الأطفال يقلدون في سلوكياتهم الآباء والأمهات والمعلمين فالأطفال الصغار يتأثرون أكثر بآبائهم وأمهاتهم لكن عند ذهابهم إلى المدرسة يتأثرون أكثر بمعلميهم ، وعلى هذا يجب أن يعلم المربون أن أفكارهم وسلوكهم وكلامهم نموذج يحتذى به من قبل الأبناء وعليه يجب أن يكونوا قدوة في كافة تصرفاتهم.) أهمية التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة : الواقع أن العملية التربوية بكل أبعادها معادلة متفاعلة العناصر تنقسم أدوارها أطرافاً عدة أهمها الأسرة والمجتمع بحيث تتعاون لتأدية هذه الرسالة على خير وجه حرصاً على نيل أسمى النواتج وأثمن الغلال . وعليه فإن الربط بين معطيات المدرسة والبيت أمر ضروري حيث أن ذلك يمكن المدرسة من تقويم المستوى التحصيلي للأهداف التعليمية ويحقق أفضل النتائج العلمية فذلك يساعد المدرسة على تقويم السلوكيات الطلابية ويعينها على تلافي بعض التصرفات الغير سويه التي ربما تظهر في بعض الطلبة ، وكذلك فإن تواصل أولياء الأمور مع المدرسة يساعد على توفر الفرص للحوار الموضوعي حول المسائل التي تخص مستقبل الأبناء من الناحيتين العلمية والتربوية ، ويسهم أيضاً في حل المشاكل التي يعاني منها التلاميذ سواءً على مستوى البيت أو المدرسة وإيجاد الحلول المناسبة لها ويعزز تبني النواحي العلمية البارزة من عناصر موهوبة تجود بالأعمال المطورة التي تخدم الصالح العام والهدف المرجو وإذا فقدت العلاقة أو الشراكة بين البيت والمدرسة لن ترى الثمرة المثلى التي نطمح لها ، أن المدرسة الناجحة هي التي تزداد صلات أولياء الأمور بها ويزداد تعاونهم وتآزرهم . إن الحقل التربوي زاهر بالكثير من الآباء والأمهات الذين وجدوا في أنفسهم القدرة وفي وقتهم الفراغ فشاركوا في المجالات التي يتقنونها وأعانوا في التوجيه والإرشاد وتمكنت الأواصر بينهم وبين المدرسة. وفي هذا الجانب اسمحوا لي أن أضرب مثالاً بسيطاً لتوضيح أهمية التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة فلو أودع أحدنا أملاكا في شركة تستثمرها له ألا يتردد على هذه الشركة ليسأل عن ربحه وخسارته ويناقش الموظفين المختصين ويستفهم عن كل صغيرة وكبيرة ولا يترك مجالاً ولا وسيلة إلا ويسلكها لزيادة ربحه ومنع خسارته؟! فهل يا ترى أولادنا أهون عندنا من أموالنا؟ هل نذهب إلى المدرسة باستمرار ونجتمع بالمعلمين ونسألهم عن أحوال أبناءنا ؟ هل نعطي لأبنائنا من الوقت ربع أو خمس ما نعطيه لعملنا ووجباتنا الاجتماعية ولتلفازنا ولترفيهنا؟ ومن ما ذكر آنفاً نجده واقعاً حيث نلاحظ جلياً فوارق واضحة في المستويات التعليمية والتربوية بين الطلاب الذين يجدون المتابعة والاهتمام من أولياء أمورهم وبين الطلاب الذين لا يجدون ذلك. فهم المعلم يزداد : إن في المحادثة العرضية مع الآباء يمكن أن تتكشف ومضات توضيح كيف أن هذا الصبي شديد الشغف بالكتب، ولماذا تمتد يده دائما بالصداقة للآخرين، وكيف أصبح ملما بالكثير من الموضوعات. وخلال المحادثات الودية يكشف الآباء عن مطامحهم بالنسبة لطفلهم وعما يأملونه فيه، وعن مشاعرهم حول عمله المدرسي، وعن الأشياء التي تسرهم منه، وعن السلوك الذي يضايقهم منه، \" وهم يرسمون صورة للعوامل الجانبية \" لا يمكن لمعلم الفصل أن يحصل عليها من أي مصدر آخر، للاستفادة منها في تفهم كل طفل كفرد. حيث أن الطفل يأتي إلى المدرسة ومعه كل نواحي الحياة المجهولة لمعلمه عنه. ( ستات و لانجدون، 1962 فهم الوالدان يتسع : لا ننسى انه قد حدث تغير جوهري في الآباء كما حدث في شخصيات المعلم نفسه، فكثير من الأبناء اليوم يجدون إن حظ آبائهم من التعليم قد تعدى المرحلة الثانوية وربما المرحلة الجامعية الأولى، ويجدون إن مهمة الآباء لا تقف عند حد توفير الكساء والغذاء للعائلة فقط. وأصبحت ألام تحمل أعلى الشهادات علاوة عن عملها خارج المنزل، وهذا إضافة إلى دورها السابق داخل المنزل، وهو تامين الأكل والتنظيف والراحة لكل من في المنزل. ( جرانت، 1958 ) فقد أصبح الآباء يستطيعان تحليل الأمور وتحليل المشاعر، وتحليل الأفعال وتفسيرها، وفي مقدرتهم إدراك الخطر الجاثم في التطرف في التعامل مع الطفل. ويرغبون الآباء رغبة أكيدة في فهم حاجات أطفالهم اليومية ومشكلاتهم الفردية. ( جرانت، 1958 ) كما أن للطفل حياته في البيت؛ فان له حياته في المدرسة التي يصبح من مهمة المعلم أن يصورها لوالديه، والا فكيف يمكنهم أن يعرفوا ما يحدث في المدرسة؟ وغالبا ما يعرفون من المعلم عن قدرات يكتشفها في الطفل ربما لم يلحظونها فيه، وقد يكون في ذلك أنباء طيبة لهم أو باعثه لقلقهم؛ فهم يسمعون عن المستوى التحصيلي لطفلهم كما يراه معلم الفصل، ويحاطون علما بطرائق طفلهم في العمل وباتجاهاته بالنسبة لجميع الأعمال المدرسية، ويعرفون كيف يراه معلم الفصل في عمله وفي علاقاته أثناء لعبه مع غيره من الأطفال. ويمكن للآباء أن يتعرفوا على وجهة نظر المعلم بالنسبة لما يراه مهما في الحياة المدرسية، وعلى ما يجتهد في تحقيقه بالنسبة للأطفال، وعلى ما يعمله غيره من الموظفين لمساعدة طفلهم، وهكذا يتمكن الآباء من أن يتعرفوا على جوانب جديدة من حياة طفلهم كعضو في جماعة، وكيف يمكنهم المساعدة في نواح معينة من المواد الدراسية، وان يتعرفوا على الأشياء التي تضايقه أو تشيع البهجة في نفسه، وان يدركوا أيضا مدى فائدته لهم وللمعلم إذا عملوا معا. ( ستات و لانجدون، 1962 ) أسباب عزوف بعض أولياء الأمور عن زيارة المدرسة : الواقع أنه عندما نطرح ظاهرة عزوف أولياء الأمور عن زيارة المدارس لا نعنى بالطبع جميع أولياء الأمور الطلاب فهناك شريحة كبيرة من أولياء الأمور متواصلين ومتعاونين مع المدارس وعلاقتهم وثيقة معها وبخاصة الفئة المثقفة والواعية من أبناء المجتمع . إلا أننا نسعى في هذا المجال إلى تحقيق أعلى نسبة من التعاون والتواصل لأولياء الأمور مع المدارس .. وقد أتضح من خلال المتابعة الميدانية والدراسات والبحوث التي أجـريت في هذا الشأن أن أسباب عزوف أولياء الأمور عن زيارة المدارس يتلخص في الآتي :- قلة الوعي لدى بعض أولياء الأمور بأهمية التعاون والتواصل مع المدرسة : - في الواقع أن بعض أولياء الأمور لا يدرك أهمية التعاون و التواصل ويترك كل شيء للمدرسة ويظنون أن ذلك يكفي ولا يقومون بأدنى متابعة في البيت وربما يرجع سبب ذلك في كثير من الأحيان إلى قلة المستوى التعليمي والثقافي لديهم . ظروف الارتباطات العملية لدى البعض منهم : - البعض من أولياء الأمور يعملون خارج مناطق الدولة وعليه فإن ظروفهم العملية لا تمكنهم من زيارة المدرسة ولا تمكنهم من القيام بواجبات المتابعة والعناية لأبنائهم الطلبة . التخوف من دفع الأموال والتبرعات للمدارس : - يظن بعض أولياء الأمور أنهم عندما يزورون المدرسة سيطلب منهم دفع مبالغ وتبرعات للمدرسة ولا يدركون أي جوانب أخرى إيجابية لزيارة المدرسة. قلة اهتمام بعض أولياء الأمور بتعليم وتربية أبنائهم : - لا يهتم بعض أولياء الأمور بمستقبل أبنائهم وعليه لا يبدون أي اهتمام بشئون تربيتهم أو متابعة تعليمهم سواءً في البيت أو المدرسة وتجدهم يعطون الأولوية لأعمال أخرى غير الاهتمام بتربية وتوجيه الأبناء. الأضرار الناتجة عن عدم التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة : - إن النتائج السلبية الناتجة عن عدم التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة تعود بأثر سلبي على الطالب والبيت والمدرسة والمجتمع ، فالطالب لا يدرك مصلحته وبالتالي لابد من متابعته وتوجيهه من قبل البيت ولكن في الواقع دور بعض أولياء الأمور سلبي حيث يتركون كل شيء على المدرسة . فبعد كل العرض السابق نجد أن هناك ترابطات قوية بين البيت والمدرسة يجب أن تًطور وتَأخذ مجراها الصحيح والودي للتعاون بالنهوض للوصول بآباء وأمهات المستقبل إلى حياة تربوية سليمة، وهذا ما يدعو إلى إيجاد علاقة وثيقة بين المنزل والمدرسة من خلال التعاون المنتج فلا توجد طريقة أهم من الاجتماعات بين المدرسين والآباء في مؤتمرات تؤدي إلى تبادل الخبرات والمعلومات والتعرف على الغير مع الشعور بحرية الرأي وفي إبداء المقترحات والاستماع إلى مقترحات الغير. ( جرانيت، 1958 ) الوسائل والأساليب المقترحة لتفعيل التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة : - نظراً لأهمية التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة وذلك لما يحققه ذلك من آثار إيجابية على تربية النشء تربية صالحة تجعله شخص نافع لنفسه ولأسرته ومجتمعه وعلى ضوء ذلك لابد من البحث عن الأساليب المناسبة التي تجعل من ولي الأمر يدرك أهمية المتابعة والتعاون مع المدرسة . فمن أهم الوسائل لإزالة الحواجز بين الآباء والمدرسين تكوين جماعة من الطائفتين لدراسة التربية الحديثة ومناقشة موضوع الطفولة والنمو. فعن طريق هذه الدراسة والمناقشة يتعلمون كيف يفكرون ويعملون مع بعضهم وعندما يدرسون مبادئ إرشاد الطفل وتوجيهه تفهم كل طائفة قيمة الدور الذي تقوم به الطائفة الأخرى. وقد ثبتت فائدة جماعة الدراسة والمناقشة كوسيلة لتثقيف الآباء؛ ففيها يتعلم بعضهم من بعض ويكتسبون معرفة وفهما للطفل والطفولة. ( جرانيت، 1958 ) مبررات وجود علاقة بين أولياء الأمور والمدرسين : وبعد كل ما سبق علينا الآن أن نذكر مبررات التعاون بين المدرسة والمجتمع المحلي ما ورد في كتاب ( الخطيب وآخرون، 1998 )، أو بعبارة أخرى مبررات الحاجة للاجتماعات الدورية الآباء والمدرسين :- 1. إن من حق أولياء الأمور وسائر أعضاء المجتمع المحلي أن يعرفوا ما تفعله المدرسة مع أطفالهم ومن اجل أطفالهم. 2. للمحافظة على التراث والقيم والعادات والتقاليد، بالإضافة إلى مواكبة المدرسة للتطور والتغير في ظل هذا العصر المتطور بسرعة صاروخية، فوجود مثل هذه المجالس يجعل المدرسة مطلعة ومواكبة كل جديد وتطور بالإضافة إلى محافظتها على كل تراث وتقاليد للمجتمع الذي تنتمي إليه. 3. أحيانا وفي حالات معينة تعتمد المدرسة في تمويلها على المجتمع المحلي، ويمكن القول أن هذا السبب هو من أقوى الأسباب التي تفرض إقامة تعاون وثيق بين المدرسة والمجتمع المحلي ولكنه وارد أيضاً حتى بالنسبة للمدارس التي تنفق عليها جهات رسمية. 4. يُنتظر من المدرسة أن تنسق مع مختلف المؤسسات التي تعني برعاية الطفل لما لهذه المؤسسات من تأثير على نمو الطفل. 5. تساعد المدرسة في تنمية المجتمع المحلي من خلال تثقيف الأهالي وتنظيم الدورات التعليمية والندوات الثقافية، والتطوعات الصحية. ( الخطيب وآخرون، 1998 ) أهمية وجود مجالس الآباء والمدرسين : - إن أهمية اللقاءات بين الآبـاء والمدرسـين كما جملها كتـاب ( الخطيب وآخرون، 1998 ) :
- 1. إن هذه الاجتماعات فرصة جيدة لتوضيح البرنامج التربوي والحصول على تأييد المجتمعين وموافقتهم عليه.
  2. إن هذه اللقاءات تقرب بين المدرسة والبيئة وتفتح آفاق التعاون بينهما وتمنح المدرسة دعم المجتمع المحلي ومؤازرته لها.        3.  إنها تتيح التعرف إلى إمكانيات المجتمع والبيئة المحلية والاستفادة منها.
  4. تقدم هذه اللقاءات مقترحات مفيدة وتكشف عن حاجات المجتمع والبيئة وبالتالي تشير إلى بعض حاجات الطلاب مما يفيد المدرسة في العمل على تحقيق تلك الحاجات.
 5. تعمل على ظهور بعض الأفكار المبتكرة التي يمكن أن تعود على المدرسة والبيئة بالنفع لصالح الطلاب الذين هم محور العملية التربوية. ( الخطيب وآخرون، 1998 )
واجبات مجالس الآباء : وان واجبات مجالس الآباء كما ورد في كتاب ( الخطيب وآخرون، 1998 ) من المهمة الأساسية لمجلس الآباء والمعلمين : العمل على تحسين المدرسة وامكاناتها وتجهيزاتها من خلال حفز المجتمع المحلي على دعم المدرسة بتزويدها بالإمكانيات المادية الممكنة، وبالإسهام في تحسين ظروفها البيئية والتعليمية وتعميق الصلات ما بين البيت والمدرسة من اجل تحقيق نمو أفضل. ويجب على المدير والمعلمين أن يتعاملوا باحترام وتقدير للآباء وإعطائهم فرصة للمناقشة وإبداء الرأي، وان لا ينسوا أن يشرحوا لهم مواطن القوة والضعف في أبنائهم. الخاتمة مما تم عرضه خلال الصفحات السابقة نتوصل إلى أهمية دور مجالس أولياء الأمور، فمجالس أولياء الأمور إذا تم تفعيلها جيدا تستطيع أن تفيد المجتمع المحلي من عدة جوانب وفي عدة مجالات، ولكن للأسف الشديد المعيقات التي تعمل دائما على قتل هذه المجالس وعدم إخراج أعمالها إلى النور، إلا أننا نرى أيضاً انه يمكننا العمل على السيطرة على هذه المعيقات، وتذليلها إلى صالح العام للمجتمع المحلي والوطني. لكن هنا نقول أن أهم ما في الأمر هو؛ الإدارة الرشيدة والإدارة الحكيمة، والإدارة التي تعمل دائما إلى الصالح العام، هي الإدارة التي تستطيع العمل على إنجاح هذه المجالس والاستفادة منها. 


           عن موقع قضاء التربية والتكوين ــ مقال للأستاذ / إدريس الناصري

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button