مَنْهَجُ البَيَانِ الْقُرْآنِيِّ
فِي حِكَايَةِ الأقْوَالِ وَالأحْدَاثِ وَالقصَصِ
فِي حِكَايَةِ الأقْوَالِ وَالأحْدَاثِ وَالقصَصِ
يشتمل البيان القرآني في حكاية الأقوال والأحداث والقصص على وجوه
فنية مختلفة،
فيها إبداع رائع لم يعرف في بيان بلغاء الناس قبل القرآن.
ويلاحظ متدبر كتاب الله عز وجل من هذه الوجوه المختلفة
الفنون التالية :
الفن الأول : ما قد يشمل عليه النص من تصوير الحدث الماضي، والحدث الآتي في المستقبل، كأنه حدث آني يجري الآن،
والصور التمثيلية المستقطعة من الماضي أو من المستقبل يؤتى بكل ظروفها الزمانية والمكانية وبأحداثها،
فتقدم كأنها أحداث قائمة فعلا، للإشعار بأنها حقائق قد حدثت فعلا، أو لا بد أن تحدث مستقبلا.
الفن الثاني : ما قد يشتمل عليه النص من تصوير الحدث الذي سيأتي في المستقبل كأنه حدث جرى فعلا فيما مضى،
فهو يحكي أمرا قد وقع.
الفن الثالث : ما قد يشتمل عليه النص من التقاط لقطات مثيرات ذوات أهمية من الحدث، وترك الذهن يملأ الفراغات بين اللقطات،
وهو نظير اللقطات الفنية التي اكتشفها أخيرا أصحاب الفن السينمائي والتيلفزيوني، إذ يقتطعون من الأحداث التي يقدمها المشهد التمثيلي المصور، لقطات منتقيات تدل على ما قبلها وعلى ما بعدها،
ويعرضونها على شكل فقرات متتابعات من المشهد المعروف، مع أنها متباعدات جدا في الواقع.
الفن الرابع : قد لا يبدأ في النص بعرض الحديث من نقطة بدايته وميلاده، وتسلسلا معه حتى آخر إجابة عن التساؤلات حوله.
فنية مختلفة،
فيها إبداع رائع لم يعرف في بيان بلغاء الناس قبل القرآن.
ويلاحظ متدبر كتاب الله عز وجل من هذه الوجوه المختلفة
الفنون التالية :
الفن الأول : ما قد يشمل عليه النص من تصوير الحدث الماضي، والحدث الآتي في المستقبل، كأنه حدث آني يجري الآن،
والصور التمثيلية المستقطعة من الماضي أو من المستقبل يؤتى بكل ظروفها الزمانية والمكانية وبأحداثها،
فتقدم كأنها أحداث قائمة فعلا، للإشعار بأنها حقائق قد حدثت فعلا، أو لا بد أن تحدث مستقبلا.
الفن الثاني : ما قد يشتمل عليه النص من تصوير الحدث الذي سيأتي في المستقبل كأنه حدث جرى فعلا فيما مضى،
فهو يحكي أمرا قد وقع.
الفن الثالث : ما قد يشتمل عليه النص من التقاط لقطات مثيرات ذوات أهمية من الحدث، وترك الذهن يملأ الفراغات بين اللقطات،
وهو نظير اللقطات الفنية التي اكتشفها أخيرا أصحاب الفن السينمائي والتيلفزيوني، إذ يقتطعون من الأحداث التي يقدمها المشهد التمثيلي المصور، لقطات منتقيات تدل على ما قبلها وعلى ما بعدها،
ويعرضونها على شكل فقرات متتابعات من المشهد المعروف، مع أنها متباعدات جدا في الواقع.
الفن الرابع : قد لا يبدأ في النص بعرض الحديث من نقطة بدايته وميلاده، وتسلسلا معه حتى آخر إجابة عن التساؤلات حوله.
بل قد تستدعي فنية الإبداع بدء العرض من أية فقرة من أوساطه، والانتهاء عند أية فقرة، متى استوفى النبأ شروطه الفنية،
أو استوفت القصة شروطها الفنية وأدت الغرض عن عرضها في الموضع الذي عرضت فيه.
الفن الخامس : قد تعرض في النص الأوصاف وعناصر المشاهد والأحداث في لقطات مجزآت موزعات في السور، وكل مجموعة من هذه اللقطات قلت أو كثرت تبرز ما تستدعيه المناسبة،
أو فنية تجزئه العرض، وتوزيعه، وتأتلف مع سائر مجموعات اللقطات لأوصاف الشيء أو عناصر المشهد أو الحدث ائتلافا تكامليا لا تنافر فيه، ولا تخالف.
وتؤدي كل مجموعة منها أغراضها
من فنية العرض وتقديم الصور الجمالية والبيان البليغ، وتربية الإقناع، واستثارة العظة، والإعلام بما يقصد الإعلام به
من مسائل الدين وقضاياه، وتأكيد العظة والتوجيه بما يشبه التكرار وليس هو منه، كمن يأتي للقضية الواحدة بعدة أدلة أو شواهد مختلفة،
فالأدلة غير مكررة لكن القضية التي سيقت لأجلها قد تكرر تأكيدها.
وبهذا يتحقق الغرضان الفنيان:
"التأكيد وعدم التكرير" مع جمال الأداء البياني وكماله.
الفن السادس: ظاهرة استقطاع النصوص من أزمانها الماضية أو المستقبلة، وعرضها بألفاظها دون الإشارة إلى أنه كان كذا فيما مضى،
أو سيكون كذا فيما سيأتي.
أو استوفت القصة شروطها الفنية وأدت الغرض عن عرضها في الموضع الذي عرضت فيه.
الفن الخامس : قد تعرض في النص الأوصاف وعناصر المشاهد والأحداث في لقطات مجزآت موزعات في السور، وكل مجموعة من هذه اللقطات قلت أو كثرت تبرز ما تستدعيه المناسبة،
أو فنية تجزئه العرض، وتوزيعه، وتأتلف مع سائر مجموعات اللقطات لأوصاف الشيء أو عناصر المشهد أو الحدث ائتلافا تكامليا لا تنافر فيه، ولا تخالف.
وتؤدي كل مجموعة منها أغراضها
من فنية العرض وتقديم الصور الجمالية والبيان البليغ، وتربية الإقناع، واستثارة العظة، والإعلام بما يقصد الإعلام به
من مسائل الدين وقضاياه، وتأكيد العظة والتوجيه بما يشبه التكرار وليس هو منه، كمن يأتي للقضية الواحدة بعدة أدلة أو شواهد مختلفة،
فالأدلة غير مكررة لكن القضية التي سيقت لأجلها قد تكرر تأكيدها.
وبهذا يتحقق الغرضان الفنيان:
"التأكيد وعدم التكرير" مع جمال الأداء البياني وكماله.
الفن السادس: ظاهرة استقطاع النصوص من أزمانها الماضية أو المستقبلة، وعرضها بألفاظها دون الإشارة إلى أنه كان كذا فيما مضى،
أو سيكون كذا فيما سيأتي.
الفن السابع
: التنقل بين الأزمان والأمكنة بأسلوب المفاجأة دوم مقدمة تشعر بالانتقال،
وكذلك التنقل والتراوح بين عالم الابتلاء وعالم الجزاء، على سبيل التعاقب
في النص الواحد،
ونظيره التنقل والتراوح بين المشاهد، من موقف الحساب مثلا إلى مستقر الجزاء، إلى غير ذلك من مشاهد ومواقف أخروية، فإلى الحياة الدنيا وما فيها من أحداث، أو إلى ما تستدعي من خطاب،
حتى كأن الزمن كله ماضيه وحاضره ومستقبله، مع الأمكنة كلها من عالم الابتلاء ومن عالم الجزاء على لوحة واحدة، تنقل عليها عدسات البيان حسب مقتضيات الإثارة، ولفت النظر وشد الانتباه.
إن هذا التنقل والتراوح المفاجئ دون مقدمة تشعر الانتقال، هو من الإبداع الفني الذي لم يكن معروفا في فنون الأدب قبل القرآن المجيد.
ففي طائفة من النصوص القرآنية نلاحظ أنه بينما يكون النص يخاطب الناس وهم في عالم الابتلاء الدنيوي،
إذا به ينتقل مفاجأة إلى مشهد من مشاهدهم، وهم في عالم الجزاء الأخروي، فإذا به يفاجئ بالحديث عنهم وهم في عالم الابتلاء الدنيوي، مع التنويع في الأساليب، والتغيير في منهج الخطاب،
الأمر الذي يشد الفكر من أعماقه، لدى من هو حريص على تلقي المعرفة، وتذوق جمال البيان، وروعة الكلام البليغ، فهو بسبب ذلك يتابع التدبر بنشاط فكري متجدد.
على خلاف النمطية الواحدة في أسلوب تقديم الأفكار، وعرض المعارف وسردها على وتيرة واحدة، فإن هذه النمطية الواحدة تجلب الفتور،
وشرود الذهن، وربما نام معه المتلقي، ولو كان راغبا في التلقي وحريصا عليه، وتكون حاله كحال من ينام على نعير الناعورة، وجعجعة الرحى.
هذه الفنون القرآنية البديعة
فنون ترضي وتعجب مشاعر الأذكياء، وتشدهم إلى المتابعة والتفكر والاستنباط،
فالإنسان مجبول بفطرته على الرغبة في الاستنباط،
واستخراج الأشياء وفهمها بنفسه، وينفر من تعليمه ما يستطيع اكتشافه بنفسه، وينفر من إخباره بما يستطيع إدراكه وتصوره بنفسه،
من سلسلة الأحداث والوقائع، ولا سيما دقائقها العادية التي تكرر في الأشباه والنظائر.
من : البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها
ونظيره التنقل والتراوح بين المشاهد، من موقف الحساب مثلا إلى مستقر الجزاء، إلى غير ذلك من مشاهد ومواقف أخروية، فإلى الحياة الدنيا وما فيها من أحداث، أو إلى ما تستدعي من خطاب،
حتى كأن الزمن كله ماضيه وحاضره ومستقبله، مع الأمكنة كلها من عالم الابتلاء ومن عالم الجزاء على لوحة واحدة، تنقل عليها عدسات البيان حسب مقتضيات الإثارة، ولفت النظر وشد الانتباه.
إن هذا التنقل والتراوح المفاجئ دون مقدمة تشعر الانتقال، هو من الإبداع الفني الذي لم يكن معروفا في فنون الأدب قبل القرآن المجيد.
ففي طائفة من النصوص القرآنية نلاحظ أنه بينما يكون النص يخاطب الناس وهم في عالم الابتلاء الدنيوي،
إذا به ينتقل مفاجأة إلى مشهد من مشاهدهم، وهم في عالم الجزاء الأخروي، فإذا به يفاجئ بالحديث عنهم وهم في عالم الابتلاء الدنيوي، مع التنويع في الأساليب، والتغيير في منهج الخطاب،
الأمر الذي يشد الفكر من أعماقه، لدى من هو حريص على تلقي المعرفة، وتذوق جمال البيان، وروعة الكلام البليغ، فهو بسبب ذلك يتابع التدبر بنشاط فكري متجدد.
على خلاف النمطية الواحدة في أسلوب تقديم الأفكار، وعرض المعارف وسردها على وتيرة واحدة، فإن هذه النمطية الواحدة تجلب الفتور،
وشرود الذهن، وربما نام معه المتلقي، ولو كان راغبا في التلقي وحريصا عليه، وتكون حاله كحال من ينام على نعير الناعورة، وجعجعة الرحى.
هذه الفنون القرآنية البديعة
فنون ترضي وتعجب مشاعر الأذكياء، وتشدهم إلى المتابعة والتفكر والاستنباط،
فالإنسان مجبول بفطرته على الرغبة في الاستنباط،
واستخراج الأشياء وفهمها بنفسه، وينفر من تعليمه ما يستطيع اكتشافه بنفسه، وينفر من إخباره بما يستطيع إدراكه وتصوره بنفسه،
من سلسلة الأحداث والوقائع، ولا سيما دقائقها العادية التي تكرر في الأشباه والنظائر.
من : البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها