قال تعالى : ] و من آياته أن
خلق لكـم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة إن في ذلك لآيات
لقوم يتفكرون [ الروم/21.
قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : (إنما النساء شقائق الرجال) رواه
أحمد عن عائشة
و قيل : " وراء
كل رجل عظيم امرأة "
و قبل أن نتطرق إلى
حقوق المرأة في الإسلام، و لكي نعرف جيدا أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي وضع
المرأة في مكانة عالية يجب أن نلقي نظرة سريعة على وضع المرأة في العالم قبل ظهور
الإسلام.
1/ وضعية
المرأة في المجتمعات القديمة قبل الإسلام :
أ/ وضعية
المرأة في المجتمع الهندي :
امتهن واحتقر التشريع
الهندي القديم المرأة حيث يقول التشريع الهندي (إن الوباء و الموت و الجحيم
و السم و الأفاعي و النار خير من المرأة).
و لقد لعبت الديانة
البوذية دورا خطيرا في امتهان و احتقار المرأة في الهند في العصور القديمة.
و كان هذا المجتمع
يعامل المرأة معاملة الرق فكانت ملكا للأب يبيعها إن شاء، و كانت تدفن
و هي حية خاصة إذا مات زوجها أو ترغم على إلقاء نفسها في النار أحبت
ذلك أم كرهت.
هكذا كان يرى قانون
مانو في الهند (مادة 147-148).
ب/ وضعية
المرأة في المجتمع اليوناني :
اليونان مهد الحضارات
القديمة حيث شاركت في صنع العقل البشري و مدرسة فلسفية عظيمة أعطت للإنسانية أرسطو
– سقراط – أفلاطون وغيرهم ، غير أن وضعية المرأة لم تكن تتماشى مع تطور بلاد
اليونان حيث كان يعتبر التشريع اليوناني المرأة مخلوقا لا قيمة له، يقول أرسطو
" إن الطبيعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد له." لذلك يجب أن
تقتصر تربيتها على شؤون التدبير المنزلي، الأمومة والحضانة.... "
وهكذا كانت المرأة في
المجتمع اليوناني محتقرة حتى سموها رجسا من عمل الشيطان وكانت محرومة من الثقافة
وكانت تعتبر متاع تباع وتشتري في الأسواق ومسلوبة الحرية والمكانة، وهكذا.....
ج/ وضعية
المرأة في المجتمع الروماني:
لم تكن وضعية المرأة
الرومانية بأحسن من وضعية المرأة الإغريقية التي ذكرناها آنفا.
كانت تعتبر من
المبيعات وليس لها أن تختار الرجل الذي تعيش معه وكانت لا تملك شيئا إلا أن تقوم
بشؤون المنزل وكانت مسلوبة الحرية والمكانة ولا حق لها في الميراث وكانت خاضعة
لسلطان الرجل.
د/ وضعية
المرأة في المجتمع المصري
كانت وضعيتها خير من
جميع المجتمعات التي ذكرناها حيث أعطي لها حقوقها في المجال العلمي والاجتماعي
وحتى السياسي حتى صارت ملكة على البلاد ولكن في نظام الزواج كانت مظلومة حيث
يستطيع الرجل أن يتزوج بعدد كبير من الزوجات، كما يجوز له أن يتزوج بأخته قصد
المحافظة على أملاك الأسرة.
هـ/ وضعية
المرأة في المجتمع العربي:
كانت المرأة مهضومة
الحقوق فليس لها حق الإرث ولا حق في اختيار الزوج كما أن الرجل يتزوج عدد غير
محدود من الزوجات وكانت بعض القبائل تدفن المرأة وهي حية خوفا من العار والفقر،
أما ما كانت تعتز به المرأة في هذا المجتمع حماية الرجل لها والدفاع عن شرفها
والثأر لإمتهان كرامتها.
د/ وضعية
المرأة عند اليهود و النصارى :
1-عند
اليهود : كانت تعتبر المرأة عندهم خادما وللأب الحق
في بيعها ولا حق لها في الميراث ، و اليهود يعتبرون المرأة لعنة لأنها أغوت آدم.
ورد في التوراة (Bible) :
وصفت المرأة في "
سفر الجامعة" (Ecclésiaste) 7/25 -27 بالكلمات الآتية: ((درت أنا وقلبي لأعلم ولأبحث ولأطلب
حكمة وعقلا، ولأعرف الشر أنه جهالة والحماقة أنها جنون، فوجدت أمر من الموت المرأة
التي هي شباك وقلبها شراك ويدها قيود)).
(( المرأة أمرّ من
الموت، وإن الصالح أمام الله ينجو منها، رجلا واحدا بين ألف وجدت أما امرأة فبين
كل أولئك لم أجد)).
(( Je me suis appliqué dans mon cœur à connaître à sonder et à
chercher la sagesse et la raison des choses et à connaitre la folie de la
méchanceté et la stupidité de la sottise (26) et j’ai trouvé plus amère que la
mort la femme dont son cœur est un piège et un filet et dont ses mains sont des
liens…)).
2*عند
المسيحيين : كبلت النصرانية المرأة في أغلال الرق
وقالت عنها: (إن المرأة هي مطية الشيطان ، والعقرب ،وهي الأفعى التي تنفث
السم وهي اللعاب الذي يسيل من فم الأفعى).
جاء في رسالة بولس
الرسول إلى إيموتاوس 2/13 ((لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون
في سكوت، لأن آدم جبل أولا ثم حواء، وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في
التعدي...)).
ولذلك عقد مؤتمر في
فرنسا سنة 586 م (أيام شباب النبي (صلى الله عليه وسلم) 11 سنة ) للبحث هل تعد
المرأة إنسانا أم غير إنسان و هل لها روحا أم ليس لها روحا.
في البحث الأول (هل
المرأة مجرد جسم لا روح فيه أم لها روح ) قرروا أنها ليس لها روح ناجية من عذاب
جهنم إلا مريم.
أما البحث الثاني
قرروا أنها إنسان ولكن خلقت لخدمة الرجل فقط وهكذا استمر احتقار المرأة من الدول
الغربية حيث أن القانون الإنجليزي حتى عام 1805 م كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته
وقد حدد ثمن الزوجة (ربع ليرة) و في القانون الفرنسي إلى سنة 1938 كان يعتبر
الصبي، المجنون والمرأة ليس لهم أهلية التصرف (العقود) أي أن المرأة قاصرة.
وتقدم المرأة الغربية
في المجال العلمي لا ينسب إلى دينها بل إلى رجال الإصلاح الذين نبذوا تعاليم
المسيحية ظهريا أما دينها فيكره تعليمها كما رأينا.
II حقوق المرأة
في الإسلام:
تمهيد : إن حقوق المرأة واردة في القرآن الكريم
والسنة النبوية وفي غيرها من مصادر التشريع الإسلامي، إذ لا يكاد المرء أن يقرأ
آية قرآنية أو حديثا نبويا إلا ويجد حقا من حقوق المرأة مجسدا.إن حقوق المرأة في
الشريعة الإسلامية كثيرة ومتعددة، وهي في منتهى الروعة والسمو لأنها من الله
عزوجل.
كما رأينا أن المرأة
قبل الإسلام كانت في معظم بقاع العالم في وضعية مزرية تشبه إلى حد ما وضعية
الحيوان الأبكم، كما كانت تعتبر إنسان غير كامل وهذا عند الفرس، الروم وأوربا كلها
وكانت لا تصلح لشيء و كان المجتمع ينفر منها إلى أن جاء الإسلام والمرأة على الحال
الذي وصفناه قررها وأعطاها حقوقها دون أن تطالب بها.
وبما أن الحقوق كثيرة
ومتنوعة إرتأينا أن نضعها في عناصر:
1) حقوق
المرأة الأسرية في الشريعة الإسلامية (الأحوال الشخصية Code de la famille) ):
أ ) حق
المرأة في إستشارتها وإستنذانها في زواجها:
قال النبي (صلى الله
عليه وسلم):" لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا
البكر حتى تستأذن قالوا : يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال : أن تسكت".
وقال أيضا :" الثيب أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن في نفسها وإذنها
صماتها."
وعن خنساء الأنصرية:
" أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك فأتت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فردّ نكاحها أي أبطله".
كذلك جاءت فتاة إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت : إن أبي
زوجني من إبن أخيه ليرفع بي خسيسته قال فجعل (صلى الله عليه وسلم) الأمر إليها
فقالت قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن أعلم النساء أنه ليس إلى الأباء من شيء
" أي لا يجوز أن يكرههن.
من هذه الأحاديث
نستخلص أن للمرأة الحق في إستشارتها وموافقتها أو رفضها الزواج، وليس من حق وليها
إرغامها على الزوج هكذا الإسلا م أوفاها حقها.
ب ) إشتراط
المرأة في الخيار في الكفاءة :
الإسلام منح للمرأة حق
الزواج بمن هو كفء لها ومعنى الكفاءة: النظير والمماثل والمساوي أي مراعاة هذه
الصفات (العلم، الدين، التقوى، الرزق...) والواقع المعاشي الإجتماعي يؤكد أنه لا
يجوز عقلا أن تتزوج طبيبة أو أستاذة أو مهندسة أو أديبة برجل أمي أو شبه أمي.
قال الرسول (صلى الله
عليه وسلم) :( إذا جاءكم من تلرضون دينه و خلقه
فزوّجوه)
ج ) حق
المرأة في الإشتراط في الشريعة الإسلامية:
بعد موافقة المرأة
بكامل حريتها وإرادتها على الزواج من الشخص الذي تقدم إليها ، أجاز الإسلام أن
تشترط على الرجل ما تراه في صالحها ما دام ليس في ذلك الشرط ما يخالف الشرع، فيجب
الوفاء به قال عليه السلام " إن أحق الشروط أن
يوفي به ما استحللتم به الفروج".
أمثلة: أن لا يتزوج
عليها في حياتها إمرأة أخرى.
أن لا يسكنها مع عائلته في نفس المسكن.
د ) حقوق
المرأة المادية ( المهر- النفقة- السكن ) :
1*المهر:
إمتازت الشريعة الإسلامية بالمهر في تكريم المرأة على جميع الشرائع والنظم التي
يجري عليها البشر في الزواج حيث فرضت على الرجل أن يدفع للمرأة مهرا (ذهبا،
فضة،لباسا أو مالا...) حيث نعرف أن الشعوب غير المسلمة المرأة هي التي تدفع المهر
للرجل .
قال تعالى : ]وأتوا النساء صدقاتهن نحلة... [
]...وأتيتم
إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيء ... [.
وفي الحقيقة هذا المهر
يزيد في المودة والرحمة وحسن النية.
2*النفقة:
أوجب الإسلام على الرجل أن ينفق على زوجته ما
تحتاج إليه من مال وطعام وكسوة ودواء وهذا مهما كانت غنية أم فقيرة.
قال تعالى: ] ولهن
مثل الذي عليهن بالمعروف [.
وقال عليه السلام
:" ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف."
وقد سأل أحد الصحابة
الرسول (ص) : ماحق المرأة على الزوج؟ قال "
تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا إكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في
البيت." كما يجب على الرجل أن ينفق على أولاده وكل ما يحتاجونه. قال تعالى: ] وعلى
المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف [.
وقال (صلى الله عليه
وسلم):" كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول."
3* حق
السكن : قال تعالى : ] أسكنوهن من حيث سكنتم من
وجدكم[ .
فمن حق الزوجة على
الزوج أن يهيء لها مسكنا مستوفيا للشروط الشرعية حيث يجب أن يتوفر فيه كل ما يلزم
السكن من الضروريات كالفراش، الماء، الكهرباء و الأواني...
هـ) حقوق
المرأة المعنوية: (المعاشرة بالمعروف وعدم إيذائها )
لقد بنى الله سبحانه
وتعالى الحياة الزوجية على قاعدتين أساسيتين هما:
المودة والرحمة : قال
تعالى : ] ومن آياته أن
خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لأيات
لقوم يتفكرون[. وقال كذلك : ]وعاشروهن بالمعروف[
والمراد بذلك أن يحسن
الزوج لزوجته القول والفعل والخلق وأن يعاملها بما يجب أن تعامله به.
قال النبي (صلى الله
عليه وسلم):" إستوصوا بالنساء خيرا."
وقال النبي (صلى الله
عليه وسلم) أيضا : " خياركم خياركم
لنسائكم."
ومن حسن المعاشرة
الملاطفة معها وبسط الوجه وطرح التكلف وإدخال السرور إلى نفسها ونفوس أولادها، كما
أن من حق الزوج أن يعطي لزوجته وقتا من وقته قال الرسول (صلى الله عليه وسلم):"...إن لبدنك عليك حق ولأهلك عليك حق...."
كما أن من حقها أن
يجامعها.
ولكي يكتمل هذا الحق
حرّم الإسلام إيذائها بجميع الأنواع بل اعتبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) النساء
قوارير (Verres) وهذا قمة الإنسانية، حيث
يروى أن نساء كانت فوق الجمال تحمل وكان الصحابي يجري بهن فقال الرسول (صلى الله
عليه وسلم):"رفقا بالقوارير..." (القوارير = الزجاج).قال تعالى : ] فإمساك
بمعروف أوتسريح بإحسان [.
كذلك يجب أن يأخذها
إلى الطبيب إذا مرضت ويعينها في أمور بيتها إذا وجدها متعبة. كان النبي (صلى الله
عليه وسلم) كما يروي الصحابة عنه يقوم على خدمة أهله
حيث يرقع الثوب ويكنس الدار.
فالبساطة والتواضع مع
شريكة العمر و رفيقة الدرب، التي عقدت على الزوج آمالها وسألت الله أن يبارك في
عمره، وأنجبت له الذرية وعمرت بيته بالبهجة والسرور، فلا يعيبه أن يساعد زوجته في
الطبخ والغسل وغير ذلك من أمور البيت وله أجر عند الله.
- كما يجب على الزوج
أن يراعي شعور زوجته أمام أقاربها ويستر ما بينه وبين زوجته من مشاكل إن وجدت كما
عليه أن لا يغضب أمام أولادها.قال أنس بن مالك"
خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين ما قال لي يوما لم فعلت كذا لشيء
فعلته أو هلا فعلت الشيء لم أفعله..." ويقول كذلك :" والله ما ضرب عبدا
قط ولا أمة و لا حتى حيوان " .
إذا
كان هذا مع هذه المخلوقات فما عسانا أن نقول مع الزوجة.
- كما حرم الإسلام
إتيان المرأة وهي حائض أو نفساء لأن ذلك يؤذيها ويؤذي الزوج، قال تعالى:" ]ويسألونك عن المحيض قل هو أذي فاعتزلو النساء في المحيض ولا تقربوهن
حتى يتطهرن[.
- كما حرم الإسلام
إتيان في موضع غير موضع الولد لما في ذلك من أضرار صحية وقد أثبت العلم ذلك كله.
قال عليه الصلاة و
السلام : "لا ضرر ولا ضرار".
و) حق
المرأة في طلب الطلاق أثناء فشل محاولات الإصلاح:
لابد
أن نعرف أن الطلاق مذموم في الإسلام ولذا شدد الإسلام فيه وهو ليس أمرا سهلا
على الرجل المسلم ولا على المرأة المسلمة.
قال
الله تعالى: ]
الطّلاق مرّتان فإمساك بمعروف أو
تسريح بإحسان [ البقرة
و
قال : ] فأمسكوهن
بمعروف إو سرّحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا و من يفعل ذالك فقد ظلم نفسه [ البقرة
ولذلك
يقول الرسول(صلى الله عليه وسلم):" تزوجوا ولا
تطلقوا فإن الطلاق يهتز له العرش " و قال " أبغض الحلال إلى الله
الطلاق" .
الطلاق لا يجوز أن يكون إلا
بعد مراحل الصلح (الموعظة-الهجر- الضرب غير المبرح- التحكيم ) ثم أن الطلاق قسم
إلى ثلاثة أنواع.
يعتبر
الطلاق دواء مر المذاق ورغم جعل الله عزوجل الطلاق في يد الرجل لأسباب نراها في
الشبهات لكن من حق المرأة عن طريق القاضي أو بالخلع و هذا لأسباب عديدة مثل :
-عدم
الإنفاق
عليها.
-
وجود عيب من العيوب في هذا الزوج.
-
إذا أضرها ولم يعاشرها بالمعروف.
- أو
سبب نفسي .
قال
تعالى: ] فإن
خفتم أن لا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به [البقرة/
أو
ان تشترط العصمة في يدها عند العقد.
ز) حق المرأة في الحضانة :
الحضانة
من حقوق الزوجة قال تعالى: ] والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد
أن يتم الرضاعة[. البقرة /
وجاءت إمرأة إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) فقالت: إن ولدي هذا
قد كان بطني له وعاء وحجري له حواء وثديي له سقاء وأن أباه طلقني وأراد أن
ينتزعه مني.قال –صلى الله عليه وسلم-:"أنت أحق به..."
وإذا
كانت الحضانة شيئا هاما في حياة الإنسان ككل وبالتالي لها تأثير كبير في حياة
إياها على الرجل و هكذا فضلت المرأة الأم على الزوج الأب على أساس أن عاطفة
الأمومة أو الأبوية تكون بنفس الدرجة كما تحب الأم أبناءها يحب الأب أبنائه ومع
ذلك كانت الحضانة من حق الأم.
ملاحظات:
ومن
هنا حرم الإسلام كل الأنكحة الفاسدة (ما يسمى بنكاح المتعة-نكاح الأخذان
...الزنا....أو نكاح المحرمات من النساء مؤبدا أو مؤقتا- نكاح السر... ) وقد حرم
الإسلام هذه الأنواع من الأنكحة لما فيها من الإباحية واختلاط الأنساب وعدم احترام
المرأة وجعلها تحت أوامر الرجل وهكذا تصبح المرأة لعبة في أيدي الرجال لا قيمة لها
ولا كرامة. ألغى الإسلام عندما جاء و حرم كل هذه الأنكحة و أباح فقط زواجا
واحدا مشروعا وبه رفع المرأة إلى مكانة عالية حيث اعتبرها العمود الفقري للأسرة
وللمجتمع الإسلامي.
قال تعالى:" فأنكحوهن بإذن أهلهن وأتوهن أجورهن محصنات غير مسافحات ولا
متخذات أخذان" البقرة /
وقد سأل الرسول (صلى
الله عليه وسلم) عن نكاح المتعة فقال: " إنه
محرم إلى يوم القيامة".
كما لا يخفى على أحد
أن ما نراه من أمراض خاصة مرض العصر (SIDA) سببه الزنا حيث يعتبر الطريق الذي ينتقل منه هذا الفيروس (Virus) أكثر من90 % من الحالات.
2/ حقوق
المرأة المدنية في الإسلام: (التملك والتصرف/الميراث –الهبة )
1-التملك
والتصرف:
لقد أعطى
الإسلام هذا الحق منذ أربعة عشر قرنا ولو لا الإسلام لما أعطيت هذه الحقوق.
لقد كفل لها حق
الملكية الخاصة وسوى بينها وبين الرجل في جميع العقود
(بالبيع والشراء والهبة والوصية...) وليس لأبيها أو لزوجها أو لغيرها أن يتدخل في ذلك أو يعارض ولها حق التملك وحق التصرف.
(بالبيع والشراء والهبة والوصية...) وليس لأبيها أو لزوجها أو لغيرها أن يتدخل في ذلك أو يعارض ولها حق التملك وحق التصرف.
قال تعالى: ] فإن
آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم [ وهكذا لم يفرق الله عزوجل بين الرجل والمرأة فقد أوجب إعطاء
الأموال لليتامى بعد البلوغ وهذا الشرط الشرعي الوحيد.
2- الهبة و
الهدايا : كما أعطى الله للمرأة حق أن تهدي ويهدي
لها دون أن يتدخل أحد أو يستولي على هذه الهدايا إلا أن يكون ذلك برضاها، ولم يفرق
الإسلام بين الرجل والمرأة في الهدايا قال عليه الصلاة والسلام :" تهادوا تحابوا" وقال :" الذي يرجع في الهدية
كالكلب يرجع قيئه".
3- حق
الميراث:
قال الله
تعالى : " للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون، وللنساء نصيب مما ترك
الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا."
وقال كذلك: " للذكر مثل حظ الإثنين."
أما التفاوت في
الميراث بين الرجل والمرأة فيعود إلى التفاوت في التكاليف والأعباء المالية فلو
افترضنا أبا مات وترك وراءه ابنا وبنتان فالإبن يتزوج فيدفع مهرا ويدخل بالزوجة
فيدفع نفقتها على الزوجة ثم الأولاد ولا يكلفها دينارا وإن كانت من أغنى الناس.
فإذا كان قد ترك لهما
مائة وخمسين ألفا دينار مثلا، أخذ الإبن منها مائة وأخته خمسين، فينقص نصيبه ليصبح
75 ألف فتساويا. وكما تعرف أن الزوج ينقص من هذا المال بالمهر وكل النفقات على
زوجته وعلى أولاده.
أما بالنسبة للمرأة
فإن ما ورثته يزيد ولا ينقص و يزيد بالتنمية وبالهدايا وهكذا سقط القناع الذي يقول
أن الإسلام ظلم المرأة في الميراث.
3/ حقوق المرأة الإجتماعية :
(التعليم- التوظيف –العمل- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- الجهاد في سبيل
الله.)
1-حق
المرأة في التعليم :
أول أية نزلت في العلم
قال تعالى: ] اقرأ
باسم ربك الذي خلق [ ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) " العلم فريضة على كل مسلم " ويقول كذلك " أطلبوا العلم من المهد
إلى اللحد".
ويقول كذلك " تعلموا العلم فإن تعلمه قربة إلى الله عزوجل وتعلميه لمن
لا يعلمه صدقة وإن العلم لينزل لصاحبه في موضع الشرف والرفعة والعلم زينة لأهله في
الدنيا والآخرة".
هكذا يخاطب الرسول
الكريم كافة المسلمين والمسلمات ذكورا وإناثا.
فالمرأة من حقها العلم
والتعلم والتعليم بل من واجبها لأن العلم نور وطريق إلى الجنة، قال الرسول (صلى
الله عليه وسلم):" لكل شيء طريق وطريق الجنة
العلم". وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يخص يوما للنساء يعلمهن فيه.
والعلم يشمل علوم
الدين وعلوم الدنيا والكون.
فإذا كان هناك مائة
ألف طبيب أو مائة ألف مدرس فلا بأس أن يكون نصف هذا العدد من النساء.
والأدلة في ذلك كثيرة
ويكفينا في الإسلام شرفا أن نعرف أن زوجة النبي (صلى الله عليه وسلم) عائشة كانت
من أفقه الصحابة ولما توفي عليه السلام أصبحت هي المرجع لكبار الصحابة (Source) مثل أبو بكر وعمر و
غيرهما كما كانت من المحدثين المعروفين حيث روت أكثر من ألف حديث وكانت تفسر
القرآن الكريم.
2- حق
المرأة في التوظف والعمل:
يمكن أن تعمل المرأة
داخل البيت وخارجه، ولكن الضمانات مطلوبة لحفظ مستقبل الأسرة ومطلوب أيضا توفير
جوا من العفاف تؤدي فيه المرأة ما قد تكلف به من عمل ، وكانت النساء في صدر
الإسلام يعملن خاصة أين تقتضي الضرورة وحاجة المجتمع إلى ذلك أو حاجة المرأة
بعينها إلى العمل (وفي هذا العصر خاصة التعليم- التمريض والتطبيب).
ومنهاج الإسلام في ذلك
هو أن الأصل في المرأة العمل البيتي، لأن وظيفة الأمومة لا يمكن أبدا أن يقوم بها
الرجل.
وقد
سوى الإسلام بين المرأة والرجل في حق العمل، فأباح للمرأة أن تضطلع بالوظائف
والأعمال المشروعة التي تستطيع أدائها ولا تتنافر مع طبيعتها كإمرأة.
3- حق
المرأة في الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
قال تعالى: ] والمؤمنون
والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر و يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم[.
وهكذا نرى أن الله لم
يفرق بين المؤمن والمؤمنة أي أن من حق المرأة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
مثلها مثل الرجل سواء بسواء ويدخل في ذلك ما كان باليد والقول أو الكتابة كما يدخل
في ذلك إنتقاد الحكام وإسداء النصيحة إليهم وإرشادهم .
كما أجاز الإسلام
للمرأة أن تخرج إلى ميدان الجهاد وتشارك الرجال في ذلك وتقوم بأعمال تطيقها و نذكر
هنا على سبيل المثال عائشة التي خرجت إلى الجهاد وهي قائدة الجيش.
روى الإمام البخاري أن
بنت معوذ الأنصارية قالت :" كنا نغزو مع رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) نسقي القوم ونخدمه ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة
".
وروى الإمام مسلم أن
أم عطية قالت:" غزوت مع رسول الله (صلى الله
عليه وسلم) سبع غزوات أخلفهم في رحالهم، وأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم
على الزمنى."
فإذا شاع في بعض
العصور حبس المرأة عن العلم وعزلها عن الحياة وتركها في البيت كلها قطعة من أثاثه
لا يعلمها الزوج ولا يتيح لها أن تتعلم إذا شاعت هذه الصورة يوما فمنشؤها الجهل
والإنحراف والغلو عن هدي الإسلام، والإسلام ليس مسؤولا عن هذه التقاليد المبتدعة
بالأمس.
1/ حقوق
المرأة السياسية: (الإنتخاب - النيابة- القضاء... )
- الإنتخاب : (قديما يسمى المبايعة ).
قال تعالى : ] يا
أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله ولا يسرقن ولا يزنين
و لا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في
معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم[. المتحنة /12.
هكذا أعطى الإسلام حق
للمرأة أن تبدي رأيها وتختار من ترى فيه الصلاح و قد بايع الرسول النساء
بيعة خاصة بهن.
أما حق النيابة: إن
طبيعة النيابة عن الأمة لا تخلو من عميلين رئيسيين:
-1- التشريع (تشريع القوانين والأنظمة ).
المجلس التشريعي -أي البرلمان -
- 2- المراقبة (مراقبة السلطة ). الجهاز
التنفيذي –الحكومة-
ليس في الإسلام
ما يمنع أن تكون المرأة مشرعة ، والتشريع يحتاج إلى العلم ومعرفة حاجات المجتمع
وضروراته وهذا الحق مشترك بين الرجل والمرأة، وفي تاريخنا الإسلامي كثير من
العالمات في الحديث والفقه والأدب و....
أما مراقبة السلطة
التنفيذية فإما أن يكون أمرا بالمعروف أو نهيا عن المنكر وهنا المرأة والرجل سواء
للآية المذكورة : ]والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن
المنكر[.
وعلى هذا فليس في نصوص
الإسلام الصريحة ما يسلب المرأة أهليتها للعمل النيابي كتشريع
و مراقبة.
و مراقبة.
- أما مناصب القضاء:
فاختلف فيها الفقهاء فهناك من يجيز في غير الجنايات (القتل- السرقة- الزنا....)
لخطورة هذه الأمور.
أما أن تكون مديرة أو
عميدة أو رئيسة مؤسسة أو نحو ذلك فلا حرج.
أما المسؤولية الكبرى
والخطيرة ( الخلافة أو رئيسة الدولة ) فنظرا لخطورة المنصب وأن طاقة المرأة لا
تحتمل الصراع الذي تقتضيه تلك المسؤولية الجسيمة غالبا- وربما يوجد من النساء من
يكن أقدر من بعض الرجال مثل ملكة سبأ التي قص الله علينا قصتها في القرآن ولكن
الأحكام لا تبنى لا تبنى على النادر بل على الأعم الأغلب وعلى هذه المسؤولية
الكبيرة قال النبي (صلى الله عليه وسلم) " خاب
قوم ولوا أمرهم إمرأة."
هكذا كان دور المرأة
في الإسلام حيث شرفته بحقها في العلم وطلب المعرفة وساهمت في أعباء الحرب وشاركت
في إقتراح السلم، كما شاركت في المهام الكبيرة للمجتمع الإسلامي فكانت في ذلك محور
اهتمام الرسول (صلى الله عليه وسلم) ومن بعده الخلفاء الراشدون وهكذا كانت المرأة
العربية المسلمة أول امرأة عرفت حقوقها دفعة واحدة دون أن تطالب بها وعرفت حقوقها
رحمة بها كونها إنسان لا فرق بينها وبين الرجل إلا بالتقوى.
5/ حقوق
المرأة الشرعية : (في العبادات ...)
لقد سوى الإسلام بين
المرأة والرجل في التكاليف والأعمال التعبدية حيث خاطب الرجل والمرأة على سواء
والدليل على ذلك أنه في القرآن الكريم إثنتي وخمسين أية قرآنية يقع الخطاب
فيها كلها بصريح اللفظ تذكيرا وتأنيثا الشيء الذي جعل المساواة بين الذكر والأنثى
أمرا لا جدال فيه، هكذا لا مفاضلة ولا تمايز بين المرأة والرجل في ميدان التكاليف
، والتقوى وحدها هي معيار المفاضلة بين جميع البشر ذكورا وإناثا.
قال تعالى: ]والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن
المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن
الله عزيز حكيم [.
وقال الرسول (صلى الله
عليه وسلم) :"كلكم راع و كل راع مسؤول عن رعيته
الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع و مسؤول عن رعيته والمرأة راعية ومسؤولة عن
رعيتها....." وبهذا قضى الإسلام نهائيا على كل تمييز بين الرجل و المرأة في
أصل الولايات والتكاليف.
- كما سوى الله عزوجل
بين الرجل والمرأة في الأجر والجزاء
بينما كانت كثير
من الأمم ترى أن المرأة لا يصح أن يكون لها دين بل كانوا أحيانا يحرمون عليها
قراءة الكتب المقدسة (في بريطانيا) جاء الإسلام مقررا أن للنساء ثواب أعمالهن
الصالحة كالرجال والقاعدة في ذلك هي : قوله تعالى : ]ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا
يظلمون نقيرا[.
وقال : ]ومن عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة[.
وقال : ] والزاني لا
ينح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين
[.
نساء ذكرهن
القرآن الكريم:
ولكي نختم بحثنا حول
حقوق المرأة في الإسلام، ومكانتها نود أن نذكر بعض الأمثلة من القرآن الكريم.
1-إمرأة
عمران: كان قلب إمرأة عمران معلقا بالمسجد الأقصى
(القدس) وكانت نفسها تهفو إلى أن يخرج من بطنها من يقوم على بيت الله بالخدمة وما
أن حملت حتى نذرت ما في بطنها خالصا لله، وتطلب من الله أن يتقبل منها.
قال تعالى: ]إذا قالت إمرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني
إنك السميع العليم[.
ولكن تفاجئها الأقدار
عند وضعها بأنثى وكان لا يصلح لهذه المهمة إلا الذكور، فإنتابها الألم راحت تبث
حزنها وشكواها إلى الله ثم تسمى إبنتها بإسم يحمل العبادة والطاعة والقنوت .
قال تعالى: ]فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم [ ومريم في اللغة العبرية هي القانتة.
قال تعالى: ]فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم [ ومريم في اللغة العبرية هي القانتة.
2- مريم
عليها السلام:
نشأت مريم في كفالة
نبي الله زكريا لتقتبس من نور النبوة ما يغمر روحها بهدي الله قال تعالى: ]فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكرياء كلما دخل
عليها زكرياء المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله
إن الله يرزق من يشاء بغير حساب[.
فقد بلغت مريم في
صلاحها وإتصالها بربها حتى أجرى الله عليها رزقها بغير حساب وظهرت على يديها
الكرمات وحفتها البركات حيث كان زكرياء يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة
الشتاء في الصيف حتى تغبطها زكرياء على ذلك قال تعالى: ] هنالك دعا زكرياء ربه قال رب
هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء[.
إن مريم عرفت بالعبادة
وكثرة القنوت لله قال تعالى : ]وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله إصطفاك وطهرك وإصطفاك على نساء
العالمين يا مريم أقنتي لربك وأسجدي واركعي مع الراكعين[.
هذا فيما يخص العبادة
والطاعة أما فيما يخص المرأة بين العقل والغريزة ضرب الله لنا مثال آخر.
3- بلقيس
ملكة سبأ في زمن سليمان عليه السلام:
في سورة النمل يقص
الله علينا خبر بلقيس ما يعطي نموذجا للمرأة العاقلة فما أن أتاها كتاب نبي
الله سيدنا سليمان وفيه قال تعالى:" إنه من سليمان
وإنه بإسم الله الرحمان الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين". لم تأخذها عزة
الملك ونشوة القوة فتدفع بقومها إلى ساحة الوغى لترد على هذا الخطاب الشديد
اللهجة- بل تجمع قومها وتحدثهم حديث الواعي.قال تعالى :" إني ألقى إلي كتاب
كريم" وتصفه بالكرم حتى لا تثير قومه على هذا الخطاب مع أن الخطاب فيه"
ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين" و الإنسان مهما كان ضعيفا ويخاطب بهذا الخطاب
تأخذه في أول مرة نزعة التمرد ويصمم أن يقاتل ، وإن كلفه كل غال و رخيص ولكن
المرأة العاقلة تهدئ من روعهم وتسكن ما عساه أن يهجس في نفوسهم – "قالت : يا
أيها الملؤ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون." هكذا تترك الأمر
شورى ليدلي كل واحد بدلوه القوم يردون ب "قالوا نحن أولوا قوة وأولو بئس شديد
والأمر إليك فأنظري ماذا تأمرين."
قالت: " إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك
يفعلون."
فأرادت أن تختبر أهل
صحيح أنه نبي أما لا، فأرسلت إليه هدية وقالت فإن قبلها فإنه ملك يريد الدنيا
فسنقاتله فإن لم يقبلها فإنه نبي فإننا سنتنازل لأمره.
قال تعالى :" وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون " كان
جواب سليمان:
" أتمدون بمال فما أتاني الله خير مما أتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون."
" أتمدون بمال فما أتاني الله خير مما أتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون."
وحين تعود إليها
هديتها تذهب مع قومها إلى سليمان وتخضع لأمره وتسلم لله رب العالمين،
و تنجي قومها بفضل عقلها وحسن تصرفاتها.
و تنجي قومها بفضل عقلها وحسن تصرفاتها.
إن الإسلام لا ينكر أن
للمرأة عقلا وإن كانت العاطفة عندها أقوى من الرجل.
4- إمرأة
فرعون:
امرأة كانت صالحة
واستطاعت بفضل عقلها أن تستبين الطريق إلى الله فلم تتبع زوجها في طغيانه بل
انسلخت عن عقيدة قومها، وهذه المرأة الرشيدة حين تدخل في الإيمان لا تطلب حظا من
حظوظ الدنيا بل تطلب ما يدل رجاحة عقلها أن تكون في معية الله في الجنة، وتطلب
النجاة من فرعون وعمله و من القوم الظالمين.
قال تعالى:" وضرب الله مثلا للذين آمنوا إمرأة فرعون إذ قالت رب إبني لي
عندك بيتا في الجنة و نجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين."
و لكي ندحض جميع شبهات
أعداء الإسلام حول مكانة المرآة في الإسلام وفي القرآن نهدي لهم هذه الهدية.
قال تعالى:" إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين و المؤمنات والقانتين
والقانتات والصادقين و الصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين
والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات
والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وجرا عظيما" سورة
الأحزاب.
IV / الرد على
الشبهات :
1) شبهة
تقول أن سبب الطلاق في الإسلام عدم المعرفة الجيدة بين الخطوبين ( والقيود الشرعية
كالحجاب هي السبب)
الردّ
الأسباب
الرئيسية للطلاق هي :
1-عدم حسن اختيار
الزوجة وعدم توجيه العناية إلى الدين والخلق قبل المال والجاه والجمال، قال عليه
السلام :" تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسابها
ولجمالها ولدينها...؟ فإظفر بذات الدين تربت يداك".
2- عدم النظر إلى
المخطوبة قبل العقد لأن النظر يبعث الألفة والمحبة.
3- عدم اهتمام المرأة
وأوليائها باختيار الزوج الكريم قال عليه السلام:" إذا
أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه."
4- عدم اشتراط رضا
المرأة بالزواج ممن يتقدم لها ولا يجوز أبدا إجبارها على ما لا ترغب فيه.
5- عدم الأمر بمشاورة
الأمهات في زواج بناتهن.
6- عدم المعاشرة
بالمعروف وعدم معرفة الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين وعدم إلتزام
حدود الله في ذلك والخوف منه.
7- في بعض الأحيان
الزوج غير واقعي حيث ينشد الكمال في زوجته بل يحب أن ينظر إلى ما فيها من
محاسن و لا يغض بصره عن عيوبها كما قال عليه السلام :" لا يفرك مؤمن مؤمنة إن سخط
منه خلقا رضي منها آخر."
8- عدم تحكيم العقل
والمصلحة عند الزوج حيث يتسرع إلى العاطفة. قال تعالى :" فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه
خيرا كثيرا".
9- عدم معالجة المشكلة
معالجة شرعية (الموعظة- الهجر- الضرب غير المبرح- ثم التحكيم) كما قال تعالى
:"....فعضوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن..."
10- الإستخفاف
بالمسؤولية قبل الزواج و ذالك لنقص التجربة .
وتسقط شبهة الذين
يقولون أن الطلاق سببه القيود الإسلامية فإن نسبة الطلاق في أمريكا أكثر من 40 %.
2 ) شبهة
العمل والرد مع وضع القيود الشرعية لعمل المرأة :
إن الإسلام أباح
للمرأة العمل ولكن صورة العمل هي كما يلي:
1-
إنه يحافظ على طبيعتها وأنوثتها التي فطرها الله
عليها ويحرسها من أنياب المفترسين الذين يريدون إلتهامها حراما، ومن جشع المستغلين
الذين يريدون أن يتخذوا من أنوثتها- أداة للتجارة والربح والحرام.
2-
إنه يحترم وظيفتها التي تهيأت لها بفطرتها واختارها لها
خالقها الذي خصها بنصيب أوفر من نصيب الرجل، في جانب الحنان والعاطفة، و رقة
الإحساس وسرعة الانفعال ليعدها بذلك برسالة الأمومة الحانية التي تشرف على أعظم
صناعة في الأمة وهي صناعة أجيال الغد.
3-
إنه يعتبر البيت مملكة المرأة العظيمة، هي ربته
ومديرته وقطب رجاه فهي زوجة الرجل وشريكة حياته ومؤنس وحدته وأم أولاده وهو
يعد عمل المرأة في تدبير البيت ورعاية شؤون الزوج وحسن تربية الأولاد، عبادة
وجهاد.
4-
يريد أن يبني البيوت السعيدة التي هي أساس المجتمع السعيد
التي تبنى على الثقة واليقين.
5- أنه يأذن لها أن
تعمل خارج البيت فيما يلائمها من الأعمال التي تتناسب طبيعتها وإختصاصها وقدراتها
ولا يسحق أنوثتها فعملها مشروع في حدود وبشروط وخصوصا عندما تكون هي أو أسرتها في
حاجة إلى العمل الخارجي أو المجتمع في حاجة إلى عملها.
3 ) الولي :
قال النبي (صلى الله
عليه وسلم):" أيما إمرأة نكحت بغير إذن وليها
فنكاحها باطل."
ومما رأينا نعرف أن
وجود الولي في النكاح لا يشكل طعنا في المرأة في عقلها ولا تقييدا لحريتها، وإنما
يراعي الإسلام ربما نقص خبرتها بالرجال والتجربة في مجال الزواج وربما يغرها
المظهر في مال أو جمال وتقع فريسة لزوج غير متكافئ معها في دين أو في غير ذلك
ويكون الزواج مآله الفشل، كما يمكن أن يتلاعب الرجل بالمرأة حيث يصيبها ويتركها
كما نرى كثيرا من الحالات اليوم.
كما لا ننسى أن نذكر
أن الولي ليس أي رجل بل هو أقرب الرجال إليها وهو الأب الذي يجب هذه البنت
أكثر من أي إنسان....
4- ضرب الزوجة:
إذا ظهر أي خلاف بين
الزوجين وجب إصلاحه كما أمر الله عزوجل في القرآن الكريم، قال تعالى :" و اللاتي تخافون نشوزهن فعضوهن وأهجروهن في المضاجع واضربوهن
....وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا
يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا."
وقد جاءت كلمة الضرب في إطار الصلح أي :
-
نية الزوج وهدفه الصلح لا الضرب.
-
كما لا يجوز أن يضرب الزوج بأي وسيلة كما يفعله الجهال في هذا العصر فلذلك
حرم الإسلام الضرب بجمع الكف والرجل وكل وسيلة أشد من ذلك ( وكان عبد الله
بن عباس يضرب زوجته بالسواك.)
-
كما لا يجوز أن تضرب إلى أي مكان ولذا حرم الله الضرب إلى الوجه وإلى أماكن تضر
المرأة (قال عليه السلام : ولا تضرب الوجه...).
- لا
يجوز ترك الأثر أو يسيل دما أو تكسر عظما.
-
كما يجب أن نفهم أن هذا الضرب كما وصف أي في حدوده الشرعية لا يستعمل مع المرأة
الصالحة التي لا تسمح أن تهدم بيتها وتضيع زوجها بأتفه الأمور بل تستعمل مع المرأة
التي لا يليق معها إلا هذه الوسيلة.
-
أما إذا قال قائل نحل هذه المشكلة عن طريق القضاء – فنرد أن المحكمة لا يجوز أن
تتدخل إلا في كبريات المسائل التي تفشل فيها كل محاولة للتوقيف، ثم إنه ليس من
العقل أن نلجأ إلى المحكمة في حوادث الحياة اليومية التافهة التي تتجدد كل دقيقة
وتنتهي في نفس الدقيقة أي يجب أن نقيم محكمة في كل بيت تعمل ليل نهار.
- و
الأصل في ذالك الإقتداء بالرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي لم يضرب يوما ما لا
زوجته ولا خادمه بل لم يرفع يده على أحد قط .
5- لماذا جعل الطلاق بيد الرجل:
- لم
يجعل الإسلام الطلاق بيد الرجل إلا بعد التكاليف العديدة التي أوجبها عليه
(إعطاء لها المهر أو ما يشبه لباس، ذهب، فصة،...).
-
كلفه أن يهيأ لها مسكن المريح.
-
كما أن الله كرم المرأة بالعاطفة التي تحتاج إليها (حمل الولد والتربية والصبر
عليه...) وهذه العاطفة إن استعملت في المشاكل الصغيرة انقلبت إلى خسارة كبيرة (هدم
البيت )كما أن المرأة تمر في بعض الأحيان بأوقات تتغير قليلا نفسيتها (الحيض
– النفاس ) وتصبح كما يقول علماء النفس غاضبة لأتفه الأسباب أو نسيان الرجل حق من
حقوقها فربما تلفظت في هذه الأوقات بكلمة الطلاق.
ونظرا
إلى مصلحة البيت والأولاد والزوج والزوجة جعل الله عزوجل الطلاق بيد الرجل ولكن
كما ذكرنا لم يحرم المرأة من طرق التي تشبه الطلاق كالخلع أو الطلاق عن طريق
القاضي كحل لها عندما تستعصي كل الأمور، قال تعالى:" ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا."
لا
ننسى أن نذكر هنا بعض الملاحظات:
الطلاق
في الدين المسيحي محرم إلا بسبب الزنا عند الأرثذكس (Orthodox) أما عندما وضعوا قانونا يلغي كتابهم المقدس حيث أباح هذا القانون
الطلاق بعدما بلغ الوضع ما يلي :
-
بلغ عدد الطالبين للطلاق في إيطاليا عام 1971 مليون فهكذا أخذت ما عاتبته على
الإسلام بالأمس و قد بلغ في أوروبا الطلاق 40 % .
-
فمن حق المرأة أن تطلب الطلاق من زوجها عند الإضرار بها ماديا أو معنويا وإن أبى
طلقها القاضي.
-
كما أعطى الإسلام للمرأة حق الفراق مع زوج كرهته دون ظلمها (الخلع قصة ثابت بن
قيس).
6- حول الميراث:
-
يظهر إختلاف الرجل والمرأة في الميراث فيما يلي :
الرجل
مكلف بالمهر ومكلف بالنفقة عليها وعلى أولادها وجوبا لا تطوعا.
-
كما لا ننسى أن الرجل مكلف أن ينفق على والديه عند العجز والمرأة غير مكلفة بذلك
في حال من الأحوال.
- إن
القاعدة في الميراث هي [الغنم بالغرم ] أي أن الإنسان يعطي على حسب مسؤوليته :
-
كما لا ننسى أن نذكر أن هنالك حالات ترث الأنثى أكثر من الذكر أو يتساويا منها :
-
تأخذ الأنثى أكثر من الذكر (بنت
زوجة
أم أب )
( 2/1
8/1
6/1 6/1 + ع)
(24/12
24/3
24/4 24/5).
-
تأخذ مثل ما يأخذ الذكر الأخوات والإخوة لأم.
7- خاب قوم ولوا أمرهم امرأة".
-
هذا الحديث قاله الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما سمع أن ملكة مستبدة تحكم
فارس.
-
إذن هناك وثني والأسرة المالكة لا تعرف شورى ولا تحترم رأيا مخالفا والعلاقات بين
أفرادها بالغة السوء قد يقتل الرجل أباه أو إخوته في سبيل مآربه والشعب خاضع
منقاد.
8- حول الإمامة : تقول الشبهة لماذا لا تؤم المرأة الرجل؟
أولا
في القرآن كله لا يوجد أية في ذلك ، وأن المرأة يجوز لها أن تؤم النساء أما
الرجال لأن كما نعرف أن الصلاة عبادة، والعبادة تحتاج الخشوع لله و البعد عن
التفكير في الدنيا وزينتها والمرأة إذا كانت إماما وهي معروفة بصوتها الرقيق
وهيئتها فإن ذلك يشغل المصلي في الأمور الدنيوية فيكون قلبه بعيد عن الله وعن
الخشوع في الصلاة وهذا لا ينقص أبدا من كرامة وقيمة المرأة.
9 - شبهة تعدد الزوجات
-
تعدد الزوجات بين الأمم القديمة والإسلام :
لما
جاء الإسلام وضع قيودا وشروطا لتعدد الزوجات الذي تمارسه الأمم في ذالك الزمان
وقبله ، فقيد التعدد بأربعة زوجات، إذ حث الرسول (صلى الله عليه وسلم) أصحابه مثل غيلان
بن سلمة حيث كانت له 10 زوجات و عثمان أن يختار من زواجه أربعة ويفارق الأخريات
ولا يترك له إلى أربع. أما تزوج الرسول (صلى الله عليه وسلم) بتسعة فهذا خصه به
خصوصا وذلك لحاجاته إليهن في حياته وبعد مماته.
٠شرط إباحة التعدد:
الشرط
الذي أكده في تعدد الزوجات هو العدل بين الزوجات في المأكل والمشرب والملبس و
المسكن والمبيت والنفقة، فإن رأى الزوج بأنه لا يستطيع العدل بينهم فلا يتزوج إلا
بواحدة مصداقا لكلام الله تعالى:" فإن خفتم ألا
تعدلوا فواحدة."
وقال
الرسول (صلى الله عليه وسلم):" من كان له
امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة يجر أحد شقيه ساقطا أو
مائلا."
٠ الحكمة في إباحة التعدد:
- من
الرجال من هو قوي الرغبة في النسل ولكن زوجته عاقر لا تنجب بسبب عقم أو مرض.
-
ومنهم من هو قوي الغريزة ثائر الشهوة ولكن زوجته قليلة الرغبة في الرجال.
-
عدد النساء أكثر من عدد الرجال إلى يوم القيامة.
ولتجنب
قضاء عمرهن في مرارة الحرمان من حياة الزوجية والأمومة، ولتجنب العيش بين أيدي
الرجال في الفساد والحرام، أبيح لهن الزواج برجل متزوج قادر على نفقتهن.
٠ التعدد في الإسلام نظام أخلاقي إنساني:
أخلاقي
لأنه لا يسمح للرجل بالإتصال بأي امرأة شاء وفي أي وقت شاء إلا أن تكون علانية
وبرضا الزوجة والوالدين.
وإنساني
لأنه يدفع ثمن اتصاله الجنسي بها مهرا و أثاثا و نفقة.
٠تعدد الغربيين لا أخلاقي ولا إنساني :
التعدد
عندهم يحدث بدون أي زواج أو اقتران شرعي ويكون هذا الاتصال مع عدة نساء يتعدى
عددهن الأربعة، ولا يحدث كذلك علنا، وعدم تحمل الرجل بالمسؤولية المالية ولا
بالإعتراف بنتائج الإتصال و يلوث شرفهن.
لست ربوت