تمهيد : يعرض الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني في روايته
"رجال في الشمس" قصة ثلاثة من الفلسطينين اتجهوا إلى الكويت في
الخمسينيات من القرن الماضي طلبا للمال وتحقيقا للإستقرار ولكنهم فشلوا في تحقيق
أحلامهم ولاقوا مصيرهم المحتوم وماتوا ميتة شنيعة تقشعر منها الأبدان في مركز
الحدود الكويتي بعد نجاح قائدهم "أبي خيزران"في تجاوز مركز الحدود
العراقي.
المؤلف: غسان كنفاني أديب فلسطيني ولد في عكا
وتلقى تعليمه في يافا, أرغمته مأساة فلسطين على النزوح من وطنه إلى لبنان للعمل في
الصحافة, ساهم في تأسيس مركز الدراسات والبحوث الفلسطيني ...اغتاله الموساد
الإسرائيلي عام 1972 ومن آثاره الأدبيه :-
-
موت سرير رقم 12 .
-
أرض البرتقال الحزين .
-
عن الرجال والبنادق .
-
عالم ليس لنا .
-
عائد إلى حيفا .
-
أم سعد .
الفصول: الرواية
تشمل فصولا سبعة حملت العناوين الآتية :-
1- أبو قيس
2- أسعد 3-
مروان
4- الصفقة 5-
الطريق 6-
الشمس والظل
7- القبر
عرض المحتوى:
الفصل الأول: أبو قيس:-
رجل عجوز خرج طمعا في تحقيق مستقبل ملائم لأبنائه من خلال بناء بيت يؤويهم
وامتد أمله باتجاه شراء قطعة أرض صغيرة تكفل لهم العيش الكريم .. كان أبو قيس
مترددا ولكن الظروف المادية الصعبة جعلته في مواجهة جهنم الصحراء بعد أن فقد ابنته"حسنا"
بعد شهرين من ولادتها ليتعرض لمحاولة ايتزاز من قبل صاحب المكتب في البصرة.
الفصل الثاني: أسعد:-
ليس له من الخط سوى اسمه فقد اتجه إلى الكويت أملا في توفير حياة مستقرة
ولكنه يتعرض لابتزاز عمه الذي أقرضه خمسين دينارا طمعا أن يكون زوج ابنته ندى في
المستقبل . يتعرض لغدر "أبي العبد" عند نقطة "الجفور" ويسعفه
أجنبي للوصول إلى البصرة.
الفصل الثالث :- مروان:-
يخرج من بيته باحثا عن أخيه الذي انقطعت أخباره وأمواله عن العائلة, تزوج
والده من (شفيقة ) المعاقة التي قطعت رجلها بسبب حرب 1948 وكان الزواج طمعا في بيت
من الأسمنت ودكاكين مؤجرة لذلك يتخلى عن الزوجة الأولى والأولاد , زوجة أبيه تسعفه
بالمال ليتهيأ للسفر . يودع والده وزوجة أبيه متمنين لهم التوفيق طالبين منه أن
يخبرهم عن أحواله أولا بأول.
الفصل الرابع : الصفقة :
يجتمع الثلاثة ( أبو قيس – أسعد – مروان ) مع أبي الخيزران وتوكل مهمة
التفاوض مع أبي الخيزران إلى أسعد لعدم خبرة أبي قيس وأما مروان فإنها تجربته
الأولى أما أسعد فإنه عتيق في الصنعة .
يتم الاتفاق على دفع عشرة دنانير عن كل فرد وفي هذا الفصل تظهر مهارة أبي
الخيزران في القيادة فهو الذي حرك آليه عسكرية إسرائيلية معطلة وهو الذي استطاع
الوصول بسلام دون أي عطل في سيارته في قافلة الحاج رضا الذي كان يعمل عنده.
الفصل الخامس : الطريق :
يصعد الشبان الثلاثة إلى سيارة أبي الخيزران والشمس تصب لهيبا عليهم ولكن
حركة السيارة تخفف قليلا من حدة الحر ، أبو الخيزران ترتسم على مخيلته مأساته
عندما فقد ( رجولته ) ولكنه يعزي نفسه بأنها أرحم من الموت .
يقترب أبو الخيزران من صفوان العراقية فينفّذ الشبان الثلاثة الخطة بإتقان
فينزلون إلى داخل الصهريج وأبو الخيزران ينجز معاملة الدخول في ست دقائق مغادرا
مركز الحدود على عجل ليتنفس الشبان الثلاثة الصعداء .
الفصل السادس : الشمس والظل
:
يعيد أبو الخيزران الكرة ثانية لتجاوز الحدود الكويتية فينزلون إلى داخل
الصهريج ويقود أبو خيزران سيارته بسرعة وهناك يشاغل موظفو الجمرك أبا الخيزران
بالحديث عن مغامراته وعن الراقصة كوكب حيث أخبرهم الحاج رضا بذلك وهو يستجديهم
إنجاز معاملته وأبو باقر يعرض عن ذلك وأرواح الشبان تصعد إلى بارئها بعد أن صبت
الشمس جام غضبها على الصهريج وبعد أن أوصد الصهريج أبوابه في وجه الهواء .
الفصل السابع : القبر :
قرر أبو الخيزران بأن يلقي بالجثث الثلاث بعد تفكير عميق على رأس الطريق
حيث تقف سيارات البلدية لإلقاء قمامتها كي تتيسر فرصة رؤيتها لأول سائق قادم في
الصباح الباكر .
ترك الجثث بعد أن أخرج النقود من جيوبها وانتزع ساعة مروان من يده متجها
إلى بيته وهو يصرخ لماذا لم تدقو جدران الخزان ؟ لماذا لم تقولوا ؟........
=================================================
المغزى العام للرواية :
الرواية تجمع بين الرمزية والواقعية ، فتحقيق الحلم الفردي ليس حلا ناجحا
لمشكلة شعب بل لا يحل مشكلة الفرد نفسه لأن من يخسر وطنه لا يربح شيئا ولو أصبح من
الأثرياء .
الرواية تشفق على الشبان الثلاثة وتظهر قسوة الحياة ومصيرهم المؤلم الذي
آلوا إليه ولكنها لا ترى فيهم النموذج الذي يحتذى به وكان على قائدهم أن يتجه إلى
الغرب بدلا من الاتجاه إلى الشرق .
الخاتمة :
الرواية تعكس الحالة الاقتصادية المتردية للشعب الفلسطيني بعد حرب 1948م
فالفقر والتشرد دفعهم إلى المغامرة واقتحام جحيم الصحراء مضحيين بأنفسهم من أجل
لقمة عيش كريمة ، والرواية تعكس ظاهرة الابتزاز التي تظهر عقب الأزمات والحروب كما
أنها تبرز بعض العادات السيئة في المجتمع الفلسطيني ولعلها موجودة في المجتمعات
العربية الأخرى في نفس الفترة فابن العم ملزم بالزواج بابنة عمه وهي ملزمة بالزواج
منه كذلك .
والرواية تظهر أيضا أن قسوة الحياة والضيق المادي دفع بعض الفلسطينيين إلى
الكسب غير المشروع كما حصل مع أبي الخيزران .
رمزت القصة إلى ضياع الفلسطينيين في تلك الحقبة وتحوّل قضيتهم إلى قضية
لقمة العيش موحياً إلى أنهم قد ضلوا الطريق ،دون أن يقدّم البديل .
=================================================
الرأي :
صحيح أن الرواية تعرض أحداثا واقعية إلا أن القارئ الحدث والقارئ الموتور
يجد ضالته فيها دون النظر إلى رمزيتها فهي تجعل الإنسان الفلسطيني الذي يتخلى عن
قضيته إنسانا حقيراً مهيناً ذليلاً سافلاً في الوقت الذي يصنع فيه الإنسان
الفلسطيني المعاصر ملحمة النضال ويحاول أن يرد للأمة بعضاً من كرامتها .
فأبو الخيزران القائد يتخلى عن قيمه فيصبح مهرباً ، تاجراً للمخدرات بل
فاقداً لأبسط القيم الإنسانية عندما يرمي الجثث على قارعة الطريق ، والغمز بالمعلم
الفلسطيني الذي لا يجيد الإمامة والتي يجيدها عامة الناس في ذلك ظلمٌ له فالذي لعب
دورا هاما في الحركة التعليمية في النصف الثاني من القرن الماضي في معظم أقطار
الوطن العربي حريّ أن لا يوصف بهذا الوصف .
شخصيات في القصة :
1. أسعد .
2 . مروان .
3. أبو قيس . 4. أبو الخيزران .
5.عم أسعد . 6.
ابنته ندى .
7.والد مروان . 8. شفيقة المعاقة زوجة والد مروان .
9.الحاج رضا . 10.
موظفو الجمرك .
11.أبو باقر الضابط . 12.كوكب الراقصة .
================================================
ملخص موجز لقصة رجال في الشمس للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني
في الصحراء الحارقة في وقت الظهيرة كان رجل يدعى ابو الخيزران وهذا سائق شاحنة
كان يقوم بتهريب الناس الى الكويت بوضعهم في الخزان تحت الشمس وقد تم نقلهم في الظهيرة
لأن الدوريات لا تقوم بالتفتيش من شدة الحرارة .
وفي هذه القصة ثلاثة رجال وهم : أسعد ، أبو قيس ، مروان . و كانوا يودون أن
يذهبوا للكويت بحثاً عن لقمة العيش لهم ولعيالهم ويتجاوز أبي الخيزران نقطة التفتيش
الأولى ويتجاوز الثانية والثالثة إلى أن وصل لأقرب نقاط التفتيش بين العراق والكويت
وقد دخل ليوقع الأوراق فقد قام الموظف بإلهاء أبو الخيزران والحديث معه والحوار بينما
أبو الخيزران كان يرتعش من الخوف فجذب الأوراق من أمام الموظف ، وبعد اثنتي عشرة دقيقة
من هذا الحوار والجدال قام أبو الخيزران بقيادة الشاحنة بعيداً عن نقطة التفتيش ثم
قفز إلى أعلى الخزان فوجد النافذة العليا مفتوحة فنظر إلى الخزان ومد يده ولكن لا يوجد
شخص يرفع يده ليخرجه فقد بدأ أبو الخيزران بالنداء : مروان ... مروان ... مروان وقد
كاد الصدى يثقب أذنه وبدأ بالصراخ : لماذا لم تدقوا باب الخزان ؟
ملخص آخر :
رواية (رجال في الشمس) رواية قصيرة تقع في ( 110صفحات) , ببساطة تحكي عن ثلاثة فلسطينيين , ونتيجة للاحتلال الصهيوني والعنف الذي مارسه الصهاينة ضد الفلسطينيين , ولضيق ذات اليد وشظف العيش, قرروا الخروج من الوطن بحثاً عن لقمة الخبز .
كانت الكويت في بداية نهضتها, بدأت تستقطب العمالة العربية الوافدة , فكان هدفهم الوصول إلى الكويت للعمل , ولأنهم لا يملكون أية أوراق ثبوتية أو جوازات السفر , فكان الطريق الأقصر هو التسلل تهريباً إلى الكويت فاجتمع الثلاثة في البصرة , النقطة الأقرب إلى دخول الكويت , وتعرضوا لابتزاز عصابات التهريب .
حتى يلتقوا بواحد من جلدتهم (أبو الخيزران) الذي يعمل سائقاً لأحد خزانات المياه العائدة لتاجر كويتي, وكان في البصرة لإصلاح الخزان, فيقنعهم بأنه خير من يوصلهم إلى الكويت .
وخلال نقله إياهم يطول عليهم الوقت وهم داخل الخزان في حر الصيف الملتهب في الصحراء فيختنقوا ويموتوا , فيرميهم السائق قرب المزابل بعد أن يجردهم من أموالهم وممتلكاتهم .