معنى شهادة أن لا إله إلا الله ومقتضاها

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية معنى شهادة أن لا إله إلا الله ومقتضاها

معنى شهادة أن لا إله إلا الله ومقتضاها

معنى شهادة أن لا إله إلا الله ومقتضاها

إن الركن الأول من أركان الإسلام هو الشهادتان: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. وهذا الركن هو الأساس الذي تقوم عليه بقية الأركان، وتنبني عليه سائر أحكام الدين، فإن كان هذا الأساس سليمًا قويًا استقامت سائر الأعمال وكلها مقبولة عند الله وانتفع بها صاحبها، وإن اختل هذا الأساس فسدت سائر الأعمال وصارت هباءً منثورًا، صارت تعبًا على صاحبها في الدنيا وحسرة وخسارة يوم القيامة.
إن الشهادتين لهما معنى ولهما مقتضى، ولا بد للناطق بهما أن يعرف ذلك المعنى ويعمل بذلك المقتضى، وإلا فإنه لا ينفعه مجرد التلفظ بهما. فمعنى شهادة أن لا إله إلا الله الإقرار بأنه لا يستحق العبادة إلا الله، وأن كل معبود سواه باطل: { ذَلِكَ  بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } ، ومقتضى شهادة أن لا إله إلا الله أن تفرد الله بالعبادة فلا تعبد معه أحدًا.
 فإذا قلت أشهد أن لا إله إلا الله فقد أعلنت البراءة من كل معبود سوى الله والتزمت بعبادة الله وحده، وفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، ولذلك لما قال النبي صلى الله عليه وسلم للمشركين قولوا لا إله إلا الله فهموا من ذلك أنه يطلب منهم عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام فامتنعوا من أن يقولوا هذه الكلمة واستنكروها وقالوا: { أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ  وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ  مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ } . هذا معنى لا إله إلا الله، إنه جعل الآلهة إلها واحدًا، وترك عبادة ما سواه، وقد فهمه المشركون لأنهم فصحاء، وعباد القبور اليوم لا يفهمون معنى لا إله إلا الله ولا يعملون بمقتضاها، فلذلك يقولون لا إله إلا الله، ويعبدون الموتى، فالمشركون الأولون أعلم منهم بمعنى لا إله إلا الله وأعلم منهم بمقتضاها، هؤلاء القبوريون يقولون لا إله إلا الله ويقولون مع ذلك:. يا عبد القادر يا سيدي فلان... ينادون الموتى ويستغيثون بهم في قضاء الحاجات وتفريج الكربات ويطوفون بقبورهم ويذبحون لهم، فما معنى لا إله إلا الله عند هؤلاء وما فائدتها - إنهم قوم لا يعقلون { نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ } ، { زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } .
 وكما أن الشرك الأكبر يناقض لا إله إلا الله وينافيها، كذلكم سائر المعاصي التي هي دون الشرك تنقص مقتضى هذه الكلمة وتقلل من ثوابها بحسب الذنب الذي يصدر من العبد، ومطلوب من المسلم أن يقول لا إله إلا الله ويعلم معناها ويعمل بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا، ويستقيم عليها، قال تعالى: { وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } ، { شَهِدَ بِالْحَقِّ } أي: قال لا إله إلا الله. وهم يعلمون: بقلوبهم ما قالت به ألسنتهم من تلك الكلمة. فاتقوا الله عباد الله واعرفوا معنى هذه الشهادة واعملوا بمقتضاها فليس المقصود منها مجرد النطق بها من غير فهم معناها واعتقاد مدلولها والعمل به فإن ذلك لا ينفع ولا يجدي. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } .
ومعنى أشهد أن محمدًا رسول الله. الإقرار بأنه رسول من عند الله، واعتقاد ذلك في القلب، ومقتضى هذه الشهادة يتلخص في أربعة أمور: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع، فإذا شهدت أنه رسول الله وجب عليك أن تطيعه فيما يأمرك به، وأن تجتنب ما نهاك عنه، وأن تصدقه فيما يخبر به عن الله تعالى وعن الغيوب الماضية والمستقبلة، وأن لا تتقرب بشيء من العبادات إلا إذا كان موافقًا لشريعته، فتترك البدع والمحدثات وتترك الأقوال المخالفة لسنته مهما بلغ قائلها من العلم والفقه، فكل منا يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول الإمام مالك بن أنس رحمه الله: كلنا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله تعالى يقول: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، والله تعالى يقول: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }
اللهم إنا نسألك أن تحبب إلينا الإيمان وتزينه في قلوبنا وأن تكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان و تجعلنا من الراشدين وأن تهيئ للأمة الإسلامية من أمرها رشدًا .


التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button