الأبعاد الاجتماعية للرياضة ودورها في مواجهة الجريمة
مدخـــــــــل :
لقد أصبحت الرياضة من المواضيع المفضلة في العلوم الاجتماعية"الرياضة هي
الآن ينظر إليها على أنها مظهر –بامتياز- لتطور الأخلاق، فهي "ظاهرة
اجتماعية كلية"حقيقية" مجموع الواقع الاجتماعي "([1]كما أن الرياضة تعتبر نشاط هام فهو نشاط مهني ترفيهي ، كما انه لا ينطوي فقط على النشاط البدني ولكن أيضا جماعي. نظرا للتشكيلة الواسعة من الألعاب الرياضية ، وللأشكال المختلفة ولإمكانيات التكامل في أعقاب الرياضة التي يمارسها الأفراد.[2]
إن الرياضة التقليدية تمثل جزءا لا يتجزأ من الخطط الاجتماعية الموجهة للشباب الذي يعاني من نقص في المرجعيات.ولقد كشفت عددا من المقاربات في مجال علم اجتماع الرياضة عن أشكال متنوعة من الانحراف داخل الفضاء الثقافي الرياضي.[3]
I- الرياضة والسياق الاجتماعي:
إن اللعبة الرياضية تجري في دائرة اجتماعية صغيرة، ، سواء كانت في الشوارع ومجموعة من الأصدقاء أو النادي، وبالتالي ينبغي معرفة كيف يمكن لهذه المجموعة تتموضع بالنسبة للمجتمع(تماسف، الريبة أو العزل؟).إن الرياضة لها رسالة تربوية .فهي تسمح بالتعلم واللعب جماعيا، كما تمكن من دمج مفاهيم مثل التضامن، والتغذية والنظافة الصحية للجميع.[4]
وهي بهذه المفاهيم تمكن من طبع الشخص نماذج اجتماعية مما يٌدخلها ضمن دائرة "مؤسسة تنشئة اجتماعية". والرياضة لا تقدم نفسها للمتخصص باعتبارها نشاطا فيزيولوجيا مجردا من سياقاته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها.هذا ما دفع لارسون[5] إلى تقديم إطار اجتماعي عاماً يتيح تصور أبعاد العلاقة بالنشاط البدني وسائر القوى الاجتماعية المحيطة ، والتي حددها في:
- علاقة الأنشطة البدنية بالقوى ذات التفاعل النشط في البيئة وهي:
v القوى الاجتماعية .
v القوى الثقافية .
v الفرد.
- علاقة الأنشطة البدنية بالقوى التي تمثل الشكل الوظيفي للأنظمة البدنية وهي أكثر القوى قيمة من خلال الأنشطة البدنية والرياضة، وتتشكل من علاقة الفرد بالثقافة واﻟﻤﺠتمع، غير أنها لا تملك تغيير الاهتمامات والاحتياجات والبرامج والتسهيلات ومتطلبات الرياضة التي يحتاج إليها اﻟﻤﺠتمع.
- علاقة الأنشطة البدنية بالقوى الضابطة التي من شأنها أن تمد أو تحد من النشاط البدني ، وهي بالضرورة تتصل بالبيئة الطبيعية المحيطة، كما تتصل بالمؤسسات الاجتماعية الموجودة كالاقتصاد ، الحكومة ، السياسة ، باعتبارها قوى ضابطة اجتماعية مؤثرة ، وعلى الجانب الأخر تعتبر مصادر المياه الطبيعية والمناخ والتضاريس البيئية من القوى الضابطة البيئية
- بين لارسون تلك العلاقات في النموذج التالي:
كما أن الفرد يرتبط مع المجتمع –من خلال السياق الرياضي-عن طريق تفعيل المسؤولية الاجتماعية لديه وتعزيز الضبط الاجتماعي كما يعزز لديه مكونات الأدوار والتي ترتبط بالتنظيم والحراك والتغير الاجتماعي.
كما تتفاعل الرياضة مع الثقافة تكوينها للاتجاهات لدى الفرد وتفعيل المعايير الاجتماعية وتشكيلها البعض منها، إضافة إلى تدريبه على تسيير الفراغ كقيمة اجتماعية معاصرة وبناء هويته الاجتماعية وإدارة الصراع.وهو ما يشير إلى الآليات التي تمكن الفرد من تجاوز الانحراف والاندراج في الجريمة.أي أنها تشكل عنصرا فاعلا في الوقاية منها والتكيف مع المعايير الاجتماعية السائدة.
يعتقد زيجلر Zeiglerأن قوى:القيم والمعايير - السياسة - الاقتصاد - الدين - البيئة تؤثر في النشاط البدني والرياضة إلى حد كبير.[6]
كما يرى خوزيه كاجيكال أنه »عندما ننظر إلى الرياضة نجد أنفسنا أمام نوع من التمرين البدني أو من الحركة الجسمانية التي لا يقوم بها الإنسان استجابة إلى دافع حياتي ، ولكن يقوم بها كتعبير تلقائي عن تأصيل نفسي - حيوي ، يجسد جوهر الرياضة وروحها ، فهو الذي جعل منها قوة اجتماعية ونسقاً ثقافياً ، والذي أضفى عليها مقومات النظام الاجتماعي ، والذي يتوقف نجاحه أو فشله على استعدادات اﻟﻤﺠتمع الذي يحتويها[7]
بمعنى آخر، تبرز قوة الرياضة أولا في اعتبارها "نظام اجتماعي" بكل ما يحمله من معنى سوسيولوجي، وثانيا قدرة بقاء هذا النظام تبعا لمحفزات السياق الاجتماعي و تمثلاته الايجابية عنه او العكس تثبيطه له.
لقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 58 / 5 والمعنون " الرياضة وسيلة لتطوير التعليم والصحة والتنمية والسلم " بالقيم الإيجابية للرياضة والتربية البدنية واعترفت بالتحديات القائمة أمام عالم الرياضة سنة 2005 هي السنة الدولية للرياضة والتربية البدنية ، ويدعو القرار كافة الحكومات ومنظومة الأمم المتحدة والمنظمات إلى:
- إدراج الرياضة والتربية البدنية في برامج التنمية ، بما في ذلك البرامج التي تسهم في تحقيق أهداف الألفية للتنمية.
- العمل بصورة جماعية وتشكيل شراكات مبنية على أساس التضامن والتعاون.
- تطوير الرياضة والتربية البدنية كوسيلة للتنمية الصحية والاجتماعية والتعليمية والثقافية على الصعد المحلية والدولية.
- تعزيز التعاون بين قطاعات المجتمع المدني ، يجشع القرار رقم 58 /5 الحكومات والهيئات الرياضية الدولية على تنفيذ مبادرات شراكة بهدف دعم مشاريع التنمية المستندة إلى الرياضة التي تهدف إلى تحقيق أهداف الألفية للتنمية.
إن البيئة الاجتماعية تحدد الرياضة من خلال:
1- التقاليد الاجتماعية
- · ان المجتمعات المختلفة لها عادات حركية مختلفة . ففى المجتمعات المحافظة نجد ان طريقة مشى البنات تختلف عما هو عليه فى المجتمعات المفتوحة . ان الركض للبنات فى المجتمعات المحافظة غير مقبول اجتماعيا وهذا يؤثر مستقبلا على الحالة الرياضية . نضرة واحدة الى الارقام القياسية العالمية للنساء توضح تفوق نساء المجتمعات المفتوحة نتيجة تشجيعهن على اللعب والتدريب منذ الصغر
- إن التنشئة الرياضية تتأثر بدخل العائلة والطبقة الاجتماعية
- إذا كان الوالد رياضيا فمن المحتمل أن يكون الابن كذلك. وهذا يسرى على نوع الرياضة حيث يزرع الوالدين الميول نحو تلك الرياضة
- يظهر هذا التأثير منذ دخول الطفل الى المدرسة . ويبدأ تأثير الاقران بالنمو حتى يصل ذروته فى مرحلة المراهقة . ففى هذه المرحلة تكون علاقاته قوية مع الاقران يصاحبها انحسار العلاقة مع العائلة . ان الميول لممارسة الرياضة يكون قويا اذا كان الاقران كذلك والعكس صحيح .
- ان بعض الاديان تمارس نشاطات رياضية ضمن الطقوس الدينية .وفيما يلى وجهات النظر المختلفة نحو الرياضة.[8]
- توفر وقت الفراغ
- اكتساب ثقافة ترويحية رياضية
- تأثير الصورة الاجتماعية للجسد( القوام الرشيق- الجسم العضلي- هاجس تخفيض الوزن...
- هو مجموعة النواتج الواقعة على سلوك الفرد والتي تنشأ عن الحضور الكلي لأفراد آخرين. ففي مجال الرياضة يشكل حضور اللاعبين الزملاء والمنافسين والمشجعين تأثيراً على أداء اللاعبين .
- يمكن أن يكون هذا التأثير إيجابيا بحيث يؤدي إلى زيادة نشاط الفرد وإنجازاته كما يمكن أن يجعل أداء الفرد مضطربا ويتسم بالخلل .
- يشكل المشاهدون جزءاً مهما في طبيعة المنافسات الرياضية حيث يتأثر اللاعبون بنوع وحجم وطبيعة الجمهور المشاهد .
- تختلف حساسية الناس للجمهور ( صغاراً وكباراً ) حسب الأنماط المختلفة للتنشئة الاجتماعية للأطفال ودور الوالدين في الثواب والعقاب حيال سلوك الطفل.
- يرتبط أداء الرياضي وتفاعله مع الجمهور المشاهد بمدى نزعته الاستعراضية ودرجة استحياءه .
- يؤدي وجود المشاهدين ( جمهور , زملاء , متنافسين ) إلى تضاعف مستوى الدافعية ومستوى عالي من التنشيط والاستثارة .
- يتغير مستوى الأداء مع تغير نوعية المشاهدين سواء كانوا محايدين أو مشجعين أو أنصار أو مشاركين في الأداء[9]
II- الرياضة ومكافحة الجريمة:
بينت تجارب عالمية فائدة الرياضة- باعتبارها نسقا اجتماعيا- في محاربة الجريمة.ففي البرازيل-مثلا- يوجد برنامج "ابق على قيد الحياة" وهو برنامج أحياء آمنة يعمل في الأحياء الأكثر عنفا في مدينة بيلو هوريزونتي. ويستخدم البرنامج عمليات مسح واستعراض للجريمة وتحليل الأولويات وتقييمها. ويقوم أحد منتديات المجتمع المحلية بتنظيم لقاءات شهرية لمناقشة المشكلات المتعلقة بالجريمة وتنسيق الاستراتيجيات مع الشرطة. وبالنسبة للشباب فإن البرنامج يقدم لهم دعما اجتماعيا فضلا عن مكونات تعليمية وترفيهية ورياضية، بما في ذلك ورش عمل عن العنف والمخدرات والجنس والأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي وممارسة الفنون وأجهزة الكمبيوتر. وقد تبين بعد 30 شهرا من تنفيذ البرنامج أن البرنامج أدى إلى انخفاض جرائم القتل بين الشباب بنسبة 47% وعمليات الشروع في القتل بنسبة 65%، وعمليات السطو على المخابز بنسبة 46% (أي الأفراد الذين يقتحمون المخابز لسرقة الطعام) في المناطق الفقيرة المستهدفة (حدث ذلك في فترة زادت أثناءها الجرائم العنيفة بنسبة 11% في مناطق المدينة التي تخلو عادة من العنف). ونظرا لهذه النجاحات فقد قامت الحكومة بمد برنامج "ابق على قيد الحياة" إلى أربعة مناطق متجاورة أخرى من المناطق الفقيرة التي ينتشر فيها العنف في بيلو هوريزونتي.[10]ولأهمية الرياضة في تحقيق التنمية والسلم فقد أنشأ الفريق العامل المعني بتسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلم التابع لفريق الأمم المتحدة للاتصالات، -والذي تكون في شهر كانون الثاني/يناير 2005- تحت قيادة مكتب الأمم المتحدة في نيويورك لخدمة الأهداف التالية:
(أ) النهوض باستخدام -أكثر منهجية واتساقاً -الرياضة في أنشطة التنمية والسلام؛
(ب) وتوليد درجة أكبر من الدعم من حيث الأولوية المولاة لتلك الأنشطة والموارد المخصصة لها؛
(ج) وتحديث قائمة حصرية للبرامج القائمة بشأن تسخير الرياضة لأغراض التنمية؛
(د) وتشجيع هيئات منظومة الأمم المتحدة على تضمين الرياضة في إنجاز أهدافها الإنمائية للألفية؛
(ﻫ) وتشجيع هيئات منظومة الأمم المتحدة على الاستفادة من شراكات الرياضة كجزء من نهجها بشأن إستراتيجية إنمائية مشتركة (على نحو ما توضحه التقييمات القطرية المشتركة وأطر الأمم المتحدة للمساعدة الإنمائية) والأدوات ذات الصلة.[11]
III - دور الرياضة في الوقاية والعلاج من الانحراف :
تعد الرياضة إحدى الوسائل التربوية وبالتالي فهي تسهم في تكوين الفرد وتطبع الناشئة على معايير المجتمع المرغوبة , في المقابل هناك الشباب ممن يتسمون بالعدوانية وتحديهم للبناء المعياري والقيم السائدة في المجتمع .إن الرياضة يمكن ان تكون وسيلة ناجحة في اختزال السلوك غير المرغوب اجتماعيا وتسهيل الاندماج الاجتماعي بل وتحقيق الذات والتفوق .فالرياضة تساعد الطالب العدواني أو الطفل الغير اجتماعي على تسامي سلوكه والانخراط في أنشطة تعويضية وإشباع الحاجات النفسية الاجتماعية .فكل الرياضات يمكن أن تساهم في التربية والتطبيع , بما تحتويه على قواعد ملزمة لاحترام القوانين وتمكن من التخلص من الطاقة الزائدة كما أن الرياضة تبدو الإطار الأمثل لتجنب جماعات السوء أو استهلاك المخدرات .هناك إمكانية توظيف الرياضة توظيفاً اجتماعيا للإصلاح والتأهيل .
فلقد أظهرت العديد من الدراسات نجاح الرياضة كبرنامج تأهيل للأحداث والجانحين في دور الإيواء الاجتماعي والإصلاح والسجون.وقد أنجيت مؤسسات رعاية الأحداث في كثير من الدول عددا كبيرا من الأبطال الذين حققوا ذاتهم وكانت الرياضة بالنسبة لهم أهم وسيلة للحراك الاجتماعي .
ولقد أوضحت دراسات عديدة العلاقة العكسية بين ممارسة الرياضة كبرنامج تأهيلي وتعاطي الكحول أو المخدرات أو الغش أو الوقوع في مشاكل مع الشرطة . وقد ساهمت الرياضة في الاستقرار الانفعالي والاتزان والاعتماد على النفس والشعور بالانتماء واحترام القانون الاجتماعي .[12]
كما تبرز أهمية الرياضة في الوقاية والعلاج من الانحراف من خلال:
الرياضة كوسيلة إصلاح وتقويم:
- إمكانية توظيف الرياضة توظيفاً اجتماعيا
- § الرياضة كبرنامج تأهيل للأحداث والجانحين في دور الرعاية الاجتماعية والإصلاحيات والسجون
- الرياضة من أهم الوسائل التي تحقق الحراك الاجتماعي.
- هناك علاقة عكسية بين ممارسة الرياضة كبرنامج تأهيلي وتعاطي المسكرات أو المخدرات أو الوقوع في مشاكل مع الشرطة.
- تساهم الرياضة في الاستقرار الانفعالي والاتزان .
- تساعد الرياضة في الاعتماد على النفس والشعور بالانتماء واحترام القانون الاجتماعي .[13]
إن مساهمة الباحث تركز على "القيم التنشيئية المنقطعة النظير التي يمتلكها النشاط الرياضي".[15]
لقد بين Roger MUCCHIELLI تأثير العوامل الفردية للتنشئة لدى الشباب (من الطفولة إلى سن ماقبل الرشد) وقد استخرج في كتاب له عشرات العوامل التي تمثل شروطا فردية" للتنشئة الطبيعية" ومن بينها:
1- القدرة على مقاومة الإحباط من خلال الاندماج الفاعل في فيم الضبط
2- صورة الذات من مثل القدرة على تحمل دور معين، أي القدرة على ممارسة مسؤوليات في تنظيم جماعي
3- القدرة على الاندماج الاجتماعي، أي قبول الجماعة أو تنظيم الجماعة باعتبارها ناشرة للواجبات، و الاندماج في القيم المعبر عنها من خلال تلك الواجبات
4- القدرة على تقبل المنافسة دون المساس بالالتزام الأصلي[16]
هذه العوامل تطبق بشكل جيد على الممارسة الرياضية.فالقدرة على مقاومة الإحباط يمكن أن توضح من خلال تقبل خسارة منطقية ومن خلال تقبل قرار الحكم.كما أن الاندماج النشيط في قيم الضبط يتحتم أن يتم تلقينها من طرف المدرب، الأولياء..[17]
وضح Sébastien GUILBERT نتائج دراسة سوسيولوجية اهتمت بتمثلات العنف في الرياضة.ولقد استجوب 420شخص، أعمارهم تتراوح بين 18و30سنة يعملون في مجال المنافسات في المئات من نوادي ستراسبورغ ومحيطها.
العنف المتصور (بمعنى آخر طريقة تصور العنف) مكن من فردنة "ثلاثة فضاءات رياضية):
- مجموعة من الرياضات متصورة باعتبارها "غير عنيفة"
- رياضات متصورة باعتبارها متميزة بأنها "عنف ضبط النفس"(عنف لفظي أو عنف ذهني)
- رياضات متصورة بأنها حاملة لعدد من "العنف الجسدي.
- أنماط التمثلات الاجتماعية للرياضة بعيدة عن ترجمة الواقع الثقافي والتقني للتخصصات
- الوصم العفوي لرياضة أو أخرى، مما يبين لحكم مسبق ولجهل لأساسيات تنظيم كل واحدة منها، مدمجة في حقائق اجتماعية وهمية (مثل الشباب الذين قالوا بأنهم يريدون ممارسة الجيدو أو الكاراتيه من أجل أن يصبحوا فعالين في الشجارات).
خاتمة:
إن علاقة البيئة الاجتماعية بالرياضة علاقة قوية فهي التي تقدم تسهيلات للأشخاص للاندماج في الأنشطة الرياضية المتنوعة من خلال التمثلات التي تكونها لديهم مما يشكل فرصة مهمة لوقايتهم من الجريمة والانحراف.كما يمكن أن تشكل لديهم تمثلات سلبية عن الأنشطة الرياضية-أو بعضها على الأقل-مما يدفع إلى ابتعاد الأشخاص عنها وهو مايعيق أداء الرياضة لدورها في الوقاية من الجريمة.
إن الثقافة المجتمعية تؤثر بشكل مباشر على نمط الرياضة، كما تلعب النماذج الأسرية دورا محددا في اندماج الأبناء في شكل من أشكال الممارسات الرياضية.
إن الدرس المهم الذي نخرج به ههنا هو أن تفعيل دور البيئة الاجتماعية في علاقتها بالرياضة تعتبر مهمة جدا في التأثير على الوقاية ومعالجة الانحراف والجريمة وهو ما يحتم-في النهاية-إلى أن يأخذ المتخصصين والمسئولين عن الشباب وإدماجهم ومؤسسات الشرطة بهذا المعطى والعمل على توعية الأسر وكل مكونات المجتمع بأهمية دفع الشباب إلى ممارسة الرياضة وتنشئتهم عليها والدفع بتشكيل قيم الإخاء والتعاون والمنافسة الشريفة.
أ. فوزي بن دريدي
لست ربوت