في ذاك الزمن الجميل. كان لكلَّ شيء طعمٌ ومذاقٌ خاص. رغم خشونة العيش وضنك الحياة. . زمان حين يطرق الباب طفل صغير حافي القدمين رثّ الثياب، ليقول أمَّي تسلّم عليكم وتقول عندكم (ملح أو بصل أو زيت ....الخ) وحين نعطى الصغير طلبه ننتظر عودته بطبق من عشاءهم رغم بساطة هذا العشاء إلاَّ أنَّ فيه الشفاء والعافيه .
الجيران كانوا كالجسد الواحد إذَا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى . فماذا حدث لعلاقتنا بجيراننا اليوم ؟ لماذا أصبحت فاترة يومًا بعد يوم؟ ولماذا سادت لغة اللاَّمبالاة : " . ولربما التحيَّة باتت معدومة بين الجيران ... أهي هموم الحياة التي تزداد تعقيدًا يومََا بعد يوم، أم هي وسائل الإتصال الحديثة التي قضت على القرب الجغرافي أم ماذا !؟.
لقد مات ذلك الزمان . . ومات فينا الإنسان فدعونا نبكي على أطلاله . .
لست ربوت