مقهى الصويرة :
الصويرة؛ مدينة المثقفين و التشكيليين المغاربة، مدينة الراحل "إدمون عمران المليح" و ثقافة "گناوة" قبل أن تصير مجرد مهرجان سنوي يراد له أن يقود المدينة إلى عالمية متميزة؛ رغم أن الصويرة ليست في حاجة إليها..
في هذه المدينة؛ و بعيدا عن وجهها المعروض للتسويق؛ تقع أيضا " مقهى الصويرة" التي تؤسس لثقافة أخرى..
مقهى الصويرة في ملكية رجل عاشق للسوسيولوجيا؛ للفلسفة. رجل يؤمن بدور محدد للمثقف؛ الدور التثقيفي و التنويري الجاد...
إيمانه هذا؛ النابع من قراءاته المتعددة للسوسيولوجيا؛ جعله يحول المقهى إلى... بؤرة ثقافية بامتياز..
في مقهى الصويرة يحضر الأطفال للتدرب في ورشات كتابة؛ لمشاهدة عرض تلفزيوني؛ أيضا لتقديم لوحات هم من أعدها و تدرب عليها.
في مقهى الصويرة؛ فضاء للكتاب تم تأتيثه بفضل زبناء المقهى ممن سمعوا عنه و زاروه..
في مقهى الصويرة تقام عروض عن كتب قرأت؛ أفلام شوهدت؛ أحداث مرت على البلد و.. و.. و...
الجميع في مقهى الصويرة منخرط في مشروع ثقافي يروم إحداث فرق ما؛ تغيير في سلوك المواطن؛ تغيير في نظرته إلى المقهى كفضاء ثقافي..
إنه مشروع ضخم لا يقوى على التفكير فيه و تنفيذه كبار "مثقفينا".. لكنه مع " الحسين بوكبير" يصير مشروعا قابلا للتنفيذ خطوة بخطوة؛ يكبر مع كل شيء :مع العراقيل التي توضع في طريقه، مثلا خضع المقهى للحجر الصحي لأزيد من سنة؛ و مع ذلك لم يتذمر صاحبه و لا اشتكى. بل بادر إلى إعادة فتحه حين سنحت الظروف..
لم يعد " مقهى الصويرة " مجرد مقهى للحي في حي شعبي؛ بل إنه يؤسس لمساره الثقافي ليتحول إلى علامة ثقافية "صويرية" بامتياز.
هل سينجح المشروع؟
إنها الحكاية نفسها التي التقطها السيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة في مسلسل :الراية البيضا.. ذاك الوجه الحقيقي للصراع ضد الجهل و التجهيل..
يخوض " مقهى الصويرة" هذا الصراع الأزلي... و ينخرط في مهمة التثقيف حسب إمكانياته و حسب الإشعاع الذي ينشره و يستقطب به وجوها ثقافية و إبداعية تدعم المشروع و تدفع به إلى الأمام خطوة.. بخطوة.
لست ربوت