الحنين الى مقاهي ماقبل العزلة

إعلان الرئيسية

 

كنّا فيما سبق نرتاد «مقهى المركب»، عند الأخوة جمال وعبد الحق ويوسف مع أنني لم أكن من الرواد «الرسميين» لهذا المقهى الجميل.
عندما سألني ذات يوم صديق عن سرّ ارتياد مقهى كهذا، حيث ضيق المكان، وكثرة دخان السجاءر في حيّز مكاني أشبه بالممر أجبته: الأمر يتعلق أكثر بوجود الأصدقاء، ثم إن المقاهي تقاس بجوها العام وليس بسعة فضاءها، وفي كثير من الأحيان يكون المكان بما هو عليه سرّا من أسرار جمالها.

حاولت جهدي شرح الفكرة دون جدوى، وعلّق صديقي قائلا: يبدو أحياناً أن الجالسين قرب الباب إذا مدّوا أرجلهم ستخرج إلى الشارع. المهم أن أمراما حدث، دون أن يكون لبعضنا فيه لا ناقة ولا بعير، وأدى فيما أدى إليه إلى انتقال واسع من هؤلاء الرواد إلى مقاهي اخرى تناسلت عبراحياء المدينة كالفطر في ظل انعدام بديل يلجه شباب المدينة من مرافق ترفيهية وحداءق او منتديات ثقافية او رياضية لغياب الحس الجمالي والترفيهي والثقافي للمشرفين على تدبير شؤون البلدة التي فضلت اغلبة ساكنتها ركوب الشاريو ظنا منهم انه المخلص الوحيد لهم من غطرسة وبطش الصفر الدين عاثوا في البلدة فسادا وكونوا جيشا من المنبطحين واصحاب المصالح الخاصة الدين بدورهم تخلوا على هامانهم الاصفر و حجوا عن بكرة ابيهم لمباركة الفاتح الجديد والتغني بمشروعه النهبوي الكبير فارتدت البلدة لونا اخر ورددت شعارا وحيدا واصطفت الاغلبية العظمى على الطرقات والشوارع والازقة بل ودواوير القبيلة متطلعة لغد افضل ومنتظرة الدي ياتي ولا ياتي فتهافت الانتهازيون واشبابهم على اقتناص الفرص مما شجع على ظهور نخبة هجينة اعمدتها الاساسية من الصفر و بعض منظريها من المقربين للصدر الاعظم فضلا على جيش عرمرم من الدين امتطوا الشاريو صدفة وفي غفلة من الربان رغبة في نيل بعض الفتات المتناثر هنا وهناك ليشكلوا حراس المعبد الدي لايحق لاحد ان يخرج عن تعليماته والويل كل الويل لمن شق عصا الطاعة اوتمرد عن التقرب من هامانهم ومضت البلدة مهرولةشبابها وشيبها رجالها ونساءها فاسحين المجال لمن سقطوا سهوا للتربع على تدبير شؤونها سنين متعددة افرزت مجالس متباينة ومتصارعة اتت على الاخضر واليابس وبسطت نفودها مستثمرة زمرة ممن فضلوا الانبطاح والتطبيل والرقص على الحبال وهكدا مضت الايام مسرعة وكأن البلدة اصيبت بوباء افقدها عدريتها وباء عطل ابرز طاقاتها فبدت الحياةرتيبة رتابة جيل او اجيال حكم عليهم بالانزواء والتراجع الى الوراء والحرمان من التواصل مع بعضهم البعض في ظل هدا الانتشار الواسع للمقاهي لتحرم الصديق من صديقه والرفيق من رفيقه

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button