في صبيحة هذا اليوم من شهر ابريل؛ استيقظ علي باكرا ،توضأ ثم صلى الفجر ،فحمل حقيبته واتجه الى محطة القطار بابن جرير ؛ ليغادر الى الدار البيضاء ؛كان يكره السفر عبر الحافلات؛لانه يعتبرها مضيعة للوقت؛ يذكر أنه يوم سفره الى ضواحي مدينت عبر حافلات " ماضور " ؛ قضى الرحلة كلها في عذاب لا يطاق ؛ بحيث لم تراوح الحافلة مكانهاالا بعد مرور خمس ساعات عن موعد انطلاقها رغم الحاج الرمال واحتجاجهم على مساعدة السائق،الذي ظل يماطل الرمال في ان تستوفي الحافلة عدم ركابها؛ وما ان انطلقت حتى أفرغت إحدى المسننات ما بمعدتها جراء دوختها كما زعمت مرافقتها التي كانت تسرق النظر الى الركاب وتتحمل علىمضض قهقات بعض الصبية ،لقد أفسدت الارضية وانتشرت رائحة كريهة مما اخرجت من معدتها؛ لعلها تشعر بالذنب الذ ي سببته للراكبين امامها وخلفها؛منذ ذلك قرر علي ان لا يسافر ابدا الا عبر القطار؛ وكل الأماكن التي لا يصلها القطار لن يزورها.
وصل علي الى المحطة اشترى تذكرته في الدرجة الرابعة؛لم تعد هذه الدرجة موجودة اليوم بالقطارات المغربية؛ انتظر قليلا ثم وصل القطار؛ اتخذ له مكانا في احدى العربات؛ لا توجد كراسي مرقمة في هذه الدرجة؛ يستطيع الراكب الجلوس اينما يحلو له؛كان علي لا يفضل الجلوس و يختار قضاء مدة الرحلة ينط من عربة لأخرى ذهابا وإيابا دون ملل أو تعب؛ و تكون فرحته كبيرة كلما وطأت قدميه هذا القطار؛ يتخيل نفسه وهو في احدى تلك القطارات التي تظهر على أشرطة أفلام رعاة البقر؛ ويشعر أنه بطلا من ابطالها؛ كما كان يرجو من نطه هذا ملاقاة احد أصدقائه لعله يستعيد بعض ذكرياته التي عفا عنها الزمن
كانت الرحلة تدوم طويلا لكثرة محطات التوقف؛ لكن هذا لم يكن يشكل أي حرج لعلي بل كان يتمناها لو تدوم أكثر لتطول حركاته البطولية.
ذات مرة حينما توقف القطار بمحطة سيدي عبد الله؛ فغادرت مجموعة من المسافرين وركبت مجموعة أخرى؛ ومن ضمن الركاب الجدد كان يتواجد هناك بائع دجاج يعود من السوق الاسبوعي للقرية؛ الى بيته؛ و كان ما زال بحوزته دجاجات وارانب بعضها في قفص أمامه؛ و فور تحرك القطار لمواصلة الرحلة؛ توجه اليه أحد الركاب؛ كان يبدو عليه أنه من خلال اناقته والمقججة التي يضعها في عنقه ان من سكان المدينة ؛واستفسره عن بيعه ديكاا وأرنبا ، وبعد أخذ ورد اتفقا على الثمن؛ فحمل صاحبناقفص الارانب وعلقه بمقبض في أعلى العربة؛ وبمجرد ان علقه ،توقف القطار فجأة؛ واصطدم الجميع بعضهم ببعض؛ وسقط القفص ارضا وبارحت الأرانب القفص ،فعمت الفوضى العربة بين مندد بماوقع وبين من يريد القبض على الأرانب وصبية صغار يطاردون الأرانب ،فتعالت الأصوات ؛ وما هي الا دقائق حتى حل بيننا بوليس القطار؛ وتبين لهم أن صاحب الفعلة هو بائع الدجاج؛ فالمقبض الذي علق به القفص؛ لم يكن سوى مقبض الانذار في حالة الخطر؛ ندم البائع على هذا البيع الذي لم يكتمل وانتهى باعتقاله ودجله وبضعة أرانب ؛ وبعد ذلك تابع القطار سيره؛لكن يبدوا أن البائع سيؤدي الثمن غاليا،ادرك علي حينها مدى أهمية التعليم ومحاربة الامية؛ لو كان هذا البائع قادرا على تفكيك الحروف و الكلمات؛لعرف وقتها أن المقبض مقبض الانذار وليس معلاقا.
لست ربوت