<< العلم وفضائله >> بقلم الشيخ عبد الحميد امين امام وخطيب مسجد الهلالي بابن جرير رحمه الله

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية << العلم وفضائله >> بقلم الشيخ عبد الحميد امين امام وخطيب مسجد الهلالي بابن جرير رحمه الله

<< العلم وفضائله >> بقلم الشيخ عبد الحميد امين امام وخطيب مسجد الهلالي بابن جرير رحمه الله

 

 

الحمد الذي بنعمته تتم الصالحات وتتوالى المكرومات.ونصلي ونسلم على الرحمة المهداة والنعمة المسداة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم . وبعد موضوعنا اليوم : <العلم وفضله > أيها الناس إن أسس التحضر والتقدم أمران: العلم والعدل فلا تقوم أمة إلا بهما وهذا ما أشار له القرءان فأول آية نزلت على سينا محمد تدعوا إلى العلم والقراءة قال تعالى: < إقرأ باسم ربك الذي خلق > وءاخر ءاية نزلت من القرءان تدعوا إلى العدل بالمفهوم قال تعالى : {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون}فلما أخذ ت امتنا بهاذين الأمرين تسلقت إلى رقي التحضر في أيامها العطرة وقوتها الروحية أيام الفطرة الأندلسية وغيرها ولما أهملت العلم وهمشته واكتفت بالفتاة منه وأضاعت العدل تأخرت وأصابها من اللأواء ما أصابها..إن كثيرا من الطاقات الآن في الأمة معطلة طاقات عقلية وروحية وعددية واقتصادية فأما العقلية فما زلنا نحفظ ولا نفكر ونقلد ولا نجتهد فما زالت عشرون دولة من العرب تعلم العلوم باللغة الأجنبية بينما دولة صغيرة ذات ثلاث ملايين نسمة تقريبا في قلب عالمنا العربي والإسلامي <<اليهود>> عربوا العلوم إلى لغتهم العبرية وقد صرح <<موش ديان>يوما بكلام قادح نحو العرب والمسلمين فلامه اليهود على هذا التصريح فقال لهم : <<إطمئنوا فإن العرب لايقرءون>> وهذا صحيح فإن كثيرا من المكتبات في بلدنا المغرب أغلقت أبوابها لعزوف الناس عن شراء الكتاب بل عزوفهم عن القراءة بينما من صدروا لنا الطباعة والشبكة العنكبوتية يقرءون في اليوم الكثير كما هو مشاهد وفي أيام إرسال البعثات الطلابية إلى المانيا رجع طلاب العرب بتعلم الفنون والمسرح وطلاب اليابان عادوا إلى بلدهم بتعلم الصناعة فما هي إلا ثمانية أعوام حتى صنعوا أول محرك ياباني ...وإن مما يدمي القلب أننا نقرأ عن هجرة العقول الفذة من بلداننا الإسلامية إلى أوربا وأمريكا فقد ذكرت بعض الإحصائيات أنه بلغت نسبة الكفاءات المهاجرة من العالم الثالث إلى أمريكا<70>ـ 80/

 
 حسب تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.ويقول إحصاء شبه رسمي إنه هاجر إلى أوربا وأمريكا خلال السنوات العشر الأخيرة فقط <<170>> ألف دماغ مفكر من العيار الثقيل. إن الأمية أيهاالناس تعتبر سببا للتخلف الاقتصادي والاجتماعي وإذا انخفضت معدلات الأمية في الدول النامية جدا فإن المعدلات في البلدان العربية ما زالت مرتفعة الجدول إن
عدد الأميين يزداد مع الزمن فقد تطور العدد من 49 مليون أمي وأمية عام 1970 ((منهم 29 مليونا من الإناث )) إلى 68 مليونا عام 2000 ((منهم 44 مليونا من الإناث الأمر الذي يشير إلى أن الأمية تتركز لدى الإناث وهناك دول عربية انخفضت فيها نسبة الأمية إلى %13 مثل الأردن وهناك خمس دول عربية تتركز فيها معدلات الأمية حيث تصل إلى %78 وهذه الدول هي: 1) المغرب فحسب اعتراف الدولة الرسمي 53% من الأمية.لكن سبق أنها 78/ 2) الجزائر 3) مصر 4) اليمن 5) السودان انتهى شبكة الإنترنت. وأيضا إضافة إلى تفشي الأمية في العالم الإسلامي أسوق هذه المقارنة العجبية التي ذكرها الدكتور مقداد في كتابه ((مشكلات الأمة الإسلامية قال:ومن مشاكل الأمة قلة الاهتمام بالتعليم والمؤسسات التعليمية مثل:الجامعات ومراكز الأبحاث كما تهتم به الدول المتقدمة وإذا أعطينا بعض البيانات عن اهتمام الدول المتقدمة وقارناها باهتمامنا يتبين الفرق شاسعا ولنضرب لذلك مثلا باليابان في سرعة التقدم في العالم كله بعد أن انكسرت في الحرب العالمية الثانية ،عدد سكانها حوالي 120مليونا وفيها ألف جامعة ومعهد عال وعدد أيام الدراسية فيها ما بين 240-250يوما واليوم الدراسي فيها لا يقل عن سبع ساعات كما قال زغلول النجار في قضية التخلف العلمي....بينما العالم الإسلامي يبلغ مليار نسمة وفيه أكثر من 244جامعة والدراسة فيها ما بين 181-200 يوما فقط ومع وجود 900 مراكز للبحث العلمي لم يحرز العالم الإسلامي التقدم العلمي الملحوظ انتهى وأيضا إضافة إلى ما سبق أنه لا توجد دولة عربية تخلصت من الأمية بشكل نهائي ولكن هناك دول استطاعت أن تخفض فيها نسبة الأمية 13%مثل الأردن وكذلك تونس وليبيا وسوريا غير أن المقيمين في هذه الدول من غير مواطنيها لا يتم حسابهم مثل العمال وخدم المنازل والذين يشكلون عادة نسبة كبيرة من أعداد المواطنين وعلى الجانب الآخر هناك دول أخرى ترتفع فيها نسبة الأمية إلى 78%مثل المغرب ومصر والسودان واليمن كما سبقت الإشارة إلى ذلك ولكل دولة أسبابها أما فلسطين فمنذ سنوات هذه لم تتجاوز فيها نسبة الأمية 13% ومع الإ جتياحات الإسرائيلية للضفة وقطاع
غزة أغلقت كثير من المؤسسات أبوابها الشيء الذي أدى إلى ارتفاعها مرة أخرى ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأيضا هناك نموذج آخر تخلص من الأمية وهو العراق فقد كان حتى أوائل 1990 من الدول السبع على مستوى العالم التي تخلصت من الأمية من خلال حملة ضخمة استمرت لسنوات اشتركت فيها الدولة والمنظمات الأهلية والإعلام ولكن مع تأثير الحصار
الذي استمر لسنوات عجاف ثم الاحتلال ارتدت الأمية بشكل كبير في العراق حيث يشير آخر تقرير لليونسكو في مايو 2003 إلى أنها تصل إلى 61 % لتصبح أعلى نسبة الأمية في العالم العربي وتشكل حوالي77% من هذه النسبة حدثت أغلبها خلال الثلاثة عشر عاما الأخيرة بسبب الفقر والحصار وتدمير المدارس انتهى فضاء الانترنيت .والله أعلم.ومن أجل هذاوحتى نتخلص من الأمية لنتقدم تدعوكم الوزارة الوصية لتتقدموا لمراكز محو الأمية عسى أن نستدرك ما قد فات ونعوض النقص الحاصل بالمعرفة
أولا:ـ فضل العلم وأهله وفيه أحاديث وهي : . 1>عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من رجل يسلك طريقا يلتمس فيها علما إلا سهل الله له طريقا إلى الجنة ، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به حسبه>.جامع بيان العلم .المعجم الكبير .الحسب : الشَّرَف بالآباء وما يَعُدُّه الناس من مَفاخرهم..... 2>عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « ما من قوم يجتمعون في بيت من بيوت الله يتعلمون القرآن ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وتنزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده ، وما من رجل سلك طريقا يلتمس فيه علما إلا سهل الله له طريقا إلى الجنة ، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه » أخرجه مسلم في الصحيح.وابن عبد البر في جامع بيان العلم .قال النووي قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَمَا اِجْتَمَعَ قَوْم فِي بَيْت مِنْ بُيُوت اللَّه يَتْلُونَ كِتَاب اللَّه تَعَالَى وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنهمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَة ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَة )قِيلَ : الْمُرَاد بِالسَّكِينَةِ هُنَا : الرَّحْمَة ، وَهُوَ الَّذِي اِخْتَارَهُ الْقَاضِي عِيَاض ، وَهُوَ ضَعِيف ، لِعَطْفِ الرَّحْمَة عَلَيْهِ ، وَقِيلَ : الطُّمَأْنِينَة وَالْوَقَار وَهُوَ أَحْسَن ، وَفِي هَذَا : دَلِيل لِفَضْلِ الِاجْتِمَاع عَلَى تِلَاوَة الْقُرْآن فِي الْمَسْجِد ، وَهُوَ مَذْهَبنَا وَمَذْهَب الْجُمْهُور ، وَقَالَ مَالِك : يُكْرَه ، وَتَأَوَّلَهُ بَعْض أَصْحَابه ، وَيُلْحَق بِالْمَسْجِدِ فِي تَحْصِيل هَذِهِ الْفَضِيلَة الِاجْتِمَاع فِي مَدْرَسَة وَرِبَاط وَنَحْوهمَا إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ الْحَدِيث الَّذِي بَعْده فَإِنَّهُ مُطْلَق يَتَنَاوَل جَمِيع الْمَوَاضِع ، وَيَكُون التَّقْيِيد فِي الْحَدِيث الْأَوَّل خَرَجَ عَلَى الْغَالِب ، لَا سِيَّمَا فِي ذَلِكَ الزَّمَان ، فَلَا يَكُون لَهُ مَفْهُوم يُعْمَل بِهِ .....قَوْله
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَله لَمْ يُسْرِع بِهِ نَسَبه )مَعْنَاهُ : مَنْ كَانَ عَمَله نَاقِصًا ، لَمْ يُلْحِقهُ بِمَرْتَبَةِ أَصْحَاب الْأَعْمَال ، فَيَنْبَغِي أَلَّا يَتَّكِل عَلَى شَرَف النَّسَب ، وَفَضِيلَة الْآبَاء ، وَيُقَصِّر فِي الْعَمَل .........3> عن ابن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما من عبد يغدو في طلب علم
مخافة أن يموت جاهلا أو في إحياء سنة مخافة أن تدرس إلا كان كالغازي الرابح في سبيل الله عز وجل ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه »جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر .........4> عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :إِنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ الْأَرْضَ فَكَانَتْ مِنْهُ طَائِفَةٌ قَبِلَتْ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا نَاسًا فَشَرِبُوا فَرَعَوْا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَسْقَوْا وَأَصَابَتْ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا بَعَثَنِي بِهِ وَنَفَعَ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ>أحمد واللفظ له وابن عبد البر عن أبي موسى. (1) الغيث : المطر الخاص بالخير.(2) الكلأ : النَّبات والعُشْب رطبا كان أو يابسا
5> عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ :أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ قَالَ فَقُلْتُ جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتٍ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ إِلَّا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا بِمَا يَصْنَعُ قَالَ جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ الْمَسْحِ بِالْخُفَّيْنِ قَالَ نَعَمْ لَقَدْ كُنْتُ فِي الْجَيْشِ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَنَا أَنْ نَمْسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ إِذَا نَحْنُ أَدْخَلْنَاهُمَا عَلَى طُهْرٍ ثَلَاثًا إِذَا سَافَرْنَا وَيَوْمًا وَلَيْلَةً إِذَا أَقَمْنَا وَلَا نَخْلَعَهُمَا إِلَّا مِنْ جَنَابَةٍ>احمد ابن ماجه ...6ـ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَىْءٍ حَتَّى الْحُوتُ فِى الْبَحْرِ.>سنن الدارمي . جامع بيان العلم ......7ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ> قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ .....8ـ عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ثلاث تتبع المسلم بعد موته : صدقة أمضاها يجري له أجرها وولد صالح يدعو له ، وعلم أفشاه فعمل به من بعده »جامع بيان العلم .....9ـ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ خَطِيبًا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّه>البخاري .....10ـ ِ عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « قليل العلم خير من كثير العبادة ،
وكفى بالمرء علما إذا عبد الله ، وكفى بالمرء جهلا إذا عجب برأيه ، إنما الناس رجلان : عالم وجاهل فلا تمار العالم ولا تحاور الجاهل » جامع بيان العلم وفضله . المراء : الجدال والمناظرة والتنازع.......11ـ عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « فضل العالم على العابد كفضلي على أمتي »جامع بيان العلم .......12ـ عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يبعث الله العالم والعابد ، فيقال للعابد : ادخل الجنة ويقال للعالم : اشفع للناس كما أحسنت أدبهم » قال شبل : يعني تعليمهم.اهـ جامع بيان العلم .......13>عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا قَالُوا وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ حِلَقُ الذِّكْرِ >قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ....14ـ
ثانيا : الترهيب من الإعراض عن مجالس العلم عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَهَبَ وَاحِدٌ قَالَ فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ> البخاري في الفتح : وَمَعْنَى فَآوَاهُ اللَّه أَيْ : جَازَاهُ بِنَظِيرِ فِعْله بِأَنْ ضَمَّهُ إِلَى رَحْمَته وَرِضْوَانه . وَفِيهِ اِسْتِحْبَاب الْأَدَب فِي مَجَالِس الْعِلْم وَفَضْل سَدّ خَلَل الْحَلْقَة ، كَمَا وَرَدَ التَّرْغِيب فِي سَدّ خَلَل الصُّفُوف فِي الصَّلَاة ، وَجَوَاز التَّخَطِّي لِسَدِّ الْخَلَل مَا لَمْ يُؤْذِ ، فَإِنْ خُشِيَ اُسْتُحِبَّ الْجُلُوس حَيْثُ يَنْتَهِي كَمَا فَعَلَ الثَّانِي . وَفِيهِ الثَّنَاء عَلَى مَنْ زَاحَمَ فِي طَلَب الْخَيْر..... قَوْله : ( فَاسْتَحْيَا )أَيْ تَرَكَ الْمُزَاحَمَة كَمَا فَعَلَ رَفِيقه حَيَاء مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِمَّنْ حَضَرَ قَالَهُ الْقَاضِي عِيَاض ، وَقَدْ بَيَّنَ أَنَس فِي رِوَايَته سَبَب اِسْتِحْيَاء هَذَا الثَّانِي فَلَفْظه عِنْد الْحَاكِم : " وَمَضَى الثَّانِي قَلِيلًا ثُمَّ جَاءَ فَجَلَسَ " فَالْمَعْنَى أَنَّهُ اِسْتَحْيَا مِنْ الذَّهَاب عَنْ الْمَجْلِس كَمَا
فَعَلَ رَفِيقه الثَّالِث .قَوْله : ( فَاسْتَحْيَا اللَّه مِنْهُ )أَيْ : رَحِمَهُ وَلَمْ يُعَاقِبهُ .قَوْله : ( فَأَعْرَضَ اللَّه عَنْهُ )أَيْ : سَخِطَ عَلَيْهِ ، وَهُوَ مَحْمُول عَلَى مَنْ ذَهَبَ مُعْرِضًا لَا لِعُذْرٍ ، هَذَا إِنْ كَانَ مُسْلِمًا ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مُنَافِقًا ، وَاطَّلَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَمْره ، كَمَا يَحْتَمِل أَنْ يَكُون قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" فَأَعْرَضَ اللَّه عَنْهُ " إِخْبَارًا أَوْ دُعَاء . وَوَقَعَ فِي حَدِيث أَنَس : " فَاسْتَغْنَى فَاسْتَغْنَى اللَّه عَنْهُ " وَهَذَا يُرَشِّح كَوْنه خَبَرًا ، وَإِطْلَاق الْإِعْرَاض وَغَيْره فِي حَقّ اللَّه تَعَالَى عَلَى سَبِيل الْمُقَابَلَة وَالْمُشَاكَلَة ، فَيُحْمَل كُلّ لَفْظ مِنْهَا عَلَى مَا يَلِيق بِجَلَالِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى . وَفَائِدَة إِطْلَاق ذَلِكَ بَيَان الشَّيْء بِطَرِيقٍ وَاضِح ، وَفِيهِ جَوَاز الْإِخْبَار عَنْ أَهْل الْمَعَاصِي وَأَحْوَالهمْ لِلزَّجْرِ عَنْهَا وَأَنَّ ذَلِكَ لَا يُعَدّ مِنْ الْغَيْبَة ، وَفِي الْحَدِيث فَضْل مُلَازَمَة حَلَق الْعِلْم وَالذِّكْر وَجُلُوس الْعَالِم وَالْمُذَكِّر فِي الْمَسْجِد ، وَفِيهِ الثَّنَاء عَلَى الْمُسْتَحِي . وَالْجُلُوس حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ الْمَجْلِس . وَلَمْ أَقِف فِي شَيْء مِنْ طُرُق هَذَا الْحَدِيث عَلَى تَسْمِيَة وَاحِد مِنْ الثَّلَاثَة الْمَذْكُورِينَ . وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم .اهـ وقال النووي : فِيهِ اِسْتِحْبَاب جُلُوس الْعَالِم لِأَصْحَابِهِ وَغَيْرهمْ فِي مَوْضِع بَارِز ظَاهِر لِلنَّاسِ ، وَالْمَسْجِد أَفْضَل ، فَيُذَاكِرهُمْ الْعِلْم وَالْخَيْر . وَفِيهِ جَوَاز حِلَق الْعِلْم وَالذِّكْر فِي الْمَسْجِد ، وَاسْتِحْبَاب دُخُولهَا ، وَمُجَالَسَة أَهْلهَا ، وَكَرَاهَة الِانْصِرَاف عَنْهَا مِنْ غَيْر عُذْر ، وَاسْتِحْبَاب الْقُرْب مِنْ كَبِير الْحَلْقَة لِيَسْمَع كَلَامه سَمَاعًا بَيِّنًا ، وَيَتَأَدَّب بِأَدَبِهِ . وَأَنَّ قَاصِد الْحَلْقَة إِنْ رَأَى فُرْجَة دَخَلَ فِيهَا ، وَإِلَّا جَلَسَ وَرَاءَهُمْ . وَفِيهِ الثَّنَاء عَلَى مَنْ فَعَلَ جَمِيلًا فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَثْنَى عَلَى الِاثْنَيْنِ فِي هَذَا الْحَدِيث ، وَأَنَّ الْإِنْسَان إِذَا فَعَلَ قَبِيحًا وَمَذْمُومًا وَبَاحَ بِهِ جَازَ أَنْ يُنْسَب إِلَيْهِ . وَاللَّه أَعْلَم .اهـ إن من منكرات أخلاق بعض الناس في هذا الزمان أنك ترى الرجل يفر من الحلقة كاشرا معلنا غضبه إذا سمع ما يخالف هواه فياعجبا
ثالثا : شغف السلف بطلب العلم. وفيه ما يلي : 1>>ـ قصة رحلة جابر روى البخاري :بَاب الْخُرُوجِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَرَحَلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ.في الفتح : هُوَ حَدِيث أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّف فِي الْأَدَب الْمُفْرَد وَأَحْمَد وَأَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدَيْهِمَا مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُقَيْل أَنَّهُ سَمِعَ جَابِر بْن عَبْد اللَّه يَقُول : بَلَغَنِي عَنْ رَجُل حَدِيث سَمِعَهُ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَرَيْت بَعِيرًا ثُمَّ شَدَدْت رَحْلِي فَسِرْت إِلَيْهِ شَهْرًا حَتَّى قَدِمْت الشَّام فَإِذَا عَبْد اللَّه بْن أُنَيْس ، فَقُلْت لِلْبَوَّابِ : قُلْ لَهُ جَابِر عَلَى الْبَاب . فَقَالَ : اِبْن عَبْد اللَّه ؟ قُلْت : نَعَمْ . فَخَرَجَ فَاعْتَنَقَنِي . فَقُلْت : حَدِيث بَلَغَنِي عَنْك أَنَّك سَمِعْته مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَخَشِيت أَنْ أَمُوت قَبْل أَنْ أَسْمَعهُ . فَقَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : " يَحْشُر اللَّه النَّاس يَوْم الْقِيَامَة عُرَاة "..عَنْ اِبْن مَسْعُود:< لَوْ أَعْلَم أَحَدًا أَعْلَم بِكِتَابِ اللَّه مِنِّي لَرَحَلْت إِلَيْهِ . وَأَخْرَجَ الْخَطِيب عَنْ أَبِي الْعَالِيَة قَالَ : كُنَّا نَسْمَع عَنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا نَرْضَى حَتَّى خَرَجْنَا إِلَيْهِمْ فَسَمِعْنَا مِنْهُمْ . وَقِيلَ لِأَحْمَد : رَجُل يَطْلُب الْعِلْم يَلْزَم رَجُلًا عِنْده عِلْم كَثِير ، أَوْ يَرْحَل ؟ قَالَ : يَرْحَل ، يَكْتُب عَنْ عُلَمَاء الْأَمْصَار ، فَيُشَافِه النَّاس وَيَتَعَلَّم مِنْهُمْ . وَفِيهِ مَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَة مِنْ الْحِرْص عَلَى تَحْصِيل السُّنَن النَّبَوِيَّةاهـ .....2>ـ قصة موسى والخضر.عن ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ وَالْحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ إِنِّي تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ شَأْنَهُ فَقَالَ أُبَيٌّ نَعَمْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ شَأْنَهُ يَقُولُ بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ أَتَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ قَالَ مُوسَى لَا فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى بَلَى عَبْدُنَا خَضِرٌ فَسَأَلَ السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً وَقِيلَ لَهُ إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ فَكَانَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَّبِعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ فَقَالَ فَتَى مُوسَى لِمُوسَى{ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ }قَالَ مُوسَى{ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا }فَوَجَدَا خَضِرًا فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا مَا قَصَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ> البخاري .في الفتح : فِيهِ فَضْل الِازْدِيَاد مِنْ الْعِلْم ، وَلَوْ مَعَ الْمَشَقَّة وَالنَّصَب بِالسَّفَرِ ، وَخُضُوع الْكَبِير لِمَنْ يَتَعَلَّم مِنْهُ ....3>قصة أبي هريرة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَلَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا ثُمَّ يَتْلُو{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى إِلَى قَوْلِهِ الرَّحِيمُ }إِنَّ إِخْوَانَنَا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمْ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ وَإِنَّ إِخْوَانَنَا مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمْ الْعَمَلُ فِي أَمْوَالِهِمْ وَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِبَعِ بَطْنِهِ وَيَحْضُرُ مَا لَا يَحْضُرُونَ وَيَحْفَظُ مَا لَا يَحْفَظُونَ> البخاري عَنْ اِبْن عُمَر أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي هُرَيْرَة : كُنْت أَلْزَمَنَا لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْرَفنَا بِحَدِيثِهِ . قَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن....5> .قصة هشيم.قال الخطابي :ازدحم أصحاب الحديث على هشيم فطرحوه عن حماره فكان سبب موته >اهـ العزلة...وقال شعبة : < إني لأذاكر الحديث فيفوتني فأمرض >>اهـ شرف الحديث ...وقال شعبة : < ما رأيت أحدا قط يعدوإلا قلت :مجنون أو صاحب حديث >اهـ الجامع
لأخلاق الراوي .وصدق شعبة فإن من عرف فضل العلم ولذته فلا يزال طالبا للمزيد حرصا عليه فهو منهوم لايشبع كما قال صلى الله عليه وسلم عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « منهومان لا يشبعان : منهوم في علم لا يشبع ، ومنهوم في دنيا لا يشبع » . « هذا حديث
صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ولم أجد له علة »المستدرك على الصحيحين .النَّهْمة : بلوغ الهِمَّة في الشيء، والشَّرَهُ والرغبة الشديدة.
رابعا:الترهيب من كتمان العلموفيه أحاديث :1>>ـ . جاء في الحديث الترهيب من كتمانه: فعن أبي هريرة رضي الله قال:رسول الله(ص)من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار>>رواه أبو داود الترمذي وقال حديث حسن وعنه قال: قال رسول الله (ص){من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة >>يعني ريحها رواه أبو داود بإسناد صحيح.لكن هذا لاينافي الحصول على الشهادات التي أصبحت مطلوبة في ظل سيطرة القوانين الوضعية على معظم مجالات الحياة كما أفتى بذلك العثيمين نفسه

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:سمعت رسول الله(ص)يقول<<إن الله لا يقبض العلم انتزاعا من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا} متفق عليه قال الألباني رحمه الله في تعليقه على رياض الصالحين:والعرف الرائحة كما وقع مفسرا في آخر الحديث وليس تفسيرا من المؤلف رحمه الله كما توهم بعض المعلقين انتهى،.....عن أبي هريرة وغيره أن رسول الله(ص)قال:<<من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار>> صحيح صححه الألباني في صحيح الجامع"6284"وعن أبي هريرة أنه قال:< وايم الله لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدا ثم تلا { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى } الآية كلها>>مسند أحمد....... وكما ورد الترهيب في شأن من كتمه ورد الترغيب في نشره قال البخاري رحمه الله:<باب تعليم الرجل أمته وأهله>ثم ساق بإسناده إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:قال رسول الله <ص>:ثلاثة لهم أجران:رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأمن بمحمد <ص>والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران> والشاهد من الحديث <رجل كانت عنده أمة فأدبها> .ولقد أخلص ونصح وعلم سيد
الخلق ابن عابس وكان رديفا له فأوصاه بوصية قائلا له: كما صح عند الترمذي وأحمد عن ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله<ص>فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات: إحفظ الله يحفظك إحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله>.وعن مالك بن الحويرث رضي الله
عنه قال: أتيت النبي<ص>في نفرمن قومي فأقمنا عنده عشرين ليلة وكان رحيما رفيقا فلما رأى شوقنا إلى أهلنا قال: ارجعوا فكونوا فيهم وعلموهم وصلوا فإّذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم>البخاري.وعن النبي<ص>علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين واضربوه عليها ابن عشر> السنن الكبرى للبيهقي. وقال <ص> لمعاذ (ما من عبد يشهد أن لا إله الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار قال يا رسول الله أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا قال إذا يتكلوا فأخبر بها معاذ عند موته تأتما - أي فعل فعلا يخرج به من الإثم - فخشي أن يكون ممن كتم علما}صحيح مسلم. وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله <ص> من كتم علما مما ينفع الله به في أمر الناس - أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من النار} في إسناده محمد بن داب كذبه أبوزرعة وغيره . وعن أبي هريرة عن رسول الله {ص} من كتم علما تلجم بلجام من نار يوم القيامة} قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح: صحيح ابن حبان والحديث أيضا في مسند أحمد وعن عمرو بن العاصي أن رسول الله قال: <من كتم علما ألجمعه الله يوم القيامة بلجام من نار>هذا إسناد صحيح من حديث المصريين على شرط الشيخين وليس له علة انتهى،تعليق الذهبي في التلخيص والحديث في المستدرك . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاللَّهِ لَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا ثُمَّ يَتْلُو هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى } أحمد. البخاري .في جامع بيان العلم : عن يزيد بن هرمز قال : كتب نجدة إلى ابن عباس يسأله عن خمس خلال ، فقال ابن عباس : « إن الناس يقولون : إن ابن عباس يكاتب الحرورية ولولا أني أخاف أن أكتم علما ما كتبت إليه » وذكر الحديث « وقالت الحكماء : من كتم علما فكأنه جاهله ، وقد جمع أقوام في مثل ما سئلنا عنه وذكرناه في كتابنا هذا أبوابا لو رأيتها كافية دللت عليها ولكني رأيت كل واحد منهم جمع ما حضره وحفظه وما خشي التفلت عليه وأحب أن ينظر المسترشد إليه ولو أغفل العلماء جمع الأخبار وتمييز الآثار وتركوا ضم كل نوع إلى بابه وكل شكل من العلم إلى شكله لبطلت الحكمة وضاع العلم ودرس وإن كان لعمري قد درس منه الكثير لعدم العناية وقلة
الرعاية والاشتغال بالدنيا ، والكلب عليها ، ولكن الله عز وجل يبقي لهذا العلم قوما وإن قلوا يحفظون على الأمة أصوله ويميزون فروعه فضلا من الله ونعمة ، ولا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم منه الآخر ، فإن ذهاب العلم بذهاب العلماء ..... باب قوله صلى الله عليه وسلم : « طلب
العلم فريضة على كل مسلم » قال أبو عمر : هذا حديث يروى عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه كثيرة ، كلها معلولة ، لا حجة في شيء منها عند أهل العلم بالحديث من جهة الإسناد.اهـ جامع بيان العلم
خامسا دعاء النبي {ص}للمستمع والحافظ والمبلغ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.وقال ابن عبد البر : عن زيد بن ثابت ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه وبلغه غيره ، فرب حامل فقه ليس بفقيه ، ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ، ولزوم الجماعة ؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم » (1) نضر : معناه الدعاء له بالنضارة وهي النعمة والبهجة(2) لا يغل : من الغل والإغلال وهو الخيانة في كل شيء ، والمعنى أن هذه الثلاث تستصلح بها القلوب فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر.(3) النصح : إخلاص المشورة والإرشاد إلى الصواب....... عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ حَرَامٌ قَالَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا قَالُوا بَلَدٌ حَرَامٌ قَالَ فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا قَالُوا شَهْرٌ حَرَامٌ قَالَ إِنَّ أَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ثُمَّ أَعَادَهَا مِرَارًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ مِرَارًا قَالَ يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَاللَّهِ إِنَّهَا لَوَصِيَّةٌ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ قَالَ أَلَا فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ> مسند أحمد .

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button