اليوم زرت المقبرة بمدينتي التي ترعرعت بين احضانها لزيارة قرر المرحومة أمي و التي تضم في بطنها المئات ممن عرفت ،، بعضهم من عائلتي وبعضهم كانوا نعم الاصدقاء والجيران وابناء الجيران ، لما ولجت المقبرة قابلني صمت مطبق يعم المكان ،، فشرعت اطوف بين القبور واقف طويلا عند بعضها ...
فعدت بذاكرتي إلى سنين بعيدة من حياتي ، تذكرت خلالها ابتسامات بعضهم وفرخ ٱخرين وحكايات وقصص كثيرة عشتها الى جانب العديد منهم بحي البشريين او بالمدرسة الابتدائية والثانوية وبمسجد لهلالي او بالملعب البلدي..
هذا كان بالامس القريب يلعب الى جانبي ،فيفرح بهدف سجله ،ويحزن لهزيمة مني بها فريقنا ،و الآخركنا نتسامر معا على إيقاعات احمد فؤاد نجم وتلاوة محمود درويش لقصائده او نتابع مقابلات المتتخب المغربي عبر امواج الأثير وهو يخوض مقابلاته في أدغال أفريقا ،حيث نطير فرحا لهدف وقعه احمد فرس او بيتشو وغيرهم من نجوم الزمن الجميل ، وهؤلاء كانوا السند لنا ،حين كانت ابواب منازل حي البشريين مفتوحة في وجه الجميع حيث كنا نكون أسرة واحدة نأكل معا،نحزن معا، نفرح معا،
بعددلك سألت نفسي ،ماذا لو كنت بينهم الآن، هل سأبادلهم الحديث ، ونتذكر الماضي ؟؟ درفت عيناي الدموع و لم استطيع مغالبتها، ثم غادرت المقبرة متوسلا لله أن يرحم جميع موتانا وموتى المسلمين ... ويرزقنا حسن الخاتمة
لست ربوت