يعتبر شهر رمضان مصدر رزق بالنسبة إلى الكثير من الناس من أصحاب المهن الموسمية بمدينة ابن جرير على غرار بقية المدن المغربية هده المهن التي تظهر فجأة لتغيب بمجرد انقضاء شهر الصيام. وأغلب هذه المهن، التي يعج بها الشارع الابنجريري تتعلق بصناعة الحلويات والمعجنات وفق أشكال ومكونات مختلفة، وهناك من يستغل شهر الصيام لصنع مختلف أنواع العصائر وبيعها والتي تلقى إقبالا كبيرا ، وبالمقابل تأفل مهن أخرى كثيرة خاصة منها التي تتعلق بالبناء والتعميرلما تسنزفه من جهد .
المقبلون على المهن الموسمية يسعون من وراء ذلك إلى تحسين دخلهم أو تعويض مهنهم الأصلية التي تشهد خلال شهر رمضان موسم ركودها، خاصة أن المصاريف اليومية خلال هذا الشهر تزداد لأن المواطن بابن جرير يسعى إلى أن تكون مائدة إفطاره متنوعة، فلا يغيب عنها اللحم والحلويات التي يشتهيها الصائم ولا يستطيع مقاومتها.
ومع بداية شهر رمضان يمكن لعابر السبيل بالشارع الرئيس بالحي الجديد أن يشم روائح لا يصادفها خلال بقية السنة، رائحة “الشباكية” و“البريوات” و“السفوف” وأصناف أخرى من الحلويات ، إذ يصطف الكل أمام محلات تعرض على واجهاتها صحونا ضخمة من هذه الحلويات رغم أنه لم يكن لها وجود ق بل هذا الشهر. الفضيل
.
ويبدع هؤلاء التجارطيلة شهر رمضان في تحضير العجائن المختلفة، وقليلا ما تجد دكانا لا يحتوي على “المسمن” أو “البغرير” أو “البطبوط”،
وتقول احدى البائعات، التي تحول نشاطها في محل للملابس تملكه إلى صناعة الفطائر وبيعها خلال شهر رمضان كـ“البغرير” و“البطبوط” و“المسمن”، وهي أنواع من الأكلات يزداد الإقبال عليها بكثرة في شهر الصيام، “أستيقظ قبل طلوع الفجر لإعداد هذا النوع من الأكلات. إنها أكلات تستدعي الوقت والصبر. أبدأ بخلط المقادير في الخلاط الكهربائي وبعد ذلك أفرغه في إناء وأتركه لمدة 15 دقيقة وأبدأ في طهيه، وتساعدني في ذلك ابنتي منى التي تدرس بالجامعة”.
وتضيف أنها “تبيع الفطائر من الحجم الصغير بدرهم ونصف ، أما الفطائر ذات الحجم المتوسط فيصل ثمنها إلى درهمين ونصف”. وقالت إن هذا السعر مستقر ويتقبله الزبائن الذين يتوافدون عليها بشكل كبير في رمضان لانها عرفت بجودة ونظافة ما تقدمه لزبنائها .
وتؤكد أن مهنة بيع “البغرير” و“المسمن” تنتعش خلال شهر رمضان مقارنة مع باقي شهور السنة، فالعديد من النساء يفضلن شراء الفطائر الجاهزة، بدل إعدادها في البيت وخاصة النساء اللائي يشتغلن خلال النهار.
وتقول احدى زبوناتها نظرا إلى عملي المتواصل طول اليوم لا أجد الوقت لطهي البغرير والمسمن في المنزل، إذ لا يكفيني الوقت لطهي الحساء وتحضير الوجبة الرئيسية. لهذا أشتري الفطائر والعصائر من السوق”.
ويقول صلاح، وهو طالب مجاز في عقده الثالث، مجيبا عن سؤال حول أنواع البضائع التي يعرضها فوق عربته: «بعد حصولي على الإجازة، لم أجد غير هذه العربة لكي أحارب بها البطالة، حيث أعرض فوقها أصنافا من البضائع التي أتاجر فيها من موسم لآخر. ففي بداية رمضان مثلا أتاجر في التمور والتين وبعض المواد الغذائية الأخرى التي تستهلك بكثرة خلال هذا الشهر، مثل الجبن والعسل والمربى والطماطم المصبّرة.. أما عندما يدخل رمضان في العشر الأواخر منه فإنني أغير بضاعتي لأتاجر في مختلف البخور والعطور الخاصة بليلة القدر (27 رمضان)
.. ويكثر في رمضان أيضا بائعو البيض البلدي والرومي في الشوارع والأزقة، وبائعوا مختلف الفواكه والفواكه الجافة من تمر وتين إلى جانب بائعي مختلف المواد التي تدخل في إعداد الحريرة المغربية، من «قزبر» و«كرافس» وقطاني وتوابل.. تلاحظ ظاهرة مثيرة للانتباه، تتمثل في تعاطي بعض الأطفال لبيع البيض المسلوق ومختلف انواع السجائر ، خاصة أثناء فترات الذروة التي تسبق آذان صلاة المغرب
إلى جانب ذلك، يجد عدد من الشباب، طيلة أيام رمضان، فرصة لعرض منتوجات استهلاكية مهربة، تعرض في واجهات محلات تجارية وتجد قابلية للشراء من لدن المستهلكين، إذ يعرضون أنواعا من التمر، والحليب والمربى والجبن والشكولاتة والأرز والتوابل. فيما يعمد شباب آخرون إلى عرض عدد من الأقراص المدمجة (سي دي) في شوارع المدن وأزقتها، حيث يعرضون على الأرصفة أقراصا تضم تسجيلات مقرصنة من قنوات فضائية لمختلف المقرئين المشهورين ودروسا وخطبا لبعض الدعاة والعلماء المسلمين المعروفين
لست ربوت