الحمد لله مسخر الأكون وميسر ورافع السماء بغير عمد نحمده سبحانه وهو خير الحامدين ونصلي ونسلم على خير الناس محمد بن عبد الله صلاة وسلاما إلى يوم القيامة
وبعد موضوع اليوم((آداب السفر))أيها المسلمون إن السفر في الأرض والتأمل في مخلوقات الله من أكبر التعبد مصداقا لقوله تعالى((قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأالخلق))
وورد أن السفر والسياحة في طلب العلم من أخصر الطرق إلى الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم <<...وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ...> رواه مسلم .
غيرأن السياحة والسفر أصبح في نظر الجم الغفير له مفهوم آخر مفهوم غربي يتراوح بين مسرحية عبثيةأو سهرة موسيقية أو استحمام مفضوح أو متعة جنسية مع العلم أنه وردت لفظة السياحة في القرءان في عدة مواضع ليس فيها موضع فسرت فيه على ما يفهم الناس اليوم والتحقيق في تفسيرها سياحة القلب في ذكر الله ومحبته والإنابة إليه أما تفيسرها بالجهاد فلحديث أبي أمامة أن رجلا قال : يا رسول الله لِلَّهِ ايذن لي بالسياحة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن سياحة أمتي : الجهاد في سبيل الله " أبو داود
وقد كان المسلمون الأوائل عندما يقترب الصيف قاموا بالحملات الدعائية للغزو والإعداد له ويسمون ذلك بالصائفة من هنا كان عبد الله بن المبارك يقطع مسافة 2600كيلومتر راحلا أو راكبا ليغزو في سبيل الله من ولقدعاتب من أجل ذلك صديقه الفضيل بن عياض على تثاقله وإخلاده للراحة برسالة قائلا له فيها
******يا عابـد الحرمين لو أبصـرتنـا***لعلمت أنك بالعبادة تلعب******
******مـن كان يخضب خده بدموعه***فنورحنا بدمائنا تتخضب******
ولما أهمل المسلمون هذه الشعيرة استبسل عليهم أبناء القردة وطمعوا في إخضاع بلدانهم إلى هيمنتهم وهاهي ذي صورة من الحاضر الواقع المرتشهد على ما نقول ويوم كانت الشعوب معبأة مع قياداتها رأينا كيف تكبد المحتل الفرنسي الخسائر الفادحة ففرها ربا من ضربات جيوش التحرير تاركا الأرض لأهلها نسأل الله أن يحي في الأمة جذوة التحرر وسرعة الإقدام والتئام الشمل وأن يعيذ الأمة من التحزب و الأهواء والفرقة وإليكم هذا الموضوع كما يلي:
أولا أن يصلي المسافر قبل السفر صلاة الإستخارة لحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ
(( 667))
تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي قَالَ وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ> البخاري .
في الفتح : قَوْله (الِاسْتِخَارَة )
هِيَ اِسْتِفْعَال مِنْ الْخَيْر أَوْ مِنْ الْخِيَرَة بِكَسْرِ أَوَّله وَفَتْح ثَانِيه بِوَزْنِ الْعِنَبَة ، اِسْم مِنْ قَوْلك خَارَ اللَّه لَهُ ، وَاسْتَخَارَ اللَّه طَلَبَ مِنْهُ الْخِيَرَة ، وَخَارَ اللَّه لَهُ أَعْطَاهُ مَا هُوَ خَيْر لَهُ ، وَالْمُرَاد طَلَب خَيْر الْأَمْرَيْنِ لِمَنْ اِحْتَاجَ إِلَى أَحَدهمَا .اهـ
ثانيا:أن يودع أهله وإخوانه قائلا لهم ما جاء عن المصطفى فعن أنس قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أريد سفرا فزودني قال زودك الله التقوى قال زدني قال وغفر ذنبك قال زدني بأبي أنت وأمي قال ويسر لك الخير حيثما كنت
قالالترمذي هذا حديث حسن غريب. قال الشيخ الألباني : حسن صحيح
وعن سالم عن أبيه : قال : جاء غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني أريد هذه الناحية الحج قال : فمشى معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( ياغلام زودك الله التقوى ووجهك في الخير وكفاك الهم ) فلما رجع الغلام سلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه إليه وقال : ( ياغلام قبل حجك وكفر ذنبك وأخلف نفقتك )المعجم الكبير .
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ كَانَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا اسْتُوْدِعَ شَيْئًا حَفِظَهُ> مسند أحمد
عن قزعة قال كنت عند بن عمر فلما خرجت شيعني وقال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال لقمان الحكيم إن الله إذا استودع شيئا حفظه وإني أستودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك))رواه النسائي بإسناد جيد
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ > قَالَ الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
فهذه وصية النبي {ص} للأولين والآخرين....حتى قال بعض الصالحين:((إذا أردت أن توصي صاحبك أو أخاك أو إبنك فقل له:((إحفظ الله يحفظ))
(( 668))
وهناك عبارات علقت بأذهان المسلمين وأصبحت شعارا للتوديع مثل:((باي باي))أي ,إلى القاء .و{ مع السلامة > .وهذا له دلالة تنموعن ترسيخ العوائد الأجنبية بأذهان المسلمين لما تناسو هدي نبيهم .
ثالثا:أن لا يجعل مصارع الظالمين بالخسف والغرق والبراكين والزلازل وجهة سفره لما جاء عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَزَلَ الْحِجْرَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَشْرَبُوا مِنْ بِئْرِهَا وَلَا يَسْتَقُوا مِنْهَا فَقَالُوا قَدْ عَجَنَّا مِنْهَا وَاسْتَقَيْنَا فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَطْرَحُوا ذَلِكَ الْعَجِينَ وَيُهَرِيقُوا ذَلِكَ الْمَاءَ
))رواه البخاري. وعن ابن عمر أيضا:
((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَرَّ بِالْحِجْرِ قَالَ لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ ثُمَّ تَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ وَهُوَ عَلَى الرَّحْلِ))رواه البخاري و في مسلم .{ ثُمَّ زَجَرَ فَأَسْرَعَ حَتَّى خَلَّفَهَا> . أَيْ زَجَرَ نَاقَته ، فَحَذَفَ ذِكْر النَّاقَة لِلْعِلْمِ بِهِ ، وَمَعْنَاهُ سَاقَهَا سَوْقًا كَثِيرًا حَتَّى خَلَّفَهَا ، وَهُوَ بِتَشْدِيدِ اللَّام أَيْ جَاوَزَ الْمَسَاكِن
قَوْلُهُ : ( أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ )أَيْ كَرَاهِيَةَ أَوْ خَشْيَةَ أَنْ يُصِيبَكُمْ.
تبين هذه الأحاديث خطأ ما يدعوا إليه بعض المفتونين من السياحة إلى الأماكن الأثرية التي كانت عرضة للتدمير الرباني والعذاب الإلهي .
وأيضا أسرع النبي(ص)في وادي محسر وبقي سنة إلى الآن في حجة الوداع لأنه مكان مصرع أصحاب الفيل ...
روى أبودود وغيره {... ثُمَّ أَفَاضَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى وَادِي مُحَسِّرٍ فَقَرَعَ نَاقَتَهُ فَخَبَّتْ حَتَّى جَاوَزَ الْوَادِيَ فَوَقَفَ وَأَرْدَفَ الْفَضْل.. >
قال النووي :قوله { مُحَسِّرٍ )بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِهَا ، قَالَ النَّوَوِيُّ : سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ فِيلَ أَصْحَابِ الْفِيلِ حُسِرَ فِيهِ أَيْ أَعْيَا وَكَلَّ ، وَمَنَهُ قَوْلُهُ تَعَالَى { يَنْقَلِبْ إِلَيْك الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ }.
قوله ( حَتَّى جَاوَزَ الْوَادِيَ ) قِيلَ الْحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ فَعَلَهُ لِسَعَةِ الْمَوْضِعِ ، وَقِيلَ لِأَنَّ الْأَوْدِيَةَ مَأْوَى الشَّيَاطِينِ ، وَقِيلَ لِأَنَّهُ كَانَ مَوْقِفًا لِلنَّصَارَى فَأَحَبَّ الْإِسْرَاعَ فِيهِ مُخَالَفَةً لَهُمْ ، وَقِيلَ لِأَنَّ رَجُلًا اِصْطَادَ فِيهِ صَيْدًا فَنَزَلَتْ نَارٌ فَأَحْرَقَتْهُ فَكَانَ إِسْرَاعُهُ لِمَكَانِ الْعَذَابِ كَمَا أَسْرَعَ فِي دِيَارِ ثَمُودَ قَالَهُ السُّيُوطِي اهـ تحفة الأحوذيُّ.
رابعا:أن لا يجعل سفره مضيعة للوقت تمر كلها في حلقات مفرغة لا قيمة لها تنجر من تحته لا يلقي لها بالا ما أكثر من صدق عليهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم:
((نعمتان مغبون فيهما كثيرة من الناس الصحة والفراغ))أخرجه البخاري قال ابن بطال:((كثير من الناس))أي أن الذي يوفق لذالك قليل وعن أبي برزة قال(ص):
((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع:عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما فعل به وعن ماله من أين إكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما ابلاه)رواه الترمذ
((669))
ومن هنا كان العباد حريصين على أوقاتهم قال الحسن البصري:
((أدركت أقواما كان أحدهم أشح على عمره منه على درهمه))
وقال حكيم:
((ما أمضى يوما من عمره في غير حق قضاه أو فرض أداه أو مجد أثله أو حمد حصله أو خير أسسه أو علم اقتبسه فقد عق يومه وظلم نفسه ))
أيها الناس أن كثيرا من المسافرين من يكون سفره مطية للتزود من الخطيئات وقليل ما هم من سفرهم كان زادهم إلى الآخرة فالأسفار جزء من الأعمار وكل واحد مسئول ومساءل عن ساعات عمره فيم أمضاها كما سلف ذكره من حديث المصطفى { ص} .
ثم هناك : وسائل وتوجيهات للراغبين المسافرين في طلب العلم نجملها كما يلي :
1ـ إن كثرة التخليط في القراءة والتصفح السريع لا يثمر طالب علم وإنما صاحب ثقافة عامة. فلو تنبه الطلاب في الإجازة الصيفية للتركيز على فن من الفنون كحفظ متن فيه ثم الاستماع إلى شرحه والتعليق عليه لكان أولى
2- إحذر أيها الجاد من البطالين ولصوص الأوقات فإنهم من أعظم الأسباب لضياع العمر وقتل الأوقات؛ وهم ينشطون ويكثرون في الإجازات الصيفية، وهم معك في كل شيء إلا الحرص على الوقت ولاستفادة منه وهؤلاء قد شكا منهم ابن الجوزي رحمه الله تعالى كثيراً فقال في صيد الخاطر: فصلٌ في أهل الفراغ بلاء ثم قال: أعوذ بالله من صحبة البطالين. لقد رأيت خلقاً كثيراً يجرون معي فيما اعتاده الناس من كثرة الزيارة ويسمون ذلك التردد خدمة، ويطلبون الجلوس ويجرون فيه أحاديث الناس ومالا يعني وما يتخلله غيبة، وهذا شيءٌ يفعله في زماننا كثير من الناس.
إلى أن قال: ((إن أنكرت عليهم وقعت وحشة تقطع المألوف، وإن تقبله منهم ضاع الزمان. فصرت أدفع اللقاء جهدي، فإذا غلب قصرت في الكلام لأتعجل الفراق ثم أعددت أعمالاً تمنع من المحادثة لأوقات لقائهم، لئلا يمضي الزمان فارغاً فجعلت من المستعد للقائهم قطع الكاغد، وبري الأقلام وحزم الدفاتر. فإن هذه الأشياء لابد منها ولا تحتاج إلى فكر وحضور قلب، فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيع شيء من وقتي)) أرأيت كيف يستغلون الأوقات_رحمة الله عليهم_؟ نسأل الله عز وجل أن يعرفنا شرف أوقات العمر وأن يوفقنا لإغتنامه.
3- بعض الشباب في بعض المناطق قد لا يجدون فرصة للقراءة على المشايخ وطلاب العلم لعدم وجودهم في منطقتهم أو لعدم وجود دورات علمية قريبة منهم ولمثل هؤلاء نقول: الرحلة لطلب العلم منهج لسلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم فلماذا لا نحييه مرة أخرى؟ ونحن نرى أنفسنا نرتحل ونتنقل مرات ومرات من أجل مصالحنا الدنيوية؟ فلماذا لا يرحل بعض طلاب العلم من منطقتهم إلى مناطق عامرة بالعلماء وطلاب العلم؟ للمشاركة في الدورات العلمية في الإجازة الصيفية؟ ، وفي مثل هذا مكاسب عدة وليس هذا مكان بسطها ومنها:
أولاً: حلاوة الإخلاص وحقيقته في الطلب.
((670))
ثانياً: ثمرة العلم وأثره على النفس.
ثالثاً: التعرف واللقيا ببعض المشائخ والاستفادة منهم.
وغيرها من المكاسب، فإن ثقل ذلك عليك فأمامك إذن الأشرطة العلمية النافعة؛ استماعاً وتفريغاً وإعادة وتقييداً للفوائد والشوارد، وهذا أمر مغفول عنه كلية وللأسف. فالأشرطة العلمية كنز هذا الزمان قد أضعناه وغفلنا عنه، فالشيخ معك في بيتك في كل لحظة، ومتى أردت يحدثك ويعد عليك ويعقد لك مجالس الإملاء متى شئت فأين الراغبون في طلب العلم حقيقة؟
والآن أيها الناس إليكم((نماذج طيبة))استوعبت الدرس من السفر أو تأهبت للسفر.
فالنمودج الأول قصة رائد الفضاء((مستر أر مسترونج))هذا الرجل أستخلص العبرة من سفره إلى الفضاء فلقد كان سببا لإعلان إسلامه زار القاهرة وعندما كان ينام في الفندق سمع آذان الفجر فجلس فزعا متذكرا هذا الصوت الذي سمعه على سطح القمر منذ ثلاثين عاما عندما هبط من المركبة الأمريكية الأولى التي نزلت سطح القمر هناك سمع نداء الآذان ولما حل النهار سمعه أيضا وهو موجود بإحدى المتاحف الفرعونية عن طريق المذياع فذهل أكثر وحين إنتهى الآذان قال لرفقائه هل تعلمون أين سمعت هذا قبل الآن لقد سمعته على سطح القمرعام 1969 فصاح أحدهم عليه قاءلا له إنك مجنون ثم في الحين غادر المتحف وعاد إلى الفندق وبعد حين سمع آذان منائر القاهرة ففتح النافذة وراح ينصت بكل جوارحه وبعد عودته إلى أمريكا عكف على دراسة الدين الإسلامي وبعد فترة وجيزة أعلن إسلامه وصرح في حديث صحفي أنه أعلن إسلامه لأنه سمع هذا النداء بأذنيه على سصح القمر <<الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله .......
غير أنه بعد أيام قلائل جاءته رسالة من وكالة الفضاء الأمريكية فيها قرار فصله من وظيفته.....فسأله أحد الصحافيين عن جوابه على قرار فصله فصاح((أرمسترونج))
((فقدت عملي لكني وجدت الله))
ومن ذلك المقابلة التي أجرتها قناة((العربية))مع أحد الطلبة الفرنسيين ببلدالشناقطة <مورتينيا >حيث أنه كان سبب إسلامه هو شرطي الحدود بالمغرب قال:قال لي الشرطي قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وضرب صدري ففتح الله قلبي للإسلام فعاد إلى بلده مسلما من سفر كان مظنة النزهة والترفيه وربما غير ذلك والآن فهاهو يطلب العلم الشرعي بالبلد المذكور .
وممن إستفاد من سفره العلامة ابن القيم فقد حكى عنه الشيخ الألباني الله أنه ألف كتابه زاد المعاد))في السفر بعيدا عن الكتب فوق الدابة .
وممن عرفوا للوقت قيمة حتى في حال ارتحالهم للدار الآخرة أبو يوسف
((671))
ففي حالة الإحتصار يتذاكر المسائل العلمية حيث دخل عليه تلميذه إبراهيم فقال له يا إبراهيم هل لك من مسألة لعل أن ينجو بها ناج قال : أفي هذه الحال قال نعم قال له:يا إبراهيم الرجل يرمي الجمار راكبا أم ماشيا قال إبراهيم راكبا قال أخطأت قال ماشيا قال أخطأت .ثم قال له إن كان المكان مما ثبت أن النبي { ص } فيه فالأولى ماشيا وإلا فركبا قال:إبراهيم:فما خرجت من الباب حتى سمعت الصارخ بموتة .
ومنهم إبن جرير
عاده أحد الأصدقاء في حالة الإحتضار فطلب ابن جرير منه أن يذكره بدعاء من أدعية المصطفى { ص} فلما أمليت عليه أخذ الدواة والصحيفية وبدأ يكتب))وسكرات الموت تصارعه فقيل له أكل هذا في هذه قال نعم:((مع المحيرة إلى المقبرة))
أيها الناس إن أسفاركم جزء من أعماركم تسألون عنها يوم لا يتأتى الإعتذار ولا ينفع الندم شيئا ولا يجدي فقد كان أحد السلف عندما يقرأ
((أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم نذير)) يقول:
نعوذ بالله أن نعير بطول العمر يوم العرض عليه . أخي المسلم يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري
((وقد أعذر الله لأهل الستين))
خامسا:أن يكون سفره ذاهذف يصل فيه الرحم ويتفقد الإخوة لما ورد في فضل صلة الرحم وزيارة الإخوان من الفضل العظيم قال صلى الله عليه وسلم:
((من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في إثره فليصل رحمه> رواه البخاري ومسلم .
قوله((ينسأ))يضم الياء وفتح النون مهموزا معناه:يؤخر له في أجله ويزاد له في عمره . عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ))صحيح مسلم.
أيها المسلمون إن من المسلمين من يضرب في الأرض شرقا وغربا لا يترك مكان ترفيه إلا ولجه ولا بيت فسحة إلا دخلها لكن ربما تجده لا يصل من أمره الله بصلتهم وهم قريبون منه لا يحتاج في ذلك إلى عناء سفر ولا تكبد مشاق وهذا من الخدلان نعوذ بالله ناهيك بقطيعه الصلة وبمقاطعة الله له ومن قطعه الله حبس عنه كل خير وهيأه لكل شر.
و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ فَقَالَ لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ))صحيح مسلم.
((672))
قال النووي الْمَلّ ) بِفَتْحِ الْمِيم : الرَّمَاد الْحَارّ ، وَ ( تُسِفُّهُمْ ) بِضَمِّ التَّاء وَكَسْر السِّين وَتَشْدِيد الْفَاء ، وَ ( الظَّهِير ) الْمُعِين ، وَالدَّافِع لِأَذَاهُمْ .وَقَوْله : ( أَحْلُم عَنْهُمْ )بِضَمِّ اللَّام .( وَيَجْهَلُونَ )أَيْ يُسِيئُونَ ، وَالْجَهْل هُنَا الْقَبِيح مِنْ الْقَوْل ، وَمَعْنَاهُ كَأَنَّمَا تُطْعِمهُمْ الرَّمَاد الْحَارّ ، وَهُوَ تَشْبِيه لِمَا يَلْحَقهُمْ مِنْ الْأَلَم بِمَا يَلْحَق آكِل الرَّمَاد الْحَارّ مِنْ الْأَلَم ، وَلَا شَيْء عَلَى هَذَا الْمُحْسِن ، بَلْ يَنَالهُمْ الْإِثْم الْعَظِيم فِي قَطِيعَته ، وَإِدْخَالهمْ الْأَذَى عَلَيْهِ . وَقِيلَ : مَعْنَاهُ إِنَّك بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ تُخْزِيهِمْ وَتُحَقِّرهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ لِكَثْرَةِ إِحْسَانك وَقَبِيح فِعْلهمْ مِنْ الْخِزْي وَالْحَقَارَة عِنْد أَنْفُسهمْ كَمَنْ يُسَفّ الْمَلّ . وَقِيلَ : ذَلِكَ الَّذِي يَأْكُلُونَهُ مِنْ إِحْسَانك كَالْمَلِّ يُحَرِّق أَحْشَاءَهُمْ . وَاَللَّه أَعْلَم .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَقَالَ لَهُ أَيْنَ تَذْهَبُ قَالَ أَزُورُ أَخًا لِي فِي اللَّهِ فِي قَرْيَةِ كَذَا وَكَذَا قَالَ هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا قَالَ لَا وَلَكِنَّنِي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ))رواه أحمد .
وقوله:((تربها))أي:تقوم بها وتسعى في صلاحها و((المدرجة))بفتح الميم والراء: هي الطريق.
إن زيادة الأصدقاء تجلب للعبد رضا ربه ورضا الله يخول للعبدالدخول إلى دار كرامته فهلموا إلى هذا الفضل قبل أن يفوت أوانه ويعز تداركه بفقد ان العمرأو بعجز أوفقر أو غير ذلك من المعوقات وعن معاذ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ)) الموطأ صححه العلامة الألباني رحمة الله عليه في صحيح الجامع .
َفي المنتقى : قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ وَجَبَتْ مَحَبَّتِي يُرِيدُ ثَبَتَتْ إرَادَتِي لَهُمْ الثَّوَابَ الْجَزِيلَ لِلْمُتَحَابِّينَ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ جُلُوسُهُمْ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ التَّعَاوُنِ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَإِقَامَةِ حُدُودِهِ وَالْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ وَالْقِيَامِ بِأَمْرِهِ وَبِحِفْظِ شَرَائِعِهِ وَاتِّبَاعِ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ وَقَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ يُرِيدُ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - أَنْ يَكُونَ زِيَارَةُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ مِنْ أَجْلِهِ وَفِي ذَاتِهِ وَابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ مِنْ مَحَبَّةٍ لِوَجْهِهِ أَوْ تَعَاوُنٍ عَلَى طَاعَتِهِ وَقَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ يُرِيدُ يَبْذُلُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي مَرْضَاتِهِ مِنْ الِاتِّفَاقِ عَلَى جِهَادِ عَدُوِّهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا أُمِرُوا بِهِ وَيُعْطِيهِ مَالَهُ إِنْ احْتَاجَ إِلَيْهِ ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ .اهـ
قلت وتفسير بذلك تاويل على طريق الخلف أمالسلف فيثبتون المحبة لله محبة حقيقية تليق بالله من غير تأويل.
سادسا:أن لا يذهل المسافر عن السنن الآتية :
1)خروجه للسفر يوم الخميس أول النهار إن إستطاع عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ
((673))
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا وَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ
قَالَ أَبُو دَاوُد وَهُوَ صَخْرُ بْنُ وَدَاعَةَ.ورواه الترمذي.وابن ماجه وأحمد
ولما جاء انه كا يخرج للسفر يوم الخميس
عن كعب بن مالك رضي الله عنه كان يقول
لَقَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ إِذَا خَرَجَ فِي سَفَرٍ إِلَّا يَوْمَ الْخَمِيسِ> البخاري
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ > البخاري .
2)أن يقول عند مغادرة المنزل:((بسم الله توكلت على الله...الخ )) فعن أم سلمة : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته قال بسم الله توكلت على الله اللهم إنا نعوذ من أن نزل أو نضل أو نظلم أو نظلم أو نجهل أو يجهل علينا
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
قال الشيخ الألباني : صحيح .أما شعيب الأرنؤوط فيقول : إسناده ضعيف لانقطاعه.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَالَ يَعْنِي إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ يُقَالُ لَهُ كُفِيتَ وَوُقِيتَ وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْه قال الشيخ الألباني : صحيح
( يُقَالُ لَهُ )أَيْ يُنَادِيهِ مَلَكٌ يَا عَبْدَ اللَّهِ( كُفِيت )بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ مُهِمَّاتِك وَفِي رِوَايَةِ أَبُو دَاوُدَ : هُدِيت وَكُفِيت( وَوُقِيت ) مِنْ الْوِقَايَةِ أَيْ حُفِظْت مِنْ شَرِّ أَعْدَائِك
( وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ )
أَيْ تَبَعَّدَ ، زَادَ أَبُو دَاوُدَ فِي رِوَايَتِهِ فَيَقُولُ شَيْطَانٌ آخَرُ كَيْفَ لَك بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ .اهـ تحفة الأحوذي
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ( إذا خرج من بيته فقال : بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله فيقال له : حسبك قد كفيت وهديت ووقيت فيلقى الشيطان شيطانا آخر فيقول له : كيف لك برجل قد كفي وهدي ووقي> صحيح ابن حبان
قال شعيب الأرنؤوط : رجاله ثقات إلا أن ابن جريج مدلس وقد عنعن عند الجميع
3)أن يكبر على كل مكان عال لقول أبي هريرة:
((أن رجلا قال يا رسول الله إني أريد أن أسافر فأوصني قال:عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف))رواه الترمذي بإسناد حسن
4)أن يدعو الله إذا خاف جورا أو إعتداء بالأدعية الآتية:
((674))
قال عبد الله بن مسعود : إذا كان على أحدكم امام يخاف تغطرسه أو ظلمه فليقل اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم كن لي جارا من فلان بن فلان وأحزابه من خلائقك أن يفرط علي أحد منهم أو يطغى عز جارك وجل ثناؤك ولا اله الا أنت> الأدب المفرد
قال الشيخ الألباني : صحيح
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
شَكَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَنَامُ اللَّيْلَ مِنْ الْأَرَقِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ وَرَبَّ الْأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعًا أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَوْ أَنْ يَبْغِيَ عَزَّ جَارُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ
قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالْقَوِيِّ وَالْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ قَدْ تَرَكَ حَدِيثَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَيُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ>
قال الشيخ الألباني : ضعيف
كُنَّ لِي جَارًا )
مِنْ اِسْتَجَرْت فُلَانًا فَأَجَارَنِي وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ } أَيْ كُنَّ لِي مُعِينًا وَمَانِعًا وَمُجِيرًا وَحَافِظًا
( أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ )
أَيْ مِنْ أَنْ يَفْرُطَ عَلَى أَنَّهُ بَدَلُ اِشْتِمَالٍ مِنْ شَرِّ خَلْقِك أَوْ لِئَلَّا يَفْرُطَ أَوْ كَرَاهَةَ أَنْ يَفْرُطَ ، يُقَالُ فَرَطَ عَلَيْهِ أَيْ عَدَا عَلَيْهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا }
( أَوْ أَنْ يَبْغِيَ )
بِكَسْرِ الْغَيْنِ أَيْ يَظْلِمَ عَلَيَّ أَحَدٌ
" عَزَّ جَارُك"
أَيْ غَلَبَ مُسْتَجِيرُك وَصَارَ عَزِيزًا
( وَجَلَّ )
أَيْ عَظُمَ
( ثَنَاؤُك )
يَحْتَمِلُ إِضَافَتَهُ إِلَى الْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُثْنِي غَيْرَهُ أَوْ ذَاتَه فَيَكُونُ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْت عَلَى نَفْسِك " اهـ تحفة الأحوذي
5)أن يصلي النوافل على سيارته حيثما توجهت
((لحديث ابْنِ عُمَرَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي سُبْحَتَهُ حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ نَاقَتُهُ> مسلم
((675))
6)أن يجمع بين الظهرين أو العشائين جمع تقديم إن جد به السير فيصلي الظهر والعصر في وقت الظهر والمغرب والعشاء في وقت المغرب أو جمع تأخير بأن يؤخر الظهر إلى أول العصر ويصليهما معا والمغرب إلى العشاء ويصليهما معا
((لحديثْ مُعَاذٍ قَالَ
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَكَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا> مسلم
أهـ منهاج المسلم .
ولم ير مالك الجمع بين الظهر والعصر كما حكى ذلك عنه إبن حزم وهو محجوج بالنص.
7)جواز قصر الصلاة والمسح على الخفين أو التقاشير والتيمم إن فقد الماء لقول الله تعالى:
((وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة)) وعَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ
أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَالَتْ عَلَيْكَ بِابْنِ أَبِي طَالِبٍ فَسَلْهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ
))رواه ومسلم والنسائي وإبن ماجة أحمد. قال النووي: ثُمَّ إِنَّ الْحَدَث عَامّ مَخْصُوص بِحَدِيثِ صَفْوَان بْن غَسَّال رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : ( أَمَرَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كُنَّا مُسَافِرِينَ أَوْ سَفْرًا أَنْ لَا نَنْزِع خِفَافنَا ثَلَاثَة أَيَّام وَلِيَالِيهنَّ إِلَّا مِنْ جَنَابَة ) . قَالَ أَصْحَابنَا : فَإِذَا أَجْنَبَ قَبْل اِنْقِضَاء الْمُدَّة لَمْ يَجُزْ الْمَسْح عَلَى الْخُفّ ، فَلَوْ اِغْتَسَلَ وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ فِي الْخُفّ اِرْتَفَعَتْ جَنَابَته وَجَازَتْ صَلَاته ، فَلَوْ أَحْدَثَ بَعْد ذَلِكَ لَمْ يَجُزْ لَهُ الْمَسْح عَلَى الْخُفّ بَلْ لَا بُدّ مِنْ خَلْعِهِ وَلُبْسِهِ عَلَى طَهَارَة ، بِخِلَافِ مَا لَوْ تَنَجَّسَتْ رِجْله فِي الْخُفّ فَغَسَلَهَا فِيهِ ، فَإِنَّ لَهُ الْمَسْح عَلَى الْخُفّ بَعْد ذَلِكَ . وَاللَّهُ أَعْلَم .
وَفِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ الْأَدَب مَا قَالَهُ الْعُلَمَاء : إِنَّهُ يُسْتَحَبّ لِلْمُحَدِّثِ وَلِلْمُعَلِّمِ وَالْمُفْتِي إِذَا طُلِبَ مِنْهُ مَا يَعْلَمهُ عِنْد أَجَل مِنْهُ أَنْ يُرْشِد إِلَيْهِ ، وَإِنْ لَمْ يَعْرِفهُ قَالَ اِسْأَلْ عَنْهُ فُلَانًااهـ
وقوله تعالى:
((وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء احد منكم من الغائط أو لامستم النساء>>
8)ان يسأل الله في سفره من خيري الدنيا والآخرة لأن السفر مظنة الإستجابة لقوله(ص):((ثلات دعوات مستجابات لا شك فيهن:
دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده))رواه الترمذي بإسناد حسن
9)ا ختيار الرفقة الصالحة التي تحفظ عليك دينك ونفسك في سفرك وإياكم ورفقاء السوء فأنهم أشد وقعا على المرء في دينه من الشيطان لقوله صلى الله عليه وسلم:
((لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي))رواه أبو داود والترمذي بإسناد لا بأس به وقوله تعالى:((واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا))
((676))
وكم من صالح ابتلي برفقاء السوء فدحضوه في المهاوي من هنا قال (ص):((المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل))رواه الترمذي
قال سفيان بن عييمنة:أنظروا إلى فرعون معه هامان......والحجاج بن يوسف الثففي معه يزيد بن أبي مسلم أشر منه ويزيد بن معاوية معه مسلم بن أبي عقبة أشر منه . عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً> البخاري َقَوْله فِيهِ
" يُحْذِيكَ "
بِضَمِّ أَوَّله وَمُهْمَلَة سَاكِنَة وَذَال مُعْجَمَة مَكْسُورَة أَيْ يُعْطِيك وَزْنًا وَمَعْنًى .
سابعا:لا يقضي أوقات سفره في اللهو والترف والشهوات لأن المعاصي ترفع عن الأفراد والجماعات نعمة العافية والسلامة لحديث أم سَلَمَةَ، تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَاصِي فِي أُمَّتِي عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا فِي النَّاسِ يَوْمَئِذٍ نَاسٌ صَالِحُونَ، قَالَ:بَلَى، قُلْتُ: فَكَيْفَ يَصْنَعُ أُولَئِكَ؟، قَالَ:يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ، ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ،>المعجم الكبير للطبراني .
وعن سَهْل بن سَعْدٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَسْفٌ، وَقَذْفٌ، وَمَسْخٌ"، قِيلَ: وَمَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:"إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَازِفُ وَالْقَيْنَاتُ، وَاسْتُحِلَّتِ الْخَمْرُ" المعجم الكبير للطبراني .
وفي مسند الإمام أحمد عن جبير بن نفيير قال:
((لما فتحت قبرص فرق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض فرأيت أبا الدرداء جالسا وحده يبكي فقلت:يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله فقال:
ويحك يا جبير ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره بينما هي أمة شاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى))
ولقد ضاعت الأندلس من المسلمين بسبب ذنوبهم فبيعث ملوكهم في أسواق الرقيق كما ضاعت منهم في العصر الحاضر أفغانستان والعراق وأهم من ذلك كله ما حل الآن المسلمين من خوف خاصة دول الخليج إذالأمن والتمكيثن والإستخلاف يتأتى بتحقيق التوحيد وتطبيق حاكمية الله وحده ورفض كل شرع غير شرعه طبقا لقول الله تعالى:
((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم وليمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يبعبدونني ولا يشركون بي شيئا)).
أيها الناس إن الذي أبكى أبا الدراء قد أصاب أمتنا اليوم فقدانتهكت حرماتهم وذلوا حتى صاروا كالعبيد للعدو الخارجي يقودهم كما يريد والأدهى أنهم يتقدمون للصفوف الأولى حاملين السلاح لضرب إخوانهم عونا له على زيادة النكاية بإخوانهم
((677))
وبني جلدتهم .فقد شاهدتنا هذا الواقع المر في عدة جبهات في القديم مع الاستعمار وفي الحديث في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرهم فإلى الله الشكوى .
والله المستعان .
لست ربوت