ابيقور ~ في ذكرى وفاة والدي 24 فبراير عاطف الرقيبة

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية ابيقور ~ في ذكرى وفاة والدي 24 فبراير عاطف الرقيبة

ابيقور ~ في ذكرى وفاة والدي 24 فبراير عاطف الرقيبة

 

ابيقور ~ في ذكرى وفاة والدي 24 فبراير ~
المعركة الصامتة :

أنا ورضى أخي (وهو أصغر منى بسنتين) نشبت بيننا معركة شرسة جدا، وهو أمر طبيعي يحدث بين الإخوة وفي أحسن العائلات وبين أكبر الدول كما يقع الآن بين أوكرانيا و روسيا ... ، اندلعت المعركة كالعادة بسبب شيء تافه أيام مرحلة المراهقة. تشابكنا ومسكنا فى ياقات بعضنا البعض. كانت المشكلة الوحيدة التي تعيق هذا الاشتباك هي وجود والدنا نائما على (سداري) فى الصالون بالقرب منا، وبالتالي وقع اتفاق على وضع خطة للعراك بدون كلام؛ أي أن تكون المعركة صامتة كمعارك شارلي شابلان.
هو ينتف شعري وأنا أحاول قلع أدنه، أو أوقعه أو يوقعني في لحظة تنكرنا فيها للصوتيات (للفونيم و للمورفيم)، ولكل الجهود المبذولة في علم اللسانيات. وحدها لغة الصمت تتسيد المكان. كان تصميما فنيا فريدا لمعركة صامتة.
نسيطر على الألم ونكمل المعركة، فالصبر مفتاح الفرج هكذا تعلمنا في المدرسة. كنا نفض الاشتباك وننفصل عن بعضنا لبرهة عندما ننتبه أن شيئا ما سيقع على الأرض. أمد رجلي بسرعة شديدة لأمنع وقوع (ساندرية) على الأرض، أو قنينة زجاج فوق طاولة الأكل ، ثم نرجع بعد الهدنة لنقبض فى تلابيب بعضنا البعض. كانت المعركة الصامتة تنتقل من مكان لمكان إلى أن صرنا على بعد سنتيمترات قليلة من والدي، وكما هو معلوم فلكل فارس هفوة ولكل جواد كبوة، حصلت غلطة صغيرة وفقدنا التوازن للحظة كان فيها أخي الصغير يريد أن يتقمص دور "النمر المقنع" ليحملني فوق ظهره ويرمي بي خارج حلبة المصارعة، وكانت المفاجئة : انقلبنا على الوحش النائم، وهو من ناحيته لم يترك الفرصة تمر بلمح البصر أمسك بأخي رضى فقد كان أقرب واحد له. كان رد فعله إعجازيا بالنسبة لشخص نائم في وقت القيلولة، فقد أمسك أقرب ذراع أو رجل حتى قبل أن يفتح عينيه أو يفهم ماذا يجري، أما أنا فقد أطلقت ساقاي للريح نحو تجويف حلزوني مظلم مهتديا بشعاع نور خارجي تبدى في نهاية درج البيت. أعتقد أنني حينها حطمت رقما قياسيا في النزول من الدور الثاني إلى الدور الأرضي. خارت قواي واستشعرت دما ينزف من قدمي الحافية ولم تعد ساقاي قادرتان على أن تصلب قامتي بسبب الخوف الذي حاصرني والفزع الذي يلاحقني، ورغما عني اضطررت إلى الجلوس القرفصاء لبرهة كي أوقف ارتعاد فرائصي وأجفف عرقي المتصبب أنهارا من كل جسدي بينما لساني يردد من تلقاء نفسه (ناري .. ناري أميمتي قفرتها).
بجانب منزل مجيدو، سمعته وهو يعجن في أخي ثم أطل من النافذة وهو يقول : قطعتي لواد أو نشفو رجليك، إيوى سير حتى تجي عنداك تتعطل أ Trinita

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button