وين الملايير؟ رشيق عبد الغني

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية وين الملايير؟ رشيق عبد الغني

وين الملايير؟ رشيق عبد الغني

 





وين الملايير؟

المداد الذي سال قبل إفتتاح سوق الملايير كان بوده ملأ غدير الرحامنة الجافة برمتها وحيز الوقت الذي إستغرقته النقاشات والتدوينات المتعلقة بهذا المشروع الضخم لو وظفت في ختم الفرقان لحصل ذلك لكن ومع كامل الأسف تتكرس أشهر مقولة "ديالي ما بقى وجهي ما تنقى" إليكم أصدقائي أدق التفاصيل
السوق في الأصل أنشأ لكي تستريح أحياء الدوار القديمة ولو نسبيا من ضجيج مكبرات صوت العطارين ونقع غبار الحنطات البهائمية وأكياس البلاستيك المتطايرة كطيور الغربان والغاية من ترحيله في جوهرها كانت بقصد إضفاء الجمالية على جارة المدينة العالمية بما فيها تحرير الحيز الجغرافي الذي إستحود عليه أكبر سوق بالرحامنة منذ القدم هذا طبعا مع فرضية الحد من السرقات والفوضى التي أسهمت فيها دروب الحي الجديد الضيقة والمتاخمة للسوق القديم مما يصعب عمليات مطاردة اللصوص من طرف الأجهزة الأمنية كما أن خزينة مجلس هذا الدوار كانت تمني النفس بإرتفاع مداخيله وهو عكس ماحصل والساكنة الرحمانية على علم تام بالخلل الذي شهدته المصالح المرتبطة بخدمات المواطنين بعد أن حتمت عليهم الظرفية أن يشمروا على أدرعهم لتحصيل جبايات السوق الأسبوعية رفقة رئيسة المجلس وبعض النواب لخمسة أسابيع بعدما تعذر على المجلس إقناع المكترين بالثمن المقترح مما شكل ضربة قوية لخزينة المجلس حيث فقدت مايفوق 400 مليون سنويا لهذا نقول مسبقا للمنظرين الخارقين وخصوصا الذين أوهمونا أنهم يمتلكون القدرة على عد سرب الطيور في السماء كفاكم تطيرا
اليوم وأكثر مما سبق المشهد أصبح عاريا بإمكان أبسط النقاد أن يضاجعه بتدوينة لا أكثر وعليكم الإعتراف بكل ما قيل وما يقال فيكم فأسوار السوق أقصر من الحطيئة وأبوابها مشراعة أكثر من الغانية والصنابير التي زينت جنبات المدبحة لم يتبقى منها إلا الثقوب والذكريات ومحيط جدرانها يعرف أكبر عملية تسرب للبرودة بحكم الطريقة التي أنشأ بها والواد الذي يخترق السوق من رحبة الحبوب إلى يمين الباب الرئيسي وعكس ما حلمنا به أن يصبح منتجعا مائيا ملينا بالطحالب وأسراب البط تطفو فوقه إمتلأ بمختلف ألوان وأحجام الفضلات الآدمية زد على ذلك الدواجن النثنة التي يتخلص منها أصحاب الدواوير بعض موتها وسط زحام الجرارات وكذا بقايا "رياشات" الطيور البيضاء التي تجد فيه ساكنة الدوار الفقيرة ضالتها بعد الغلاء الفاحش الذي تشهده اللحوم الحمراء
ختاما وليس أخيرا ليست لي الرغبة في سرد المزيد فكلنا على علم أن فكركم أصلب من الحديد لكن قبل أن تقتلعوا العجرفة الزائدة من آرائكم إقتلعوا الأوتاد التي دقت في الموقف الكبير أمام البوابة الرسمية لسوق الملايير وأنتم تنظرون أما غالبيتنا مستمرة في السؤال على طريقة أنشودة جوليا بطرس الخالدة "وين الملايين" لكن هذه المرة تحت عنوان " وين الملايير؟"

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button