عبد اللطيف المنصوري:
تعد العربات التي تجرها دواب من المظاهر التي تتميز بها ابن جرير ، ورغم الانتقادات التي تطالها واستياء البعض من وجودها في قلبعاصمة الرحامنة إلا أنها وبالمقابل توفر وسيلة نقل رخيصة يعتمد عليها الكثيرون في تنقلاتهم اليومية من الأحياء إلى السوق ووسط المدينة ، فضلاً عن أنها توفر فرص عمل لمئات الشباب الذين يعتمدون عليها لتوفير لقمة العيش لهم ولذويهم لان جلهم لفظتهم المدارس او توافدوا على المدينة من الدواوير المتاخمة للمدينة .
ورغم أن «عربات الحميراو الكروسة» كما يطلق عليها من سكان المدينة تعد أقدم وسيلة مواصلات شعبية إلا أنها عادت بقوة وتحولت إلى سيارة نقل حقيقية تخترق الشوارع الرئيسة والمناطق الراقية متخذة من المناطق الشعبية منطلقاً لها، وساعد انتشارها على التخفيف من ضغط أزمة التنقل او النقل والوصول إلىمختلف المناطق بالمدينة والأزقة الضيقة خاصة في المناطق الشعبية في ظل تفشي ظاهرة الفقر او غياب مسائل بديالة لها .
ويعتمد صغار التجار على هذه العربات التي تتحرك بخفة في الشوارع متسللة بين السيارات متجاوزة وسائل النقل الأخرى، في نقل البضائع والتزود بالسلع الجديدة، بينما يعتمد عليها سكان الأحياء الفقيرة في التنقل والتزودبحاجياتهم ، مستفيدين من تدني سعر او ثمن النقل بها وتوافرها في جميع الأحياء او سماه احد العارفيبن بتقريب النقل من المواطنين على غرار تقريب الادارة من المواطنين .
ويقول احمد الذي يفضل استعمال عربات الحمير علىاي وسيلة اخرى ، «إنها مريحة ومناسبة لعملي فأنا أتنقل يومياً بملابس العمل بين منزلي وورشة الحدادة واشطيبة او سوق الخردة وأنقل معي عدة العمل وبضائع مختلفة لا أستطيع نقلها بسهولة في وسيلة أخرى وبثمن مناسب ».
أمااحدى السيدات و التي تعتمد على هذه العربات القديمة في تنقلاتها اليومية بين أطراف المدينة جيئة وذهاباً، فهي تفضل عربات الحمير لأنها توصلها إلى أمام بيتها ولا تضطر إلى قطع مسافة طويلة بين بيتها والشارع الرئيس، حيث تتوافر سيارات الاجرة او عربات التريبورتور ، وتقول: «أفضل التنقل بالعربة لأني أجد فرصة أكبر للحديث مع الناس والجيران لمناقشة مشاكلنا والاطلاع على كل مستجدات المدينة واهلها لان العربة تتجول الى صالون دردشة مفتوح على كت المواضيع والقضايا سياسية اواجتماعية فهي مرتع للنميمة والخوضفي اعراض الاخرين وكشف عوراتهم ، كما أن العربة توصلني إلى عتبة البيت وبتكلفة أقل بينما اضطر حين استعمل الحافلة إلى النزول في الشارع الرئيس للمشي طيلا حاملة ما اقتنيته من بضائع وحاجيات .
و إذا كان السر وراء تمسك بعض المواطنين بعربة الحمار كوسيلة نقل اساسية وضرورية يكمن في تدني تسعيرتها ووصولها إلى عمق الاحياء الشعبية والأزقة الضيقة، فإن الدعوات المطالبة بمنع أصحاب العربات المجرورة بواسطة دابة من العمل وسط المدينة والاكتفاء بالمناطق العشوائية او الهامشية و التي يصعب الوصول إليها، بدأت تتعالى بسبب التلوث الذي تخلفه دواب العربات والصخب الذي يرافق عمل أصحابها ومشاجراتهم الدائمة، إضافة إلى الانطباع الذي ينطبع لدى الزائر للمدينة برؤيته لمنظر غير حضاري يسيء لسمعة المدينة التي عرفت تحولا مس جميع مرافقها .
ويقول احد الرافضين لاستعمال عربات الحمير : «إذا كان سبب انتشار هذه العربات يعود إلى الحاجة لوسيلة نقل تخترق الأحياء الشعبية، فإننا لا يجب أن نغفل مساوئها ومشاكلها ومنها الإساءة لسمعة المدينة والازدحام المروري خاصة في الأحياء الضيقة التي تصعب فيها حركة السير، وما يحدث من حين لآخر من خلافات ومشاحنات بين السائقين وأصحاب العربات الذين يرفضون الابتعاد وإفساح الطريق للمرور مما يخلق متاعب للمواطنين راجلين او اصحاب وسائل نقل حديثة وما ينعكس على دلك من ضياع للوقت والجهد . .
ويرى أنه لا يمكن حرمان الأحياء النائية التي تعتمد على العربات التي تجرها الدواب من هذه الوسيلة المناسبة لسكانها لكن بالمقابل يمكن تحديث هذه العربات وتحسين شكلها وتأهيل أصحابها وحثهم على احترام الاحرين ووضع وتثبيت الأكياس البلاستيكية في مؤخرة الحصان أو الحمار مما يحول دون طرح الروث في الشارع العام .
اما كبور صاحب عربة يجرها حمار تتوفرعلى مقاعد وغطاء بلاستيكي يحمي الركاب من أشعة الشمس، و تتسع لستة ركاب دون السائق فاشار الى ان تفاوت تسعيرة النقل حسب نوع الدابة المستعملة على العربة فالعربات التي يجرها الحمير أقل تكلفة لأنها أقل جودة وسرعة بينما العربات التي يجرها الحصان أعلى تكلفة بسبب سرعتها وقدرة الحصان على تحمل جر عربة مريحة للراكب بالاضافة الى البضائع التي تنقل بواسطتها .
ويقول اخر و الذي يملك عربة يجرها حمار إنه يستيقظ مبكراً ليقوم بإعداد عربته للعمل ويتجه نحو السوق الاسبوعي او اشطيبة او مارشي الخضر حسب تعبيره حيث يقضي اليوم اوساعات طوال في حمل صناديق الخضر اوغيرها بسعر زهيد للصندوق دون ان يتمكن من توفير مستلزمات العربة والحمار فضلا عن ضروريات اسرته المتكونة من اربعة افراد لا ن اما يحصل عليه طلة اليوم نادرا ما يوفرهده الحاجيات الثلاث فالمدخول اليومي يقسمه على الحمار والعربة واخيرا الاسرة .
أما خليفة الذي يعمل على عربة يجرها حصان يخصصها لنقل الأفراد والبضائع فيقول إن دخله اليومي غير مستقر، لكنه يفضل هذا العمل على البطالة ويدافع عن مهنته قائلاً: «هذه العربات استطاعت فك العزلة عن الأحياء البعيدة ومساعدة البسطاء في حياتهم… إنها سيارات الأحياء العشوائية والنائية عليها يحملون أمتعتهم وعبرها يتنقلون وعن طريقها استطيع والعديد من امثالي الدين لم يتفوقوا في دراستهم من توفير مستلزمات وضروريات العيش في بلدة يعاني شبابها من تفشي البطالة واكتفاء اغلب شبابها على التسنتير في زوايا الازقة وتتبع عورات النساء والتدخين وغيرها من الممارسات المشينة لان الامية والفقر حطما الرقم القياسي حسب قوله وتساءل عن البديل الدي بوسعه ان يوفر له ولغيره من اصحاب العربات ما يحتاجونه واسرهم من حاجيات و طالب من المسؤولين المحلين والسلطات ان تشكرهم لانهم استطاعوا توفير عنها فرص شغل عوض مطاردتهم او اهانتهم من خلال حجز عرباتهم وتركهم وعيالهم يتضوعون جوعا…
لست ربوت