أ – استرجاع الأحداث:
تعتمد هذه الخطوة على التذكر (أي تذكر السارد للأحداث التي وقعت في حياته الماضية واستعادتها إما بتفاصيلها أو بشكل سريع وخاطف) وذلك حسب أهميتها. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه في مقابل التذكر يوجد النسيان. إذ لا يمكن للسارد مهما كانت ذاكرته قوية أن يستعيد جميع الأحداث، فهناك أحداث كثيرة يطالها النسيان. لهذا تنبني السيرة الذاتية على التذكر لا على النسيان.
ب – تحديد مدى الاسترجاع:
يقصد ب «مدى الاسترجاع» تلك النقطة التي يصل إليها التذكر في الزمن الماضي. فعندما أكتب سيرة ذاتية فإنني أسافر بذاكرتي عبر الزمن الماضي لأتذكر أحداثه، بيد أن هذا السفر لا يكون إلى ما لا نهاية. إذ لابد أن تكون هناك محطة تقف عندها الذاكرة لتبدأ استرجاعها من هناك. إن هذه المحطة قد تكون هي مرحلة الطفولة أو الشباب، وقد تكون لحظة راسخة في ذهن السارد.كما يمكن أن تكون هي بداية العام أو مناسبة العيد مثلا …، وهذا التعدد في المحطات يترتب عنه تغير في مسافة المدى، لذلك يمكن التمييز (في هذا الإطار) بين ثلاثة أنواع من المدى:
- المدى القريب.
- المدى البعيد.
- المدى المتوسط.
ج – تحديد سعة الاسترجاع:
وهي تدل على مجموع الأحداث التي تغطي مسافة معينة من مدى الاسترجاع. وهذه الأحداث تمتد من محطة المدى إلى لحظة التذكر. وقد تكون السعة كبيرة أو صغيرة أو متوسطة بحسب مسافة المدى وبحسب عدد الأحداث التي يشتمل عليها استرجاع معين، ولتوضيح ما سبق نعطي مثالا بالسيرة الذاتية «رجوع إلى الطفولة» لليلى أبو زيد:
- المدى البعيد في هذه السيرة الذاتية هو «الطفولة» (العنوان نفسه يفصح عن هذا المدى). أما السعة فهي مجموع أحداث السيرة الذاتية.
- المدى المتوسط والمدى البعيد: يمكن التمثيل لهما بمؤشرات زمنية ضمن فصول السيرة الذاتية (الإلتحاق بالمدرسة – ازدياد الأخت – الدراسة بالثانوية …).
- صياغة الأحداث: بعد تجميع الأحداث يكون من الضروري تركيبها وصياغتها بأسلوب حكائي جميل. وهنا إما أن نحافظ على تسلسل الأحداث كما حدثت في الواقع أو نقوم بخلخلة هذا التسلسل عبر التقديم والتأخير والاستباق …، ولإضافة لمسة جمالية على سيرتنا الذاتية لا نكتفي بالسرد فقط بل نضيف إليه الوصف والتعليق. فنصف الشخصيات والزمان والمكان. ونعلق على بعض الأحداث البارزة.
لست ربوت