"رجوع إلى الطفولة" للكاتبة "ليلى أبو زيد" سيرة ذاتية تحكي فيها عن طفولتها، وتسرد من خلالها ما عاشته في تلك الفترة، فترة الاستعمار الفرنسي وبداية الاستقلال، والنضال الذي بذلته من أجل الحصول على حقها في التعليم، ومعاناة عائلتها.
صورت ليلى هذه الأحداث بأسلوب سهل ممزوج باللهجة المغربية لتقريب الصورة إلى ذهن المتلقي، وإشراكه في كل تفاصيل الحياة المغربية مثل الحوارات التي كانت تدور بين الأم والجدة مثلا، وبعض الأغاني المغربية وغيرهما من الوقائع، تروي ليلى عن سجن والدها في الرباط بتهمة تسريب معلومات الإدارة الفرنسية للوطنيين مستغلا في ذلك وظيفته كمترجم في الإدارة الفرنسية، وتنقل تفاصيل معاناة أمها فاطمة أثناء تنقلها بين صفرو والرباط أسبوعيا لزيارة زوجها، وما تعرضت له من ظلم من طرف عائلة زوجها.
ثم انتقلت إلى تناول مرحلة دخولها إلى المدرسة الفرنسية فتتحدث عن صديقاتها وألعابها وذكرياتها في بيت الجدة، وانتقالها بعدها للبيضاء وعن إطلاق سراح والدها وانضمامه للوطنيين من جديد، وعن مساعدة أمها له بنقل الأخبار والسلاح ليزج به في السجن ثانية، ثمّ خروجه بعد عودة محمد الخامس واستقلال البلاد، وتعيينه باشا على مدينة بني ملال، وعن عودته لحياة السجن مرة أخرى بعد ضبطه في أحد اجتماعات التحرير، ليتفاجأ بعد انقضاء فتره حكمه وخروجه من السجن بأن ابنته ليلى قد شغلت أحد مناصب الدولة المعاكسة في نهجها لمبادئه.
مات والدها دون أي إجابة عن أسئلتها التشكيكية، لتجعل هذه الأحداث الحقيقية التي سردتها الكاتبة من ليلى امرأة قوية استطاعت التغلب على الماضي بالخروج من تجربتها واللجوء إلى الكتابة للتعبير و التفريغ عن مكنوناتها الداخلية.
لست ربوت