الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمه الجليلة وءلائه العظيمة نحمده ونثني عليه ونصلي ونسلم على نبيه ومصطفاه وحبيبه ومجتباه سيدنا محمد صاحب اللواء المعقود، والحوض المورود والمقام المحمود، .والحدث .سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله الأبرار وأصحابه الأخيار وبعد. موضوعنا اليوم : مشاهد وعبر قصة الإسراء والمعرج >.
أيها الناس إن الحديث عن هذه القصة كلام ذو شجون. وبإمعان النظر فيها والغوص في معانيها نستنتج دروسا وعبرا وفوائد من ثم يستخرج الكلام على الإسراء من عدة محاور هي كالآتي :
أول المحاور: معنى الإسراء .الإسراء: هو ذهاب الله بنبيه ليلا راكبا على البراق من مكة إلى المسجد الأقصى .والمعراج : هو صعود النبي {ص}من المسجد الأقصى إلى السماوات ثم إلى سدرة المنتهى
**ثانيها :وقت الإسراء .جزم جمع من العلماء أنه قبل الهجرة بسنة في ليلة سبع وعشرين من شهر رجب وهو المشهور وعليه عمل الناس وكان ليلة الإثنين . وكان بعد رجوعه عليه السلام من الطائف . إذن الراجح فيه أنه بين عاشر البعثة وبين هجرته - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وهذه الليلة : ليلة الإسراء لم يشاركه فيها أحد، فهي أفضل الليالى بالنسبة له .
**ثالثها:فضل الإسراء والمعراج. تتجلى فضيلته في المهمة التي شد الرحال إليها سيد الخلق ألا وهي الصلاة التي هي كحمام للمؤمن لما روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ قَالُوا لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا قَالَ فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا>كما أنها في العدد خمس وفي الأجر خمسون فروى البخاري في قصة الإسراء ........ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ قُلْتُ فَرَضَ خَمْسِينَ صَلَاةً قَالَ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى قُلْتُ وَضَعَ شَطْرَهَا فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَرَاجَعْتُهُ فَقَالَ هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ...>
**رابعها :فوائده . فمنها إبراز فضيلة نبينا عليه من ربنا الصلاة والسلام حيث اختصه ربنا بخصائص لم ينلها أحد من البشر ومنها ذلك المعراج الذي فضله الله به قبل أن يهاجر من مكة - ِومنها: تَقَدُّمه عَلى الأنبياء إِمَامًا فِي لَيْلَةِ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ, وَعُلُوهِ فَوْقَ الْجَمِيعِ مَقَامًا حَتَّى جَاوَزَ السَّبْعَ الطِّبَاقَ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى إِلَى حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ,
**خامسها : أدلته . والإسراء والمعراج ثبت بالقرآ ن والسنة .أما الكتاب فلقوله تعالى : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى>>..
أما السنة فلما رواه البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهُ فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَلَمَّا جِئْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ افْتَحْ قَالَ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا جِبْرِيلُ قَالَ هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ قَالَ نَعَمْ مَعِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ فَلَمَّا فَتَحَ عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ عَلَى يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ وَعَلَى يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ إِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى فَقَالَ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ قُلْتُ لِجِبْرِيلَ مَنْ هَذَا قَال هَذَا آدَمُ وَهَذِهِ الْأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَالْأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ فَإِذَا نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ ضَحِكَ وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى حَتَّى عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَقَالَ لِخَازِنِهَا افْتَحْ فَقَالَ لَهُ خَازِنِهَا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُ فَفَتَحَ قَالَ أَنَسٌ فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي السَّمَوَاتِ آدَمَ وَإِدْرِيسَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ......>
**سادسها : ثبوته بالروج والجسد .إن أَهل السُنة ـ أيها الناس ـ : يؤمنون أَن النبي- صلى الله عليه وسلم -عُرِجَ به في اليقظة بروحه وجسده إِلى السماء ، وذلك في ليلة الإِسراء ، وقد أُسري به ليلا من المسجد الحرام إِلى المسجد الأَقصى بنص القرآن .
قال تعالى : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } .
وهذاهو الذي دلّت عليه الآيات والأحاديث أن الإسراء والمعراج كانا يقظة لا مناماً ، ولا ينافي ذلك ما ذكر في بعض الروايات في قول - صلى الله عليه وسلم - : (بينا أنا نائم) فإن ذلك عند أول ما أتياه ولا يدل على أنه استمر نائماً . .إذا الصحيح في الإِسراء والمعراج أنهما كانا بالروح والجسد ولم يكونا مناما ، ليظهر امتياز الرسول على غيره ممن يُسْرى بأرواحهم مناما ويرون العجائب .وقال صلى الله عليه وسلم عن ليلة المعراج كما رواه البخاري ومسلم \"عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ قُلْتُ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ فَإِذَا طِينُهُ أَوْ طِيبُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ شَكَّ هُدْبَةُ>> فهذا دليل أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة ليلة المعراج بروحه وبجسده على الصحيح ، كما دخلها في الرؤيا المنامية ورؤيا الأنبياء حق .
ثم أكرمه الله بما شاء وأَوحى إِليه وكلَمه ، وشرع له خمس صلوات في اليوم والليلة ، ودخل الجنة فاطلع عليها ، واطلع على النَّار ، ورأَى الملائكة ، ورأَى جبريل على صورته الحقيقية التي خلقه الله عليها . وشاهد الكرامات والدلالات، حتى دنا من ربه فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى قال تعالى : { أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى }{ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى }{ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى }{ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى }{ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى }{ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى }{ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى }.
**سابعها: مرائيه ومشاهده .فمن تلك المرائي والمشاهد التي رءاها النبي الكريم في هذه الرحلة المباركة مايلي :
1> عقوبة تارك الصلاة كما في حديث أحمد عن سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الْفَزَارِيُّ في قوله< أَمَّا الرَّجُلُ الْأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنْ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَةِ >.والحكمة من ضرب الرأس دون غيره لأن فكرة التثاقل كانت منه ......
2>، عقوبة الكذاب كما جاء عن سمرة في قوله : {وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنَاهُ إِلَى قَفَاهُ وَمَنْخِرَاهُ إِلَى قَفَاهُ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذِبَةَ تَبْلُغُ الْآفَاق}وحكمة تقطيع الشدق لأنه سبب تخليط المفاهيم لدى الناس حتى اعتقد وا أن هناك قولا يقال وفعلا يفعل خاصة لدى الأطفال.هذا وصلى الله وسلم وبارك على صاحب المقام المحمود والصراط الممدود، الشفيع المشفع، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً،سبحان ربك رب العزة عما يصفون و الحمد لله رب العالمين
أول المحاور: معنى الإسراء .الإسراء: هو ذهاب الله بنبيه ليلا راكبا على البراق من مكة إلى المسجد الأقصى .والمعراج : هو صعود النبي {ص}من المسجد الأقصى إلى السماوات ثم إلى سدرة المنتهى
**ثانيها :وقت الإسراء .جزم جمع من العلماء أنه قبل الهجرة بسنة في ليلة سبع وعشرين من شهر رجب وهو المشهور وعليه عمل الناس وكان ليلة الإثنين . وكان بعد رجوعه عليه السلام من الطائف . إذن الراجح فيه أنه بين عاشر البعثة وبين هجرته - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وهذه الليلة : ليلة الإسراء لم يشاركه فيها أحد، فهي أفضل الليالى بالنسبة له .
**ثالثها:فضل الإسراء والمعراج. تتجلى فضيلته في المهمة التي شد الرحال إليها سيد الخلق ألا وهي الصلاة التي هي كحمام للمؤمن لما روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ قَالُوا لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا قَالَ فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا>كما أنها في العدد خمس وفي الأجر خمسون فروى البخاري في قصة الإسراء ........ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ قُلْتُ فَرَضَ خَمْسِينَ صَلَاةً قَالَ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى قُلْتُ وَضَعَ شَطْرَهَا فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَرَاجَعْتُهُ فَقَالَ هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ...>
**رابعها :فوائده . فمنها إبراز فضيلة نبينا عليه من ربنا الصلاة والسلام حيث اختصه ربنا بخصائص لم ينلها أحد من البشر ومنها ذلك المعراج الذي فضله الله به قبل أن يهاجر من مكة - ِومنها: تَقَدُّمه عَلى الأنبياء إِمَامًا فِي لَيْلَةِ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ, وَعُلُوهِ فَوْقَ الْجَمِيعِ مَقَامًا حَتَّى جَاوَزَ السَّبْعَ الطِّبَاقَ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى إِلَى حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ,
**خامسها : أدلته . والإسراء والمعراج ثبت بالقرآ ن والسنة .أما الكتاب فلقوله تعالى : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى>>..
أما السنة فلما رواه البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهُ فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَلَمَّا جِئْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ افْتَحْ قَالَ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا جِبْرِيلُ قَالَ هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ قَالَ نَعَمْ مَعِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ فَلَمَّا فَتَحَ عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ عَلَى يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ وَعَلَى يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ إِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى فَقَالَ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ قُلْتُ لِجِبْرِيلَ مَنْ هَذَا قَال هَذَا آدَمُ وَهَذِهِ الْأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَالْأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ فَإِذَا نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ ضَحِكَ وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى حَتَّى عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَقَالَ لِخَازِنِهَا افْتَحْ فَقَالَ لَهُ خَازِنِهَا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُ فَفَتَحَ قَالَ أَنَسٌ فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي السَّمَوَاتِ آدَمَ وَإِدْرِيسَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ......>
**سادسها : ثبوته بالروج والجسد .إن أَهل السُنة ـ أيها الناس ـ : يؤمنون أَن النبي- صلى الله عليه وسلم -عُرِجَ به في اليقظة بروحه وجسده إِلى السماء ، وذلك في ليلة الإِسراء ، وقد أُسري به ليلا من المسجد الحرام إِلى المسجد الأَقصى بنص القرآن .
قال تعالى : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } .
وهذاهو الذي دلّت عليه الآيات والأحاديث أن الإسراء والمعراج كانا يقظة لا مناماً ، ولا ينافي ذلك ما ذكر في بعض الروايات في قول - صلى الله عليه وسلم - : (بينا أنا نائم) فإن ذلك عند أول ما أتياه ولا يدل على أنه استمر نائماً . .إذا الصحيح في الإِسراء والمعراج أنهما كانا بالروح والجسد ولم يكونا مناما ، ليظهر امتياز الرسول على غيره ممن يُسْرى بأرواحهم مناما ويرون العجائب .وقال صلى الله عليه وسلم عن ليلة المعراج كما رواه البخاري ومسلم \"عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ قُلْتُ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ فَإِذَا طِينُهُ أَوْ طِيبُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ شَكَّ هُدْبَةُ>> فهذا دليل أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة ليلة المعراج بروحه وبجسده على الصحيح ، كما دخلها في الرؤيا المنامية ورؤيا الأنبياء حق .
ثم أكرمه الله بما شاء وأَوحى إِليه وكلَمه ، وشرع له خمس صلوات في اليوم والليلة ، ودخل الجنة فاطلع عليها ، واطلع على النَّار ، ورأَى الملائكة ، ورأَى جبريل على صورته الحقيقية التي خلقه الله عليها . وشاهد الكرامات والدلالات، حتى دنا من ربه فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى قال تعالى : { أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى }{ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى }{ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى }{ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى }{ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى }{ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى }{ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى }.
**سابعها: مرائيه ومشاهده .فمن تلك المرائي والمشاهد التي رءاها النبي الكريم في هذه الرحلة المباركة مايلي :
1> عقوبة تارك الصلاة كما في حديث أحمد عن سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الْفَزَارِيُّ في قوله< أَمَّا الرَّجُلُ الْأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنْ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَةِ >.والحكمة من ضرب الرأس دون غيره لأن فكرة التثاقل كانت منه ......
2>، عقوبة الكذاب كما جاء عن سمرة في قوله : {وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنَاهُ إِلَى قَفَاهُ وَمَنْخِرَاهُ إِلَى قَفَاهُ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذِبَةَ تَبْلُغُ الْآفَاق}وحكمة تقطيع الشدق لأنه سبب تخليط المفاهيم لدى الناس حتى اعتقد وا أن هناك قولا يقال وفعلا يفعل خاصة لدى الأطفال.هذا وصلى الله وسلم وبارك على صاحب المقام المحمود والصراط الممدود، الشفيع المشفع، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً،سبحان ربك رب العزة عما يصفون و الحمد لله رب العالمين
لست ربوت