طفت على السطح في السنوات الأخيرة ظاهرة الكتابة على الفايسبوك كأداة للتعبير عن الرأي فأصبح بذلك العالم الإفتراضي منصة يعتليها كل من كان صوته لا يتعدى حنجرته . ليصبح الفضاء الأزرق محكمة من نوع خاص. حيث أطاحت برؤوس كبيرة . ورفعت من أسهم من كانوا في عداد المفقودين . محكمة وهمية وقضاة صوريون أقاموا الدنيا ولم يقعدوها. أحيانا بمواقفهم الجريئة . وأحيانا بمؤازرتهم للتفاهة. فجعلوا من الجبان بطل . ومن البطل رعديد. صفقوا للمعتوه الأحمق وهللوا وسبحوا بحده .
الفايسبوك ومن معك من وسائل التواصل الإجتماعي. صار بؤرة من بؤر إثارة الفتنة وتتبع عورات الناس . في كثير من الأحيان صار كسوق النخاسة يباع فيه العبيد . أقصد عبيد المال والسلطة . الفايسبوك أصبح أداة لتصفية الحسابات والضرب تحت الحزام. في معركة أقل ما يقال عنها أنها أخبث من الخبث.
ولنا في مدينتنا المثال . حرب خبيثة تدور رحاها بين مجوعة كانت بالأمس القريب تلعق أحذية أقزام تعملقوا بمباركة كائنات وصولية انتهازية . وفئة كانت تكن الحقد الدفين والمعلن لبعض المحسوبين على تيارات سياسية . ليتفافجأ الجميع كيف أصبح كل هؤلاء على قلب رجل واحد فقد ذاب جبل الجليد . وذابت معه كل الخلافات طبعا ليس من أجل المصلحة العامة. بل لحاجة في نفس يعقوب .
بعض الأقلام التي كانت في صف المعارضة ولازالت . أتبثت كورونا أن معارضتها معارضة فضفاضة جوفاء لأنها لم تأتي ببدائل سياسية فقط معارضة من أجل المعارضة وبمجرد ما تولت أبسط مهمة فشلت فشلا ذريعا . حتى في منح القفة لأناس في أمس الحاجة إليها. في حين لم تخرج عن منطق الزبونية والمحسوبية و أيضا منطق القوة .
جاءت كرونا كالصفعة لتوقد القائمين على الشأن العام أو المحلي من سباتهم العميق وأثبتث أن مجلسنا الجماعي قاصر ولم يصل بعد لسن الرشد . فسياسته التي من المفروض أن تبنى على دراسات حقيقية تأخد بعين الإعتبار كل خصوصيات المنطقة ومعالجة الإشكالات الكبرى للمدينة . فقط يكتفي بإحالة كل الملفات على مكتب الدراسات الذي لايحمل من الكلمة إلا الإسم فمن العار أن يتم لإهتمام بأحياء وإهمال أخرى. من العار أن نتحدث عن مدينة ذكية ومعظم الأحياء لازالت تعاني من الغرق نتيجة تسربات قنوات الصرف الصحي . من العار أن نتكلم عن دار الفنان ودور الشباب شبه منعدمة.
إعداد: رضوان بن الزبير
لست ربوت