

خائنة. مجحفة. غدارة. تلكم هي حال كرة القدم في بلادنا . التي أدارت وجهها وتنكرت لمن سكن عشقها الفؤاد . كم عديدة هي الأسماء التي كتبت أسمها في سماء اللعبة الأكثر شعبية في العالم بحروف من ذهب . سواء في الممارسة دخل المستطيل الأخضر أو على مستوى التسيير . لتجد نفسها كنف الإقصاء والتهميش الممنهج.
وبنجرير كغيرها من المدن . تنكرت للعديد من أبنائها البررة . فالكرة في الأخير تبقى مجرد قطعة من الجلد المملوء بالهواء . لكن عشقها عبر الحدود وسكن القلوب فليس للكرة ذنب . وإنما اللوم والعتاب على القائمين عليها . الذين غيبوا أو مسحوا ثقافة الإعتراف من القاموس الكروي.
من منا لا يعرف (حميد) الذي لانعرف إسمه العائلي بقدرما نعرف لقبه الدائع السيط . فلا يكاد يذكر إسم فريق شباب بن جرير إلا ويذكر معه إسم صديقنا . فهو لم يمارس اللعبة ولم يدخل دهاليز التسير بالفريق . صديقنا حميد فقط مشجع . لكن مشجع فوق العادة . مشجع مجنون ومهووس بحب فريقه . حتى صار أيقونة المشجعين الرحمانيين .فقد عايش حميد العديد من الأسماء التي منها من قضى نحبه ومنها من ينتظر. فحين تتابع المباراة من المدرجات تستهويك حركاته البهلوانية عند تسجيل الأهداف رفقة صديقه باسط الذين يجمعهما حب الفريق . بين حميد والشباب قصة عشق لا تنتهي . إلى درجة أنه يوم زفافه الذي تزامن مع المباراة . خرج ولم يعد حتى أحظروه من المدرجات ليلحق بعروسه. لم يكن صديقنا مشجع فحسب فقد كان يقوم بأدوار لا حصر لها كنصب الأعلام المحيطة بالملعب أو المساعدة في حمل الأمتعة .بالإضافة تأمين الأعراس والمناسبات الخاصة .وكذا المساهمة في تنظيم المهرجانات والمواسم .
صديقنا حميد اليوم أكثر حاجة إلى إلتافاتة . بعدما أدار له الكل ظهره . حتى في زمن الجائحة لم يطرق أحد بابه . وقد آلمني المشهد حينما علمت أنه لم يستفذ حتى من القفة التضامنية . فرسالتي إلى جميع الجهات المسؤولة أن تنظر إلى حال هذا الرجل الذي أعطى للكرة دون أن يأخذ منها . فحتى التكريم في زمن النفاق والمحاباة أصبح ممزوجا بالتملق .فكم من شخصية كرمت دون أن تقدم أي خدمة . بل لا تاريخ لها . فصديقنا اليوم يعيش وضعية صعبة تستدعي الإهتمام و الرعاية.
إعداد : رضوان بن الزبير
لست ربوت