أستاذي عبد العاطي بوشريط إني اعرفك منذ ان كنت تلميذا يافعا ومنذ ان كنت تدرس مادة الرياضيات لقد كنت في تلك الفترة ولازلت مصدر إلهام للعديد من التلاميذ والطلبة الشغوفين بمعانقة مادة الرياضيات وجعلها المادة المفضلة في التحصيل الدراسي
أستاذي عبد العاطي بو شريط انك نجم ساطع في ضلمة السماء يشع ضوئها من بعيد لا يعرف دفئها الا ذوي الالباب
خلوق حنون عطوف احاطتنا بكل هذا. كنا نتحلق حولك ونصغي لك جيدا لما تقوله، حديثك كان يتناول مجلات متعددة مرة تنبش ذاكرة محطات اليسار المغربي نجاحاته واسباب اخفاقاته ومرة أخرى يسيقك حديثك عن العمل الجمعوي و كنت تشير إلينا في فترة التسعينات من القرن الماضي بتنبئاتك بان العمل الجمعوي سيكون له شأنا مستقبلا
في تحريك جميع مناحي الحياة و سيما على مستوى القطاع الإجتماعي بحيث سيلعب دورا طلائعيا ومكملا
لجميع المكونات الحراكية الشرعية الأخرى.
أستاذي عبد العاطي بوشريط عندما كنا نفكر في زيارتك لبيتك لم يكن آنذاك الهاتف المحمول متيسرا لنا وفي مقدورنا تناوله كان واحد منا يبادر ويعرج على بيوتنا
ويخبرنا بأننا غدا مساءا سنقوم بزيارة بيت الأستاذ عبد العاطي بوشريط ويضرب الموعد امام بيت التلميذ آنذاك
الحسين الراشدي الذي أصبح حاليا استاذا متميزا لمادة الرياضيات
وللإشارة فهذا التلميذ كانت له علاقة روحية معكم يحكمها العشق لا متناهي لمادة الرياضيات وقد كان ملاذا(التلميذ الحسين الراشدي) لجميع التلاميذ ابناء الحي في تقديم يد المساعدة على فهم وشرح بعض قواعد مادة الرياضيات دون ان ينتابه قلق او كلل وقد يلتجأ اليه البعض في ساعات متأخرة من الليل عندما يتذكرون وهم يستعدون للنوم انهم اغفلوا اعداد درس في مادة الرياضيات في اليوم الموالي كنا نمشي اقداما مسافة كيلو متر ابتدا ءا من بيت التلميذ الحسين الراشدي الى غاية بيتك الكائن بالحي الإداري حاليا وكان حديثنا ونحن في الطريق اليك حديث ذو شجون وضعنا الحالي كتلاميذ من الناحية الاجتماعية و آفاق مستقبلنا بعد ذلك يجرنا الحديث الى سيرتك وطريقة تلقينك لمادة الرياضيات بالقسم علاقتك بالتلاميذ المفعمة بالدفئ والمحبة والإنسانية وقد كانت آنداك الطريق الغير المعبدة والمنقوشة بالاحجار بسبب التعرية التي كانت تخلفها الامطار الغزيرة التي لم نعد نراها الان والخالية جنباتها من البنايات او المدارس او الملحقات الإدارية كما هو الشأن الآن كانت الأرض مفتوحة على السماء بحيث يمكن للمرئ ان يرى القشلة ( شارع محمد الخامس الحالي) من مسافة بعيدة وبالظبط من اعلى نقطة بالحي الشعبي افريقيا دون ان ينقطع البصر او يكسره حاجز ما بحيث كان البصر طويل النفس و بعد ساعة الا ربع ساعة نصل الى باب بيتك حيت تمكث الان وتستقبلنا بحرارة لا نظير لها و تقدم لنا الشاي و طبقا متنوعا من الحلوى على المائدة وفي حالات أخرى اناء كبير الحجم من القهوة ويبدأ الحديث ويطول وينتقل كالفراشة من زهرة الى أخرى استاذي عبد العاطي بوشريط لقد تعلمنا منك الكثير كطلبة انتبه لنفسك ان طريقك محفوفة بالمنعرجات والمطبات وقد تكون مقصودة .
بقلم عزوز لعروصي
لست ربوت