وأنا أطل من خلف سياج ملعب القرب بحيينا، وبينما أنا منشغل بمتابعة إحدی المباريات، لفت انتباهي لقلاق وهو يقف علی ساق واحدة تحت الشجرة وقد تبلل رشيه، ظننت أن ساقه الأخری مبثورة ، هذا المشهد استفزني کثيرا، سألت حارس الملعب من أتی بهذا اللقلاق إلی هنا ، أجابني ونظراته تفيض بالإنسانية ،أنا الذي أتيت به بعدما لايقدر يقدر علی الطيران، لقد أصابته حجارة طاٸشة، أفقدته القدرة علی الطيران، ثم أردف ، منذ البارحة وهو يقف علی ساق واحدة ، وبعدها ذهبت إلی حال سبيلي ٠ لأتفاجأ في اليوم الموالي بمشهد کان له الأثر البالغ في نفسيتي ، فذالک اللقلاق تتقاذفه الأرجل وتعبث به الأيادي ٠لم أتمالک نفسي فأسرعت لأخلصه ، بعدما أقدم الصبية علی رميه في الهواء وهم يسخرون عندما يسقط علی منقاره، خلصته من أيدي العابثين، ثم أخذته لأضمد جراحه ، وفي الطريق طلبه مني صديق لأنه أعجب به ، وطلب مني أن يأخذه إلی البيطري ، فما کان لي سوی أن الموافقة الممزوجة بعبارات الشکر والإمتنان٠
ذاک الطاٸر الجميل ذو الريش الأبيض الذي يعلوه السواد ، ومنقاره البرتقالي الطويل، کم کان يبدو جميلا وهو يحلق في الأجواء العليا،کم نسجت عنه الحکايات والأساطير الشعبية ، ومن جملتها أنه کان قاضيا ماکرا کان يتقاضی عنده الناس فيقوم بطلاء أرضية قصره بالصابون حتی يتزحلق أمامه المتقاضون،ثم يبدأ يقهقه خاسرا منهم ، هکذا مسخ فأصبح لقلاقا ، نعم مسخ لأنه مخادع ،ماکر ، والسبب هو أن الناس تريد عدله بينما هو يضع لهم الصابون ٠
لست ربوت