من ذاكرة مسعفي ومحبي ومرافقي فريق بلدة ابن جرير في الزمن الكروي القديم: المرحوم الحاج عبد الكبير لمنور لعروشي: صندوق الختان والإسعاف والدعابة:بقلم عبد الكريم التابي

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية من ذاكرة مسعفي ومحبي ومرافقي فريق بلدة ابن جرير في الزمن الكروي القديم: المرحوم الحاج عبد الكبير لمنور لعروشي: صندوق الختان والإسعاف والدعابة:بقلم عبد الكريم التابي

من ذاكرة مسعفي ومحبي ومرافقي فريق بلدة ابن جرير في الزمن الكروي القديم: المرحوم الحاج عبد الكبير لمنور لعروشي: صندوق الختان والإسعاف والدعابة:بقلم عبد الكريم التابي


قبل البدء: (شكرا لكل الأصدقاء المتابعين لهذا الحفر. شكرا لكل من يقدم المساعدة بصورة أو جملة أو تذكير أو تنبيه أو تصويب. لكم كل المحبات الغاليات).
كثيرة هي الأسماء التي ارتبطت وجدانيا بفريق كرة القدم لبلدة ابن جرير القديمة أو الحالية، سواء من كرسي الاحتياط مع الأطقم الطبية والتقنية والإدارية، أو من وراء المدرجات مع الجمهور ، أو للدقة تحت الأضواء والعيون الجاحظة فيما يشبه الانتشاء الروحاني بتقديم الفرجة والفرح النابع من القلب كما هي حال المشجع الحالي الشهير عيسى الهابي و"حميد طوطو" وقبلهما عبد الرحمان الخباز و"با علال" وغيرهم من الأسماء التي سكن اسم الفريق بين ضلوعها.
ومن الأسماء التي ارتبطت منذ ستينينيات القرن الماضي بفريق البلدة، المرحوم الحاج لكبير لمنور، الذي ذاعت شهرته في أوساط ساكنة ابن جرير لذلك الزمن، ليس لعلاقته بالكرة فحسب، بل باعتباره حلاقا أو "حجاما" قد يكون مقصه الخاص بحلاقة الرؤوس، أتى على جزء غير يسير من زبنائه، كما يكون مقصه الخاص بختان الأطفال، قد أجهز على كثير من "جلطيطات" الآباء قبل أن يجهز على "جلطيطات" أبنائهم.
في الزمن الكروي البنكريري البدائي، كان لكبير لمنور مشجعا للفريق كما كان مرافقه ومسعفه الأول بما توفر لديه في صندوقه الخشبي العجيب الذي ظل يلازمه لردح من الزمن، وقد يكون ذلك الصندوق هو نفسه الذي يستعمله للمهمات "الطبية" الأخرى.
تجاوزت حدود لمنور تقديم الإسعافات الأولية للاعبين، إلى مهمة أخرى خارج ذلك النطاق، فقد عرفه جمهور ذلك الزمن بالرجل الذي كان يحمل الصينية داخل الملعب وربما خارجه صحبة آخرين من أجل ترجمة ذلك المطلب الخالد في زمن الهواية البدائية : (عاونو الفرقة) الذي استعاره حتى الصغار، وراحوا يحملون هم الآخرون صينية عليها قميص أو قماش من الثوب، ولا يترددون في طلب مساعدة للفريق من أي عابر سبيل لشراء كرة من البلاستيك.
يتحدر المرحوم الحاج لكبير لمنور من جمعة لعراشة التي ولد بها سنة 1947، زاول الحلاقة أو "تحجامت" بتفرعاتها التي عادة ما تشمل أيضا الحجامة والختان وحتى قلع الأضراس كما درج على ذلك كثير من ذوي الحرفة في الأسواق الأسبوعية أو في الدكاكين الثابتة.
كان دكان لكبير لمنور على مرمى حجر من منزل الحاج كبور قرب محطة البنزين طوطال، وكان مجاورا لأول مستودع للأدوية قبل ظهور الصيدليات بابن جرير، والذي تشغل مكانه اليوم مقهى زهرة الربيع.
ولأنه "للقشلة" ــ وهي مركز ابن جرير على الطريق الوطنية التي كانت تجمعا أساسيا لكثير من محلات البقالة والمقاهي وبائعي الخبز والبيض والفول الطايب وهاري وغيره خصائصها المميزة ــ ، فقد كان لمنور إلى جانب آخرين من أشهر من يبعثون فيها روح الدعابة والفكاهة، وكان ممن يسكن إليهم ويسكنون إليه من المعارف والأصدقاء: عيسى الهابي ومحمد الشعيبي والممرض الفراتي وأحمد عبيدة وولد الهداجي وغيرهم. ومكنته جرأته داخل اوساط حرفيي القشلة بحكم تعدد معارفه، أن يحوز عضويته في غرفة الصناعة التقليدية.
في يوم 13 ماي من سنة 2013، سيرحل الحاج لكبير لمنور إلى مثواه الأخير، مخلفا ذلك الصندوق بأدوات العمل والإسعاف والدعابة، ومخلفا ومعه غيره ممن كانت القشلة لا ترتاح إلا بأصواتهم، صمتا اختفى معه ( فوزي ولد الشاوية) وسالم الشواي والمحجوب الطاريرا ولعريبي البياض وغيرهم.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button