في البال والذاكرة: بصمات الدروب والأحياء من دوري الصداقة 1981: فريق النهضة المرحوم: خالد الناصري.بقلم عبد الكريم التابي

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية في البال والذاكرة: بصمات الدروب والأحياء من دوري الصداقة 1981: فريق النهضة المرحوم: خالد الناصري.بقلم عبد الكريم التابي

في البال والذاكرة: بصمات الدروب والأحياء من دوري الصداقة 1981: فريق النهضة المرحوم: خالد الناصري.بقلم عبد الكريم التابي


سبق أن أتينا بشكل مفصل على ما يعتبره المهتمون بالشأن الرياضي بابن جرير، أهم دوري للأحياء (دوري الصداقة) الذي نظم على صعيد بلدة ابن جرير بداية الثمانينيات، بما عرفه من تنظيم محكم وجودة في المنتوج الكروي، وما ساهم فيه بتوطيد علاقات الصداقة التي ظلت خيوطها ممتدة إلى يومه هذا، إضافة إلى ما خرج من رحمه من مواهب كروية لا تقتصر على فريق بعينه، بل شملت الغالبية العظمى من مجموع الفرق التي نشطت الدوري على امتداد 24 مباراة بنظام الذهاب والإياب.
ولما وضعنا على سبيل الاستئناس ما يمكن أن نسميه تجاوزا "استقراء" للرأي، حول الأسماء التي يراها بعض ممن عاش الدوري من باب المتابعة كلاعب أو مسير أو جمهور مهتم ، تعددت الاقتراحات بسبب أن الفريق الواحد كان يضم أكثر من لاعب مميز، ما يصعب معه انتقاء لاعب واحد، وإلا اعتبر ذلك إجحافا في حق عدد ممن يستحقون أن يقع عليهم الاختيار.
وإذا كان فريق "النهضة" ـ الذي يعنينا أحد لاعبيه المميزين اليوم ـ واحدا من الفرق التي كانت تعج بكثير من المواهب الكروية، فإن اختيار المتتبعين للمرحوم خالد الناصري كان موفقا في تقديري لاعتبارات فنية ترتبط بما كان يتركه من آثار إيجابية على الملاعب في علاقته بالكرة من جهة، وفي علاقته بالفاعلين فيها من جهة أخرى (لاعبين زملاء و"خصوما" وجمهورا وحكاما) ما يعني أن المرحوم كان على درجة من حسن السلوك ودماثة الأخلاق. ومن جهة ثالثة تكريما له ولذكراه لما غادرنا منذ 18 سنة خلت.
لا غرابة أن تظهر ملكات عشق الكرة وإجادتها بالأناقة وسرعة البديهة عند المرحوم، لكونه يتحدر من أحد الدواوير المجاورة لابن جرير (دوار الشيخ علي) الذي يعتبر بالخلفية التاريخية، مهد الكرة في منطقة الرحامنة، ومن رحمه خرج لاعبون مهرة كبار على رأسهم المرحوم امحمد الناصري الذي يعتبره أحد المهتمين الرياضيين والملمين بكثير من تاريخ الكرة، أعظم لاعب للكرة في منطقة الرحامنة على الإطلاق، كما أن نفس الدوار خرج من صلبه أيضا المرحوم الكليخي والحاج حسن لكصير ، إضافة إلى اللاعب الحاج أحمد الناصري أحد أشهر لاعبي ابن جرير الذي لعب للكوكب المراكشي ضمن لاعبين كبار، والذي يعتبر هو الآخر من أمهر اللاعبين الذين تركوا بصمتهم منحوتة في ملاعب الكرة وفي الملعب المتحجر لابن جرير على الخصوص زمن سبعينيات القرن الماضي.
ولم يبرز من عائلة الناصري بن الصغير التي استقرت بحي النهضة بابن جرير غير الحاج أحمد الناصري، بل ارتبطت الكرة أيضا بالسي مصطفى الناصري أحد المسيرين المشهورين في تاريخ فريق الشباب، وأحد الذين ساهموا بجدية وحرص شديد على إنجاح دوري الصداقة الذي نتحدث اليوم في سياقه. كما لعب أشقاؤه الكرة أيضا كالسي عبد الله والسي عزالدين.
وبالعودة لمن يعنينا في المقام الأول في هذا الاستذكار، فإن المرحوم خالد كان يلعب الكرة بحب وعشق واستمتاع وأخلاق. فنادرا ما كانت تصدر عنه ردود أفعال غاضبة أو مسيئة تجاه "خصومه" داخل الملعب، حتى عندما يتعرض لبعض التدخلات التي تخرج عن حدود القواعد الرياضية. هذه الميزات في ذلك الزمن الخشن وعلى تلك الأرضية الصلبة المتحجرة، جعلت من المرحوم خالد محط تقدير واحترام من قبل كل من كان يتابع صمته الذي يترجمه إلى إبداع كروي ساهم ببعض النصيب إلى جانب زملائه في فريق النهضة أن يتبوأ المرتبة الأولى، ويفوز بالتالي بلقب الدوري، ليتم اختياره ضمن المنتخب الذي سيشكل غالبيته النواة الصلبة لفريق الشباب الأول الذي سيلعب له المرحوم لاحقا إلى جوار لاعبين مميزين لا يقلون مهارة وإبداعا سواء الذين جاوروه في فريق حي النهضة، أو الذين شاركهم اللعب في فريق البلدة الأول بداية من الموسم الرياضي 1985/ 1986 الذي كان يشرف على تدريبه مولاي لحسن الإدريسي.
بين 1966 تاريخ ميلاد المرحوم خالد، إلى غاية وفاته المفاجئة المفجعة على أسرته الصغيرة وعائلته وأصدقائه ومعارفه ذات يوم حزين من صيف 2002 لما كان يزاول تمارينه الرياضية الصباحية في ملعب "الجردة"، بين التاريخين المتناقضين، بين الحياة والرحيل، مسار من الحيوية والنشاط في العنفوان الذي لم يكتمل، مسار من التواضع والاحترام والأناقة والكلم الطيب الذي ينساب هادئا مخافة أن يجرح أحدا أو يترك أثر خدش في روح وكبرياء أحد.
لروحه الطمأنينة يوم كان ويوم صار ولازال كالوشم في قلوب من جاوروه.
(المرحوم خالد الناصري ثانيا يسار الصورة من صف الجالسين).
غدا سنكون على موعد مع عبد اللطيف المنصوري عن فريق البشريين.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button