لطالما تغنى بعض المثقفين من العرب في الحضارة الغربية والرقي في بلاد الغرب، فقد ضُربت الأمثال في سماحة وعدالة وأخلاق الأوروبيين وحسن تعاملهم فيما بينهم ومع غيرهم من الجنسيات الأخرى، فكم خرج علينا دعاة التمدن ليتحفونا بما يدَعون من أن دول أوروبا تتعامل بروح الإسلام رغم عدم إسلامهم، وأن جميع تعاملاتهم إنما هي تعاملات إسلامية في حقيقتها، في حين أن العرب والمسلمين بعيدين كل البعد عن تلك الأخلاق ومن هذه التعاملات الجميلة والراقية، وأن المسلمين لم ينالوا من الإسلام سوى اسمه، فكم أُتهم المسلمين بأقبح الصفات في تعاملاتهم فيما بينهم.
لكن مع انتشار هذا الوباء القاتل الذي اجتاح العالم ولا سيما دول أوروبا وأكثرها إيطاليا هذا الفايروس المسمى كورونا أظهر الوجه الحقيقي للغرب وبانت أخلاقهم وطفت على السطح سلوكياتهم القبيحة التي تبتعد كثيراً عن أخلاق السماحة والتعاون والرقي السلوكي فيما بينهم. فمتى يظهر الشخص على حقيقته في التعامل مع الأخرين؟
ظهر وجه العرب المسلمين الحقيقي في التعامل مع تلك الأزمة والتعاون الكبير بين الدولة والمجتمع وظهر سلوك التجار ورجال الأعمال ظهر سلوك المثقفين ومؤسسات المجتمع المحلي في وقوفهم صفاً واحداً لمواجهة هذه الأزمة |
لا يمكن أن ترى أخلاق وسلوك شخص ما عندما يكون في وضع الرفاهية والهدوء، لا يمكن أن تظهر معادن الأشخاص طالما أنهم يعيشون حياة تخلو من المحن والأزمات ومتوفر لهم جميع احتياجاتهم سواء الأساسية أو الكماليات في الحياة. نعم لا يمكن ان تظهر أخلاقيات شخص أو مجتمع طالما أنه لم يتعرض لضغوطات الحياة أو أزماتها ولم يشعر بتهديد قد يسلبه حياته أو حياة من يحب. نعم يظهر السلوك الحقيقي عندما يشعر بالتهديد وهذا ما حدث هذه الأيام عندما شعر الأوربيون بالتهديد بدأ سلوكهم الحقيقي يظهر في تعاملهم فيما بينهم، وجدنا الوجه الحقيقي للغرب في تعاملهم مع تلك الأزمة رأيناه في المولات والشوارع رأيناه في اقتتالهم على ورق التواليت، رأيناه في الطابور الطويل لشراء السلاح الشخصي خوفاً من انتشار الجريمة بينهم رأيناه في مدى استهتارهم وتخلفهم وعدم انضباطهم في التعامل مع التعليمات الصحية الصادرة عن حكوماتهم، ظهر الوجه الحقيقي لسلوكهم عندما شعروا أن احتياجهم غير موجود ومفقود.
ظهر الوجه الحقيقي عندما رفضت بعض الدول مساعدة إيطاليا في محنتها وتركوها لتواجه مصيرها، نعم إنه الوجه الحقيقي للغرب، فهل يمكن لهذه الدول أن تكون إلى جانب مظلومي العالم من العرب والمسلمين إذا لم تكن لهم مصلحة. أعتقد لا يمكن أن تكون أمينه على ذلك وأكبر دليل القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني المظلوم الذي لم يجد النصرة والعدالة. عجزت الدول أمام هذا الفايروس الصغير الذي لا يُرى بالعين المجردة عجز التطور الطبي والتكنولوجي المتقدم عن حماية المواطنين أصحاب التمدن نعم عجزت حتى رأينا كم أصبح العالم يناجي ربه وينادي بما نادى به نبينا محمد صل الله عليه وسلم من العزل والنظافة وغيره من السلوكيات الجميلة.
ولكن في المقابل أيضاً ظهر وجه العرب المسلمين الحقيقي في التعامل مع تلك الأزمة والتعاون الكبير بين الدولة والمجتمع وظهر سلوك التجار ورجال الأعمال ظهر سلوك المثقفين ومؤسسات المجتمع المحلي في وقوفهم صفاً واحداً لمواجهة هذه الأزمة التي قد تؤدي إلى هلاك المجتمع بأكمله. وأضرب مثالاً حقيقياً في قطاع غزة وما نعيشه وأنا أتابع مراكز الحجر والإجراءات المتخذة لمواجهة هذا الوباء القاتل، فقد رأيت حجم التسابق من المجتمع المحلي والمؤسسات والشركات وعامة الناس على تقديم العون والمعونة لمراكز الحجر رغم الحاجة الكبيرة وقلة الإمكانيات، نعم انه التسابق لتقديم العون والخدمات وتوفير ما تحتاجه مراكز الحجر ورجال الأمن الذين يسهرون على حماية هذه المراكز، حتى أنه لم يفوت القائمين على هذا الحجر من تقديم الهدايا للنساء المحجورات في يوم الأم.
فهل ستتغير نظرة مدعين المدنية ومنظري الثقافة الغربية تجاه الغرب بعد انتهاء هذه المحنة وجلاء الوباء؟ أعتقد أن ذلك لا يمكن أن يتغير لأن هذه مهمة يؤدونها وليست قناعة ينشرونها وهم يتقاضون عليها المال ولقمة عيشهم ويكسبون منها الامتيازات. حفظ الله العالم من هذا الوباء
ظهر الوجه الحقيقي عندما رفضت بعض الدول مساعدة إيطاليا في محنتها وتركوها لتواجه مصيرها، نعم إنه الوجه الحقيقي للغرب، فهل يمكن لهذه الدول أن تكون إلى جانب مظلومي العالم من العرب والمسلمين إذا لم تكن لهم مصلحة. أعتقد لا يمكن أن تكون أمينه على ذلك وأكبر دليل القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني المظلوم الذي لم يجد النصرة والعدالة. عجزت الدول أمام هذا الفايروس الصغير الذي لا يُرى بالعين المجردة عجز التطور الطبي والتكنولوجي المتقدم عن حماية المواطنين أصحاب التمدن نعم عجزت حتى رأينا كم أصبح العالم يناجي ربه وينادي بما نادى به نبينا محمد صل الله عليه وسلم من العزل والنظافة وغيره من السلوكيات الجميلة.
ولكن في المقابل أيضاً ظهر وجه العرب المسلمين الحقيقي في التعامل مع تلك الأزمة والتعاون الكبير بين الدولة والمجتمع وظهر سلوك التجار ورجال الأعمال ظهر سلوك المثقفين ومؤسسات المجتمع المحلي في وقوفهم صفاً واحداً لمواجهة هذه الأزمة التي قد تؤدي إلى هلاك المجتمع بأكمله. وأضرب مثالاً حقيقياً في قطاع غزة وما نعيشه وأنا أتابع مراكز الحجر والإجراءات المتخذة لمواجهة هذا الوباء القاتل، فقد رأيت حجم التسابق من المجتمع المحلي والمؤسسات والشركات وعامة الناس على تقديم العون والمعونة لمراكز الحجر رغم الحاجة الكبيرة وقلة الإمكانيات، نعم انه التسابق لتقديم العون والخدمات وتوفير ما تحتاجه مراكز الحجر ورجال الأمن الذين يسهرون على حماية هذه المراكز، حتى أنه لم يفوت القائمين على هذا الحجر من تقديم الهدايا للنساء المحجورات في يوم الأم.
فهل ستتغير نظرة مدعين المدنية ومنظري الثقافة الغربية تجاه الغرب بعد انتهاء هذه المحنة وجلاء الوباء؟ أعتقد أن ذلك لا يمكن أن يتغير لأن هذه مهمة يؤدونها وليست قناعة ينشرونها وهم يتقاضون عليها المال ولقمة عيشهم ويكسبون منها الامتيازات. حفظ الله العالم من هذا الوباء
لست ربوت