(1)
- ما بال اللجنة إياها، المنصبة لا ديمقراطياً، ودون مقاييس حقة للكفاءة وللجدارة. وقفت حتى الآن صامتة أمام الجائحة، مقارنة على الأقل بلجنة المالية في مجلس النواب (على علاته) كان عليها، ولو على سبيل تقديم "عربون" للمغاربة، أن تكشف عن "حنة يديها" بمناسبة هذا الوباء. وتتقدم بمساهمة اقتراحية تظهر أنها فعلا مؤهلة لذلك، وليست منصبة لتزكية أفكار وأطاريح مصنوعة سلفاً في "باريس" ويراد فقط تمريرها، عن طريق مغربتها ولو تم ذلك خارج المؤسسات، وعلى حساب النخبة المغربية العالمة والعاملة حقاً وصدقاً؟! لم يعد لاستمرار هذه اللجنة من معنى، ان "النموذج التنموي" الذي تعتبره مرجعا لها في الغرب... أظهر للجميع وبوضوح أنه غاية في الفشل واللاجدوى وانتهاء الصلاحية وأن المطلوب اليوم وغداً هو ابتكار "نموذج" وطني ومغاربي وقومي خاص بنا ولنا، منبثق من حاجياتنا نحن وشروطنا الخاصة وجغرافيتنا المتميزة وتاريخنا الثقافي والحضاري المتميز نسبياً عن غيرنا، ويبقى المشترك الإنساني في التنمية والحضارة والتقدم قائماً بالطبع ويستفيد منه البشر جميعاً.
(2)
- رجال الله أو رجال الدين الحقيقيين في العالم، هم اليوم والآن مرابطون للساعات الطوال في المختبرات وبعيداً عن أسرهم، في البحث المضني لعيال الله جميعاً عن لقاح يعالج الجائحة العالمية. والتي هي من صنع أو إهمال الإنسانية أو "انتقام" الطبيعة. لا من أمر الله كما ينشر رجال الدين الإيديولوجي والمغرض، تغطية على الحقيقة ودفاعاً عن الرأسمالية المتوحشة والجشعة والناشرة لجميع المصائب والكوارث والأوبئة من التجويع والتصحر والحروب والاحتباس الحراري وتفكيك الأسرة والدولة والأخلاق العامة والسليمة وتخريب الضمائر والعقول والذاكرات والقيم ... الخ.
(3)
لا شك أن دعاة تفكيك الأسرة، وتعويضها بالجنس المثلي واعتبار العهارة "عملاً" و "حرية" التصرف الشخصي في الجسد و... هم اليوم، وعالمياً، في وضع أهون منه الإصابة بالفيروس إياه، لقد تبين للجميع وبالملموس، كيف أن امتحانا كونيا مصيرياً، تعني نتيجة مواجهته، حياة أو موتا ليس من سبيل لمواجهته والانتصار فيها. بغير ما تركه الآباء والأجداد المؤسسون للحياة وللحضارة وللدين... أقصد الأسرة، النواة الأولى والأصلية لإدارة الدولة. خارج المرابطة بها واللجوء إليها والاحتماء بها... ليس تمة سوى نهاية الحياة ليس الفردية وحسب، بل وعموم البشرية وذلك بسبب جرثومة انتهازية تافهة لا هي حية ولا هي ميتة، بل إن حياتها وموتها مرتبطان بالموقف الاجتماعي – الأخلاقي للمجتمع ومدى محافظته على الإرث وعلى الفضائل وعلى المقدس، والمقدس يعني حرفيا في المعجم والتاريخ "النظيف".
كان الله في عون الحمقى والمغفلين المعاصرين، ضحايا أوهام وخزعبلات وفيروسات الميديا المغرضة للرأسمالية المتوحشة والاستعمارية.
(4)
- الفوضويون، المناهضون بشتى الصيغ والأشكال والتعابير لإدارات الدولة، حتى ولو كانت عادلة (وطنية أو اشتراكية مثلا) فما بالك بالظالمة (رأسمالية متوحشة أو رجعية تابعة لها)، هم اليوم في حيص بيص، أقصد منهم ليبرالية الخلاعة والتهتك ممن يضايقهم القانون والضريبة والنظام، ودعاة ما يسمى ب"الهيئات غير الحكومية" أو "المجتمع المدني" والقبليون والجهويون والفلكلوريون... والشعبيون والقواعد والدواعش... كل هؤلاء وغيرهم، هم اليوم في حالة يرثى لها. كيف لا وقد تبين لهم بالملموس، ما الذي يعنيه غياب إدارة الدولة (حتى ولو كانت فاسدة) بالنسبة لحياة الناس، بل وللحياة عامة، بما فيها حيواتهم وحيوات أسرهم نفسها، الفوضى والتسيب أو العودة إلى القبيلة والعشيرة وحتى الجهة... تعني في الشروط المعاصرة الموت "حتف الأنف" أي بتفاهة وحقارة دون نعي ودون احتفال ووداع بل ودون قبر (؟!) فاختاروا لأنفسكم بعد اليوم خيارات أخرى غير عدمية، غير تافهة. وعقلانية... وليس تلك التي لا أفق لها ولا منفد غير الانتحار الجماعي.
(5)
- أخيرا، انقطع حبل الكذب والبهتان وانقطع تمويل مرتزقة الإعلام المخدوم والمغشوش والتافه، فلا صوت اليوم يعلو إعلاميا عن صوت الحقيقة وعن صوت العلم والصدق، اما الخطابات "الأيديولوجية" المضللة وخارج الموضوع، فلم يعد أحد يأبه لها، مقارنة إلى الأمس القريب، الحقائق وحدها اليوم في الميدان تتصارع حول من منها أقرب أو حتى المطابق للواقع، فيفيد الناس ويساهم في حل مشكلاتهم اتجاه الوباء كما اتجاه عواقبه الاقتصادية – الاجتماعية والسياسية. أما الخزعبلات، بما فيها "الفتنة" فحتى سلال القمامة أضحت تعافها.
(6)
الذين يختصرون الدين في "التدين" أو في مؤسساته، مثل المسجد أو في خطب ومواعظ "رجاله" هم اليوم أمام امتحان لأيمانهم وحقيقة اعتقادهم. فها هم حرموا من كل ذلك (مؤقتا طبعاً) فهل سيدفعهم ذلك إلى اكتشاف الدين والتدين في دواخلهم، في قلوبهم ومشاعرهم وضمائرهم. في التأمل وفي العودة إلى الأسرة وإلى الجيرة وإلى الفقراء والمعوزين، ممن قد يكونون محيطيين بهم أو عرضا في طريقهم، أنها مناسبة لتصحيح الدين والتدين، وأن الصلاة بالركوع والسجود واجبة، والصوم بالنية والسلوك كذلك... غير ان تمة طقوساً وممارسات أخرى يسمح بها الرباط في المنزل خلال الأيام المقبلة. الحوار مع المحيط المباشر، التأمل ومراجعة النفس وممارسة النقد الذاتي حول التجارب المنصرمة، الاتصال بالأهل والأحباب والأصدقاء والخصوم، المساهمة اليدوية في الحياة الأسرية من تنظيف وطبخ وترميم وإصلاح... الخ.
اهتبلوا الفرصة واسترجعوا ما ضاع من التقاليد والفضائل وتعودوا على استمرارها لاحقاً، فالجائحة عابرة. أما الإنسانية الفاضلة فمستمرة إلى قيام الساعة.
(7)
مجرد أسئلة ولكنها غير بريئة:
أ- هل من قبيل الصدفة فقط، أن أعداء الانجيليين الصهاينة في أمريكا بخاصة، هم بالذات من تعرضوا أكثر لجائحة كرونة أقصد:
1- البلدان الأكثر تدينا بالإسلام أولا (إيران) وبالكاثوليكية ثانيا (إيطاليا واسبانيا) والانجيليون، مثلهم مثل اليهود، قد يحتملون المسلمين، ولكنهم لا يحتملون الكاثوليكيين.
2- الاشتراكية والاشتراكيين وعلى رأسهم طبعاً جمهورية الصين الشعبية، الخطر المحدق بهم وبنفوذهم الرأسمالي الربوي. أما كوبا وخاصة كوريا الديمقراطية وفيتنام... فتبدو أنها ممتنعة عنهم نسبياً لقلة أو حتى انعدام العلاقات أصلا (تجارية – سياحية...).
ب- ولا ننسى أن المنافس الأكبر لأمريكا باعتبارها مافيا العالم النافذة، خاصة اداتها الأخطر (C.I .A)، هي المافيا الإيطالية، والتي بفضل دعمها (غير المقصود طبعاً) لنظام الجماهيرية الليبي، تمكن القذافي الشهيد من إنجاز ما أنجزه ضداً على الإمبريالية الأمريكية في العالم، بل وفي عقر دارها (استكمال تحرير افريقيا / تحويلها من وحدة إلى اتحاد / دعم حركات التحرير في إنجلترا – الفيليبين – الهند – أمريكا الجنوبية – فلسطين... الخ)... الخ.
الرأسمالية الإيطالية ذات طابع مافيوزي، منافس لذات الطابع الذي يحكم النظام الاستعماري الأمريكي المافيوزي هو أيضاً وأساساً. ولعل ذلك ما قد يفسر هذا ؟!
(8)
- وأخيراً، فما هي ذي أرض الله وأرض عياله، تتنفس الصعداء نسبياً من جشع الأنظمة الرأسماليةالسائدة وبالأخص منها المتوحشة، والتي تتسابق وراء الريح ولأجل الأرباح، والمزيد من الإنتاج والإنتاجية ومن تم النزعة الاستهلاكية السفيهة، والتبذير الذي هو من فعل الشيطان... ما يسبب الكوارث التي هي أخطر من "كورونة" عابرة: الاحتباس الحراري / التصحر / تقلص الغابات / الجوع أو بالأحرى التجويع / الأوبئة... هذا فضلا عن الحروب: أهلية، حدودية، تدخلية استعمارية... الخ، ألم تلاحظوا بعد، كيف أن أمنا الأرض أضحت، وتدريجياً، تتنفس بطمأنينة وارتياح. وتبشر بعودة الفصول إلى أوقاتها، والأمطار إلى مواسمها، والطيور والعصافير إلى أعشاشها (تروح خماصاً وتعود بطانا) والورود والزهور إلى تفتحها وتشرق وجوه الفقراء والنساء والأطفال، وتعود الابتسامة إلى من لم يعودوا يعرفون كل ترتسم على شفاههم... والبقية اكتبوها أنتم أو بالأحرى مارسوها حياتنا.
(9)
- الآن، وبطريقة حسية وملموسة، يتاح للجميع فهم حاجة البشرية الراهنة جميعاً لإدارة دولة، حتى ولو كانت ظالمة (رأسمالية) فما بالك إذا كانت عادلة اشتراكية) مثل حالات الصين وكوبا وكوريا الديمقراطية...
(10)
- ما لدعاة ما يسمونه: هيئات المجتمع المدني، بديلاً عن إدارة الدولة. صمتوا، ولم نعد نسمع لهم صوتا، ولو بما كان منتظراً منهم أصلاً باعتبارهم رديفاً مقترحاً ومساعدا للإدارة، لا بديلاً عنها وعن الأحزاب (؟!)، ترى أين هم؟ وأين الذين ينبرون لهم، ويمدونهم بالدعم والمنح والمساعدات... على حساب أوطانهم و"ضمائرهم" إذا كانت لهم منها بقية بعد؟
(11)
- الصراع ليس جغرافي أو قومي بين أمريكا والصين، بل هو بين الرأسمالية (المتوحشة خاصة) من جهة، وبين الاشتراكية التي تقودها اليوم جمهورية الصين الشعبية وكوريا الديمقراطية وكوبا وفيتنام وفنزويلا... ومئات أحزاب ونقابات وجمعيات ورموز اليسار الاشتراكي في ربوع الأرض.
(12)
- عالمان في زمن واحد في صراع، أحدهما مأزوم مفلس ومتوحش، ينهار تدريجيا ولكن بصخب وعنف، وآخر ينبثق ويتصدر تدريجياً بدون ضجيج ولا عنف... هو مستقبل الإنسانية جمعاء، بما فيها الأنظمة الرأسمالية الاجتماعية والمتوازنة بين القطاعين العام والخاص، مثل فرنسا والدول الاسكندنافية والرأسماليات الوطنية الصاعدة في روسيا وإيران والمكسيك ... الخ.
(13)
- على بعض الحمقى، عبيد المؤسسات المالية الربوية الدولية، ممن دعوا إلى خوصصة قطاع الصحة؟! أن يعتذروا لعقولهم ولضمائرهم، قبل أن يعتذروا لأحزابهم ولشعوبهم على هذا الجرم الفكري والسياسي المشهود من قبلهم؟!
- ما بال اللجنة إياها، المنصبة لا ديمقراطياً، ودون مقاييس حقة للكفاءة وللجدارة. وقفت حتى الآن صامتة أمام الجائحة، مقارنة على الأقل بلجنة المالية في مجلس النواب (على علاته) كان عليها، ولو على سبيل تقديم "عربون" للمغاربة، أن تكشف عن "حنة يديها" بمناسبة هذا الوباء. وتتقدم بمساهمة اقتراحية تظهر أنها فعلا مؤهلة لذلك، وليست منصبة لتزكية أفكار وأطاريح مصنوعة سلفاً في "باريس" ويراد فقط تمريرها، عن طريق مغربتها ولو تم ذلك خارج المؤسسات، وعلى حساب النخبة المغربية العالمة والعاملة حقاً وصدقاً؟! لم يعد لاستمرار هذه اللجنة من معنى، ان "النموذج التنموي" الذي تعتبره مرجعا لها في الغرب... أظهر للجميع وبوضوح أنه غاية في الفشل واللاجدوى وانتهاء الصلاحية وأن المطلوب اليوم وغداً هو ابتكار "نموذج" وطني ومغاربي وقومي خاص بنا ولنا، منبثق من حاجياتنا نحن وشروطنا الخاصة وجغرافيتنا المتميزة وتاريخنا الثقافي والحضاري المتميز نسبياً عن غيرنا، ويبقى المشترك الإنساني في التنمية والحضارة والتقدم قائماً بالطبع ويستفيد منه البشر جميعاً.
(2)
- رجال الله أو رجال الدين الحقيقيين في العالم، هم اليوم والآن مرابطون للساعات الطوال في المختبرات وبعيداً عن أسرهم، في البحث المضني لعيال الله جميعاً عن لقاح يعالج الجائحة العالمية. والتي هي من صنع أو إهمال الإنسانية أو "انتقام" الطبيعة. لا من أمر الله كما ينشر رجال الدين الإيديولوجي والمغرض، تغطية على الحقيقة ودفاعاً عن الرأسمالية المتوحشة والجشعة والناشرة لجميع المصائب والكوارث والأوبئة من التجويع والتصحر والحروب والاحتباس الحراري وتفكيك الأسرة والدولة والأخلاق العامة والسليمة وتخريب الضمائر والعقول والذاكرات والقيم ... الخ.
(3)
لا شك أن دعاة تفكيك الأسرة، وتعويضها بالجنس المثلي واعتبار العهارة "عملاً" و "حرية" التصرف الشخصي في الجسد و... هم اليوم، وعالمياً، في وضع أهون منه الإصابة بالفيروس إياه، لقد تبين للجميع وبالملموس، كيف أن امتحانا كونيا مصيرياً، تعني نتيجة مواجهته، حياة أو موتا ليس من سبيل لمواجهته والانتصار فيها. بغير ما تركه الآباء والأجداد المؤسسون للحياة وللحضارة وللدين... أقصد الأسرة، النواة الأولى والأصلية لإدارة الدولة. خارج المرابطة بها واللجوء إليها والاحتماء بها... ليس تمة سوى نهاية الحياة ليس الفردية وحسب، بل وعموم البشرية وذلك بسبب جرثومة انتهازية تافهة لا هي حية ولا هي ميتة، بل إن حياتها وموتها مرتبطان بالموقف الاجتماعي – الأخلاقي للمجتمع ومدى محافظته على الإرث وعلى الفضائل وعلى المقدس، والمقدس يعني حرفيا في المعجم والتاريخ "النظيف".
كان الله في عون الحمقى والمغفلين المعاصرين، ضحايا أوهام وخزعبلات وفيروسات الميديا المغرضة للرأسمالية المتوحشة والاستعمارية.
(4)
- الفوضويون، المناهضون بشتى الصيغ والأشكال والتعابير لإدارات الدولة، حتى ولو كانت عادلة (وطنية أو اشتراكية مثلا) فما بالك بالظالمة (رأسمالية متوحشة أو رجعية تابعة لها)، هم اليوم في حيص بيص، أقصد منهم ليبرالية الخلاعة والتهتك ممن يضايقهم القانون والضريبة والنظام، ودعاة ما يسمى ب"الهيئات غير الحكومية" أو "المجتمع المدني" والقبليون والجهويون والفلكلوريون... والشعبيون والقواعد والدواعش... كل هؤلاء وغيرهم، هم اليوم في حالة يرثى لها. كيف لا وقد تبين لهم بالملموس، ما الذي يعنيه غياب إدارة الدولة (حتى ولو كانت فاسدة) بالنسبة لحياة الناس، بل وللحياة عامة، بما فيها حيواتهم وحيوات أسرهم نفسها، الفوضى والتسيب أو العودة إلى القبيلة والعشيرة وحتى الجهة... تعني في الشروط المعاصرة الموت "حتف الأنف" أي بتفاهة وحقارة دون نعي ودون احتفال ووداع بل ودون قبر (؟!) فاختاروا لأنفسكم بعد اليوم خيارات أخرى غير عدمية، غير تافهة. وعقلانية... وليس تلك التي لا أفق لها ولا منفد غير الانتحار الجماعي.
(5)
- أخيرا، انقطع حبل الكذب والبهتان وانقطع تمويل مرتزقة الإعلام المخدوم والمغشوش والتافه، فلا صوت اليوم يعلو إعلاميا عن صوت الحقيقة وعن صوت العلم والصدق، اما الخطابات "الأيديولوجية" المضللة وخارج الموضوع، فلم يعد أحد يأبه لها، مقارنة إلى الأمس القريب، الحقائق وحدها اليوم في الميدان تتصارع حول من منها أقرب أو حتى المطابق للواقع، فيفيد الناس ويساهم في حل مشكلاتهم اتجاه الوباء كما اتجاه عواقبه الاقتصادية – الاجتماعية والسياسية. أما الخزعبلات، بما فيها "الفتنة" فحتى سلال القمامة أضحت تعافها.
(6)
الذين يختصرون الدين في "التدين" أو في مؤسساته، مثل المسجد أو في خطب ومواعظ "رجاله" هم اليوم أمام امتحان لأيمانهم وحقيقة اعتقادهم. فها هم حرموا من كل ذلك (مؤقتا طبعاً) فهل سيدفعهم ذلك إلى اكتشاف الدين والتدين في دواخلهم، في قلوبهم ومشاعرهم وضمائرهم. في التأمل وفي العودة إلى الأسرة وإلى الجيرة وإلى الفقراء والمعوزين، ممن قد يكونون محيطيين بهم أو عرضا في طريقهم، أنها مناسبة لتصحيح الدين والتدين، وأن الصلاة بالركوع والسجود واجبة، والصوم بالنية والسلوك كذلك... غير ان تمة طقوساً وممارسات أخرى يسمح بها الرباط في المنزل خلال الأيام المقبلة. الحوار مع المحيط المباشر، التأمل ومراجعة النفس وممارسة النقد الذاتي حول التجارب المنصرمة، الاتصال بالأهل والأحباب والأصدقاء والخصوم، المساهمة اليدوية في الحياة الأسرية من تنظيف وطبخ وترميم وإصلاح... الخ.
اهتبلوا الفرصة واسترجعوا ما ضاع من التقاليد والفضائل وتعودوا على استمرارها لاحقاً، فالجائحة عابرة. أما الإنسانية الفاضلة فمستمرة إلى قيام الساعة.
(7)
مجرد أسئلة ولكنها غير بريئة:
أ- هل من قبيل الصدفة فقط، أن أعداء الانجيليين الصهاينة في أمريكا بخاصة، هم بالذات من تعرضوا أكثر لجائحة كرونة أقصد:
1- البلدان الأكثر تدينا بالإسلام أولا (إيران) وبالكاثوليكية ثانيا (إيطاليا واسبانيا) والانجيليون، مثلهم مثل اليهود، قد يحتملون المسلمين، ولكنهم لا يحتملون الكاثوليكيين.
2- الاشتراكية والاشتراكيين وعلى رأسهم طبعاً جمهورية الصين الشعبية، الخطر المحدق بهم وبنفوذهم الرأسمالي الربوي. أما كوبا وخاصة كوريا الديمقراطية وفيتنام... فتبدو أنها ممتنعة عنهم نسبياً لقلة أو حتى انعدام العلاقات أصلا (تجارية – سياحية...).
ب- ولا ننسى أن المنافس الأكبر لأمريكا باعتبارها مافيا العالم النافذة، خاصة اداتها الأخطر (C.I .A)، هي المافيا الإيطالية، والتي بفضل دعمها (غير المقصود طبعاً) لنظام الجماهيرية الليبي، تمكن القذافي الشهيد من إنجاز ما أنجزه ضداً على الإمبريالية الأمريكية في العالم، بل وفي عقر دارها (استكمال تحرير افريقيا / تحويلها من وحدة إلى اتحاد / دعم حركات التحرير في إنجلترا – الفيليبين – الهند – أمريكا الجنوبية – فلسطين... الخ)... الخ.
الرأسمالية الإيطالية ذات طابع مافيوزي، منافس لذات الطابع الذي يحكم النظام الاستعماري الأمريكي المافيوزي هو أيضاً وأساساً. ولعل ذلك ما قد يفسر هذا ؟!
(8)
- وأخيراً، فما هي ذي أرض الله وأرض عياله، تتنفس الصعداء نسبياً من جشع الأنظمة الرأسماليةالسائدة وبالأخص منها المتوحشة، والتي تتسابق وراء الريح ولأجل الأرباح، والمزيد من الإنتاج والإنتاجية ومن تم النزعة الاستهلاكية السفيهة، والتبذير الذي هو من فعل الشيطان... ما يسبب الكوارث التي هي أخطر من "كورونة" عابرة: الاحتباس الحراري / التصحر / تقلص الغابات / الجوع أو بالأحرى التجويع / الأوبئة... هذا فضلا عن الحروب: أهلية، حدودية، تدخلية استعمارية... الخ، ألم تلاحظوا بعد، كيف أن أمنا الأرض أضحت، وتدريجياً، تتنفس بطمأنينة وارتياح. وتبشر بعودة الفصول إلى أوقاتها، والأمطار إلى مواسمها، والطيور والعصافير إلى أعشاشها (تروح خماصاً وتعود بطانا) والورود والزهور إلى تفتحها وتشرق وجوه الفقراء والنساء والأطفال، وتعود الابتسامة إلى من لم يعودوا يعرفون كل ترتسم على شفاههم... والبقية اكتبوها أنتم أو بالأحرى مارسوها حياتنا.
(9)
- الآن، وبطريقة حسية وملموسة، يتاح للجميع فهم حاجة البشرية الراهنة جميعاً لإدارة دولة، حتى ولو كانت ظالمة (رأسمالية) فما بالك إذا كانت عادلة اشتراكية) مثل حالات الصين وكوبا وكوريا الديمقراطية...
(10)
- ما لدعاة ما يسمونه: هيئات المجتمع المدني، بديلاً عن إدارة الدولة. صمتوا، ولم نعد نسمع لهم صوتا، ولو بما كان منتظراً منهم أصلاً باعتبارهم رديفاً مقترحاً ومساعدا للإدارة، لا بديلاً عنها وعن الأحزاب (؟!)، ترى أين هم؟ وأين الذين ينبرون لهم، ويمدونهم بالدعم والمنح والمساعدات... على حساب أوطانهم و"ضمائرهم" إذا كانت لهم منها بقية بعد؟
(11)
- الصراع ليس جغرافي أو قومي بين أمريكا والصين، بل هو بين الرأسمالية (المتوحشة خاصة) من جهة، وبين الاشتراكية التي تقودها اليوم جمهورية الصين الشعبية وكوريا الديمقراطية وكوبا وفيتنام وفنزويلا... ومئات أحزاب ونقابات وجمعيات ورموز اليسار الاشتراكي في ربوع الأرض.
(12)
- عالمان في زمن واحد في صراع، أحدهما مأزوم مفلس ومتوحش، ينهار تدريجيا ولكن بصخب وعنف، وآخر ينبثق ويتصدر تدريجياً بدون ضجيج ولا عنف... هو مستقبل الإنسانية جمعاء، بما فيها الأنظمة الرأسمالية الاجتماعية والمتوازنة بين القطاعين العام والخاص، مثل فرنسا والدول الاسكندنافية والرأسماليات الوطنية الصاعدة في روسيا وإيران والمكسيك ... الخ.
(13)
- على بعض الحمقى، عبيد المؤسسات المالية الربوية الدولية، ممن دعوا إلى خوصصة قطاع الصحة؟! أن يعتذروا لعقولهم ولضمائرهم، قبل أن يعتذروا لأحزابهم ولشعوبهم على هذا الجرم الفكري والسياسي المشهود من قبلهم؟!
لست ربوت