ا
قام الملك محمد السادس بوضع بصماته الخاصة على الحكم مباشرة بعد جلوسه على العرش، لكن رجلا مثل وزير الداخلية الراحل إدريس البصري، اعتقد أن هذا الملك الجديد الذي لم يكن له سابق عهد بالحكم، لن ينجح في قيادة مغرب الحسن الثاني. فكرة كانت وراء ذلك المشهد الذي عاشته إحدى قاعات القصر الملكي بالرباط، بمناسبة واحد من الاجتماعات الأولى التي عقدها الملك الجديد مع بعض الوزراء. تقول المصادر إن البصري حضر هذا الاجتماع أياما قليلة بعد رحيل الحسن الثاني، ورغم الحرب الطاحنة التي دارت بينه وبين الملك الجديد حين كان وليا للعهد، فإنه اعتقد أنه يحمل مفاتيح المملكة وأن سلطاته لن تزيد إلا امتدادا. جلس البصري يومها واخرج سيجاره ورفع ولاعته محاولا إشعاله أثناء الاجتماع، ليلتفت إليه الملك الجديد ويسأله: «منذ متى كان الوزراء يدخّنون أمام الملك؟»، فكانت تلك إشارة مبكّرة إلى بروز شخصية لم يألفها وزير الداخلية الذي اعتقد أن القصر لا يستغني عنه.
قام الملك محمد السادس بوضع بصماته الخاصة على الحكم مباشرة بعد جلوسه على العرش، لكن رجلا مثل وزير الداخلية الراحل إدريس البصري، اعتقد أن هذا الملك الجديد الذي لم يكن له سابق عهد بالحكم، لن ينجح في قيادة مغرب الحسن الثاني. فكرة كانت وراء ذلك المشهد الذي عاشته إحدى قاعات القصر الملكي بالرباط، بمناسبة واحد من الاجتماعات الأولى التي عقدها الملك الجديد مع بعض الوزراء. تقول المصادر إن البصري حضر هذا الاجتماع أياما قليلة بعد رحيل الحسن الثاني، ورغم الحرب الطاحنة التي دارت بينه وبين الملك الجديد حين كان وليا للعهد، فإنه اعتقد أنه يحمل مفاتيح المملكة وأن سلطاته لن تزيد إلا امتدادا. جلس البصري يومها واخرج سيجاره ورفع ولاعته محاولا إشعاله أثناء الاجتماع، ليلتفت إليه الملك الجديد ويسأله: «منذ متى كان الوزراء يدخّنون أمام الملك؟»، فكانت تلك إشارة مبكّرة إلى بروز شخصية لم يألفها وزير الداخلية الذي اعتقد أن القصر لا يستغني عنه.
فرغم أن توتر العلاقات بين الملك محمد السادس بوزير داخلية والده الراحل الحسن الثاني، ليست سرّا حيث كان الكثيرون على علم بطابعها المتشنج على طول الخط، فإن الكتاب الجديد، ‘‘ابن صديقنا الملك’’، كشف تفاصيل مثيرة تفسّر أسباب وخلفيات هذا التشنّج الذي جسّدته لحظة إشعال سيجارة الوزير. ذروة هذه التفاصيل كانت حين نقل الكتاب الجديد تفاصيل واقعة يقول إنها وردت على لسان مسؤول سابق بوزارة الداخلية أحيل على التقاعد، وتؤكد علاقة الصراع التي كانت تدور بين ولي العهد سيدي محمد ووزير الداخلية الراحل إدريس البصري. هذا الأخير، حسب الرواية، كان قد أخبر الملك الراحل بأن ولي عهده تعرض لحادثة سير بسبب إفراطه في السرعة، وهو ما جرّ عليه غضبا وعتابا قويين. «جلالتكم تصدقون وزير الداخلية على حساب ولي العهد»، يقول الأمير حسب هذه الرواية، ليجيبه الحسن الثاني: «طبعا، وذلك لأنه وزيري في الداخلية، أنا من عيّنه ولا يمكن إلا أن أصدقه، وإن لم أفعل فإن ذلك يعني أن اختياري لم يكن موفقا. حين يصبح لك وزير داخليتك افعل به ما تشاء، وحينها فقط ستعرف لماذا لا يمكنني أن أصدقك الآن
لست ربوت