... سوق لا مثيل له عبد اللطيف المنصوري

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية ... سوق لا مثيل له عبد اللطيف المنصوري

... سوق لا مثيل له عبد اللطيف المنصوري

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‎Abdellatif Elmansouri‎‏‏، و‏‏‏‏جلوس‏، و‏‏تناول الطعام‏، و‏منظر داخلي‏‏‏ و‏طعام‏‏‏‏






نهاية الأسبوع الماضي كنت على موعد آخر للتبضَع. عزمت على غير العادة تغيير الوجهة نحوالسوق الجديد الدي خصصته البلدية للفراشة بعد طردهم من الشارع الرئيسي بالحي الجديد   والمقام  بجانب الملعب البلدي وسط المدينة   
مدخل السوق مكتظ عن آخره. لا تستطيع أن تجد مسلكا بين جحافل البائعين و الزبناء.
عشوائي، ربما هي العبارة الأنسب لنعث  السوق. هنا يغيب التنظيم و تختلط السلع و الحرف.
على مسافة غير بعيدة من مدخل السوق، يوجد طابور من العربات المجرورة بالدواب  تؤثت   الفضاء وتزيده جلبةو على يسار السوق اكوام ازبال تستقبل الزائر برائحتها النتثنة بينمايستلم عباس  بائع الحلوى بعد مقاومة شرسة لاسراب الدباب المتجمعة حول حلوياته                        
جلبة و صياح يملأن المكان، توجهت نحو بائع الخضر الذي كان "يبرَح" بأعلى صوته معلنا عن خصم سنتيمات إضافية من بضاعته دفعت بالعديد من الفضوليين للتجمهر حوله رغبة في اقتناء ما يعرضه     
بينما  وانا  أنتقي حبات الخضر، لم أجد بدَا سوى الإذعان لإلحاح طفل صغير في سن التمدرس يبيع أكياسا بلاستيكية ثم لمتسولان أشدَ إلحاحا. في الوقت الدي استمع فيه الى ثرثرة سيدتان حيث كانت احداهما تلوم الاخرى بعد ان زجت بهافي عملية قرعةفاشلة  لرفض اثنتان من المنخرطات دفع ما تبقى بدمتيهما من دفعات القرعة  بعدما اسعفها الحظ وكانت اول القابضين هامسة في ادن رفيقتها عن بعض الممارسات الشادة التي تلجا لها  بعض النساء لسداد اقساط القرعة 
   
ناولني البائع بضاعتي، حولت نظري باحثا عن بائع الدواجن، انتزعني صراخ امرأة من تفكيري، كانت المسكينة تصيح بأعلى صوتها، فقد تعرضت لسرقة من أحد "الشمكارا" على حد قولها الذي انتشل منهاا حافظة نقودها أمام مرأى و مسمع من بعض الرجال الذين ظلت تنعتهم بالشمايت و لعجزهم على توقيف النشال خوفا من ردة فعل غير محسوبة العواقب  حسب ما اشار اليه الاخ  مسترسلا بان التجار يعرفون  اللصوص لصا لصالكنهم  يتجنبون مواجهتهم بدعوى انه على ا لواحد منهم  ان يحظي راسوا        ".
تحسَست جيبي خوفا من مصير مشابه، ثم تنبَهت إلى أني لم أستعد باقي المال من   بائع الخضر بعد أن غاب تركيزي بسبب حادث المرأة. اتجهت نحو البائع الذي سارع إلى القسم بأغلظ الأيمان على أنه متأكد تمام التأكد من أنه ناولني "صرفي" كاملا. لم تنفع عبارات تطميني، كان انفعال الرجل واضحا، طالعت وجهه في تفرَس، ثلاث ندب بارزة أدركت معها أن الحوار غير مجد في مثل هذه الحالات لهذا آثرت الانصراف تجنبا لأية مواجهة. لان السوق له قانونه وضبط الامن والنظام  والمرء فوق طاقته لا يلام
 لان السوق مكتظا عن آخره، أمواج بشرية متلاطمة: عارضون، زبناء، متسولون، نشالون حمالون و نشالون لصوص... صياح هنا وعبارات نابية خادشة هناك.
للسوق    قانونه، ضبط الأمن و النظام فوق طاقة الأمن و المرء فوق طاقته لا يلام. هنا التجار يعرفون اللصوص لصَا لصَا لكنهم يتجنبون المواجهة بدعوى أنه على المرء أن "يحظي راسو".
   
   فالسوق    يعرف توافد أمواج بشرية من كل الطبقات حتى الأغنياء منهم. يكفي فقط إلقاء نظرة على   السيارات لتمييز عدد لا يحصى من السيارات الفارهة. الى جانب العربات المهترئة   
لا ينكر إلا جاهل القيمة الاقتصادية و الاجتماعية التي يمثلها السوق العشوائي بالنسبة لشرائح عديدة من المغاربة، لكنه لا يخفى على أحد بالمقابل التأثير السلبي الذي يخلفه على سلوكهم و معاملاتهم: ففي السوق تتعرض المرأة لكل اصناف التغزل و التحرش و التشجيع  على ممارسة الدعارة والبغاء  و فيه يتلقى الطفل تكوينه من الكلام النابي و العبارات الخادشة.التي تؤهله ليصبح لاقدر الله منحرفا محترفا بامتيا ز ومستعدا لسلوك مختلف الطرق لتحصيل قوته اليومي    وتكريس  المزيد من الممارسات المشينة التي اصبحت مالوفة للصغار والكبار        وحسبنا الله ونعم الوكيل

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button