سؤال مهم جداً. سـ يفكر فيه الكاتب العربي الذي يعيش في هذا المجتمع البارد (أدبياً) و لكنه في نفس الوقت سـ يأتي بالجواب الوافي. الجواب الذي سـ يجعله يكتب و يكتب و يكتب. يجعله كاتباً سعيداً حتى و أن كتب قصص مروعة أو تعيسة. لأن القصة ليست بالقصة إذا لم تُكتب! و لهذا فـ جوابه سـ يكون بالجواب الكافي لكي يجعله يستمر بالكتابة.
و الجواب و بكل بساطة أعزائي الكرام, هو القلب. قلب الكاتب لا قلمه هو من يكتب. يستخرج كل ما لديه من مشاعر و أفكار لكي يترجمها و يضعها في صيغة موضوع أو رواية أو كتاب. القلب هو الأمر الناهي الذي يأمر القلم و يجعله يقوم بما يريد. و حتى العقل ليس له أي قرار في ذلك, ما عدى تصحيح الأخطاء الأملائية التي تأكدت بعد مسيرة طويلة في الكتابة أنها سـ تكون موجودة في كل موضوع أكتبه, حتى لو أصحح ما أكتب مليون مرة. و لهذا فـ القلب هو ملك القلم و العقل. و من القلب نستخرج كل شيء. و كل ما تراه في كتاب الكاتب ما هو إلا جزء من ما يشعره به الكاتب و ما شعر به في وقت معين و ما يريد الوصول إليه. حتى في بعض الأحيان الكاتب يكتب عن إحساسه الذي يريد أن يشعر به بالرغم من عدم وصوله إلى ذلك المكان أو ذلك الإحساس الأن. لكننا نريد أن نعشق أو نريد أن نشعر و لهذا نكتب عن ما نريده و ما نعمل من أجله.
القلب أولاً و أخيراً هو سبب الكتابة. نعم لدينا تجارب و قصص نريد سردها, لكن هذه القصص و التجارب ليس لها أي قيمة إذا لم تخرج من القلب نفسه, من المصدر الرئيسي لـ إحساس الشاعر أو الكاتب. و من هذا المصدر نروي لكم أعزائي الكرام قصصنا و تجاربنا. و قد نترجم لكم هذه الأمور التي حدثت لنا من خلال كلمات قد تكون بسيطة و في بعض الأحيان غريبة. لكن لها معنى عميق و جميل يجعل الكاتب فخوراً جداً عندما يرى له كتاباً منشوراً أو شعراً يشاد به. و لكن هذا الشعور بالفخر ليس مهماً في أغلب الأحيان, لأننا نسعد بالكتابة نفسها و في إستخراج ما في قلبنا من مشاعر و تجارب و قصص و كل شيء أخر. و ليس للمدح أو التشهير. الكتابة نفسها هي المتعة الحقيقية لأنها المصدر الرئيسي و الألة الوحيدة التي نستطيع توظيف القلب من خلالها و عن طريق الكلمات التي يختارها هذا القلب, نكتب! و لهذا السبب نكتب! و سـ بهذا السبب, سـ نستمر بالكتابة حتى و إن لم يكن هناك جمهوراً يقرأ, لأن هناك قلب ينبض!
لست ربوت