تعريف السرد والوصف
التعبير والإنشاء.
1* الوصف:
الوصف هو نعت الأشياء بمسميات تقربها إلى الأذهان، وتجعل لها صورة ذهنية في عقل السامع ،حتى يتمكن من تعرفها وفهمها ، وهو اصطلاح واتفاق في اللغات كلها بين المرسل (المتكلم) والمرسل إليه أو المتلقي وهو( المخاطب)* مثال : جلست تحت شجرة الزيتون القديمة الوارفة الظلال التي تطل على الجرف القريبة من ..... إن السامع يعرف شجرة الزيتون باسمها وتعريفها ولكنه لا يعرفها بوصفها بين سائر أشجار الزيتون، إلا إذا حدد المتكلم للمخاطب أوصافا تعين السامع على معرفة الشجرة التي جلس تحتها المتكلم ، لذلك فهو يحتاج إلى أوصاف من مثل: الكبيرة – الصغيرة- المنكسرة- ذات الأغصان القصيرة – المطلة على الجرف - ...فهذه الأوصاف هي التي تحدد الشجرة المقصودة والتي يرمي إليها المتكلم.
ونحن في كلامنا نحتاج إلى الوصف لأنه مهارة لغوية تفيد بيان الكلام وتجلية الغموض عنه ، ولأنه أيضا وسيلة لإزالة الإبهام والخلط عند المستمع. وهو يفيدنا أيضا في الكتابة النثرية والشعرية والخطابية والمقالية ،وما إلى ذلك مما تحتاجه اللغة.
أقسام الوصف:
ينقسم الوصف إلى وصف مادي حسي ، ووصف تجريدي ذهني
أ- الوصف المادي : وهو ما يتعلق بالأشخاص والأماكن والمظاهر ، كأن تصف شخصا من حيث سنه ،واسمه وجنسه ووضعه الاجتماعي، وملامحه الظاهرية وهيئته ولباسه وأفعاله ...إلخ..
ب- الوصف الذهني التجريدي : وهو ما يتعلق بالأحاسيس والمشاعر والأفكاروالتمثلات .
لماذا الوصف؟
والوصف مهارة لا بد منها عند كل فرد يريد أن يوصل أفكاره إلى غيره، ومن هنا كان لا بد له من عناصر لا مندوحة عنها : الواصف-الموصوف – موقع الواصف- موقع الموصوف – موضوع الوصف – أسباب الوصف –
ولهذا كان لا بد للواصف حين الوصف أن يستعين بالصفات والتشبيهات والتمثلات و الاستعارات والمجازات.
ولوصف شخص ، أو موقف أو ظاهرة لا بد للواصف من هذه الأسباب والأخذ بها ليتمكن من الإبلاغ والتبيين والإيضاح.
مثال:
في ليلة عاصفة باردة حالكة السواد ( الكاتب هنا يصف الليلة، لاحظ الوسائل التي استعان بها عاصفة باردة ،حالكة السواد) ، سمع في القرية صراخ قوي يمزق عويل رياح العاصفة كما الصفير.( الصراخ قوي ، يمزق ، كما الصفير) هب سعيد من فراشه الدافيء يبحث عن قنديل ذي فتيل مشتعل بلهيب ضعيف ، يتراقص كالأفعوان وسط زجاجة مكسورة الأطراف مثلومة الحواشي.
الفراش: وصف بالدافيء
القنديل : وصف بأن فيه فتيل
الفتيل :وصف بالاشتعال .. وبه لهيب ضعيف..وهذا الهيب شبه بالأفعوان
ثم وصف المكان حيث الفتيل : وسط زجاجة .
الزجاجة: مكسورة الأطراف مثلومة الحواشي...
إذن أنت ترى بأن هذه الأوصاف ساعدتك على الإحاطة بالأشياء المذكورة ، وعرفتك أكثر بها .
فلو أن الكاتب اكتفى بقوله مثلا :في ليلة سمع في القرية صراخ ،فهب سعيد من فراشه يبحث عن قنديل ... لكان النص خاليا من متعة السرد وجمالية الوصف.
فالوصف فضلا عن كونه مفسرا للأشياء مبينا لها ، فهو زيادة على ذلك فن من فنون اللغة ،لا بد لكل كاتب من التسلح به وامتلاك زمامه حتى تنقاد له الصورة التي يقدمها للقاريء واضحة جلية دون لبس أو خلط .
تننن
ردحذف