فدائما الانقلاب في الأحداث السياسية يوازيه الانقلاب الفكري عند أدباءنا وشعرائنا، واتفاقية ” أوسلو “ التي وقعها الجانبان الفلسطيني و الإسرائيلي كانت واحدة من أقوى الأحداث السياسية التي دفعت بالأدباء أن يتخذوا منها مواقف متباينة، فمنهم من بارك الاتفاقية ومنهم من شعر بالذل والمهانة وأحس بالوخزة السامة التي أدخلت كالخنجر في صمود شعوبنا. وطبعا كان الشاعر الكبير نزار قباني من الدين سلكوا طريق الغضب والألم ,فتفجرت شاعريته بقصيدة المهرولون التي دوت صرختها في فضاء السلام الضائع ضاربة عرض الحائط كل توقيعات ومكتسبات ” أوسلو “. وهي قصيدة تشرحها واقعيتها المتمركزة حول ذاتية الشاعر والهادفة إلى الإفصاح- بكيفية مباشرة- عن موقفها من هذا السلام. فعنوان القصيدة قوي بما فيه الكفاية للجهر بالفضيحة: والمهرولون في نظر الشاعر هم أولئك الدين يقفون وراء سلام "بائس" و« ما يطرحون علينا ليس سلاما بل مصاصة من (كاوتشوك)، لا حليب فيها وزجاجة نبيد لا قعر لها… ورسالة حب مكتوبة بالحبر السري، ما يعرضونه علينا يأخذ ما فوقفنا وما تحتنا ويتركنا على الحصيرة… وانتقال المواطنين من ارض فلسطينية إلى ارض فلسطينية تحت رحمتهم…والخليل مؤجلة وأعمارنا وأحلامنا كلها مؤجلة… فماذا بقي لنا من فلسطين في ظل هذا السلام "البائس"؟!».فنزار يضم القول النثري إلى النظم الشعري ليرسلا ضمن علاقاتهما الأدبية موقفا احتجاجيا ضد مرحلة الانهيار الشامل. وانطلاقا من هذه النظرة الأولية نستنتج أن المرجعية السياسية لقصيدة نزار هي في طابعها العام رفض مبدئي لأي« هرولة » نحو السلام حتى «لا تتحول إلى عدو سريع.. وحتى لا يصبح تعريفنا في القاموس البشرية:عربي يساوي الاستسلام قبل بدا المعركة… » على حد تعبير الدكتور سهيل إدريس.
أما الطابع الخاص في القصيدة فيتقدم فيها الجانب السياسي ويتأخر الجانب الشعري عكس العديد من الانتاجات الأدبية والشعرية التي غالبا ما نستخلص مواقفها بعد تمعن طويل في فنيتها. ” فالمهرولون“ تتميز بأمامية سياسية دون أن تغفل الخلفية الفنية التي لا تقل قوة وجمالية. وعليه فجملتا نزار من المقطع الأول:
1*سقطت آخر جدران الحياء…/2*وفرحنا ../ورقصنا../ وتباركنا بتوقيع سلام الجبناء../
لا تدعان مجالا للشك في أن الشاعر قد أعلن السقوط العربي –وسط الفرح والرقص –مباشرة بعد توقيع اتفاقية السلام : (سلام الجبناء) قلبا لعبارة (سلام الشجعان )المتداولة على لسان الموقعين والمباركين ,وهذا ليس من قبيل« اللعب المضجر بالكلمات والأقوال» كما ذهب إلى ذلك الشاعر الفلسطيني امجد ناصر بل هو من صميم موقف الشاعر الذي لا يجد وصفا أخر لسلام لا يستطيع فيه المواطن الحر/ المقيد أن يستنشق فيه نسيم الحرية والكرامة. أما الجملة الثالثة من نفس المقطع:3-لم يعد يرعبنا./ولا يخجلنا شيء/فقد يبست فينا عروق الكبرياء ../
فيوضح الشاعر من خلالها النتيجة الحتمية« للامبالاة» و«اللاخجل » بحيث تزعزع الكبرياء العربي ولحق به الشرف والعذرية في هدوء انقيادي لا مثيل له وهو المعنى الذي نستدركه أيضا في قوله :
سقطت ..للمرة الخمسين عذريتنا ../دون أن نهتز آو نصرخ../ أو يرعبنا مرأى الدماء ../ودخلنا في زمان الهرولة../ووقفنا بالطوابير كأغنام أمام المقصلة..
وهدا المقطع يمكن الإطلال من شرفته على نغمة كانت لها غالبيتها في الشعر السياسي النزاري حيث تعمد فيه إثارة الحزن وتقريع الذات، بأسلوب آخر هو قول يصارحنا بحقائق محورها الأساسي النقد الذاتي اللاذع والهادف في الوقت نفسه إلى مراجعة الأوضاع المعاصرة. ولعلها الطريقة الشعرية التي توخى من خلالها نزار قباني الكتابة الفاعلة ورأى فيها الإطار المتاح للشعر السياسي مقارنة بحالتنا المنهارة .واستحضر هنا مثالا تظهر فيه نفس النغمة ونفس القتامة في الرؤية بل وتتقاسم مع قصيدة «المهرولون» تدريجيا نفس الاستنكار للجبن والاستسلام للمصير المظلم : يقول في قصيدته «الممثلون »:
حين يصير الناس في مدينة../ضفادعا مفقوءة العيون ../فلا يثورون ولا يسكرون ../ولا يغنون ولا يبكون ../
فقوله«لا يثورون ولا يشكون ولا يغنون.. »هو من قبيل قوله : «دون أن نهتز أو نصرخ أو يرعبنا مرأى الدماء» إلا أن الآبيات السابقة من المهرولون تلمح إلى نوع من التحرك , ولكنه تحرك سلبي النتائج . فعوض أن يكون انتفاضة حقيقية وصرخة تحاول دفع الأذى وإنقاذ ما يمكن إنقاذه أصبح تحولنا وتحركنا كمن يمشي إلى الموت برجليه:
ودخلنا في زمان الهرولة../ ووقفنا بالطوابير كأغنام أمام المقصلة../
فقصيدة المهرولون تحقق وجودها الموضوعي شيئا فشيئا وتداهم الانحطاط السياسي والقومي وتنتقد جملة الممارسات التي تبتعد عن استقلاليتها ومنها الهرولة والركض واللهث والتسابق نحو تقبيل ومصافحة العدو: وركضنا.. ولهتنا../وتسابقنا لتقبيل حذاء القتلة..
والمهرولون أيضا هي رحلة أخرى من رحلات الشاعر النقدية والهجائية التي ضاقت ذرعا بالواقع العربي .ومن ثم تصوغ احتجاجها ورفضها بإدانتها للمهرولين والمتسابقين كما تندد المرة تلو المرة بالسقوط. وهدا مقطع أخر تشير فيه إلى جميع أشكاله:
سقطت غرناطة/-للمرة الخمسين- من أيدي العرب /سقط التاريخ من أيدي العرب ./
سقطت أعمدة الروح..وأفخاذ القبيلة../سقطت كل مواويل البطولة../سقطت اشبيلية../
سقطت إنطاكية../سقطت حطين من غير قتال /سقطت عمورية ./ سقطت مريم في أيدي الميليشيات../فما من رجل ينقد الرمز السماوي. ولا ثم رجولة../
ولا يتوقف الاستهجان عند الذات العربية بل يمتد إلى الأخر /الكيان الإسرائيلي, قلا يتردد الشاعر في نعتهم بالقتلة: « وتسابقنا لتقبيل حذاء القتلة. »
وهم من أساؤوا معاملتنا وظلموا أبنائنا وسيطروا على ممتلكاتنا و:
-جوعوا أطفالنا خمسين عاما /ورموا في آخر الصوم إلينا …/ بصلة /.
- سرقوا الأبواب /والزوجات / والأولاد / والزيتون والزيت/ وأحجار الشوارع ../
-سرقوا عيسى ابن مريم /وهو ما يزال رضيعا / سرقوا ذاكرة الليمون ../
-تركونا جسدا دون عظام / ويدا دون أصابع ../
وهدا الصراع الأزلي هو من دفع الشاعر إلى رفض كل أشكال التطبيع والمصالحة, وأي تطبيع هو زواج يفقد أعظم شرط وهو شرط الحب :
وتزوجنا بلا حب / من الأنثى التي ذات يوم أكلت أولادنا/ مضغت أكبادنا…/
لكن هدا لا يعني أن الشاعر لا يملك بديلا ديمقراطيا يتصور فيه التعايش السلمي والعادل والذي تتساوى فيه واجبات كلا الجانبين, فقد جاء في إحدى حواراته الساخنة : «إذا كان الإسرائيليون يريدون أن يعيشوا مع العرب وبينهم كما كانوا يعيشون في ظل الدولة السلامية في يثرب وغرناطة وقرطبة والمغرب العربي …أي كمواطنين في مجتمع ديمقراطي تتساوى فيه كل الديانات والعقائد… ويتساوى فيه المواطنون في حقوقهم المدنية وواجباتهم فأهلا وسهلا بهم..أما إذا كانوا يريدون أن يحتفظوا بترسانتهم النووية كما هي ..وبمستعمراتهم كما هي ..فهدا يعني أنهم لم يتخلوا عن أحلامهم التوسعية وفكرهم التوراتي . » لكن الجزء الأخير من الفكرة ينعكس بوضوح على المستوى الواقعي .إذ يلمس الشاعر تعنتا شديدا اللهجة من جانب، وخضوعا واستسلاما من جانب آخر ونتيجة التطبيع بينهما هي وطن ينكسر ويتهشم قطعة قطعة :
بعد هدا الغزل السري في أوسلو / خرجنا عاقرين ../
وهبونا وطنا أصغر من حبة قمح../ وطنا نبلعه من غير ماء / كحبوب الأسبرين …/
فالمعروف أن أي سلام من شأنه أن يحقن الدماء ويرجع لكل حق حقه لكن سلام «أوسلو» ترك الأمور على نصابها وقسم الوطن إلى أجزاء متناثرة يصورها الشاعر مرة أخرى في قوله :
تركوا علبة سردين بأيدينا / تسمى غزة../عظمة يابسة تدعى أريحا ../
فندقا يدعى فلسطين / بلا سقف ولا أعمدة …/
كما أن الصلح الذي لا يتحرى الصدق والديمقراطية لا يستحق أن يسمى صلحا بل اغتصابا للحق والمكسب:
بعد خمسين سنة../ما وجدنا وطنا نسكنه / إلا السراب ./ ليس صلحا ../ ذلك الصلح الذي ادخل كالخنجر فينا ../ انه فعل اغتصاب ../بعد خمسين سنة ../ نجلس الآن على الأرض الخراب ../ما لنا مأوى كآلاف الكلاب ..
ويضيف في مقطع آخر :
ثم أنجبنا لسوء الحظ أولادا معاقين /لهم شكل الضفادع ./وتشردنا على أرصفة الحزن / فلا من بلد نحضنه ../أو من ولد ..
فتبلغ بنا القصيدة قمة المأساة في هده الأبيات، إذ بعد تقسيم الوطن تبدأ حياة التشرد والذل وتضيع وحدة الالتحام حول الوطن,وحول المستقبل الذي نرى فيه الغد المشرق، والشاعر لا يمنعنا من أن نحلم بل يدعونا إلى المغامرة لتحقيق أحلامنا حتى لا نتحول إلى كومة من الحجارة وشرط أن تكون أحلامنا وأفكارنا صادقة وبناءة لا تشبه تلك الأحلام التي أزعجتنا بتفاصيلها ونتائجها :
كم حلمنا بسلام أخضر .وهلال ابيض./وبحر ازرق /وقلوع مرسلة…/ووجدنا فجأة أنفسنا في مزبلة…
وكتابات نزار كانت دائما تنطلق من الموضوعية القائمة على مراجعة النفس والمتمركزة حول يقظة ضمير الشاعر واختراقه لكل ما يعترض كيانه وكيان الأمة، وعليه فجديد الهرولة رافقه جديد آخر هو قصيدة المهرولون التي تتجلى فيها تلك اليقظة :
ما تفيد الهرولة؟/ما تفيد الهرولة؟ عندما يبقى ضمير الشعب حيا كفتيل القنبلة../لن تساوي كل توقيعات اوسلو…/خردله..
فتوقيعات أسلو وما تلاها لا تقف في وجه الشعب المناضل المتشبث بوطنه ووطنيته، رغم ما يعانيه من تشريد وتنكيل على أيدي الاحتلال وبتواطؤ مع القيادات , الأمر الذي لم يغفل الشاعر الحديث عنه طيلة حياته وعلى طول كتاباته حيث سجل السير الذاتية لأشهر رموز القمع عبر التاريخ من« أبي جهل» إلى «الحجاج» إلى «السياف العربي» وهي شخصيات إن حدث وتصادفت مع الواقع فهي من صميم الواقع :
من ترى يسألهم /عن سلام الجبناء ؟؟/لا سلام الأقوياء القادرين /…/من ترى يسألهم عن سلام الميتين.. /
اسكتوا الشارع../واغتالوا جميع الأسئلة../وجميع السائلين..
كما يدل القمع واغتيال الكلمة دلالة واضحة المعالم على تغييب الرأي العربي عامة والفلسطيني خاصة، فكل ما جنيناه هو الإقصاء والتهميش الذي يقول عنه الشاعر :
لم يكن في العرس رقص عربي./أو طعام عربي./أو غناء عربي./ فلقد غاب في الزفة أولاد البلد../
وفي مقابل الإقصاء العربي نجد الحضور الأمريكي .فأمريكا أصبحت أكبر دولة تمارس القمع السياسي في العالم، تجهز قواعدها وترفع مدافعها في وجه الأحرار، وتقوم بدور المحامي المقتدر عن الفاشية/ الإسرائيلية .أمريكا هي التي تجهز أعراسنا وتصمم أفراحنا على المقاس الذي يروق لها لنبقى خارج هدا الفرح المصطنع :
كان نصف المهر بالدولار../كان الخاتم الماسي بالدولار ..كانت أجرة المأذون بالدولار …والكعكة كانت هبة من أمريكا ../وغطاء العرس والزهر ,والشمع,وموسيقى المارينز../كلها قد صنعت في أمريكا ../وانتهى العرس ..ولم تحضر فلسطين الفرح /بل رأت صورتها مبثوثة عبر كل الأقنية/ ورأت دمعتها تعبر أمواج المحيط / نحو شيكاغو..وجرسي.. و ميامي ../وهي مثل الطائر المذبوح تصرخ :/ليس هدا العرس عرسي../ ليس هذا الثوب ثوبي ../ليس هدا العار عاري ../أبدا يا أمريكا ../ أبدا يا أمريكا ../ أبدا يا أمريكا ..
فالمهرولون هي انفعال يتجه إلى فضح العيوب والسلوكيات الانهزامية وهي ردة فعل قوية تشخص السقوط الذي تسير فيه مواقفنا السياسية والأيديولوجية. والمهولون هي صرخة "نبوية" أطلقها الشاعر مند أزيد من اثنا عشر سنة وها هو السلام البائس يتحقق فعلا وهاهي دول عربيه أخرى تجني ثمار السلام البائس، فقد دخل العراق في حرب وتشرد ودخل جنوب لبنان في دمار وخراب. وكهنة أمريكا هم وحدهم يعرفون على من يأتي الدور …
——————–
قصيدة نزار قباني (المهرولون)..
عن اتفاقية أوسلو الشهيرة في عام 1995
1
سقطتْ آخرُ جدرانِ الحياءْ
وفرحنا.. ورقصنا..
وتباركنا بتوقيعِ سلامِ الجبناءْ
لم يعد يرعبنا شيءٌ..
ولا يخجلنا شيءٌ
فقد يبستْ فينا عروقُ الكبرياءْ...
2
سقطتْ.. للمرةِ الخمسينِ عذريّتنا..
دونَ أن نهتزَّ.. أو نصرخَ..
أو يرعبنا مرأى الدماءْ..
ودخلنا في زمانِ الهرولهْ..
ووقفنا بالطوابيرِ، كأغنامٍ أمامَ المقصلهْ
وركضنا.. ولهثنا
وتسابقنا لتقبيلِ حذاءِ القتلهْ..
3
جوَّعوا أطفالنا عشرينَ عاماً
ورمَوا في آخرِ الصومِ إلينا..
بصلهْ...
4
سقطتْ غرناطةٌ
-للمرّةِ الخمسينَ – من أيدي العربْ.
سقطَ التاريخُ من أيدي العربْ.
سقطتْ أعمدةُ الروحِ، وأفخاذُ القبيلهْ.
سقطتْ كلُّ مواويلِ البطولهْ.
سقطتْ إشبيليهْ..
سقطتْ أنطاكيهْ..
سقطتْ حطّينُ من غيرِ قتالٍ..
سقطتْ عموريَهْ..
سقطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ
فما من رجلٍ ينقذُ الرمزَ السماويَّ
ولا ثمَّ الرجولهْ..
5
سقطتْ آخرُ محظيّاتنا
في يدِ الرومِ، فعنْ ماذا ندافع؟
لم يعدْ في القصرِ جاريةٌ واحدةٌ
تصنعُ القهوةَ.. والجنسَ..
فعن ماذا ندافعْ؟؟
6
لم يعدْ في يدنا أندلسٌ واحدةٌ نملكها..
سرقوا الأبوابَ، والحيطانَ، والزوجاتِ، والأولادَ،
والزيتونَ، والزيتَ، وأحجارَ الشوارعْ.
سرقوا عيسى بنَ مريمْ
وهوَ ما زالَ رضيعاً..
سرقوا ذاكرةَ الليمون..
والمشمشِ.. والنعناعِ منّا..
وقناديلَ الجوامعْ
7
تركوا علبةَ سردينٍ بأيدينا
تسمّى "غزّة"
عظمةً يابسةً تُدعى "أريحا"
فندقاً يدعى فلسطينَ..
بلا سقفٍ لا أعمدةٍ..
تركونا جسداً دونَ عظامٍ
ويداً دونَ أصابعْ...
8
لم يعدْ ثمةَ أطلالٌ لكي نبكي عليها.
كيفَ تبكي أمةٌ
أخذوا منها المدامعْ؟
9
بعدَ هذا الغزلِ السريِّ في أوسلو
خرجنا عاقرينْ..
وهبونا وطناً أصغرَ من حبّةِ قمحٍ..
وطناً نبلعهُ من غيرِ ماءٍ
كحبوبِ الأسبرينْ!!
10
بعدَ خمسينَ سنهْ..
نجلسُ الآنَ على أرضِ الخرابْ..
ما لنا مأوى
كآلافِ الكلابْ!!
11
بعدَ خمسينَ سنهْ
ما وجدنا وطناً نسكنهُ إلا السرابْ..
ليسَ صُلحاً، ذلكَ الصلحُ الذي أُدخلَ كالخنجرِ فينا..
إنهُ فعلُ اغتصابْ!!..
12
ما تفيدُ الهرولهْ؟
ما تفيدُ الهرولهْ؟
عندما يبقى ضميرُ الشعبِ حياً
كفتيلِ القنبلهْ..
لن تساوي كلُّ توقيعاتِ أوسلو..
خردلهْ!!..
13
كم حلمنا بسلامٍ أخضرٍ..
وهلالٍ أبيضٍ..
وببحرٍ أزرقَ.. وقلوعٍ مرسلهْ..
ووجدنا فجأةً أنفسنا.. في مزبلهْ!!
14
من تُرى يسألهم عن سلامِ الجبناءْ؟
لا سلامِ الأقوياءِ القادرينْ.
من تُرى يسألهم عن سلامِ البيعِ بالتقسيطِ..؟
والتأجيرِ بالتقسيطِ.. والصفقاتِ..
والتجّارِ والمستثمرينْ؟
وتُرى يسألهم عن سلامِ الميتينْ؟
أسكتوا الشارعَ.. واغتالوا جميعَ الأسئلهْ..
وجميعَ السائلينْ...
15
... وتزوّجنا بلا حبٍّ..
من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلتْ أولادنا..
مضغتْ أكبادنا
لست ربوت