بلدية ابن جرير : هزلت..من "أوتار" إلى سجال حول (الأزبال) . بقلم يوسف صبري

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية بلدية ابن جرير : هزلت..من "أوتار" إلى سجال حول (الأزبال) . بقلم يوسف صبري

بلدية ابن جرير : هزلت..من "أوتار" إلى سجال حول (الأزبال) . بقلم يوسف صبري

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‎Fessuoyy Yyoussef‎‏‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏جلوس‏‏‏‏                                                                                                                                 عادة وبكل الدراسات الإنسانية منذ الفلسفة الاجتماعية لابن خلدون ..فإن أي أمة ريثما يقترب موعد نهايتها يصبح السجال فيها حول القيم التي انتهت وحلت محلها أخرى ،فتظهر القلة المناهضة المتشبثة بالماضي ،والنخبة الجديدة المتمسكة بوهم الحاضر على اعتبار أنه "تجديد" ..تجديد ماذا ؟.. ويصبح كذلك السجال حول المواضيع البسيطة التافهة ركنا أساسيا يحسب له ألف حساب.
وأثبت تاريخ العلم أن السقوط المدوي للفكر يقاس تراجعه عندما "يتولى" القوم عن النقاش بخصوص الأفكار الكبيرة ،إلى نقاش "سطحي "لأنه هو السائد وقتها ،وعملة زمن الانحطاط .ويصبح له أصحابه ونخبته وأسياده في كل حدب ينسلون ..المسألة نتيجة" حتمية " في عملية حسابية تدخل فيها المحطات والفترات التاريخية والبشر و بأنهم يستمدون نفس الملامح من أسيادهم وكبرائهم السابقون وهو خلط مفاهيمي مادي ومعنوي لا غير .وبالتالي وقريبا من الإنهيار و"التضعضع" والسقوط .يصبح جليا أن ما كان "مغيبا "في فترات ..قفز إلى السطح كأولويات له رجاله واجتهاداته الفقهية !.
في هذا السياق وحتى لا نطيل ،سنعود إلى فترة من الفترات القوية بهذه البلدية التي صنعت الاستثناء عام 2007 ،يوم نزل الهمة للمرة الثالثة ليقود تجربة سياسية ستسمح له بالإجماع لقيادة التجربة الجماعية ،وقبلها قيادة فريق بالبرلمان عن الرحامنة كان يضرب له ألف حساب في دوائر صناعة القرار ،إن لم نقل أن جزءا من هذه الصناعة على الأقل المتعلقة بالرحامنة كانت في كف الرجل.
كانت الرحامنة والعاصمة الإدارية ابن جرير للإقليم محط إنزال النخب والمثقفين والرياضيين ورجال الأعمال وأصحاب المهارات والحلول العمودية الكبرى ..ومشى على هذه الأرض مع الزمن رجال ونساء كنا نراهم ،وتبين مع الوقت من خلال الإعلام أنهم من عيار كبير..فرض المجال الواسع للأفكار والتنزيل العمودي لمجموعة من المشاريع والرؤى الجديدة انخراط الجميع .وانخراط جزء مهم من الدولة العميقة لرعاية نهضة هذا الإقليم ..و سيزور عاهل البلاد الملك محمد السادس الرحامنة وابن جرير أكثر من مرة.. بين أعوام 2008 و2010 و2012 ،صار كل أسبوع بزيارة إلى انطلاق مشروع وورش جديد ..كان النقاش والسجال كبيرين ،وعلقت الأفكار السطحية والهشة جانبا ،لم يكن بالرحامنة مسموحا الخروج على الإجماع ،ومن يرد لنفسه ذلك فذاك شغله ،إنما كان مطلوبا إبداء الآراء في صلب ما يهيئ على هذه الأرض من التحولات..
كانت المنطقة تبحث لنفسها عن موطئ قدم ،وبالنتيجة كانت تحتاج إلى " الكفاءات " ..أعيد، كانت تحتاج إلى الكفاءات ..وسيتم إشراك ما توفر منها هنا ،واستيراد أو طلب مساهمة قوى وطنية ومكاتب دراسات ،والعديد من الإعلاميين والتقنيين والباحثين والمبدعين وكل من بإمكانه رفع البنيان إلى الأعلى بمنطقة "كبلت" فيها النوايا والأحلام بعقال من حديد.
عدت إلى أرشيف غني لمعرفة أين بدأت الحكاية ..؟
أولها كتيب عن "أوتار ربيع الحوز الثقافي" ..الذي نظم بين 26 إلى 29 مارس عام 2009 بابن جرير من طرف "مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة".
يبدأ الكتاب بصورة للهمة وكلمة لمؤسسة الرحامنة ،وعنوان .ومن تم تقديم جوهري لماذا اليوم بالرحامنة ..الانتظارات ..والأفاق ،وقراءة في إكراهات التنمية ،والأدوار المنتظرة من الجميع للوقوف على الحاجيات ،وجلب التغيرات التي تم تشخيصها ...عنوان بارز يترجم كل ذلك:
Rassembler les forces vives pour le développement d’une région
تم كلمة لمحمد الناجي مدير" الفيستيفال" ..كلمة مطولة عرج فيها على أهمية الثقافة وأوتار الأولى باسم الحوز من خلال ابن جرير كجغرافيا محتضنة ومجال داخل مجال كبير صارت هي الموجه فيه إلى حدود "الحوز "...الناجي قال بدوره كلاما كثيرا ..
Awtar ,Printemps Culturel du Haouz
وعلى الهامش ندوات وكثير مما يتذكره أهل الذكرى ، تم هناك الفرق المشاركة من كل الدنيا طيلة أربعة أيام.. فنانون مغاربة وفرقة من هنغارية : étoiles du ciel
..غنت بفضاء أوتار ،برقصاتها التي ملأت المجال بمشاعر مغايرة عن إقبار منطقة زهاء 30 عام أو تزيد ...كان نداء الرحامنة قد وصل كل مكان.
والكتاب تحت رعاية "مؤسسة الرحامنة" وبدعم شركاء ،أولهم مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط Sponsor major ،هكذا كتب فوق شعاره بالفرنسية على الغلاف...كانت الدورة بداية بلدية وإقليم يحتاج إلى عصا سحرية للتغيير ..إنما بالإمكان يومها التصديق بامتلاك العصا تلك..
من ما يزال يمتلك نسخا سيجد فيها ضالته عن ما قيل وماذا كان..؟والذين حضروا تلك المناسبة سيعرفون وسيبقى عالقا في بالهم بعض مما جرى.
عام 2010 أي في أقل من سنة تقريبا سيتم إصدار أول مجلة ورقية هي تمرة جهود "خلية للتواصل "،عكست انفتاح الجماعة على الجميع ،وتعاون فيها مجموعة من الأقلام المقتدرة و ترجم فيها علم التواصل بحذافيره ،وهي نشرة الجماعة الحضرية لابن جرير والعنوان الأبرز كان في عددها الأول :
" الزيارة الملكية لابن جرير مشاريع تنموية ضخمة واستقبال شعبي حاشد ".
مواد العدد فيها كل شيء تريد أن تعرفه عن الجماعة.."الأوراش التشاورية" لإعداد المخطط الجماعي للتنمية ..الدورات العادية للمجلس ..رئيس المجلس يفوض بعض مهامه للنواب ..اللجان الدائمة والصفقات العمومية ..إلى تحرير الملك العمومي ..رياضة ..شعر. وانتهاءا بتعريف أعضاء خلية التواصل في سطور ،وقبله المصادقة على إحداث الخلية ..
مجلة تواصل ربما يحتفظ بها الكثيرون كذلك ،والمجلس الجماعي ما يزال هو الأخر في أرشيفه يحتفظ بأعداد منها على ما أعتقد .
عام 2013 سيظهر مشروع جديد في تدبير المدينة بشكل جديد وسابق على مستوى البلديات والمدن المغربية عنوان أولى نسخه :
"قراءة تحليلية للتدبير المالي للجماعة الحضرية لابن جرير"
داخل الكتاب فهرس بمجموعة من العناوين ..التوجهات الإستراتيجية للمخطط الجماعي للتنمية ..الموارد والنفقات ..المداخيل والمصاريف ..فائض الميزانية ..برمجة الفائض ومرفقات.
وأعتقد أن المجلس الجماعي الحالي يحتفظ ببعض النسخ كأرشيف للجماعة كذلك ..
وطبعا داخل الكتاب استعراض بالأرقام على مستويين ..استحضار التحولات واستعراض قوة جماعة ابن جرير ،التي قطعت مع ما سلف ،وانفتحت على فاعلين وطنيين ومؤسسات الدولة ...ولو غادر الهمة .إنما بقي المجلس إلى هذه الحدود( أي 2013 )مرتبطا روحا بوجوده (الغائب - الحاضر).
اليوم ماذا بقي ؟
وماذا جرى حتى اختصرت جماعة بأسرها قوتها في سجال حول "القمامة " .
حتى يخيل إليك أحيانا أن الجماعة في اتجاه إنتاج نظرية "القمامة " .
الشوارع عادت إلى سابق عهدها ..أي "المرحلة الترابية "أو لنقل ما قبل العام 2009 ..الوديان الحارة تنبع من كل مكان..وإعادة الهيكلة تعرت ..الإنارة العمومية عميت ..والزبل هو موضة المجلس المتشبث بأخر شيء عليه نقاشه .
قمنا بهذه المقارنة لنظهر بجلاء أن أطروحة " التهاوي" بالمقدمة عند ابن خلدون بالنسبة لجيل معين في جماعة بشرية معينة .يصعد معه في الأفق أسلوب حياة أخرى..وقيم أخرى وعلاقات مغايرة ،وكل الطباع تتغير..من مدينة كانت يوما "محجا" للنخب والتجارب الجديدة في التدبير الجماعي والتسيير والتنمية ،وقوالب الإشراك والنهوض بكل الأفعال في هذا المجال ،الذي جاءته طبعا خيرة الخبرات بحكم أن الرجل الذي قاد "المرحلة " ليس أيا كان إلى مدينة "يابسة " فيها كل المفاهيم .
يومها "ترحمن " جل الوافدون على الإقليم والمدينة من النخب العالمة والرياضيين لغاية في أنفسهم؟ إنما كان مشهدا جميلا على كل حال ..
اليوم يتنافس الجمعان أيهما سيجمع الأزبال أكثر من غيره ؟ وهل "الكاميون الأصفر" أقوى من الأخضر..؟وهل المستودع البلدي مفتوح أو مغلق.؟.ومن هو أفضل من غيره جمعا للأزبال بالمكنسة أو باليد ...
ومدينة الأحلام ظلت طريقها ،واختصر مجدها عقب سنوات قليلة ماضية ..فيمن عليه أن يظهر حسن النية في مجال بحكم الواقع كان سيترك لجهة مختصة ؟ والاهتمام بالتنمية والمجتمع المدني وتحصين المكتسبات وتشغيل الناس والرفع من جودة الخدمات والفائض وتوسيع النقاش العمومي وتقييم الأداء ..
عموما هي مرحلة أخيرة في تاريخ هذا المجلس الذي بات يتملص من الإنتماء إليه جملة من المستشارين ...لأنه بالنسبة إليهم لا يمثلهم .
أما الذين غادروا قبل سنوات من التجربة الأولى ،فيعرفون أنه ما بقي إلا حطاما فارغا معلقا في جو السماء ستعصف به الانتخابات القادمة مهما تمسك به بعض المتمسكين على قبحه .
على الجالس على كرسي الرئاسة ببلدية ابن جرير وغيره ممن كانوا معه ، أن يتباكوا على الذكريات والصور..كما يبكي من رجع إلى أرشيف شبابه ..يوم كان قويا غنيا متفردا في كل شيء ،وحاله اليوم المحزن المخزي ..فلا يبقى في رقبته سوى النحيب والبكاء مرغما بفعل التفاوت والتناقض بين الحالين

التصنيفات:
تعديل المشاركة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

لست ربوت

Back to top button