الفقر ديالنا ديما كان غني، هكذا يقول المخزن، الفقر في المغرب رأسمال و استثمار، من واجبنا نرعاوه أو نصونوه، و الفقراء (الفوق آرا أو التحت آرا) نوصيوهم بأن يتشبثوا بأهذاب الفقر.
الفقر نبتة كحلة زحلة دارت أغصان مسقية بماء الفساد، لكن علاش فقرنا أصبح يبكي و يندب؟
علاش فقرنا ولى يشكي من فقرو، ماشي من اللي فقرو؟
القضية ماشي الفقر، المشكل هو التفقير. الفقر هو بترول المخزن، لأن المغرب بالنسبة لقبيلة أبو نهب بلد غني بفقرائه و معطليه و مرضاه و مظلوميه، البلاد كلها مصانع تنتج الفقر بدون توقف، دارو سياسة العدل و المساواة في توزيع الفقر و المآسي.
خزان، و مخزن الفقر سلعتو ما تنفذ ما تبور، مرة بالخطب يبيعوه، مرة بالزور، و أصحاب الخزان رفعوا شعار : جوع بنادم يتبعك.
فوائد الفقر : مزيان للصحة كيحارب السمنة، كينجي من التخمة، كيعلم القناعة “ومن قنع شبع” حسب الخطاب السلطوي المتسلط. لكن صحاب المخزن اللي كيخزنو فيه الفقر، ما كيشبعوش، شهيتهم للنهب و تهريب أموال المغاربة إلى الخارج ديما مفتوحة، علماء الخطفة خطبوا في تلفزيونهم، نصحوا الناس أن عليهم أن يتشبثوا بالفقر و يحافظوا عليه، لأن هذه النعمة بالنسبة إليهم كلها حكم و عظات.
تسابقو المداحين و كتبوا أشعار تتغزل في جمال الفقر. المخزن قرر تنظيم الأسبوع الوطني للفقر، يجب الاحتفال و الاحتفاء به مرة في السنة، وزير الفلس و الاقتصاد خطب و قال: خيرات الفقر شاطت علينا، حققنا منو الاكتفاء الذاتي، نحن بصدد إنشاء مكتب التسويق و التصدير للفقر. يقدر ينفعنا ندخلو العملة الصعبة في هذه الأوقات الصعيبة، سياحة الفقر كتجذب الملايين، اللي عمرو ما شاف الفقر و التفقير ايجي عندنا يتمتع و يصور أفلام لأننا استخرجنا الغنى من الفقر و الغاز من الفقراء (لعجب الفقراء ما طلعش ليهم الغاز) غادي يجيو عندنا السواح من المطار يشوفوا ليدين ممدودة حتى لباب لوطيل، باسم الفقر كل شيء يهون و يهان. لكن الشكوى أو الاحتجاج ضد الفساد و الاستبداد أمر ممنوع بظهير، مادام الفقر ثقافة وطنية و موروث حضاري و اقتصادي، تمت ترقيته بفضل المجهودات المخزنية الجبارة، فأصبح تراثا إنسانيا مثله مثل الرشوة، هذا التراث الأصيل، هذا الثقافة المتجدرة، هاذ الشجرة حين يقطع لها غصنا تنبث لها ملايين الأغصان.
لست ربوت