عندما قال الحسن الثاني للبصري » باراكا ماتفرج، غادي تدخل للرينغ تضرب وتضرب «
معلوم أن منصب كاتب الدولة في وزارة الداخلية كان أكثر حساسية من موقع وزير الداخلية نفسه، فالأول أكثر سلطة ونفوذا وهو المنفذ الحقيقي لمشاريع الوزارة والمتحكم في دوالبيبها، إدريس البصري شغل منصب كاتب الدولة في وزارة الداخلية خلال الفترة الممتدة من 1973 إلى 1997، وعندما اقترح اسمه وزيرا للداخلية كان رافضا بشدة وهو الذي لا يحب الأضواء والظهور بشهادة جميع من عايشوه، فاقترح مولاي العربي العلوي عامل البيضاء السابق المشهور، الذي كان حينها سفيرا للمغرب في روما، ليعترض الدليمي على البصري قائلا » نتا ضرب بوك لخلا » ثم توجه إلى الملك فأخبره ضرورة قبول إدريس الحقيبة الوزارية، عندها تكلم الحسن الثاني وأمر البصري: » باراكا ماتفرج، غادي تدخل للرينغ تضرب وتضرب «
البصري يسجن المهدي بنبركة ووزين أحرضان ويقول لأگديرة: المستشار ليس هو المسؤول.
يحكي أحد المقربين من إدريس البصري، الذين رافقوه في الدراسة واشتغلوا معه في وزارة الداخلية أن المهدي بنبركة كتب يوما خطابا ضد توجهات الدولة وسياستها فاطلع عليه إدريس البصري الذي كان يعمل مسؤولا كبيرا في الأمن ليأمر بسجنه.
وزين أحرضان، ابن المحجوبي أحرضان الذي كان حينها وزيرا للدولة، هو الاخر زج به البصري في السجن عقب كتابته مقالا حول الأمازيغ اعتبر البصري أنه يهدد الوحدة الوطنية، بعدها وكما يحكي لحسن بروسكي، صديق ادريس وزميله » طلب مني أحرضان الأب التوسط له عند البصري للإفراج عن ابنه بحكم قربي منه، وكذلك كان، قلت لإدريس إننا سنعلي من شأن هذا الشاب إذا تركناه معتقلا، إلى جانبي كان رضا أگديرة هو الآخر يطالب بالإفراج عنه، فأجابني إدريس بقوة؛ المستشار ليس هو المسؤول ورفض طلبي، ولم يفرج عنه حتى كتب وزين أحرضان فيما بعد إعتذارا خطيا تعهد فيه بعدم تكرار فعلته
لست ربوت