حوالي الساعة الخامسة أو السادسة مساء بباريس، أدار المهدي بنبركة زر المذياع للاستماع إلى آخر الأخبار، وكان أو خبر يبث هو وفاة محمد الخامس، جراء عملية بسيطة، أجريت له في بداية زوال ذلك اليوم.
يقول الراحل عبد الرحيم بوعبيد في مذكراته «شهادات وتأملات» أنه قرر بعث حينها رسالة تليغراف للملك الحسن الثني يذكره فيها بواجب المغاربة أن «يظلوا أوفياء لمدرسة محمد الخامس».
وصباح يوم الجنازة، يضيف بوعبيد في المذكرات التي نشرتها مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، أن الشعب المغربي كان في حداد، يشعر به بعمق، خاصة أن إعلان الوفاة سبب الذعر العام، كأنه كارثة أو زلزال، لا أحد كان يعرف أن الملك سيجري عملية، ثم جاءت الوفاة المفاجئة المذهلة غير المتوقعة.
فقط، بعد الجنازة بدأت بعض المعلومات تقدم، كأنها تمر عبر القطارة. البيان الذي أصدره الأطباء الذين أجروا العملية أو الذين حضروها، كان أبعد ما يكون عن الوضوح التام، كان الأمر فعلا يتعلق بعملية حميدة وعادية.
كان بإمكان العاهل أن يستغني عنها، يتابع عبد الرحيم بوعبيد في مذكراته، لإنه لم يكن يعاني إلى درجة ملحة، لذا كان الحادث مؤسفا، قاتلا، لكن أي نوع من الحوادث؟ يتساءل بوعبيد ثم يضيف:«طبيب التخذير سويسري، جاء خصيصا من أجل هذه المناسبة، لم يدرج أي اختبار، من طرف زملائه الآخرين، حول المواد المستخدمة والجرعات. أكثر من ذلك، لم تأخذ الاحتياطات المعتادة، المحددة عادة للتصرف حال وقوع الحادث. لم يكن ضمن فريق الأطباء طبيب مختص في القلب، وكان يجب انتظار أكثر من نصف ساعة، إن لم يكن أكثر، كي يجدوا واحدا في المحمدية، يعني على بعد سبعين كيلومترا من الرباط.
بعد فوات الأوان، كان الإنعاش مستحيلا، يقول بوعبيد في نفس المذكرات، ويضيف أن طبيب التخذير سافر في اليوم الموالي إلى بلاده.هل أعطي الأمر يإجراء تحقيق؟ لا أحد يعرف ولم يتبدد طابع الغموض عن «الحادث».
لست ربوت