معركة سيدي بو عثمان :

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية معركة سيدي بو عثمان :

معركة سيدي بو عثمان :

وقعت هذه المعركة بتاريخ 5-7 من سبتمبر عام 1912 و تزعمها الشيخ أمربيه رب و تولى بنفسه قيادة جيش المجاهدين وعقد مؤتمرا حربيا حضره القواد و تم وضع خطة محكمة و فعالة ووزع الجيش .
المقدمة: فيها مجموعة فرسان أشاوس ممن لهم الخبرة بمسالك الطرق و طبيعة الأرض
الميمنة: تتكون من أربع كتائب من مختلف ا لمجاهدين السوسيين و الحوزييين.
الميسرة: تتكون من مجاهدي واد نون من ثكنة و ايت بعمران و قبائل الصحراء وشنقيط الأبطال الأشاوس.
الساقة: القيادة العليا للجيش بزعامة الشيخ أمربيه رب.
وقد بلغ جيش المجاهدين أكثر من 15000 مقاتل و رابطت الفرق في باب الخميس حيث وصلت التعزيزات من مؤن و عتاد و سلاح و مدافع و خيالة ثم توجهوا جميعا إلى سيدي بو عثمان.
الا أن الجيش الفرنسي علم بتحرك الفرق الثلات عن طريق عملائهم فاستعدوا لها بعد أن وصلتهم تعزيزات مهمة و أسلحة متطورة
بعد أن تمكن قواد مراكش من حمل الهيبة على إرسال كل جنوده إلى الجبهة تبين لينقل (Paul Pascon) مكر القواد و تاكد تمثيلهم على الهيبة و تبين حمايتهم للموظفين القنصليين واستدعوا الجيش الفرنسي وساعدوا بتسريب المعلومات للحصول على هزيمة الصحراويين.
ان من بقوا بمراكش كانوا ينتظرون طلقة المدفعية التي اتفق الجيش الفرنسي مع المتواطئين معه من داخل المدينة إيذانا لهم بالتحرك بعد اندحار جيش الشيخ أحمد الهيبة إذ يقول إدريس ولد منو أحد القواد: «وبعد ساعة غير طويلة سمعنا المدافع من الحملة قادمة... وكانت علامة.
قال الله تعالى
" وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ" اية 167 من سورة ال عمران
ويشير الكابتن (Cornet) إلى تعاون القواد معهم فيقول:
«هناك بعيدا في اتجاه المدينة كان يسمع صوت إطلاق النار إنه بلا شك القتال الذي بدأ بين حلفائنا وفريق الهيبة ولكي نشجع أصدقاءنا في صراعهم أطلقنا طلقتين مدفعيتين جديدتين». أما الطلقات الأولى فهي علامة طلبها القواد لتكون إيدانا ببداية الهجوم المشترك.
يبدو من خلال هذا المقطع الموجز الدال أن خيانة القواد كانت خير معين لليوطي لتلافي موقف الضعف و معاناة القوات الفرنسية منه ويؤكد الكابتن(Cornet) الضابط المشارك في معركة سيدي بوعثمان أن إدريس ولد منو وولد مولاي رشيد والمدني والتهامي الكلاوي كانوا يرسلون لمانجان يعلنون غضبهم من إسقاط أحمد الهيبة الضرائب والمكوس التي كانت أهم مواردهم المالية ويعدونه بمهاجمة الهيبة.
ونستشف أن منطق المصالح وتنازع النفوذ كان يحكم هؤلاء القواد. وقد بلغ من تنافسهم أن المدني وشى بأخيه التهامي الكلاوي إلى الهيبة حين عزم على تهريب الرهائن من مراكش خفية. وقد وصف حالهم أبلغ وصف إدريس ولد منو أحدهم فقال: «فهناك الأجلاويون ومن معهم من جهة والقائد المتوكي من جهة أخرى يتلون تلون الحرباء ونحن كمن على الأرجوحات المتعددة».
فقد كان الحـوز كما يقول (Paul Pascon) «بمثابة رقعة شطرنج بالنسبة للقواد الكبار يلعبون فيها لعبة توازن جد حساس».
أثناء ا لمعركة أبدى المجاهدون بطولة و شجاعة و روح قتالية عالية اكتسحوا فيها الساحة في أقل من ساعة و اندحر العدو و انهزم و تبعه المجاهدون يقتلون ويأسرون لقد فتكوا به فتكا عجيبا فرجع أدراجه إلى معسكره . في هذه الجولة الأولى من المعركة أبان محمد الاغطف بن مصباح و القائد حيدة وجنودهما و باقي المجاهدين قتالا بطوليا و كان النصر من حليف المجاهدين.
و كان قائد الحملة الفرنسية يتجنب الاشتباك المباشر مع المجاهدين،فركن إلى القصف من بعيد بواسطة المدافع الثقيلة و المدافع الرشاشة فخلفت أصوات المدافع و القنابل التي تنفجر وتحدث هلعا كبيرا في أوساط المجاهدين وارتبكت الخيول فرجعت قوات حيدة إلى الوراء بعد أن كانت في الأمام ثم عزز القائد الناجم المجاهدين بجيش تحت إمرته لكنه هو الآخر تقهقر أمام شدة القصف و أمر الشيخ أمربيه ربه كل من القائد حسن بن ا لسملالي و القائد البخاري بن أبي علي و الأمير سيدي بن محمد فال و القائد اعلي بن المعطي و المقدم محمد أمبارك بن الشيخ المعلوم و معهم أكثر من ألف مقاتل فقاتلوا و اثبتوا إلا أن الهجمة كانت شرسة و قوية و عنيفة استعملت فيها آخر الأسلحة الفتاكة المتطورة آنذاك
بعد اطلاق العلامة و دس الخونة في صفوف المجاهدين فوجئ الشيخ أمربيه ربه و المجاهدون بإطلاق نار مكثف ممن جهة الخلف التي من المفروض ان تكون الجهة الأمنة. عمد هؤلاء الخونة و العملاء إلى الانقضاض على إخوانهم المجاهدين نصرة للعدو الغاشم فقتلوا الكثير من المجاهدين الشرفاء و بعد ساعات طاحنة وثبات مستمر و قتال شرس انهزم المجاهدون (اليوم الاول )في ساحة الشرف و أهدى القواد المتآمرين و من معهم النصر للاستعمار الفرنسي و الذي كان سيكون من حليف المجاهدين بل تم النصر إلى أن فوجئوا بالخيانة. كما قام القائد العيادي ومن معه من الجيوش بإضرام النار في معسكر المؤن و عتاد المجاهدين و انقض على الفتك بإخوانه في الدين قتلا ونهبا ، كما حاصر قواد الحوز الكلاوي و المتوكي مراكش و أغلقوا أبواب المدين
قال الله تعالى
" الاعراب أشد كفرا و نفاقا و أجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله و الله عليم حكيم ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء و الله سميع عليم " الايات 97 – 98 من سورة التوبة
" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ" الاية 36 من سورة الانفال.
أمر الشيخ مربيه ربه بان لا يبيت في المعسكر إلا المجاهدين من التلاميذ والمريدين فقط.
في اليوم الموالي قاتل المجاهدون قتالا شرسا و بذلوا جهدهم الأقصى إلا أن الطلقات النارية المتتابعة كالأمطار من كل جانب و قنائل المدفعيةن فوقهم و القواد الخونة وخيولهم صارت تقاتل إلى جانب القوات الفرنسية مما أدى إلى هزيمة المجاهدين. إن موقف الخونة هو الذي كان حاسما في الأمر
*قال الله تعالى :
(قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ) آل عمران الاية 130
توجه الشيخ أمربيه رب من ساحة القتال إلى مراكش (بعد ان علم بحصار مراكش و اغلاق ابوابها )ففتح ابوابها و دخلها والتقى بإخوته و أمرهم بالخروج من مراكش لان الخيانة وقعت و اختلط أصحاب الخيانة مع أصحاب العهد و أصبح التمييز صعبا بينهم . - فصلوا الصبح كعادتهم واشتغلوا بالذكر وقرءوا الحزب ثم عزموا على الرحيل ومعهم رجال علماء صوفيين كبار الذين تآلفوا على الأذكار وعلى الاشتغال بالله منذ أيام الشيخ ماء العينين. فسلكوا طريق على جهة وادي النفيس.
و معهم بعض القواد المخلصين و أهل سوس و قبائل الجنوب حتى دخلوا تارودانت و دام الانسحاب يومين على طريق الصويرة - فنظم الشيخ أمربيه رب كتائب فرسان وراءهم يتناوبون الدفاع عن جيوش المجاهدين
ان علة الاندحار لم تكن عادية مما جعل البعض يتناول المعركة بكثير من التحامل فاتهموه بأنه أراد أن يعلن نفسه سلطانا حتى يثيروا عليه ضغينة السلطان الشرعي لكن هذا الزعيم الصحراوي لم يضرب إلا الفرنسيين فلو كان يريد السلطة أو الملك لوضع اليد مع فرنسا نفسها، إلا أنه خرج من أجل الجهاد وضرب الفرنسيين لا غير..، تحامل تفحمه قولة عبد الله العروي بهذا الخصوص: «ويمكن أن نجزم بأن هؤلاء الرواة ما كانوا ليكتبوا ما كتبوه بالطريقة التي كتبوه بها لو أن الهيبة قرر مساندة المستعمرين».
*قال عمر افا :
إن ما حققته مقاومة الشيخ أحمد الهيبة ذهبت فيه أقلام المؤرخين في مسافة تمتد ما بين ذكر للوقائع إلى استصدار أحكام قد تؤول إلى التحامل على الشيخ، إما بدافع عدم تحقيق المطمح المطلوب أو بدافع النزوع إلى تأييد فكرة المحتل سواء من بعض الأقلام المغربية أو من كتاب الاستعمار من الضباط و غيرهم ممن أدانوا هذه المقاومة.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button