‘‘التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار، ولكن في باطنه نظر وتحقيق‘‘ هكذا قال في يوما من الأيام عالم الاجتماع ابن خلدون لوصفه للتاريخ وأهمية هذا الأخير في صناعة المستقبل، فاليوم هو الماضي في المستقبل وإن لم نتعلم من ماضينا وتاريخنا ولم نتعرف عليه فما الفائدة في عيشنا لحاضرنا؟ فنحن في هاته الحالة كذلك الشخص الذي بدل أن يستغل العجلة بعد اختراعها يحاول إعادة اكتشافها وهي موجودة أصلا.
ولأهمية التاريخ بصفة عامة وتاريخ بلادنا بصفة خاصة، سنحاول أن نختصر القرن الماضي من تاريخ المغرب في عدة سطور وإن كانت عديد الكتب لن تكفي لصنع شيء كهذا.
لن نتحدث عن عهد الحسن الأول وصراع أبنائه على الحكم بعد موت حاجبه با حماد وفتح باب المغرب على مصراحيه للمستعمر الفرنسي، بل سنبدأ بتاريخنا المعاصر من سنوات الأربعينات والخمسينات رفقة جلالة الملك محمد الخامس والوطنيين بشقيها الإستقلال والشورى والإستقلال.
1. 1947-1953
حمى الوطنية والمطالبة بالإستقلال تكبر يوما بعد يوم في أروقة القصر بقيادة الملك محمد الخامس من جهة والوكنيون من جهة أخرى، وفرنسا ترد بتعيينها الجنرال جوان مقيما عاما بالمغرب.
2. أكتوبر 1952
فرنسا تدعو للعودة إلى شروط معاهدة الحماية وإقامة نظام حكم تقتسم فيه السطات مع السلطان. لكن الأخير يرفض ويقوم بإضراب عن توقيع الظهائر الملكية ما تزامن مع اعتقال واغتيال العديد من رموز الحركة الوطنية.
3. 20 غشت 1953
دعوة الوطنيين للخروج إلى الشارع تلقى أصداءها وسط الشعب المغربي. العديد من المظاهرات في كل المدن المغربية: فاس، الرباط، الدار البيضاء… مظاهرات تم قمعها من طرف السطات الحية باستعمال قوة السلاح وتساقط الكثير من المغاربة في الشوارع الفرنسية. القوات المدرعة الفرنسية تحيط بالقصر الملكي من كل مكان وتقتحمه لتجد ولي العهد الراحل الملك الحسن الثاني ببذلته المنزلية رفقة والدهم وترغمهم مع العائلة الملكية على مغادرة المغرب نفيا إلى كورسيا وبعدها إلى مدغشقر.
4. غشت 1953
الجلاوي والكتاني رفقة العديد من شيوخ وعلماء المغرب الموالين لنظام الحماية، وبتآمر مع المستعمر الفرنسي، ينصبون بن عرفة ملكا للمغرب ليخلف محمد الخامس بعد القسم الشهير في مدينة مولاي ادريس زرهون.
5. سبتمبر 1953
الشهيد علال بن عبد الله يحاول اغتيال بن عرفة بالرباط، لكن محاولته باءت بالفشل.
6. ماي 1954
الجنرال جيوم المقيم العام بالمغرب يستبدل بحاكم مدني وهو فرانسيس لاكوست.
7. 23 غشت 1955
مع رفض المغاربة الاعتراف ببن بركة وارتفاع الضحايا في الموجهات الدموية بين الطرفين الفرنسي والمغربي، قررت الحكومة الفرنسية الخروج من مأزقها خاصة مع ارتفاع حدة التوتر في الجارة الجزائرية وإطلاق مفاوضات اكس ليبان مع قادة الأحزاب الوطنية كعبد الرحيم بوعبيد، المهدي بن بركة من حزب الاستقلال وعبد الهادي بوطالب ومحمد الشرقاوي من حزب الشورى والاستقلال وبعض الشخصيات المغربية الأخرى. انتهت المافاوضات بتنحية بن بركة عن العرش وتشكيل حكومة تآلف وطني كانت فرنسا تريد مفاوضتها في بنود معاهدة الحماية، لكن هاته الأخيرة كانت مصرة على المطالبة بالاستقلال وعودة الملك محمد الخامس إلى عرشه قبل كل شيء.
8. 16 نونبر 1955
عودة الملك محمد الخامس من المنفى إلى الرباط وسط استقبال شعبي كبير.
9. دجنبر 1955
محمد الخامس يعد بتأسيس ملكية تشاركية مؤسسة على عدم اختلاط السلط فيما بينها ويؤسس مجلسا تشاوريا وطنيا بقيادة المهدي بن بركة.
10. 1955
تأسيس أول حكومة وحدة وطنية تحت قيادة مبارك البكاي، جندي متقاعد من القوات الفرنسية، وباشا سابق لصفرو. حكومة لم تعمر طويلا.
لست ربوت