تحليل النص الأدبي علم الهدي مكي

إعلان الرئيسية

ما التحليل وما المقصود به؟
يقصد بتحليل النص لأدبي : دراسته,والنظر في كل عنصر من عناصره على حدة,واكتشاف محاسنه وعيوبه,لتذّوقه على أفضل وجه ممكن ,وتكوين حكم عام صحيح عليه. ولا يتأتى هذا التحليل إلا بالقراءة الواعية المتأنية, وبعض الخبرة,والذوق وإتباع طريقة منظمة.
والنظر إلى العناصر التالية..
جو النص 
هذه خطوة تمهيدية ,تسبق دخولنا للنص ,وفيها نبحث عن العصر الذي قيل فيه النص ,ثم عن صاحب النص ونُعرف به بإيجاز ونركز على ماله علاقات بالنص ونبحث عن مناسبة النص :
هل أنشأه صاحبه بدافع معين ؟ أو إثر حادثة معينة ؟


وقد يصرح الأديب بهذه المناسبة قبل بداية النص ,وقد يذكرها داخل النص ,أو يؤما إليها إيماءة خفيفة ..ولكن !!
قد نصادف نصاً لا نعرف صاحبه ,وقد يكون النص مقالة أو قصة لا ترتبط بمناسبة محددة ,ولن يعوقنا هذا عن تحليله,إنما ننتقل مباشرة إلى الخطوة التالية :


العرض العام للنص
فيه نبين القضايا التي يحويها النص ,متسلسلة كما كتبها صاحبها ,دون أن نزيد عليه ما لم يقله.فإن كان النص شعراً نثرناه بيتاً بيتاً أو مقطعاً مقطعاً وإن كان نثراً عرضناه فقرة فقرة ,أو فصلاً فصلاً ,حتى نستوفيه ,وينبغي أن يكون عرضنا واضحاً ,يشرح العبارات الغامضة ,ويبين دلالات الرموز إن وجدت .


الأفـــــكار 
وهنا نستخلص من العرض العام السابق الأفكار الرئيسة التي تضمنها النص ,ونحددها بدقة ,ونبين مدى تسلسلها ,وترابطها , واتصالها بالموضوع الرئيس,وما فيها من جدة وسمو,أو تقليد وتكرار وابتذال.


الأســلوب 
وهي مجموعة من المشاعر والانفعالات التي تظهر في النص ,على امتداده ,سواء كانت من نوع واحد : الحزن أوالفرح أو الغضب ...أم كانت متنوعة ينتقل الأديب من واحدة إلى أخرى كلما انتقل من غرض إلى غرض ,أو موزعة على الأحداث والشخصيات المتوالية .فلا بد أن نرصد هذه العواطف , ونبين نوعها وقوتها وصدقها ,وكيفية ظهورها في النص .
ومعنى الأسلوب باختصار /الصياغة الخارجية للنص , ويتضمن
الألفاظ - التراكيب - الصنعة الأدبية - الإيقاع

الألفـــاظ 
ننظر في فصاحتها ,ورشاقتها ,ودقة دلالتها على المعاني ومدىشيوعها في عصرنا , وملاءمتها للموضوع .


التراكيـب
فننظر في طريقة بنائها , ومدى ملاءمتها لقواعد الجملة العربية ,وطولها وقصرها ,ووضوح دلالتها.


الصنعة الأدبية
أي تفنن لأديب في انتقاء الألفاظ ,ووضعها في سياق يعطيها دلالات إضافية أو يغير معناها ,واستخدامه للمحسنات البديعية , وتنقله بين الخبر والإنشاء ,وأي مؤثرات أخرى , وننظر في موقعها أهي مقحمة توحي بالتكلف والتصنع ؟أم أنها ملائمة للسياق .تُحسنه وتُقوي أثره فينا ؟


الإيقاع 
فإن كان النص شعراً , نظرنا في وزنه , وقدرة الشاعر على تطويعه لأفكاره ,وبراعته في استشعار نغماته , ونظرنا في قوافيه ,ومدى استقرارها ,والإيقاع الذي تحققه ,ونظرنا في الإيقاعات الداخلية التي يحدثا توالي الحروف والكلمات وإن كان هذا النص نثرياً , نظرنا في وقف الألفاظ والعبارات ,وما تحدثه من إيقاع صوتي وتناغم داخلي , ومدى إبراز الانفعالات والعواطف في تقوية المعنى .


الخيـال 
حيث نتتبع الصور البيانية التي صنعها الأديب , وما فيها من ابتكار أو تقليد والمصادر التي استقاها منها ,وأثرها في توضيح المعنى وتزيينه.ولا يقتصر تتبع الخيال على الشعر , بل علينا أن نتتبعه في النص النثري أيضاً , فإن كان النص مقالة أو خطبة تتبعنا الصور المفردة بالطريقة نفسها, وإن كان النص قصة أو مسرحية تتبعنا أثر الخيال في تصميم النص كله , وفي بناء الشخصيات وفي تحريك الأحداث وتنميتها .


الحكم على النص
حيث نبرز أهم الخصائص الفنية , ونوازن بينه وبين بعض الأعمال التي تشاركه في الغرض والموضوع , ونظهر الجديد الذي أضافه , والقيم الإنسانية التي حملها ,والمهارات الفنية التي تميز بها

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button