محتويات المقال
- مقدمة:
- المقطع الأول: الإطار التاريخي لظهور حركات التحرر بالجزائر وتونس وليبيا:
- أولا: مظاهر الاستعمار بالجزائر وتونس وليبيا:
- ثانيا: انعكاسات الاستعمار على الجزائر وتونس وليبيا:
- انعكاسات اقتصادية:
- انعكاسات اجتماعية:
- انعكاسات سياسية:
- المقطع الثاني: المنعطف التاريخي لحركات التحرر بالجزائر وتونس وليبيا:
- أولا: حركة الاستقلال بالجزائر:
- ثانيا: حركة الاستقلال بتونس:
- ثالثا: حركة الاستقلال بليبيا:
- المقطع الثالث: التحول من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال:
- أولا: عوامل التحول من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال:
- ثانيا: التطورات الأخيرة لاستقلال الجزائر وتونس وليبيا:
- بالنسبة للجزائر:
- بالنسبة لتونس:
- بالنسبة لليبيا:
- خاتمة:
مقدمة:
قامت بالجزائر وتونس وليبيا حركات استقلالية رافضة للاستغلال الاستعماري ومطالبة بالاستقلال، فما هو الإطار التاريخي لظهور هذه الحركات الاستقلالية؟ وما هو المنعطف التاريخي الذي ساهم في قيامها؟ وكيف تحولت من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال؟
المقطع الأول: الإطار التاريخي لظهور حركات التحرر بالجزائر وتونس وليبيا:
أولا: مظاهر الاستعمار بالجزائر وتونس وليبيا:
تجلت مظاهر الاستعمار بالجزائر وتونس وليبيا في تزايد عدد المستعمرين الوافدين عليها ومنحهم امتيازات اقتصادية مهمة كأجود الأراضي التي تم نزعها بالاستيطانين الرسمي والخاص من أصحابها وتسهيل استثمارهم في الصناعة وإنشاء المقاولات واستغلال المناجم والمتاجر الممتازة والتحكم في المبادلات التجارية الخارجية... كما تم منح امتيازات اجتماعية بتوفير متطلباتهم الاجتماعية من تطبيب وتعليم وسكن وسياسية بمنح المعمرين مكانة ومناصب سياسية مهمة ووضع قوانين التجنيس وامتياز الجنسية لاستمالة الأعيان والقياد...
ثانيا: انعكاسات الاستعمار على الجزائر وتونس وليبيا:
انعكاسات اقتصادية:
تمثلت في إفلاس الفلاحين والتجار والمستثمرين وتحولهم إلى عمال لدى المستعمرين في ظروف صعبة بأجور هزيلة ولساعات طويلة كما تنامت البطالة وأُثقل كاهل المواطنين بالضرائب، إضافة إلى العجز في الميزان التجاري بفعل تحكم المستعمر فيه حيث تفوقت الواردات المصنعة على الصادرات الخام، كما تحول الاقتصاد من اقتصاد معيشي أو موجه للتسويق المحلي إلى اقتصاد تسويقي موجه للتصدير أساسا.
انعكاسات اجتماعية:
تجلت في انتشار الفقر والبطالة والأمراض وتدهور التعليم وتزايد الأمية والهجرة القروية ودور الصفيح إضافة إلى قمع الاحتجاجات والظلم والتمييز العنصري لصالح المعمرين، كما تم تكديس السكان في مناطق لا تتوفر فيها البنيات التحتية وشروط العيش الكريم واستعبادهم في ظروف قاسية.
انعكاسات سياسية:
ساد الظلم والقمع والتمييز العنصري وحرمان المواطنين من الحقوق السياسية والمدنية والوظائف الإدارية والمناصب السياسية السامية.
المقطع الثاني: المنعطف التاريخي لحركات التحرر بالجزائر وتونس وليبيا:
أولا: حركة الاستقلال بالجزائر:
أسس عبد الحميد ابن باديس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وعقدت المؤتمر الإسلامي الجزائري الذي قدم فيه ورقة ضمت مطالب بالإصلاحات السياسية )منح الحقوق واحترام الحريات وإنشاء حكومة جزائرية...( والإصلاحات الاقتصادية )احترام حقوق العمال والفلاحين ووقف نهب خيرات البلاد...( والإصلاحات الاجتماعية )محاربة الفقر والبطالة والتمييز وتأمين الحق في التعليم والصحة والسكن...( وافق مصالي الحاج على هذه المطالب باستثناء رفض اعتبار الجزائر ملحقة فرنسية وطالب بإلغاء الاستيطان وإعادة الأراضي إلى أصحابها، سار المناضل عباس فرحات على نفس المنوال وطالب بإصلاح أوضاع الجزائر عبر حزبه "الاتحاد الجزائري الشعبي".
ثانيا: حركة الاستقلال بتونس:
اجتهد عبد العزيز الثعالبي من خلال حزبه "الدستور" في مطالبة فرنسا بالقيام بالإصلاحات على أساس بنود معاهدة الحماية المُوقعة في باردو، انشق مجموعة من الأعضاء عن الحزب وأسسوا حزب "الدستور الجديد" بزعامة الحبيب بورقيبة على اعتبار أن زعماء حزب الدستور لم يحققوا الأهداف المرجوة وهي إصلاحات سياسية كمنح المزيد من الحقوق والاعتراف بالنخبة التونسية ومنحها مناصب عليا وكذا إصلاحات اقتصادية كإلغاء الثلث الاستعماري وحماية حقوق الفلاحين والعمال التونسيين وإصلاحات اجتماعية ممثلة في المساواة والتعليم والصحة والسكن.
ثالثا: حركة الاستقلال بليبيا:
قادت الحركة السنوسية المقاومة الليبية مع قائدها عمر المختار الذي رفض الاستعمار الإيطالي والاستسلام له، وطالبت هذه الحركة باستقلال ليبيا واحترام حقوق المواطنين وعدم نهب خيرات البلاد.
المقطع الثالث: التحول من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال:
أولا: عوامل التحول من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال:
استفادت الحركات الاستقلالية بكل من الجزائر وتونس وليبيا من صدور الميثاق الأطلنتي الداعي لاحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها ومن دعم الرئيس الأمريكي روزفلت في حقها في الاستقلال، كما تم استثمار استقلال فرنسا من الاحتلال الألماني لتعترف بدورها باستقلال مستعمراتها )الجزائر وتونس(، إضافة إلى الاقتداء بمصر والهند وسوريا وجنوب إفريقيا التي حققت استقلالها. كما رفضت تزايد العنف والاضطهاد والتهميش الذي مارسه المستعمر على الجزائريين والتونسيين والليبيين وعدم تلبيتها لمطالب الإصلاح وهو ما دفع حركات التحرر لاعتماد المقاومة المسلحة وتشكيل جبهات وجيش التحرير، كما تم إنشاء التحالف المغاربي من أجل الاستقلال تأثرا بدور المغرب ومحمد بن عبد الكريم الخطابي في مشروع تحرير المغرب العربي.
ثانيا: التطورات الأخيرة لاستقلال الجزائر وتونس وليبيا:
بالنسبة للجزائر:
أسس المناضل بن بلة حزب جبهة التحرير الوطني كما انضم إلى جيش التحرير وشارك في الثورة المسلحة ضد مصالح فرنسا، هذه الأخيرة وافقت على تشكيل حكومة جزائرية مؤقتة 1958، إلا المقاومة المسلحة بقيت مستمرة، ما أجبر فرنسا على توقيع اتفاقية إيفيان للاعتراف باستقلال. الجزائر وفي سنة 1962 تم إجراء استفتاء حول استقلال الجزائر الذي سيتحقق رسميا في يوليوز 1962.
بالنسبة لتونس:
قامت المقاومة التونسية بأعمال ثورية مسلحة تحت مطلب تحقيق الاستقلال، حيث . اعترف مينديس باستقلال تونس الذي حصلت عليه رسميا عام 1957.
بالنسبة لليبيا:
ناضل الليبيون مع الحركة السنوسية ضد الاستعمار الإيطالي ورفض مشروع تقسيم ليبيا وانتزاع الأراضي، فتدخلت هيئة الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية الإيطالية وخاصة أزمة الأراضي، . انطلقت المفاوضات الليبية الإيطالية سنة 1950 لتنتهي بالاعتراف الرسمي لاستقلال ليبيا سنة 1951.
خاتمة:
قدمت الحركات الاستقلالية بالجزائر وتونس وليبيا صورا رائعة للمقاومة من أجل الاستقلال، وقدمت الدرس في استحالة دوام الاستعمار أمام مقاومة الشعوب.