منهجية التعامل مع مواضيع امتحان مادة الفلسفة في السنة الثانية باكالوريا ( جميع الشعب )

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية منهجية التعامل مع مواضيع امتحان مادة الفلسفة في السنة الثانية باكالوريا ( جميع الشعب )

منهجية التعامل مع مواضيع امتحان مادة الفلسفة في السنة الثانية باكالوريا ( جميع الشعب )


****************************
الـــنــص للـتــحلـيـل و الـمـنــاقــشــة

****************************


أولا: مواصفاته

من المفترض / المفروض أن يكون النص فلسفيا أو ذا طابع فلسفي، يتضمن إشكالية فلسفية أو موقفا فلسفيا تجاه إشكالية أو فكرة ما. يتصف بالوحدة و التماسك و يرتبط بمواضيع البرنامج المقرر، يحيل على مفهوم فلسفي واحد أو أكثر، بل و قد يحيل جزئيا أو كليا على مجزوءة واحدة أو أكثر، يتراوح حجمه بين 10 و 15 سطرا. و سيكون مذيلا بعبارة تحيل على مطلبي: التحليل و المناقشة.

ثانيا: منهجية التعامل معه

بعد قراءة النص قراءات عديدة جيدة هادفة إلى استيعاب مضمونه و كذا قراءة العبارة المذيلة له و السعي لاستجلاء المطلوب منا عبرها، يجب تشغيل المسودة لتدوين كل ما خطر ببالنا و انجلى في ذهننا مما أوحته قراءتنا للنص و العبارة الواردة تحته. و بعد ذلك علينا أن نرسم خطاطة عامة لما سيكون عليه إنشاؤنا و ذلك _ استئناسا _ وفق الخطوات المنهجية التالية:

1_ المقدمة:
و يمكن أن تتضمن:
ا_ موضعة النص: أي تأطير النص ( موضوع الامتحان ) و ذلك من خلال ربطه بمجزوءة أو مجزوءتين أو أكثر و كذا ربطه داخل هذه المجزوءة أو تلك بمفهوم (باب) أو مفهومين (بابين) بل و يمكن ربطه بمحور أو محاور داخل هذا الباب (المفهوم) أو ذاك، شريطة أن تكون هناك قرائن و مؤشرات (مفاهيم/عبارات/تساؤلات...) تصل _ إما تصريحا أو تلميحا _ موضوع نص الامتحان بهذه المجزوءة أو هذا الباب (المفهوم) أو هذا المحور أو غيره... و إلا كان تأطيرنا متعسفا و قد يخرجنا عن الموضوع.
ب_ الطرح الإشكالي: و يتحدد في الكشف من خلال النص عن الأسئلة الصريحة أو الضمنية التي يسعى النص للجواب عنها و من خلال العبارة المذيلة له عن المطلوب منا القيام به. ثم _ انطلاقا من ذلك _ صياغة إشكالية (جملة من التساؤلات) ننتقل فيها من العام (المثار في الدرس: المجزوءة/الباب/المحور) إلى الخاص (المثار في النص موضوع الامتحان و العبارة المذيلة له) وذلك دون مبالغة أو تقصير.


2_ العرض:
و يجب أن يتضمن شقين و هما: التحليل و المناقشة.
ا_ التحليل: و يتضمن مجموعة من العمليات تنصب كلها على التعامل مع النص من داخله، نذكر منها أساسا:
+تحديد و تحليل الفكرة الأساسية الموجهة و الناظمة للنص أي الأطروحة التي يعرض لها النص أو يتبناها و يدافع عنها.
+تحديد و تحليل باقي الأفكار الجزئية الشارحة لأطروحة النص و المتمحورة حولها.
+تحديد و تحليل المفاهيم الأساسية للنص بالكشف عن دلالاتها و إبراز علاقاتها و تقابلاتها مع بعضها البعض و مختلف تقاطعاتها فيما بينها و كذا ربطها بمجالاتها النظرية...
+الكشف عن طريقة أو طرق النص في عرض أطروحته و إثباتها و الدفاع عنها (أو ما يسمى أحيانا بالبنية الحجاجية للنص).
ب_ المناقشة: و يمكن أن تتضمن شقين: النقد الداخلي و النقد الخارجي.
+النقد الداخلي: 
النظر في مدى تماسك البناء المنطقي للنص أي مدى الانسجام الحاصل أو المنعدم بين المقدمات المنطلق منها تصريحا و تلميحا و النتائج المتوصل إليها الظاهرة منها و المضمرة.
الوقوف على مدى قوة أساليب الإقناع المعتمدة في النص من أدلة و براهين و أمثلة و استشهادات...
+النقد الخارجي:
الكشف في الدرس (أو فيما لدينا من معارف) عن الأطروحة أو الأطروحات التي تساند أطروحة موضوع الامتحان أو تعارضها إن كليا أو جزئيا دون تعسف وذلك من أجل مناقشة هذه الأطروحة من حيث قيمتها و حدودها.


3_ الخاتمة:
و هنا يمكن اختيار إحدى الصيغ الثلاث الآتية:
إما ا_ الخروج بخلاصة تركيبية منسجمة مع منطق التحليل و المناقشة، و تمكن _ إن طلب منا ذلك _ من إبداء الرأي الشخصي بشيء من المرونة و الانفتاحية و الاحترام للرأي الآخر إيمانا بمحدودية المعارف و نسبية الحقيقة.
أو ب_ تحويل نتائج التحليل و المناقشة السابقين إلى تساؤلات إشكالية تنفتح على آفاق للتفكير أكثر رحابة بهدف تعميق معالجة الموضوع المطروح و مواصلة تدارسه.
أو ج_ الجمع و المزاوجة بين الخلاصة التركيبية من جهة و الطرح الإشكالي من جهة ثانية دون أن تتحول الخاتمة إلى اجترار و تكرار لما سبق تناوله و عرضه أثناء التحليل و المناقشة.



****************************
الـــقـــولـــة – الـــســـؤال

****************************

أولا: مواصفات القولة و السؤال

تتميز القولة بالتركيز و الكثافة و قصر الحجم. و هي ترتبط بمواضيع البرنامج المقرر إذ تحيل على مفهوم فلسفي واحد أو أكثر من مفاهيم المجزوءة، كما أنها يمكن أن تحيل على مجزوءة واحدة أو أكثر. و هي مذيلة بسؤال إشكالي أو مطلب مزدوج يحيل في مستواه الأول على مضمون القولة (الفهم و التحليل) و في مستواه الثاني على قيمتها و أبعادها (النقد و المناقشة).

ثانيا: منهجية التعامل معها.

علينا قراءة القولة مليا و العمل على فك إدغامها بالوقوف على منطوقها من جهة والمسكوت عنه فيها من جهة ثانية خاصة و أن ما تضمره القولة يؤسس لما تظهره إذ هي نتيجة لمقدمات استدلالية حجاجية غائبة _ أو مغيبة _ ينبغي الكشف عنها و استدعاؤها بغية امتلاك مضمونها و استيعابه.
كما علينا أن نفهم المطلوب منا عبر السؤال الإشكالي أو المطلب المزدوج المذيل لها بهدف رسم خطاطة أو تصميم لما سيكون عليه إنشاؤنا مسترشدين بالخطوات المنهجية التالية:

1_ المقدمة:
ا_ موضعة القولة: أي تأطير القولة ( موضوع الامتحان ) و ذلك من خلال ربطها بمجزوءة أو مجزوءتين أو أكثر و كذا ربطها داخل هذه المجزوءة أو تلك بمفهوم (باب) أو مفهومين (بابين) بل و يمكن ربطها بمحور أو محاور داخل هذا الباب (المفهوم) أو ذاك، شريطة أن تكون هناك قرائن و مؤشرات (مفاهيم/عبارات/تساؤلات...) تصل _ إما تصريحا أو تلميحا _ موضوع / مضمون القولة بهذه المجزوءة أو هذا الباب (المفهوم) أو هذا المحور أو غيره... و إلا كان تأطيرنا متعسفا و قد يخرجنا عن الموضوع.
ب_ الطرح الإشكالي: و يتمثل من جهة في إبراز المفارقات الإشكالية التي تتضمنها القولة بشكل صريح أو ضمني، و من جهة ثانية إدراك مجال السؤال المرفق بالقولة من حيث حدوده و ترابطاته و الرهانات التي يعرض لها في علاقته بالقولة. و هو مبدئيا لا يخلو من الإحالة على مطلبي الفهم (أو التحليل) و النقد (أي المناقشة).


2_ العرض:
و يتضمن شقين و هما: التحليل و المناقشة.
ا_ التحليل: و يتمثل في مجموعة من العمليات نذكر منها بالأساس
+تحويل منطوق القولة و مضمونها (أي الأطروحة المتضمنة فيها) إلى اللغة الخاصة للمترشح (التلميذ) عبر عمليات / أفعال الشرح و التفسير و التوضيح و التحليل و التوسع...
+تأويل دلالتها من خلال التركيز على أهم المصطلحات و المفاهيم المركزية التي تؤسسها مع ربط هذه المفاهيم و المصطلحات بسياقها الإشكالي و مجالها التداولي و حقلها الدلالي و مختلف إيحاءاتها و إحالاتها المرجعية الضمنية و الصريحة.
+تحليل موقف صاحب القولة بالوقوف عند الحجاج الذي تفترضه و الذي يمكن من إعادة بنائها مع تدعيمه استدلاليا و معرفيا من خلال استحضار الأطروحة أو الأطروحات المساندة له مما سبقت دراسته.
+مساءلة موقف صاحب القولة بهدف تأزيمه و محاصرته تمهيدا لمناقشته.
ب_ المناقشة: و تتمثل في النقد بشقيه الداخلي و الخارجي 
• النقد الداخلي: يتجلى أساسا في إبراز حدود صلاحية و سداد و تماسك و كفاية الموقف المتضمن في القولة مع الوقوف على النتائج غير الظاهرة في منطوقها و التي ينبغي استنباطها استنادا على قرائن و مؤشرات معينة (كالمفاهيم و الأفكار مثلا) لمعرفة رهاناتها في الحال و الاستقبال.
• النقد الخارجي:يتمظهر في استحضار الأطروحة أو الأطروحات النقيض/المضادة للأطروحة المتضمنة في القولة بعيدا عن المباغتة غير المبررة أو تصفيف الأطروحات الواحدة بجوار أو تلو الأخرى و ذلك بهدف المقارنة أو المقارعة و خلق نقاش بينها يطرح إمكانيات أخرى تفتح أفق التفكير في القولة دون تهاون ولا تحامل.


3_ الخاتمة:
و يمكن خلالها 
إما ا_ استنتاج خلاصة منسجمة مع عناصر التحليل و المناقشة السابقين.
أو ب_ الانفتاح على تساؤلات تتجاوز أطروحة القولة المدروسة و الأطروحة أو الأطروحات النقيض لها في أفق التأسيس للأطروحة التركيب و التي تتجاوز نقائصهما معا.
أو ج_ المزاوجة بين الخلاصة التركيبية العامة من جهة و الطرح الإشكالي التجاوزي من جهة ثانية بشكل ينسجم مع ما تم تناوله أثناء العرض دون تكرار أو اجترار و كذا دون حشو أو إقحام لما هو غريب عن القولة أو عن المطلوب منا تجاهها.




****************************
الــســؤال الإشــكــالــي الــمــفــتــوح

****************************


أولا: مواصفاته

السؤال الإشكالي المفتوح أو الحر لا يتخذ صيغة نمطية واحدة و إنما صيغا إشكالية متعددة إذ يمكن للسؤال الإشكالي المفتوح أن يطرح مشكلة ما في صيغة استفهامية مباشرة أو أن يعرض لإحراج أو لبس أو مفارقة فلسفية، و قد يتضمن موقفا أو أطروحة أو أكثر إما تصريحا أو تلميحا و يطلب منا الكشف عن الظاهر و المضمر من خلال تحليله و مناقشته وفق لفظ الطلب (حلل/أوضح/أبرز/قارن/ناقش...).و هو قد يحيل على مجال إشكالي لمفهوم واحد أو أكثر أو لمجزوءة واحدة أو أكثر.

ثانيا: منهجية التعامل معه

غني عن الذكر أنه ليس هناك تصور منهجي واحد يمكن اعتماده في التعامل مع السؤال الإشكالي المفتوح (الحر) نظرا لتباين صيغه و مطالبه. لذا فالأمر يتطلب اجتهادا و جهدا لا مناص منهما من طرف المترشح (التلميذ). و نحن هنا نقترح بعض الخطوات المنهجية المساعدة على مقاربة السؤال الإشكالي المفتوح و القابلة للتطوير و التطعيم و الإغناء...

1_ المقدمة:
و يمكن أن تتضمن ما يلي:
ا_ موضعة السؤال أي تأطيره ضمن سياقه النظري العام و كذا ربطه بمجزوءة أو مجزوءات معينة و داخل هذه بباب (مفهوم) أو بابين (مفهومين) بل و ربطه داخل هذه الأبواب (المفاهيم) ذاتها بالمحور أو المحاور التي يلامسها استنادا على مؤشرات و قرائن دالة على ذلك. و هذا من خلال إبراز القضايا و المفاهيم التي يحيل عليها في الدرس بهدف إبراز عناصر الإشكال و مختلف ترابطاتها في أفق إعادة صياغته و بنائه تمهيدا لمعالجته.
ب_ تفتيت و تفكيك السؤال الإشكالي المفتوح إلى أسئلة جزئية تلامس مختلف القضايا و المفاهيم التي يظهرها أو يضمرها منطوق السؤال.
ج_ الترتيب المنهجي-المنطقي للأسئلة بشكل تنازلي ننطلق فيه من العام إلى الخاص أو من الكلي إلى الجزئي أي من إشكالية المجزوءة أو المجزوءات التي يحيل عليها السؤال الإشكالي المفتوح إلى السؤال الصريح المطروح بالذات مرورا بالتساؤلات التي تثيرها مختلف المفاهيم و المحاور التي يلامسها هذا السؤال.


2_ العرض:
و يجب أن يتضمن لحظتين و هما: التحليل و المناقشة.
ا_ التحليل: و يتحقق من خلال عدة عمليات منها على سبيل التمثيل لا الحصر ما يلي:
• شرح و توضيح المفاهيم و المصطلحات الواردة في السؤال بشكل صريح و كذا التي يلمح إليها أو يحيل عليها ضمنيا.
• استحضار المعرفة الفلسفية الملائمة أي مختلف الأطروحات التي عالجت الإشكال المطروح، و هنا يجب مراعاة ما يلي:

+ عدم التقصير أو المبالغة في اختيار المادة المعرفية الموظفة للجواب على الأسئلة التي طرحناها أثناء التقديم.
+ خلق حوار افتراضي بين مختلف الأطروحات المستحضرة عوض تصفيفها بجوار بعضها البعض.
+ توخي الموضوعية و الأمانة العلمية و ذلك بإيفاء كل الأطروحات حقها من التوضيح و المحاجة و التمثيل و الاستشهاد دون إفراط و لا تفريط.
+ اعتماد البناء الحجاجي و المنطقي للمضامين الفلسفة مع تفادي الانتقال المفاجئ بين الأطروحات دون ربط منهجي-لغوي-منطقي بينها.
+ تفادي الحشو و الإطناب و الاستظهار الأمين للدرس.
ب_ المناقشة: و يمكن أن تتضمن:
• قراءة نقدية للأطروحة أو الأطروحات المتضمنة احتمالا في نص السؤال الإشكالي بالوقوف على أهمية و رهانات الأجوبة المقترحة و نوعية الحجج الداعمة المعتمدة.
• طرح إمكانيات أخرى تفتح آفاق التفكير في الموضوع-الإشكال و ذلك من خلال عرض أطروحة أو أطروحات نقيض للأطروحة المدروسة بطريقة تنسجم شكلا و مضمونا مع ما قمنا به أو قلناه إلى الآن.


3_ الخاتمة:
و يمكن أن تكون وفق إحدى الصيغ الثلاث الآتية:
إما ا_ الخروج بخلاصة تركيبية منسجمة مع منطق التحليل و المناقشة السابقين إذ تستحضر الخيط الرابط بينهما و تمكن من إبداء الرأي الشخصي _ متى طلب منا ذلك _ بشيء من المرونة و الدقة و الانفتاحية و الاحترام للرأي الآخر.
أو ب_ تحويل نتائج التحليل و المناقشة السابقين إلى تساؤلات إشكالية تنفتح على آفاق للتفكير أكثر رحابة بهدف تعميق معالجة إشكالية الموضوع المطروح.
أو ج_ المزاوجة بين الخلاصة التركيبة من جهة و الطرح الإشكالي من جهة ثانية دون تعسف و لا إطناب.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Back to top button