اللغة العربية إنّ اللغة العربية هي إحدى فروع اللغات السامية، التي تُنسب إلى سام بن نوح، وهي لغة العرب أجمعين، وهي اللغة الرسمية التي نزَّل بها الله تعالى القرآن الكريم، قال تعالى في محكم التنزيل: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"، [١]، وهي لغة مقدّسة عند المسلمين، لكونها لغة رسميّة لعبادات المسلمين كالصلاة وقراءة القرآن، وتعدُّ اللغة العربيّة إحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، حيث يتحدّث بها حوالي 465 مليون شخص في العالم، يتركّزون في الوطن العربي والدول المحيطة به، وهي لغة شعائرية دينية في معظم الكنائس المسيحية العربية، وهذا المقال سيتحدّث عن أحد علوم اللغة العربية وهو النحو، وعن علامات الإعراب الأصلية والفرعية وعن أهمية الإعراب في اللغة. علم النحو إنّ علمَ النحو هو علمٌ أُرِيد به أن ينحوَ المتكلِّم إذا تعلَّمه كلامَ العرب، وهو علمٌ استخرجه المتقدِّمون فيه مِن استقراء كلام العرب، حتى وقفوا منه على الغرض الذي قصده المبتدئون بهذه اللغة، وأول تعريف للنحو بمعناه الخاص هو تعريفُ خالد الأزهري، حيث قال: "علمٌ بأصولٍ تُعرَف بها أحوال أواخر الكلم إعرابًا وبِناءً"، وقد عرَّفَهُ ابن جني فقال: "هو انتحاءُ سَمْتِ كلام العرب في تصرُّفه؛ من إعراب وغيره؛ كالتثنية، والجمع، والتحقير، والتكسير، والإضافة، والنَّسب، والتركيب، وغير ذلك، ليلحق مَن ليس مِن أهل اللغة العربيّة بأهلها في الفصاحة، فينطق بها وإن لم يكن منهم، وإن شذَّ بعضهم عنها، رُد به إليها"، إذًا، فالنحو هو دليلٌ وسبيلٌ يصل بالمتعلم إلى أصل كلام العرب، فهو يستقرئ الكلام، ويصل إلى أصلِهِ، محللًا كلَّ تفصيلٍ في الجملة العربيّة، فتُعرف بعلم النحو أحوال الكلمات العربية؛ من حيث الإعرابُ، والبناءُ؛ أي: مِن حيث ما يعرِضُ لها في حالِ تركيبِها، فبه نعرِفُ ما يجبُ أن يكونَ عليه آخرُ الكلمةِ من رفع، أو نصب، أو جرٍّ، أو جزم، أو لزوم حالة واحدة بعد انتظامها في الجملة؛ فهو يراقِبُ الوظيفة التي تشغَلُها الكلمة في التركيب: أهيَ فاعل، أم مفعول، أم مبتدأ، أم خبر…؟، فالعنصرُ النَّحْويُّ يُساعِد على فَهْم وظيفة كلِّ كلمة في التركيب؛ لأنه يهتمُّ بدراسة العَلاقات المُطَّرِدة بين الكلمات في الجملة والوصول إلى معناها ودلالتها. [٢]. علامات الإعراب الأصلية والفرعية إنَّ من الأشياء التي لا يُشَكُّ بها أنَّ كلَّ مهتمّ باللغة العربية يعرف أنَّ علامات الإعراب في اللغة العربية تقسم إلى قسمين، وهما: علامات الإعراب الأصلية وعلامات الإعراب الفرعية، ومن الجدير بالذكر في هذا المقال هو تفصيل الفرق بين العلامات الفرعية والأصلية في الإعراب: علامات الإعراب الأصلية: إنَّ علاماتِ الإعراب الأصليّة في اللغة العربية أربع علامات وهي: علامة الضمة للرفع، وعلامة الفتحة للنَّصب، والكسرة للجرّ، والسكون للجزم، وقد وردَ تضمين هذه العلامات الأربع في ألفية ابن مالك الشهيرة حيث يقول: فارفعْ بضمٍّ وانصبَنْ فتحًا وجرْ كسرًا كذكرِ الله عبدَهُ يَسَـرْ واجزمْ بتسكينٍ وغيرِ ما ذَكَرَْ ينوبُ نحو جا أخو بني نمرْ وبقليل من التفصيل بين هذه العلامات الأربع، يتبيّن أنّ هناك مواضعَ لورودِ كلِّ حركة في سياق الجملة، وهذه المواضع بناءً على نوع الحركة هي: مواضع الرفع بالضمة: ويتم الرفع بالضمة في أربع مواضع وهي: الاسم المفرد: وهو ما دلَّ على واحد أو واحدة، نحو قول: محمدٌ رجلٌ كريم، عائشةٌ أمُّ المؤمنين. جمع تكسير: وهو ما دلَّ على ثلاثة فأكثر، مع تغيير يحدث في بنية مفرده بزيادة أو نقص، كالجموع الآتية: فنون جمع لكلمة فنّ، أوطانٌ جمع لكلمة وطن، وما شابه ذلك. جمع المؤنّث السالم: وهو ما دلَّ على ثلاثة فأكثر من الإناث، مع سلامة بناء المفرد بزيادة ألف وتاء في آخره، وكثير من النحاة يسميه الجمع بالألف والتاء الزائدتين، نحو: أثمرتِ الشجراتُ، والصلوات الخمس مكفراتٌ للذنوب. الفعل المضارع: مثالُهُ: يكتبُ الشاعر القصيدة ليلًا، تشرقُ الشمس من خلف التلال. مواضع النصب بالفتحة: ويتم النصب بالفتحة في مواضع عدة وهي: الاسم المفرد: وهي الأسماء التي محلّها النصب في الجملة، ومثاله: إنَّ اللهَ غفور رحيم، زرعتُ الحقلَ قمحًا. جمع التكسير: وهو ما دلَّ على ثلاثة فأكثر، مع تغيير يحدث في بنية مفرده بزيادة أو نقص، وما يكون حقّه النصب في الجملة، نحو: أحب النجومَ الزاهرة، وأحفظُ أسماءَ الله الحسنى. الفعل المضارع: وهو الفعل المضارع المنصوب بأحد حروف النصب، أو المنصوب بأنّ المضمرة بعد حتّى أو بعد لام التعليل، نحو: لن يضيعَ الله أجرَ من أحسنَ عملًا، حتّى يرثَ الله الأرض ومن عليها. مواضع الجرّ بالكسرة: ويتم الجرّ بالكسرة في مواضع مختلفة، وهي: الاسم المفرد: وهو الاسم الذي حقُّهُ الجر في الجملة، ومثالُهُ: صلَّيتُ في بيتِ اللهِ الحرامِ. جمع التكسير: وهو ما دلَّ على ثلاثة فأكثر، مع تغيير يحدث في بنية مفرده بزيادة أو نقص، نحو: فرض الله في الأموالِ زكاةً للفقراءِ. جمع المؤنث السالم: وهو ما دلَّ على ثلاثة فأكثر من الإناث، مع سلامة بناء المفرد بزيادة ألف وتاء في آخره، وكثير من النحاة يسميه الجمع بالألف والتاء الزائدتين، نحو : تعيشُ الأسودُ في الغاباتِ، سلمتِ التلميذةُ على الآنساتِ. موضع الجزم بالسكون: وهو الفعل المضارع صحيح الآخر، أي الذي لم ينتهِ بحرفِ علّة، والمجزوم بأداة جزم، أو المجزوم لوقوعه في جملة شرط، أو لوقوعِهِ جوابًا للطلب، ومثالُهُ: من يدرُسْ ينجحْ، لم أجدْ أحدًا صادقًا. علامات الإعراب الفرعية: ينوب عن علامات الإعراب الأصلية في اللغة العربية، علامات فرعية في مواضع مختلفة، وقد ينوبُ حرف عن حركة أصلية، أو حركة إعرابية فرعية عن حركة أصلية، أو ينوب حذف الحرف عن السكون كحذف حرف العلة أو حذف النون، ويمكن التفصيل في العلامات الفرعية بالشكل التالي: علامات الرفع الفرعية: ينوب عن الضمة علامات الرفع الفرعية التالية: الواو في جمع المذكر السالم، مثل: المجاهدون منتصرون. الواو في الأسماء الستة، مثل: حموك فاضلٌ. الألف في المثنى، مثل: وصل المسافران. ثبوت النون في الأفعال الخمسة، مثل: الطلاب يكتبون الدرس. علامات النصب الفرعية: ينوب عن الفتحة علامات النصب الفرعية التالية: الياء في جمع المذكر السالم، مثل: كرم المدير المتفوقين. الألف في الأسماء الستة، مثل: سافر أباك. الياء في المثنى، ومنه قوله تعالى: "جعل فيها زوجين اثنين". الكسرة في جمع المؤنث السالم، مثل: شكرتِ المعلمةُ الطالباتِ. حذف النون في الأفعال الخمسة، نحو: المقصران لن يفلحا. علامات الجر الفرعية: ينوب عن الكسرة علامات الجرِّ الفرعية التالية: الياء في المثنى، مثل: سلّمتُ على المُتسابِقَيْن. الياء في جمع المذكر السالم، مثل قولِهِ تعالى: "وقِيلَ بُعدًا للقومِ الظالمين". الياء في الأسماء الستة، مثل قولِهِ تعالى: "فطوّعت له نفسُهُ قتلَ أخيهِ فقتَلَه". الفتحة في الممنوع من الصرف، مثل: جلستُ مع أحمدَ. علامات الجزم الفرعية: ينوب عن السكون علامات الجزم الفرعية التالية: حذف حرف العلة من الفعل المضارع المعتل الآخر، مثل: لا تعدُ مسرعًا. حذف النون في الأفعال الخمسة، مثل: المعلمون لم يقصروا في أداء الواجب. [٣]. أهمية الإعراب في اللغة إنّ تعلّم اللغة العربية ضروريّ جدًّا للمسلمين، لأنّ اللغة العربية الفصحى هي لغة كتاب الله عزّ وجلّ، وهي هوية المسلمين التي تميزهم عن باقي الأمم، ومن هنا تظهر أهمية الإعراب في اللغة، فالإعراب يكشف المعنى المراد في الجملة العربية، وهو وسيلة لإتقان التحدّث بالعربية بشكل كامل، فمن يتلّم الإعراب يتمكن من القراءة والكتابة السليمة، ويكتسب بتعلّم الإعراب رياضة لغوية ذهنية، تعتمد على تحليل الجملة للوصول إلى معناها الأصلي، فيمتلك من أتقن الإعراب حسًّا لغويًا عاليًا، يستطيع من خلالع فهم اللغة استيعابها، وتظهر أهمية الإعراب جليّةً في إيضاح المعاني، فقد وردَ عن ابن فارس في كتابِهِ الصحابي قولُهُ: "من العلوم الجليلةٍ التي حظيت بها العرب الإعراب، الذي هو أصل الكلام، ولولاهُ ما مُيِّـزَ الفاعلُ عن المفعول، ولا المضاف عن المنعوت، ولا تعجب من استفهام ولا نعت من تأكيد". [٤]. المراجع[-] ↑ {يوسف: الآية 2} ↑ النحو العربي, ، "www.alukah.net "، اطُّلِع عليه بتاريخ 15-09-2018، بتصرُّف ↑ علامات الإعراب الأصلية والفرعية, ، "www.alfaseeh.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 15-09-2018، بتصرُّف ↑ قضية الإعراب, ، "www.albayan.ae"، اطُّلِع عليه بتاريخ 15-09-2018، بتصرُّف