مهارة تخيل حكاية عجيبة / أنشطة التقويم الإجمالي
نص الموضوع :
اكتب حكاية عجيبة يكون موضوعها الأفعال التي تخفف معاناة البؤساء ، وتحويل حياتهم التعسة إلى حياة رغد وهناء ، مستعينا بما درسته في مهارة التدريب على تخيل حكاية عجيبة التي درستها. (كتاب المختار في اللغة العربية ، ص : 189)
نموذج مقترح :
كنت جالسا في المقهى أشاهد إحدى مباريات كرة القدم ، وكان الجو شبه هادئ تتخلله بعض الأحاديث الثنائية لبعض الزبناء ، وكلمات المتسولين أو بائعي التبغ..كنت أتابع المباراة بإمعان ، فلم أعر اهتماما لمن حولي ، حتى النادل نفسه …فجأة انقطع التيار الكهربائي ، وانتهت عندنا المباراة قبل نهايتها الحقيقية..بعد لحظات اشتعل التلفاز وحده ، وعلى شاشته ظهرت صورة غريبة ومخيفة..وجه لا هو للإنسان ولا للحيوان..فزع الحاضرون فهموا بالهروب..لكن الوجه الغريب نطق بصوت ارتج له المكان : “ توقفوا .. لم أنتم خائفون ؟ يالكم من سذج تهابون مصدرا للرزق فتح الله بابه في وجوهكم..أنا هنا اليوم لعلمي بمدى معاناتكم في حياتكم..جئتكم لأقلب حياتكم رأسا على عقب.. سمعت عنكم الكثير لكن لم أتصوركم بهذه الصورة البشعة ، إنكم أتعس أناس قابلتهم على الإطلاق..أخبروني إذا ماهي امانيكم وطلباتكم؟”
تسمرت في مكاني للوهلة الأولى وخفق قلبي بسرعة جعلتني أحس أنه يوجد في كامل جسمي..لكنني سرعان ما هدأت من روعي ، وفكرت فيما قد يحمله لي كلام هذا الكائن الذي يبذو من لسانه أنه كريم ، فو ضعت صوب عيني فكرة التطوع لمكالمة هذا الوحش المخيف.
اندفعت رجلاي حتى اقتربت من جهاز التلفاز ، ثم بدأ لساني بالتحرك بين أسناني المرتعشة خوفا …قلت بصعوبة : “من أنت؟ “ أجابني : “ليس المهم من أكون ، بل المهم ماذا يمكنني أن افعل لكم أو بكم.” فقلت له : “أرجوك لا تؤذنا ، فنحن قوم مسالمون لا نريد أذية أحد .” فأجاب : “لا ، على العكس . أنا هنا لأنني أريد مساعدتكم وتغيير نمط عيشكم إلى ماهو أفضل” .. سكت قليلا ثم قلت له مبتسما : “ إذا تريد أمنياتنا يا سيدي…”
- هذا هو ما أقصده. الآن ستخبرونني بأي شيء تتمنونه وسيكون أمامكم في رمشة عين.
- حسنا ، بصراحة أنا شخصيا أريد منزلا فخما ، وسيارة ذات دفع رباعي ، وزوجة حسناء ، وعملا له مدخول جيد ، وأغلبنا ستكون هذه مطالبه ، ما عدا الأطفال والمتزوجين …فسمعت الرجال يهتف كل منهم : “طلقت زوجتي بالثلاثة”. ضحك الكائن في التلفاز وقال : “لا تكونوا قساة أيها الرجال ، فحتى زوجاتكم سيكون لهن نصيب من هذا.. فسألناه كلنا بصوت موحد : ماهو؟ أجاب : سوف أهدي لكل واحد منكم منزلا فخما ومأكولات شهية ، وخدما وأموالا ، لكن ما لا يمكنني إعطاؤه لكم هو العمل..العمل أنتم تستطيعون نيله بأنفسكم ، فهو واجبكم قبل أن يكون حقا لكم. أما ما وعدتكم به ، فاذهبوا إلى منازلكم وستجدونه بانتظاركم.
اختفى الوجه فجأة كما ظهر … نهضنا جميعا وتسابقنا نحو بيوتنا ، وكم كانت دهشتنا كبيرة عندما وجدناها قد تغيرت بشكل كبير…وجدت باب بيتنا مفتوحا فدخلت وقد هالني ما رأيت..كل ركن فيه تغير..المطبخ اتسع..الغرف تضاعفت..الحمام صار عصريا..النوافذ كذلك…الشيء الوحيد الذي بقي على حاله كان صور أبي و أمي ، التي وجدتها في غرفتي الجديدة ، تأملتها جيدا ،لكن سرعان ما وقع نظري على السرير..كان فوقه مفتاحان : الأول كان واضحا انه مفتاح باب المنزل ، لكن شكل الثاني يوحي بأنه مفتاح سيارة..فتذكرت وعود ذلك الكائن الكريم على تلفاز المقهى..، نزلت الدرج مسرعا ، فتحت الباب لأجد سيارة فخمة أمام بيتي..تفقدتها قبل أن أتجرأ على فتحها..ثم تشجعت وأدخلت المفتاح اللامع في ثقب بابها ، فإذا هو ينفتح لي كسائر الأبواب التي انفتحت لي ذلك اليوم…إلا بابا واحدا لم أفتحه بعد ، إنه باب العمل..فلم أجده إلا بعد بحث مضن استغرق مني أياما طويلة قبل أن أجده..ثم تزوجت بعد ذلك بفتاة من نفس الحي ، ذلك الحي الذي كان في ما مضى أشبه بملجأ للناجين من الحروب ، وأصبح اليوم أفخم حي بالمدينة ورمزا من رموزها.
كنت جالسا في المقهى أشاهد إحدى مباريات كرة القدم ، وكان الجو شبه هادئ تتخلله بعض الأحاديث الثنائية لبعض الزبناء ، وكلمات المتسولين أو بائعي التبغ..كنت أتابع المباراة بإمعان ، فلم أعر اهتماما لمن حولي ، حتى النادل نفسه …فجأة انقطع التيار الكهربائي ، وانتهت عندنا المباراة قبل نهايتها الحقيقية..بعد لحظات اشتعل التلفاز وحده ، وعلى شاشته ظهرت صورة غريبة ومخيفة..وجه لا هو للإنسان ولا للحيوان..فزع الحاضرون فهموا بالهروب..لكن الوجه الغريب نطق بصوت ارتج له المكان : “ توقفوا .. لم أنتم خائفون ؟ يالكم من سذج تهابون مصدرا للرزق فتح الله بابه في وجوهكم..أنا هنا اليوم لعلمي بمدى معاناتكم في حياتكم..جئتكم لأقلب حياتكم رأسا على عقب.. سمعت عنكم الكثير لكن لم أتصوركم بهذه الصورة البشعة ، إنكم أتعس أناس قابلتهم على الإطلاق..أخبروني إذا ماهي امانيكم وطلباتكم؟”
تسمرت في مكاني للوهلة الأولى وخفق قلبي بسرعة جعلتني أحس أنه يوجد في كامل جسمي..لكنني سرعان ما هدأت من روعي ، وفكرت فيما قد يحمله لي كلام هذا الكائن الذي يبذو من لسانه أنه كريم ، فو ضعت صوب عيني فكرة التطوع لمكالمة هذا الوحش المخيف.
اندفعت رجلاي حتى اقتربت من جهاز التلفاز ، ثم بدأ لساني بالتحرك بين أسناني المرتعشة خوفا …قلت بصعوبة : “من أنت؟ “ أجابني : “ليس المهم من أكون ، بل المهم ماذا يمكنني أن افعل لكم أو بكم.” فقلت له : “أرجوك لا تؤذنا ، فنحن قوم مسالمون لا نريد أذية أحد .” فأجاب : “لا ، على العكس . أنا هنا لأنني أريد مساعدتكم وتغيير نمط عيشكم إلى ماهو أفضل” .. سكت قليلا ثم قلت له مبتسما : “ إذا تريد أمنياتنا يا سيدي…”
- هذا هو ما أقصده. الآن ستخبرونني بأي شيء تتمنونه وسيكون أمامكم في رمشة عين.
- حسنا ، بصراحة أنا شخصيا أريد منزلا فخما ، وسيارة ذات دفع رباعي ، وزوجة حسناء ، وعملا له مدخول جيد ، وأغلبنا ستكون هذه مطالبه ، ما عدا الأطفال والمتزوجين …فسمعت الرجال يهتف كل منهم : “طلقت زوجتي بالثلاثة”. ضحك الكائن في التلفاز وقال : “لا تكونوا قساة أيها الرجال ، فحتى زوجاتكم سيكون لهن نصيب من هذا.. فسألناه كلنا بصوت موحد : ماهو؟ أجاب : سوف أهدي لكل واحد منكم منزلا فخما ومأكولات شهية ، وخدما وأموالا ، لكن ما لا يمكنني إعطاؤه لكم هو العمل..العمل أنتم تستطيعون نيله بأنفسكم ، فهو واجبكم قبل أن يكون حقا لكم. أما ما وعدتكم به ، فاذهبوا إلى منازلكم وستجدونه بانتظاركم.
اختفى الوجه فجأة كما ظهر … نهضنا جميعا وتسابقنا نحو بيوتنا ، وكم كانت دهشتنا كبيرة عندما وجدناها قد تغيرت بشكل كبير…وجدت باب بيتنا مفتوحا فدخلت وقد هالني ما رأيت..كل ركن فيه تغير..المطبخ اتسع..الغرف تضاعفت..الحمام صار عصريا..النوافذ كذلك…الشيء الوحيد الذي بقي على حاله كان صور أبي و أمي ، التي وجدتها في غرفتي الجديدة ، تأملتها جيدا ،لكن سرعان ما وقع نظري على السرير..كان فوقه مفتاحان : الأول كان واضحا انه مفتاح باب المنزل ، لكن شكل الثاني يوحي بأنه مفتاح سيارة..فتذكرت وعود ذلك الكائن الكريم على تلفاز المقهى..، نزلت الدرج مسرعا ، فتحت الباب لأجد سيارة فخمة أمام بيتي..تفقدتها قبل أن أتجرأ على فتحها..ثم تشجعت وأدخلت المفتاح اللامع في ثقب بابها ، فإذا هو ينفتح لي كسائر الأبواب التي انفتحت لي ذلك اليوم…إلا بابا واحدا لم أفتحه بعد ، إنه باب العمل..فلم أجده إلا بعد بحث مضن استغرق مني أياما طويلة قبل أن أجده..ثم تزوجت بعد ذلك بفتاة من نفس الحي ، ذلك الحي الذي كان في ما مضى أشبه بملجأ للناجين من الحروب ، وأصبح اليوم أفخم حي بالمدينة ورمزا من رموزها.
من إنجاز التلميذ : صلاح الدين صماد - 3/