فرض الله تعالى الصيام على المسلمين في شهر رمضان المبارك وجعله من الأركان التي لايكتمل الإيمان إلّا بها، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ)، كما أنّه جل جلاله حبّب الصيام في أيّامٍ أخرى غير شهر رمضان المبارك لما للصوم من فوائد عظيمة وأجرٍ عظيم، فقد خصّه الله تعالى للإنسان ويعطيه الأجر والثواب على القيام بهذه العبادة. كما أنّ الإسلام جاء رحمةً للعالمين، ولم يشدّد على المسلمين في أمور حياتهم أو يضيّق عليهم؛ بل على العكس تماماً حيث أعطى الرخص المختلفة التي تتناسب وظروفهم للتيسير عليهم في أداء العبادات، ومنها: رخصة الإفطار في شهر رمضان المبارك، وأوجب على الّذين أجاز لهم الإفطار الكفّارة لتصحيح الخلل الذي حصل في هذا الشهر. الأشخاص الّذين يجوز لهم الإفطار في شهر رمضان المبارك المسافر؛ فالمسلم إذا عزم على السفر لمسافة لا تقلّ عن ثمانين كيلو يجوز له الإفطار وذلك نظراً للمشقّة والتعب في السفر فأجاز له الله عزّ وجل الإفطار تخفيفاً عنه وتيسيراً له، بل جعل الله تعالى الإفطار أولى من الصوم في مثل هذه الحالة. المريض؛ أجاز الله تعالى للمريض الّذي يخاف على نفسه من الهلاك إذا صام أن يفطر، فنفس الإنسان وجسمه أمانةٌ عند العبد لله تعالى، ولا يجوز أن يهلكها بأيٍّ من الطرق، كما أنّ للمريض الذي يحتاج إلى تناول الدواء بانتظام أن يفطر في رمضان من أجل تناول دوائه. الحائض والنفساء: فقد أعطاها الله تعالى الرخصة بالإفطار في أيّام الحيض والنّفاس إلى أن تطهر. الحامل والمرضع في حال خافت على نفسها أو على جنينها من الضرر فيجوز لها الإفطار. كفّارة الصيام قال تعالى : (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ). المسافر: يجب عليه قضاء الأيّام لتي أفطرها، وإذا لم يستطع المسافر أن يقضي ما أفطره من أيّام خلال العام قبل إقبال رمضان التالي عليه إطعام مسكين عن كلّ يومٍ أفطره. المرض: إذا كان المرض مؤقّتاً فيجب على المفطر قضاء الأيام التي أفطرها إذا كان قادراً، وإذا كان المرض دائماً لا يزول ولا يستطيع العبد أن يقضي الأيام التي أفطرها فعليه إطعام مسكين عن كلّ يومٍ أفطر فيه. الحائض والنفساء والحامل والمرضع: يجب عليهنّ قضاء الأيّام التي قمن بإفطارها، وإذا لم تستطعن القضاء بعذرٍ شرعيّ وجب عليهنّ إطعام مسكين عن كل يوم أفطرن به.