مجزوءة الوضع البشري

محتويات المقال

مجزوءة الوضع البشري

مفهوم  الشخص + مفهوم الشخص من المفاهيم التي حظيت باهتمام العديد من الفلاسفة والمفكرين والعلماء في مجالات معرفية متعددة منها: علم النفس، علم الاجتماع، القانون، الأخلاق، الفلسفة... لذلك يطرح إشكالات صعبة مرتبطة بحقيقة الإنسان وما يتعلق بها من قيمته ومصيره وحريته. + الشخص هو مجموع السمات المميزة للفرد الذي هو في الأصل كيان نفسي واجتماعي متشابه مع الآخرين، ومتميز عنهم في نفس الوقت. لكن هويته ليست معطى جاهزا، بل هي خلاصة تفاعل عدة عناصر فيها ما هو بيولوجي، وما هو نفسي، وما هو اجتماعي…

المحور الأول: الشخص والهوية

الإشكالية: ما الذي يحدد الهوية الشخصية؟ على ماذا تتأسس هوية الشخص؟

المــــــــــــــــــــــــواقف

سقراط

أفلاطون

أرسطو

ديكارت

جون لوك

كانط

هيغل

فرويد

شوبنهاور

يقول: "اِعرف نفسكـ بنفسكـ" يؤكد أهمية "النفس"، ليس فقط كموضوع للمعرفة، بل أيضا بصفتها أهمَّ ما يُقَوِّمُ وجود الإنسان كذاتٍ فاعلة لها القدرة على المعرفة. فـ"الإنسان" يتحدد أساسا بما هو "نفس"، لِأن "النفس" حقيقة خالدة، في حين أن "الجسد"  عَرَضٌ فَانٍ وزائل.

يرى أنالوجود الحقيقي للْإنسان مرتبطا بنفسه الخالدة ونزوعها نحو العالم العلوي الذي يسمو على العالم السفلي (الحسي-المادي، المتغير، الناقص والمتناقض.

يذهب إلى أن جوهر الإنسان يتمثل في كونه "حيوانا ناطقا/عاقلًا"، أي بما هو "بدن" (جسم حي) و"نفس" (مبدأ مُدْرِكـ وعاقل)، حيث إن "النفس" هي "كمال الجسم الحي"، وهي أساس الجانب العاقل فيه.

الذات المفكرة، هي ما يشكل الهوية الشخصية للإنسان نظرا لكونها الحقيقة اليقينية، التي تتمخض عنها تجربة الشك.يقول:  "بديهي كل البداهي أنني أنا الذي أشك, و أنا الذي أفهم, و أنا الذي أرغب"

يربط بين الفكر والشعور من جهة، وبين الذاكرة والهوية من جهة أخرى، وبالتالي شخصية الإنسان وهويته تنبني أساسا على مسألة الذاكرة والشعور يقول: حينما نبصر شيئا أو نشم أو نتذوق أو نفكر مليا... فإننا نعرف ذلك نتيجة لقيامنا به

يرى أن هوية الشخص لا تتأسس على العقل/الفكر لأنه في نظره صفحة بيضاء و أن الوعي الحسي هو ما يجعل الشخص هو هو لأن الإنسان لا يمكن أن يفكر بمعزل عن الأفكار و المعارف التي اكتسبها و بفضل الذاكرة يستمر بإدراك وجوده.

يرى أن وجود الإنسان -من حيث هو وجود لذاته (أي وعي) يتميز عن وجود الأشياء- وبالتالي فإن "الشخص" لا يتجلى كوعي أخلاقي إلَّا من حيث كونه يمثل "روح الشعب" كمجموعة من الأعراف والقوانين التي يعرف الفرد بفضلها الخير والواجب

يرى أن اللاشعور هو الذي يحدد هوية الشخص عبر الصراع بين مكونات الجهاز النفسي الثلاث : +الأنا (المسؤول عن التوفيق بين الأنا الأعلى و الهو) . + الهو: (موطن الغرائز و الشهوات). + الأنا الأعلى: (القيم و المبادئ).

يؤكد أن أساس هوية الشخص ونواة وُجُودِهِ تتوقف على الإرادة، إرادة الحياة التي تظل ثابتة فينا حتى عندما ننسى ونتغير كلية

المحور الثاني: الشخص بوصفه قيمة

الإشكالية: أين تكمن قيمة الشخص؟ هل الشخص قيمة أخلاقية في ذاته أم مجرد وسيلة؟

المواقف

كانط

هيغل

إيمانويل مونيي

غوسدورف

راولز

الشخص غاية في ذاته، فهو ليس شيء، ومن تم لا يمكن معاملته باعتباره وسيلة نفعية لتحقيق أغراض الآخرين يقول: عندما نعتبر الشخص كذات لعقل أخلاقي عملي, سنجده يتجاوز كل سعر.

لا يستمد الشخص قيمته إلا عند امتثاله لقوانين الجماعة التي ينتمي إليها، ولا يكتسب قيمته إلا من خلال أدائه لواجباته اتجاه المجتمع

يؤكد على أن الشخص كِيَانٌ رُوحِيٌّ لا يقبل التجزيء ولا يمكن الإمساكـ به من الخارج كشيء أو موضوع. وبالتالي فإن "قيمة الشخص" تتجاوز التحديد الموضوعي كما تُجَسِّدُه الشروط التاريخية والاجتماعية والثقافية، بحيث تبدو قيمةً قُصْوَى مُتعاليةً وغيرَ مشروطةٍ، أي مطلقة وكلية، تماما كما نجد عند "كنط".

قيمة الشخص تتحدد داخل المجتمع لا خارجه، فالشخص الأخلاقي لا يتحقق بالعزلة والتعارض مع الآخرين بل العكس

: قيمة الشخص تتحدد بعضويته و كفاءته في المجتمع تتحدد قيمة الشخص انطلاقا من حريته و عضويته في المجتمع و انفتاحه على الآخرين, و كذلك من خلال كفاءاته و مهاراته العقلية, و التزامه بمبادئ الأخلاق بصفته يملك حس العدالة و الخير اللذين يدفعانه إلى بناءهما عن طريق التعاون الإجتماعي, و بصفته كائنا أخلاقيا و حرا يتساوى مع الآخرين في الحقوق و الواجبات.يقول:  ما دام الأشخاص أعضاء... داخل النظام المنصف للتعاون الإجتماعي, فإننا نسند إليهم الكفاءتين.

المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية

الإشكالية: هل الشخص ذات حرة فيما يصدر عنها من أفعال، أم أن هناك ضوابط وإكراهات تبقي حريته مشروطة؟

المواقف

باروخ إسـﭙـينوزا

سارتر

فرويد

إمانويل مونيي

الشخص ليس حرا في بناء شخصيته واختيار سلوكاته وميولاته، فذلك يتحدد وفق حتميات اللاشعور والصراع النفسي يقول الناس يظنون أنفسهم أحرارا لمجرد كونهم يعون أفعالهم و يجهلون الأسباب المتحكمة فيهم:

الشخص ذات حرة، ويتحمل مسؤولية اختياره، فهنا لا وجود لضرورة تُلزم الشخص بحتميتها وإكراهاتها

الشخص ليس حرا في بناء شخصيته واختيار سلوكاته وميولاته، فذلك يتحدد وفق حتميات اللاشعور يقول: إن الأنا مضطر إلى أن يخدم ثلاثة من السادة الأشداء

الشخص حر لأنه یقبل الظرف والوضع الذي یتواجد فیه لأن الحریة لا تتحقق إلا في مواجھة العوائق والحواجز، وعن طریق الاختیار بین عدة اختیارات والتضحیة، أي بذل جھد للتغلب على المعیقات الداخلیة والخارجیة. الحریة تتحقق داخل شروط تلزم الشخص بتأثیرھا.لیست الحریة ھي أن نفعل ما نرید وإنما أن نصارع ظروفا معیقة ونتغلب علیھا.

style="color: #111111; font-family: Arial, Tahoma, Helvetica, FreeSans, sans-serif; font-size: 14.85px;">

مفهوم  الغير إن مفهوم الغير اتخذ في التمثل الشائع معنى تنحصر دلالته في "الآخر" المتميز عن الأنا الفردية أو الجماعية (نحن). ولعل أسباب هذا التميز إما مادية (جسمية)، وإما أثنية (عرقية) أو حضارية، أو فروقا اجتماعية أو طبقية، ومن هذا المنطلق، ندرك أن مفهوم الغير في الاصطلاح الشائع يتحدد بالسلب، لأنه يشير إلى ذلك "الغير" الذي يختلف عن الأنا ويتميز عنها، ومن ثمة يمكن أن تتخذ منه الذات مواقف، بعضها إيجابي كالتآخي، والصداقة وما إلى ذلك، وأخرى سلبية كاللامبالاة، والعداء

المحور الأول: وجود الغير

الإشكالية:  هل وجود الغير ضروري أم غير ضروري؟

المواقف

ديكارت

سارتر

هيغل

ميرلوبونتي

مارتن هايدغر

جيل دولوز

أنا أفكر إذن أنا موجود، فالذات هنا لا تحتاج إلى الغير لتحديد وجودها، بل إنها ذات مفكرة واعية فاعلة وحرة، تستطيع إثبات وجودها بدون وجود للأخر

وجود الغير يهدد الذات من جهة وضروري لها من جهة أخرى، إن نظرة الغير إلينا تحرمنا من هذه الحرية وتجعلنا مجرد شيء أو عَبْدٍ يقول:  الغير هو الوسيط الذي لا غنى عنه بيني و بين نفسي.

وجود الغير ضروري لوجود الأنا، ما دام أن السيد لن يكون سيدا، إلا بوجود العبد، الذي يعترف له بهذه السيادة.

وجود الغير هو وجود مزدوج (وجود في ذاته/وجود لذاته)وجود الغير هو وجود مزدوج, فهو من جهة وجود في ذاته بحيث يتبدى للأنا كمعطى امبريقي, أي كجسد و كموضوع من مواضيع الطبيعة و أشيائها. و هو كذلك وجود لذاته لكونه ذات واعية خالصة و مقابلة لذاتي كأنا آخر, مما يجعل النفاذ إلى الغير أمرا عسيرا إن لم يكن مستحيلا.يقول:  الغير سيكون أمامي باعتباره وجودا في ذاته و من أجل ذاته.

وجود الغير مهدد لوجود الذات ما دام يحرمها من خصوصياتها، والغير مفهوم قابل لكي يطلق على كل إنسان.

يعتبر أن وجود الغير يشكل ضرورة للأنا (كما ذهب إلى ذلك أستاذه هيغل) بمعنى أن الأنا لا تتعرف على ذاتها غلا من خلال أنا أخرى تتوسط بين الأنا و النا الذاتية.

المحور الثاني: معرفة الغير

الإشكالية: هل يمكن معرفة الغير؟ وإذا كانت معرفته ممكنة فكيف تتحقق؟ وإن لم تكن ممكنة فما المانع من حصولها؟

المواقف

ماكس شلر

غاستون بيرجي

نيكولا مالبرانش

ميرلوﭙونتي

هوسرل

سارتر

معرفة الغير لا تتم إلا من خلال الإدراك الكلي، الذي يجمع بين المعطى الجسدي الخارجي وبين ما يشير إليه من أحاسيس ومشاعر باطنية نفسية

معرفة الغير غير ممكنة وذلك راجع بالأساس إلى طبيعة الذات البشرية، القائمة على حياة "العزلة والانغلاق"، التي يعيشها كل من الأنا والغير

معرفة الغير، معرفة تخمينية وافتراضية وقابلة للشك، ومن ثمة لا يمكن اعتبارها معرفة يقينية وحاسمة يقول:المعرفة التي نكونها عن الآخرين كثيرا ما تكون معرضة للخطأ.

یرى أن نظرة الغیر لا تحولني إلى موضوع، كما لا تحوله نظرتي إلى موضوع " ؛ إلا في حالة واحدة وھي أن ینغلق كل واحد في ذاته وتأملاته الفردیة.مع العلم أن ھذا الحاجز یمكن تكسیره بالتواصل، فبمجرد أن تدخل الذات في التواصل مع الغیر حتى تكف ذات الغیر عن التعالي عن الأنا، ویزول بذلك العائق الذي یعطي للغیر صورة عالم يستعصي بلوغه.

معرفة الغير ممكنة ما دام جزءا من العالم الذي أعيش فيه، وما أعرفه من الغير هو المستوى الذي يشاركني و يشابهني فيه.

معرفة الغير مستحيلة لوجود العدم بين الذوات يقولإن الكيفية الوحيدة التي يمكن أن ينكشف لي بها الغير, هي أن يتجلى لمعرفتي كموضوع.

المحور الثالث: العلاقة مع الغير

الإشكالية: ما هي العلاقة الرابطة بين الأنا والغير؟ هل هي علاقة كراهية وصراع أم علاقة صداقة واحترام؟

المواقف

أفلاطون

أريسطو

جوليا كريستيـڤا

كوجيف

هيغل

كانط

أوغيست كونت

سارتر

كونت

موريس ميرلوبونتي

تقوم الصداقة كعلاقة محبة متبادلة یبحث فیھا الأنا عما یكمله في الغیر، یتصف فیھا كل طرف بقدر كاف من الخیر أو الكمال یدفعه إلى طلب كمال أسمى،وبقدر من النقص الذي لا یحول دون طلب الكمال

يدعو إلى إحياء صداقة الفضيلة بين الناس لأنها غاية في حد ذاتها، ويؤكد على أنه لو تحققت هذه الصداقة (الفضيلة) لما احتاج الناس إلى العدالة والقانوننو يستبعد بذلك كلا من الصداقة المبنية على المنفعة و الصداقة القائمة على المتعة.

العلاقة بين الأنا و الغير هي علاقة إيجابية مبنية على الإنفتاح و التواصل. الغير ليس هو ذاك الغريب الذي يختلف عن الأنا من حيث الهوية و العرق و الدين و اللغة و بالتالي يهدد كيانه و يدفعه للدخول في علاقة صراع معه.فهذه ليست سوى فكرة غريبة مكونة لدى الأنا و تسكنه على نحو غريب, لكن إذا انفتح هذا الأنا على الآخر سوف يكتشف أنه ذات واعية تشبهه تماما, فيؤسس معه علاقة إيجابية قائمة على الإنفتاح و الحوار و التواصل, تمكنهما من بناء تجربة إنسانية مشتركة. تقول "الغريب يسكننا على نحو غريب"

أساس العلاقة الرابطة بين الفرد والغير داخل المجتمع الإنساني لا تتأسس أو تقوم على مبدأ الصداقة، المحبة، التعايش، بل على الهيمنة والتحكم والصراع بين العبد و السيد.

يؤسس للعلاقة بين الذات والغير،انطلاقا من الجدل القائم على ثنائية العبد والسيد.فكل وعي في نظره يدخل حتما في علاقة معينة مع وعي آخر،يبحث من خلالها عن الاعتراف بسيادة وعيه.إلا أن هذا الاعتراف عندما يتم،بعد انتهاء الصراع بين النوعين يفقد معناه لأنه صادر عن وعي العبد.الأمر الذي يستدعي وعي السيد إلى البحث عن صراع جديد واعتراف جديد.

الصداقة هي النموذج المثالي للعلاقة مع الغير، ومبدأ الواجب الأخلاقي يفرض على الإنسان الالتزام بمبادئ فاضلة وتوجيه إرادته نحو الخير دائما.

يدافع عن مبدأ أساسي شعاره الإنسانية والغيرية كمرجعية أساسية للعلاقة بين الأنا والغير. إن "كل شيء فينا ينتمي للإنسانية، وكل شيء يأتينا منها"

ينظر إلى الغير نظرة سلبٍ ونفي، والعلاقة مع هي علاقة تشييئية ما دام كلا منهما يتعامل مع الآخر فقط كجسم أو كموضوع أو كشيء، لا تربطه به أية صلة. فهو ذاتٌ تزاحمني في وجودي وتقلص حريتي وتفقدني تلقائيتي، ولا أشعر معه بالاطمئنان، فبمجرد نظرته إلي أُحس بالحرج والضيق والخجل، وكذلك يشعر هو اتجاهي عندما أنظر إليه. يقول سارتر: "أنا، والجحيم هم الآخرون"، مثال ذلك "النظرة" التي تشُل حركة الطفل وتُعطِّل عفويته وتُفقده تلقائيته.

إن الغيرية باعتبارها نكران للذات وتضحية من أجل الأخر هي الكفيلة بتثبيت مشاعر التعاطف و المحبة بين الناس.

العلاقة بين الأنا و الغير هي علاقة إيجابية مبنية على الإنفتاح و التواصل. العلاقة بين الأنا و الغير تكون علاقة إيجابية و مبنية على الإنفتاح و التعارف و التواصل فقط إذا خرجا عن صمتهما, حتى تتحول هذه العلاقة إلى تعايش و تطابق بينهما. فالتواصل بين الأنا و الغير لا يمكن أن يفنى, لأن اللاتواصل في حد ذاته هو نوع من التواصل, و اللاتعاطف يعيق التواصل فقط و لا ينفيه. يقول:  الإمتناع عن التواصل هو نوع من التواصل.

مفهوم  التاريخ

المحور الأول: المعرف التاريخية

الإشكالية: ما طبيعة المعرفة التاريخية؟ هل هي معرفة موضوعية وعلمية أم أنها مجرد معرفة إنشائية وتخيُّلية على شاكلة المعرفة التي يُقدِّمها الأدب والفن؟ هل يُمكن بناء معرفة حقيقية بأحداث الماضي الإنساني في خصوصيتها الزمنية وحضورها البشري؟

المواقف

ابن خلدون.

هنري مارو

غرانجي

بول ريكور

ريمون ارون

يرى أن "التاريخ" يتعلق بـ"العمران البشري في الأرض" الذي هو "أحوال الاجتماع الإنساني"، وبالتالي فإن قيام "التاريخ" كمعرفة علمية يتطلب بناءه على "علم العمران الإنساني" الذي هو "علم الاجتماع" كعلم يدرس وقائع العمران لاستخلاص أصوله وقواعده التي بدونها لا يمكن إدراك طبيعة الحوادث التاريخية.

المعرفة التاريخية هي معرفة علمية مكونة عن الماضي. المعرفة التاريخية هي معرفة علمية مكونة عن الماضي. فالتاريخ ليس سردا أو عملا أدبيا لإعادة حكي الماضي, كما هو ليس ببحث أو دراسة يجريها المؤرخ, بل إنه معرفة علمية دقيقة و منظمة و صحيحة و حقيقية, مما يجعلها تتعارض مع المعارف الطوباوية و المثالية. يقول: التاريخ هو المعرفة العلمية المكونة عن الماضي.

التاريخ ليس مجرد جنس من الاجناس الادبية بل معرفة نظرية بدون ممارسة تتارجح بين الأدب والايديولوجيا

كتابة التاريخ مسالة صعبة، فمعرفتنا بالتاريخ لا تعد حقيقة مطلقة بل هي معرفة نسبية غير أنها ومع ذلك تعد معرفة علمية موضوعية.

معرفة الإنسان بالتاريخ عملية صعبة ما دامت تعتمد على استخراج دلالة الوثائق والمعطيات والآثار المنتسبة إلى الماضي، فالمؤرخ مطالب بالتزام الموضوعية وأن يعيش على المستوى الذهني في اللحظة التاريخية التي يريد أن يدرسها.  وبتعبير أوضح، ستظل المعرفة التاريخية غير قادرة على جعل المعاصرين يستشعرون فهم الناس الذين عاشوا في الماضي لحياتهم والطريقة التي كانوا يتمثلون بها سلوكياتهم وأفكارهم. يقول:التاريخ و المعرفة التاريخية لا ينتجان أوهاما, بل يحكيان و يعيدان ما مضى و ما سيأتي.

المحور الثاني: التاريخ وفكرة التقدم

الإشكالية: كيف تتم الحركة التاريخية؟ هل على صورة مجموعة من التحولات المتدرجة والتراكمات التقدمية أم أنها مجموعة من التطورات المتقطعة وغير الخَطِّية؟ ما معنى "التقدم" في التاريخ الإنساني؟ هل هو تطور خطي، مستمر وضروري أم أنه سيرورة تراكمية تَتَّسم بالانقطاع والانحراف والتعرج؟

المواقف

إدوارد هاليت كار

كلود ليفي-ستروس

ماركوز

كارل ماركس

أرون

ميرلوبونتي

ابن خلدون

يرى أن الاكتساب الاجتماعي هو مصدر "التقدم" في التاريخ. ومن هنا، فلا داعي لتصور "التقدم" كحركة لها بداية ونهاية محدَّدتين. بحيث أن القول بأن التاريخ له طابع أُخْروي يُعدُّ افتراضا دينيا يُلائم "علم اللاهوت". ولا سبيل للاحتفاظ بفكرة "التقدم" في التاريخ إلا بالنظر إليه كعملية تُودِعُ فيها العصورُ المتعاقبة، من جيل إلى جيل، أي أن "التقدم" في التاريخ ليس استمرارا في الزمان والمكان.

التاريخ يتقدم عبر الطفرات و الوثبات التقدم في التاريخ لا يسير وفق وتيرة متواصلة و مستمرة و مسترسلة بشكل تصاعدي و سلمي, و إنما يتقدم عبر مجموعة من الطفرات أو القطائع الإبستيمولوجية, أي أنه يصعد و يتقدم تارة, و ينزل و يتأخر تارة أخرى. و هكذا يصير خاضعا لقانون الطفرة بدل التطول السلمي.يقول :التقدم ليس ضروريا و لا متواصلا, فهو ينشأ عن قفزات و وثبات.

شهد التاريخ اساسا نوعين من التقدم : تقدم كمي- تقني- وتقدم كيفي-السير نحو تحقيق الحرية الانسانية-

التاريخ يتقدم عبر الصراع الطبقي (السوسيو اقتصادي) التقدم في التاريخ يسير وفق خط مرسوم من طرف: البنية الفوقية التي تمثل الإيديولوجيا و أشكال الوعي المختلفة, و من طرف البنية التحتيةالتي تجسد الواقع السوسيو اقتصادي, و تضم كلا من قوى الإنتاج (أدوات و وسائل الإنتاج) و علاقات الإنتاج (طريقة تنظيم المجتمع) اللذين يشكلان معا نمط الإنتاج, و أي تغير بينهما يخلق صراعا طبقيا (الصراع السوسيو اقتصادي) يشكل المحرك الأساسي للتاريخ. يقول : ليس وعي الناس ما يحدد وجودهم, بل وجودهم هو الذي يحدد وعيهم.

التقدم التاريخي احتفاظ وتجديد اي استجابة لاعمال الجيل السالف واضافة اشياء اخرى له.

تسلسل أحداث التاريخ يجعلها خاضعة لمنطق يتصف بكونه منفتحا على احتمالات جديدة، ولهذا لا يمكن الحكم على التاريخ لأنه خاضع لمبدأ السببية الحتمية.

التاریخ لا یعرف التقدم وإنما ھو دوري، تكراري، وفق نفس المراحل، وھذا ما تثبته نظریة العصبیة القائمة فالبداية هي الفتوة أو النشأة ثم القوة واكتساب السیادة وبعد الغنى والترف تحل الشیخوخة ثم الاندثار.

المحور الثالث: دور الإنسان في التاريخ

الإشكالية: ما هو الدور الذي يلعبه الإنسان ككائن فاعل في التاريخ؟ هل التاريخ من صنع الإنسان كفاعل اجتماعي وتاريخي أم أن الإنسان لا يفعل في التاريخ إلا بالقدر الذي يُعَدُّ هو نفسه نِتَاجًا لتاريخه الخاص في ارتباطه بالتاريخ العام للإنسانية؟

المواقف

لوسيان غولدمان

كارل ماركس

سارتر

إلتوسير

هيغل

أن الإنسان هو صانع للتاريخ وفاعل فيه.

الإنسان يصنع التاريخ انطلاقا من شروطه السابقة أي أن الإنسان يصنع تاريخه الخاص, لكن ليس بشكل عشوائي أو باختيار منه, بل بفعل شروط واقعية و مادية معطاة مسبقا و موروثة عن الماضي, أي أنه محكوم بحيثيات اقتصادية و اجتماعية خارجة عن إرادته. و هذه الحتمية تتمثل في الصراع الطبقي و هي التي تعتبر محركا للتاريخ و صانعا للأحداث و مشكلا للمجتمعات.يقول:  الناس هم الذين يصنعون تاريخهم الخاص... ضمن شروط معطاة مسبقا.

الإنسان يصنع التاريخ بنفسه و من دون ثشروط سابقة الناس يصنعون التاريخ, لكن بدون شروطهم السابقة المادية و الإقتصادية التي تعرفها البنية التحتية, و إنما المسؤول عن ذلك هو الإنسان نفسه الذي يعد فاعلا في التاريخ و مجرد مشروع فيه, مما يعني أن صنع التاريخ هو ممارسة و عمل يخصان الإنسان دون غيره, و أن هذه الممارسة الإنسانية تتجاوز الشروط السابقة و تحتفظ بها في نفس الآن. يقول: الناس هم اللذين يصنعون التاريخ, و ليس شروطهم السابقة.

التاريخ هو من يصنع نفسه وليس الابطال من الناس فما هم سوى منفذين لما اراده التاريخ

ليس الانسان سوى وسيلة في يد التاريخ، إن التاريخ بمكره يوهمه أنه صانع التاريخ غير انه لا ينفد سوى ارادة التاريخ وفق مسار الروح المطلق .