مفهوم النّافلة تعرّف النّافلة لغةً بالرّجوع إلى الجذر الثلاثيّ نفّل، إذ تعني الزّيادة، والنّفل والنّافلة، ما يفعله الإنسان مما لا يجب عليه.[١]عرّفت النّافلة إصطلاحاً بعدّة معانٍ منها:[١] عرّفها إبراهيم الحلبيّ الحنفيّ، بأنّها العبادة التي ليست بفرضٍ ولا واجبٍ، فهي العبادة الزّائدة على ما هو واجب. عرّفها الدُّسوقي، بأنَّها ما فعله النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولم يداوم عليه، أي فعله في بعض الأحيان وتركه في بعضها. عرّفها الشّافعيّ قال: النفل هو ما عدا الفرض أي من الصّلاة وغيرها كالصّوم والصّدقة، وهو ما طلبه الشّارع طلباً غير جازم. عدد ركعات النوافل للصلوات الخمس اختلفت المذاهب الفقهيّة الثلاثة الشّافعيُّ، والحنبليُّ، والحنفيُّ على تحديد مقدار عدد ركعات النّوافل للصلوات الخمس، أمَّا المذهب المالكيّ فاتّجه إلى عدم تحديد عدد للسّنن فيكفي صلاة ركعتين في كلّ وقت، والأولى صلاة أربع ركعات إلا المغرب فالأفضل صلاة ستّ ركعات، وركعات النّوافل لكل صلاة في المذاهب الثّلاثة كالآتي:[٢] سنة الفجر: اتفقت المذاهب القفقهيّة على أنَّ سنّة الفجر ركعتان قبل أداء الفرض، وهي من آكد السّنن وأفضلها، ودليل ذلك قول السيّدة عائشة رضي الله عنها: (إِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِل أَشَدَّ مِنْهُ تَعَاهُدًا عَلَى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ)[٣]. سنّة الظّهر: عند المذهبين الشّافعيّ والحنبليّ أقلّها ركعتان قبل الفرض روكعتان بعده، والأفضل صلاة أربع ركعات قبل الفرض، وركعتان بعده، وقول المذهب الحنبليّ صلاة أربع ركعات قبل الظّهر بتسليمة واحدة. سنّة العصر: صلاة العصر ليس لها سننٌ مؤكدة، ولكن المذاهب الفقهيّة الأربعة أجمعت على أنّه يستحبُّ أداء أربع ركعات قبل صلاة العصر. سنّة المغرب: اتّفق الفقهاء على أنَّ سنّة صلاة المغرب ركعتان بعد الصّلاة، سنّةٌ مؤكدّة، وفي المذهب الحنفيّ والمالكيّ استحبّوا الزّيادة إلى ستّ ركعات. سنّة العشاء: ركعتان بعد صلاة العشاء سنّةٌ مؤكدّةٌ، وفي المذهب الشافعيّ والحنبليّ والحنفيّ من المستحبّ أداء أربع ركعاتٍ قبل العشاء أوربعٌ بعده. الوتر: صلاة الوتر واجبٌ دون الفرض وأعلى من النّفل عند المذهب الحنفيّ، وفي المذاهب الأخرى سنّةٌ مؤكدة، والمذهبين الشافعيّ والحنبليّ صرّحا بأنة صلاة الوتر من السّنن الرّواتب وأنَّه أفضلها وأكثرها تأكيداً مثل سنّة الفجر. سنّة الجمعة: عند المذهب الشّافعيّ أقلّ السّنة في الجمعة ركعتان قبلها وركعتان بعدها، والافضل أداء أربع ركعات قبلها وأربعٌ بعدها، وعند المذهب الحنفي أربع ركعات قبلها وأربعٌ بعدها، والدّليل على ذلك قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُصَلِّياً بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَل أَرْبَعاً)[٤]، أما المذهبان المالكيّ والحنبليّ فلم يحددان عدداً لسنّة الجمعة. فضائل النّفل دلّت السّنة النبوية على أنَّ أداء النّوافل بعد أداء الفرائض يفضي إلى محبّة الله تعالى لعبده وصيرورته من جملة أوليائه الذين يحبُّهم ويحبّونه، إذ يقسم أولياء الله المقرّبين إلى قسمين هما: من تقرّب إلى الله بأداء الفرائض ويشمل ذلك فعل الواجبات وترك المحرّمات، والنّوع الثّاني من تقرّب إلى الله بالنّوافل بعد الفرائض، كثرة تلاوة القرآن وسماعه بتدبّر وتفكّر[٥]. المراجع ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1404-14027 هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، صفحة 100، جزء 41. ↑ مجموعة من المؤلفين (1404-14027 هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 277-279، جزء 25. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1163، حديث صحيح. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 881، حديث صحيح. ↑ مجموعة من المؤلفين (1404-14027 هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، صفحة 101-102، جزء 41. بتصرّف.